فَاتِنَتِي مَنْبِجُ

بَعضُ صُور مَدينة منبجَ في الثمانيناتِ والتسعيناتِ المِيلادِيَّة

1- خُذْنِي إلى بَلَدِي الجَمِيلِ السَّجْسَجِ         يا جَمْرَ وَجْدِي! لِلحَبِيبَةِ مَنْبِجِ

2- بَلدِ العَرَاقةِ، والأصالةِ ، والهُدى           وسَلامةٍ في فِطرة ، في مَنهَجِ

*********

3- بَلَدِ الحَديثِ وأهله الكُثْرِ الأولَى         خَدَمُوا لِسُنَّة مُصطفانا الأبْهَجِ

4- أمثالُ حاجِبِ وابنِ أصبَغَ مَعْ عُمَرْ

         عَبْدَانَ ذا الطائي الشهيرِ المَنْبِجِي

*********

5- بَلَدُ الوليد ؛ البُحتُريِّ   المُرتقي         في شعره الباهي لأعلى مَدْرَجِ

6- و أبي فِراسِ ؛ بِشعره و فُرُوسَةٍ         مَعَ دَوْقَلَةْ ؛   بِيتيمةٍ كَالزِّبْرِجِ

7- وغُزيل ، وأبي ضِيا مَن حَلَّقَا         بسماء شعرٍ مَعْ وُضوحِ المَنهجِ

8- و محمد المرعي، ونيفي، جاسم       وابن السلامة مبدع الشعر الشجِي

9- و سِواهمو شُعراءُ   كثرٌ عدُّهم       صَعبٌ علي يَشُقُّ بلْ هُوَ مُحْرِجِي

*********

10- خذني لرحب ربوعها يا صاحبي     دعني   أشمَّ   لِتُربِها   المُتَأرِّجِ

11- عُجْ بي على شيخ الشآمِ بعصره     في ربعها شَيخي عقيلِ المنبجي

12- اللهَ ما أحْلَى   رُبوعَ "زِيَارَةٍ"!       في مَسجدٍ لِلشَّوقِ خيرِ مُهَيِّج

13- و الشيخُ جُمْعَةُ ما ألَذَّ حَدِيثَهُ!

       في خُطبةٍ ، أو دَرسِه العَذْبِ الشَّجِي

*********

1

14- خُذني إلى حاراتها ، و بَسَاتِنٍ         غُنَّاءَ ساحِرةٍ ، كطرفٍ أدعجِ

15- لِمَساجدٍ عمرت   بذكر إلهنا           و تَعلُّمٍ ، و عِبادةٍ ، في مَنهجِ

16- إنْ أنْسَ لا أنس العَلائي رَحْبَه         والنُّورَ، مِثلَ الخَير سامِي المَدْرَجِ

17- و كذلك الصديق في شرقيها         و كذا الرفاعي في جنوبي منبج

18- وكذا الحسين شمالَهَا كم قد أمَمْـ       ـتُ رِحَابَهُ ؛ لِخَطابَةٍ في مدرج

19- أمَّا الكبيرُ فإنه   مِثْلُ اسْمِه         بالشيخ جمعة - كالمليك- مُتَوَّجِ

*********

20- سقيا لأيامٍ - قضيتُ- بمنبج       مِثلَ الخيال مضت؛ كطيف مُبهِجِ

21- بربوع مدرسة ؛ بأرقم عِزَّةٍ         إذ نجتني   ثَمَرَ العُلومِ   النُّضَّجِ

22- و أساتذٍ غُرٍّ تَشِعُّ   وُجُوهُهم         نُورًا ، مع العلم الغَزير المُثْلِجِ

23- و بليلة الإثنين ،   ذِكرُ إلهنا         يتألق الإنشادُ بالصوت الشجِيّ

24- بِسَماعِ إنشادٍ   بإرشادٍ   مَعًا         يُحيِي النُّفُوسَ   فترتقي بِتَدَرُّجِ

25- للعالم الأسنى ؛ لأشواق اللقا         بِتَهَزُّزِ الأرواحِ - ذاكَ- المُبْهِج

*********

26- سُقْيًا   لأيامِ احتفال !   ضَمَّنَا         في   مَحفِلٍ   مُتَألِّقٍ     مُتَوهِّجِ

27- في مولد، ذكرى لمعراج النبي       أو ليلة القدر العظيمة في المَجِي

28- نُحيي   لَيَالِيَها   بربع زيارةٍ       في مسجد بِذَرَا عقيل المنبجي

29- في رحبه حينا ، و حينا غيره          نمضي فنحييها بـ"جامع منبج"

