سياحة في كوردستان العراق

قرية أرزا ..موطن ميلاد الشاعر الكوردي (بكر بك الارزي) وربيع كوردستان وجبل متين..استوطنت قبل الميلاد!

Adsgfhdgh9571.jpg

Adsgfhdgh9572.jpg

Adsgfhdgh9573.jpg

تقع قرية أرزا الساحرة على سفح جبل متين في كوردستان العراق ويبلغ عدد ساكنتها 146 نسمة، تبعد عن مركز مدينة دهوك 65 كيلومتراً..عاشت القرية مراحلاً من النضال والبطولات والترحيل والتهجير القسري! ارتبط اسم القرية باسم الشاعر الكوردي الكبير (بكر بك الأرزي 1740_1840) ميلادية واجمل من كتب قصائداً في الوصف ويعده الكتاب والنقاد بأنه احد اعمدة شعراء الوصف. كان الشاعر (بكر بك الارزي) آخر احلام الشاعر الكوردي الراحل (صديق شرو) بأن يغدو السيناريو الذي كتبه حول الشاعر المنسي (الارزي) عملا سينمائيا او تلفزيونيا ولكنه يلتحق بركب (الارزي) ولم يتحقق حلمه. تكثر ساكنة القرية صيفا وربيعا نظرا لسحر الاجواء والهواء النقي والمناظر الخلابة وتكثر حقول الفواكهة ومنها الجوز والرمان والتين له سمعة طيبة في المنطقة ، تضم القرية الكثير من الينابيع والنبع الرئيسي في قلب القرية له اطلالة ساحرة على فضاء واسع ..زرت قبرالشاعر الراحل (الارزي) في مقبرته وقد شيد اهل القرية اسوار وباب المقبرة حفاظاً على هذا الارث الانساني الكبير! خلال جولتي في القرية اخبرني احد ساكنة القرية بانه تم تشييد مدرسة القرية الحديثة عام 1996 وخلال الحفريات تم العثور على بقايا عظام ومجوهرات زينة معدنية وهذا دليل بان هناك اقواماً قد استوطنت المنطقة قبل الميلاد. اعتمد اهل القرية على انتاج المحاصيل الزراعية واما والد صديق لي تحدث لي حين علم باني كنت من سكنة الموصل بانه كان يسكن شارع الفاروق وبدأ بسرد ذكرياته الجميلة من الزمن الجميل وقال كلنا مدينون للموصل وهذا هو ديدن الكوردي الاصيل!

انتشرت جالية كبيرة من الأزريين خلال التسعينيات وقرننا الحالي في العالم ، التاريخ الحديث للقرية بدأ من تاريخ الشاعر (بكر بك الارزي) والذي يعدونه القرويون بانه عهد جديد للقرية. سكنت القرية البكوات والامراء ووصولا للاغوات. لقد كانت القرية تحمل اسما اخر وهو (سيده ركى) وتعني الابواب الثلاثة وهذا ما تم ذكره في مصدر، في كتاب! تمت تسمية (ارزا) كما قال مختار القرية العم علي نوري نسبة الى حقول الرز التي كانت تنتشر بكثافة في القرية وتحدث لي بنبرة حزينة عن الشاعر الراحل صديق شرو حين قال لاهل القرية تمثال بكر بك الارزي يكلف فقط 60 الف دينار فهل هذا بكثير على شاعر عملاق؟

اردف المختار حديثه بأن هناك ثلة من حكماء وعقلاء ارزيين عاشوا فيها ومنهم خدر بك، سعدي بك، موسى بك، وكانت أرزا تعد مرجعاً للعلماء!

القريتان (بانكا وارزا) اسمان متلاصقان ببعضهما البعض بالرغم من ان هناك قرى اقرب الى ارزا من بانكا المشهورة بقرية الاسياد . لقد كان الجامع له الدور البارز في نشر الثقافة الانسانية في القرية ..ظلت القرية مركزاً للثورة الكوردية والمناضلين لغاية عام 1988 لحين ان غدت هدفا لعمليات الانفال السيئة الصيت. كانت قلعة الشاعر (بكر بك الارزي) محل اقامته وتحيط بها البساتين وفي غربها قرية (ديهي) وكان يزرع في بستانه التبغ وكتب قصيدة في التبغ ،كان الشاعر يعشق الرمان ومن خلال اشعاره دلالة بان الشاعر كان يعشق مهنة النجارة ايضا!

لقد هدم جيش الامير محمد الراوندوزي قلعة الشاعر الارزي حين اندلعت الحرب بين امارة بهدينان وسوران واليوم غدت قلعة الشاعر نقطة حراسة عسكرية ..

واخيراً قلعة الشاعر الالماني الكبير ريلكي في مدينة تريست الايطالية غدت قبلة لعشاق الشعر والرحلات في العالم وقلعة الشاعر بكر بك الارزي ثكنة عسكرية تحمي القرية!

قرية أرزا تستحق الكثير ولانها تضم ارث الانسانية.

وسوم: العدد 957