الرواد الكبار في جولة في مدينة الحصن

clip_image002_07fd7.jpg

clip_image004_6de6d.jpg

clip_image006_66cb6.jpg

   بدعوة من اللجنة الثقافية في نادي الحصن الرياضي والثقافي، كنت أشد الرّحال قادما من ربوع بلدتي جيوس في شمال الضفة المحتلة من فلسطين الحالمة بفجر الحرية، لأشارك باستقبال منتدى الرواد الكبار القادم من عمَّان والتجوال معهم في مدينة الحصن  من ضمن البرنامج الثقافي للمنتدى القائم على التجوال في مناطق الأردن الجميل تحت عنوان "ذاكرة مكان"، وكان اعتزاز لي أن أشارك أحبتي في الحصن هذه الجولة وهذا البرنامج، فمنذ زرت الحصن عدة مرات وكتبت عنها سلسلة مقالات نشرتها الصحف بكثافة وأحبتي في الحصن لا يتركون مناسبة الا ويدعوني إليها كما ابن للمدينة، وكلما كان الوقت والظرف يسمح لا أتأخر عن تلبية الدعوة.

   حضر الوفد من عمَّان وكانت فرصة جميلة أن ألتقيهم فمنهم أصدقاء ومنهم من التقيتهم خلال ندوات وأمسيات ثقافية تعقد في منتدى الرواد الكبار، وكان على رأس الوفد السيدة هيفاء البشير مدير المنتدى هذه السيدة التي لا تكل ولا تمل عن النشاط في رسالة آمنت بها، والسيدة ميسون العرموطي رئيس جمعية الأسرة البيضاء التي تعمل على العناية بكبار السن وتوفير البرامج التي تملأ فراغهم بدلا من أن يعيشوا بوحدة وفراغ بانتظار الرحيل، وكذلك شعلة المنتدى الكاتبة والروائية والشاعرة سحر ملص مدير البرنامج الثقافي بالملتقى وعدد من أعضاء الجمعية وفنانين وفنانات يبوحون بالريشة بوح أرواحهم.

   بدأ البرنامج بعد احتساء القهوة بجولة في المعرض التشكيلي وبعض من منحوتات الفنان الكبير د. كرام النمري ولوحات الفنانة التشكيلية رنا حتاملة ونواة المكتبة التي بدأ إنشائها، ومن ثم بدأت رحلة التجوال في مدينة الحصن بزيارة لمرتفع يعرف باسم المطل لإشرافه على الحصن بمشهد بانورامي شامل، حيث تحدث الصديق باسل النمري للوفد باختصار عن الحصن ومعالمها وتاريخها، وكما عادة أهل الحصن بالكرم المتأصل أصرّ أحد الجيران "بيت الريحاني" على استضافة الوفد واستضافتنا في بيته لاحتساء القهوة، وبعد القهوة توجهنا والوفد إلى متحف الأديب والفيلسوف الراحل أديب عباسي حيث كانت السيدة يسرى العباسي شقيقة الفقيد بالاستقبال، ومن هناك إلى كنيسة ودير اللاتين التي تروي بعض من حكايات الحصن، حيث رافق الوفد القائمين على الدير وشرحوا عن اللوحات الفنية وبعض من تاريخ الحصن، ليتم التوجه بعدها إلى متحف الحصن الثقافي حيث كان بالاستقبال السيد سامح الحتاملة وهو الذي أنشأ المتحف بالكامل بجهد شخصي، وهذا المتحف يروي الحكاية التراثية للحصن من كافة النواحي من أدوات وألبسة ووثائق تراثية، وبعد جولة في المتحف اتجهنا لتل الحصن وهو تل تراكمي يحتوي بداخله تاريخ وتراث الحصن ومنه اتجهنا للبركة الرومانية التي كانت تروي الحصن بأكملها، لتختتم الجولة بعد اختصار في البرنامج حيث كان المقرر زيارة بيت عصفور التراثي ودير الروم الأرثوذكس وهو أقدم دير في الأردن وبعض المواقع الأخرى التي تروي تاريخ الحصن.

   إلى متنزه القناطر كان التوجه لدعوة الغداء التراثية والتي حرصت اللجنة الثقافية على تقديم الوجبات التراثية فيها من المنسف الى المكمورة مرورا بالتشعاجيل وغيرها من وجبات تراثية وشعبية، وبعد الغداء كان التوجه مجددا إلى نادي الحصن الثقافي لأمسية مختصرة رحب بها رئيس النادي بالحضور وتحدث عريف الحفل الشاعر مهدي نصير فيها كما تحدثت السيدة هيفاء البشير  وأعربت عن سرور الوفد بهذه الزيارة وتحدثت عن منتدى الرواد الكبار ودوره ودور جمعية الأسرة البيضاء وأعلنت أن المنتدى سيقوم بتقديم مجموعة من الكتب هدية لمكتبة النادي، وألقى الشاعر نايف أبو عبيد بعض من قصائده وتحدث د. سليمان الأزرعي عن التاريخ الثقافي والأدبي في الحصن لتختم الكلمات الروائية والشاعرة سحر ملص بكلمات وجدانية عن الحصن اثارت المشاعر، وفي نهاية الأمسية قدم الفنان غسان عباسي وصلة جميلة من معزوفاته وأغنياته.

   اختتم الحفل بتقديم رئيس النادي درع تكريمي لمنتدى الرواد الكبار، وقدمت السيدة هيفاء البشير درع تكريمي لنادي الحصن، ومن ثم غادر الوفد مدينة الحصن بمثل ما استقبل فيه من حفاوة، وغادرت وزوجتي مدينة الحصن مساءً بعد زيارة لبيت صديقنا أبو حسين "محمد الحتاملة" والفنانة التشكيلية رنا حتاملة وتلبية دعوة اللجنة الثقافية لنادي الحصن ليوم كامل في رحاب الحصن التي تسكن مني القلب والروح.

وسوم: العدد 824