30- والشيخ جمعة مشرق في حفلنا         كالكوكب الدُّرِّيْ بِوَجهٍ زِبْرِجِيّ

31- وابنُ الغُزَيِّلِ هادِرٌ في حفلنا         في صوته ، و خِطَابه المُتَدَبِّجِ

32- بطرائف و لطائف يأتي بها         تُحيي النفوسَ كصندل أو أتْرُجِ

33- نُصغي إلى شدو البلابل خُشَّعًا         تشدو بمدح المصطفى ؛ بِتَغنُّجِ

2

34- نصغي لمحيي الدين اِبنِ سَفيرةٍ         مُحيي القلوبِ بِشدْوِه ذا المُبهِجِ

35- وكذا ابن نعمة مع حسين رينة       في فرقة الإنشاد والصوت الشَّجِي

*********

36- إن أنس لا أنس"السَّرَايَ" بمنبج       بيت الحكومة ذي الرخام الأبهج

37- و"مَوالِحُ الصَّحَّافِ" مَشهُورٌ بها       و لِكُلِّ شارٍ منه   خَيرُ مُفرَّجِ

38- مِن أجْلِ تسليةِ الفتَى أو نُزهَةٍ       برُبُوعها الخضراءِ ذاتِ تَمَوُّجِ

39- لم أنس عَكَّاش المُصَوِّرَ شَرْقَهَا     للناس - في دُكَّانه - لِلمُرْتَجِي

40- حتى مجاذيبٌ   بها   لم أنسهم     كـ "أبي حُمَيدي"مُضحِكٍ ومُهَرِّجِ

41- و"جلالهم"، و"أبي العساكر"ناظرا     هُ ؛ يُحَدِّقَانِ   بِحِدَّةٍ   في مَحْدَجِ؟!

42- و"المَلْعَبُ البَلَدِيُّ" - في غَرْبِيِّها       بمكانِ "هِيرَا" -   مُتْعَةُ المُتَفَرِّجِ

43- يا من أتيت لـ "مسجد النور" اتَّئِدْ     لِـ "أبي هِلَالٍ" ذي الفلافل عَرِّجِ

44- لِمُعلِّمَينا الحُوتِ، صُبحِي مَنزِلٌ     قُرْبَ العَلائي الجامِعِ المُتَوَهِّجِ

45- بيت الغزيل أحمرٌ ؛ باب   له     قرب الزيارة من عقيل المنبجي

*********

46- من ينسَ نعيَ الناس من أمواتنا         فيها بصوت "الرينة" المُتَهَدِّجِ

47- خَلْفَ "الكبير" مُلَعْلِعًا فتقفُّ أشـ         ـعارٌ ، و أجساد   لنا ، بِتَرَجْرُجِ

48- "سُبحان حَيٍّ لا يَمُوتُ ، جلالُه         ذو العِزِّ والجَبَرُوتِ ، عَزَّ بِمنهَج

49- فالكلُّ يفنى ، غيرَ رَبٍّ واحدٍ           قهارُ كُلِّ الناسِ" دُونَ تَلَجْلُجِ

50- مِن بَعد ذاكَ   يُذيعُه   لِثَلاثةٍ           اسمَ النَّعِيِّ و نِسْبةً مَعْ مَخرَجِ

51- لِجَنازةٍ ، و صَلاتِها و عَزائِها           مَعَ وقتِها ، و مَكانِها   لِلمَدرَجِ

*********

3

52- و"المَركَزُ العَرَبيّْ الثقافيّْ" شامخٌ       قُربَ البَريدِ ومَخفرٍ في مَنبجِ

53- صَرْحٌ   كبيرٌ   فيه   كتْبٌ جمَّةٌ         فيها العُلومُ تنوَّعَتْ للمُرتَجِي

*********

54- ولـ "جامِع الصِّدِّيق" كم زُرنا له         في قطْعِ كَهْرَبةٍ و ماءٍ مُزْعِجِ

55- و الحَجُّ   فيَّاضٌ   بِمَسجده   لنا         صَلواتُ فَجرٍ في الشتاءِ المُثْلِجِ

56- وِرْدُ الصباح بُعيدَها لم ننسه          كُنَّا   نُرَدِّدُه   بِصَوتٍ   أغْنَجِ

*********

57- يا سوقها المسقوفَ كم جُبنا لهُ           في وَسْطِها ؛ بِزِحامه لِلْوُلَّجِ

58- فيه المُشَبَّكُ ، و الزَّلَابْيَا   لذة         حَمْرَا مُقَمَّرَةٌ ؛ بِقَطْرٍ سَمْلَجِ!

59- في كل سبت سوقها لم أنسَهُ         "بازارُها" ؛ بضجيجه المُتَأجِّجِ

60- يا حبذا - يومَ الثلاثا - سوقُها         سوق البهائم مقصد للمُرتجي

*********

61- رَبَّاهُ يا غَوثَ الصَّريخِ وعَونَهُ!         و مَلَاذَ مُضْطَرٍّ، و خَيْرَ مُفَرِّجِ!

62- يا مُنجيا !   لخليلهِ     إبرَاهِمٍ         من نار نُمْرُودٍ علت   بتأجُّجِ

63- و مُشافيًا أيُّوبَ ! مِن ضَرَّائه         من بعد طُولِ تألُّمٍ ، و تَوَهُّجِ

64- ومُنجِّيًا ذا النون! من حوت الرَّدَى

           من بعد تسبيح بِحُسْنِ المَخْرَجِ

65- وفَدَيتَ إسْمَاعيلَ مِن ذَبْحٍ المُدَى       بالذِّبْح بالكَبْشِ العَظيمِ الرَّجْرَجِ

66- و حَرَمْتَنِي أحْيا بِرَبْعِ البُحتُرِي       و لِحِكمَةٍ ؛   قَدَّرْتَها   فِي مَنْهَجِ

67- لا تَحْرِمَنِّي أنْ أُوَسَّدَ تُرْبَها ؛       لا تحْرِمَنِّي   مَدْفَنًا   في مَنبِجِ

*********

4

منبج

sgdsgs10241.jpg

 

sgdsgs10242.jpg

منظر عام لمنبج

مدينة ومنطقة منبج

 

مدينة قديمة وكبيرة، "منطقة" تابعة لمحافظة حلب، تقع إلى الشرق منها بـ 80 كم، يعود تاريخها إلى عهد الحثيين؛ أي قبل نحو 4000 سنة.

مدينة عريقة تقع إلى الغرب من نهر الفرات وإلى الشمال الشرقي من مدينة حلب (81كم)، وهي واحدة من أقدم المدن السورية وإحدى مناطق محافظة حلب، ويتبعها ثلاث نواح، هي: أبو قلقل والخفسة ومسكنة، و285 قرية و351 مزرعة. تقع في أرض منبسطة تنحدر نحو الفرات شرقاً وباتجاه «أبو قلقل» في الجنوب ونهر الساجور في الشمال، ترتفع عن سطح البحر 475م.

*كانت تُسمَّى قديما "هيرابوليس؛ المدينة المقدَّسة".

*مساحتها: 5،18،99 كم2 = 2001،55ميل2.

*شكلُها: تتألف مدينة منبج من نواة قديمة شكلها بيضوي، تجاوزها العمران الحديث الموجه حسب المخطط التنظيمي الموضوع عام 1985 الذي أعطى المدينة شكلاً إهليلجيًّا.

*سكانها: قُدِّر عدد سكانها بنحو 3800 نسمة في عام 1931، وقدر عدد سكانها بنحو 85000 نسمة في عام 2005.

*أما اليوم فسكانها يزيدون على نصف مليون نسمة" مع ريفها"، ووحدها نحو 100000 نسمة.

*نبذة تاريخية عنها:

منبج مدينة عريقة ازدهرت، واندثرت، ثم نهضت في العهد الحثي، ونمت في زمن الآراميين، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ووصل أوج تألقها في ظل معبدها القديم، ولا تزال آثاره مبعثرة في الحديقة العامة حتى اليوم، حيث كانت قبلة حج للناس آنذاك، وموطن الإلهة أتاركاتيس Atargatis، وكانت المدينة تسمى آنذاك هيرابوليس Hierapolis أي المدينة المقدسة.

6

*تسميتها:

اسمها الحالي مشتق من كلمة مبوغ (في اللغة الحثية) الذي أطلق عليها منذ أقدم العصور، وأصبحت فيما بعد مدينة مقدسة وعاصمة الآراميين الدينية، دخلتها المسيحية مع حلب في منتصف القرن الثالث الميلادي، وفُتحت في العام 16هـ على يد أبي عبيدة عياض بن غنم. وفيما بعد أصبحت إمارة حمدانية، ولي عليها الشاعر الفارس أبو فراس الحمداني، لتصبح منبج المدينة الأكثر أهمية في الدولة الحمدانية، فقد كانت تزود الدولة الحمدانية بكل مستلزماتها من الحبوب والقطن، كما اشتهرت في ظل الدولة الحمدانية بالصناعات اليدوية، مثل صناعة السجاد والحصر والملابس. 

*أما اسمها الحالي فقد ظل يتواتر، ويتطور في الفترات الزمنية التي مرت بها، فقد سميت (نامبيجي) بالآشورية و(نابيجو) بالآرامية وفيما بعد(مابج) و(نابوج) بمعنى نبع، ولفظة منبج سريانية محرفة عن (منبغ) ومعناها المنبع، وسميت بهذا الاسم لوجود عين عظيمة تعرف باسم الروم.

*من آثار منبج:

هناك قلعة منبج التي بقي منها اسمها فقط، وجثتها الهامدة وسط المدينة تشكل حيًّا يدعى (القُبَّة)، هذه القلعة بناها السلوقيون بغرض دفاعي - أمني، وهناك سور منبج الذي ذُكر في المراجع، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، فقال:

منبِج: بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم: وهو بلد قديم، وما أظنه إلا روميًّا، وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى، لما غلب على الشام، وسماها (من به) أي أنا أجود، فعربت، فقيل منبج، وقال بطلميوس: مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة، وهي في الإقليم الرابع، قال صاحب الزيج: طولها ثلاث وثمانون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض، كان عليها سور من الحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، وشربهم من قني تسيح على الأرض، وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها؛ لأنها عذبة صحيحة، ومنها البحتري، وخرج منها جماعة من الشعراء، وإياها عنى المتنبي بقوله:

قيلٌ: بمنبجٍ  مَثواهُ و نائله ُ          في الأفقِ يسألُ عمَّنْ غيرُهُ سألَا

7

*فتحُها:

فتحها أبو عبيدة بن الجراح وعياض بن غنم رضي الله عنهما سنة 16هـ- 637م في عهد الفاروق رضي الله عنه، بُعيد فتح الشام وحمص، ومع قنسرين، وحلب، وبزاعة، وتاذف، وأعزاز.

*من أبرز أعلامها: من المُحَدِّثين؛ أمثال:

1- حاجب بن سليمان المنبجي "شيخ النسائي". 2- عمر بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي. 3- عبدان بن حميد الطائي المنبجي. 4- عبد الله بن عبد الملك بن الأصبغ المنبجي. 5- الضحاك بن حجوة المنبجي.

*ومن علمائها القدماء:

1- علي بن زكريا المنبجي الحنفي ت 686هـ صاحب كتاب "اللباب".

2- محمد بن محمد بن محمد الصالحي المنبجي الحنبلي ت 785هـ، وهو صاحب كتاب: "تسلية أهل المصائب".

*ومن الأولياء الكبار:

الشيخ عقيل بن أحمد العمري البطائحي المنبجي شيخ شيوخ الشام في عصره ت نحو550هـ.

*ومن الشعراء الكبار القدماء أمثال:

1- الوليد بن عبيد البحتري ت 284هـ. 2- أبي فراس الحمداني ت 357هـ. 3- دوقلة المنبجي.     4- يحيى بن نزار المنبجي ت 554هـ.

*خرابها ثم عمرانها الحديث بعد نحو 5 قرون:

ظلت منبج عامرة حتى سنة 804 هـ؛ إذ جاء تيمورلنك فخرَّبها، وبقيت نحو 5 قرون مخربة، ترعى فيها بعض أغنام الأعراب والتركمان، حتى جاءت سنة 1295هـ، فأعطاها السلطان عبد الحميد الثاني لبعض مهاجري الشركس، فاستقروا فيها وعمروها، وبدأ الناس يسكنونها من العرب والكرد والتركمان حتى أصبحت أكبر مدن حلب ومناطقها.

8

*ومن علمائها في القرن العشرين:

1- مفتي منبج الشيخ عبد القادر اللبني ت 1925م.

2- الشيخ مصطفى أبو زلام ت 1944م.

3- ابنه الشيخ جمعة أبو زلام مفتي منبج.   4- مفتيها قبله الشيخ محمود العلبي ت 1952م.   5- قبله الشيخ ناجي الكيالي ت 1936م.

6- الشيخ سعيد الغانم المصري. 7- الشيخ كامل بدر الحسيني ت 1992م.

8- الشيخ محمد جميل كَسِّر ت 1999م.

9- الشيخ أحمد شريف بلق المنبجي ت 2017م.

*من شعرائها في القرن العشرين:

1- عمر بن شافع أبي ريشة ت1410هـ؛ الذي ولد فيها، على رواية، وفي رواية أخرى: أنه ولد بعكا لكنه درس الابتدائية فيها، وكان والدها شافع حينها قائم مقامها "مدير منطقتها".

2- يوسف عبيد إبراهيم ت 2006م.   3- محمد منلا غزيل ت 2016م.

4- عبد الله عيسى السلامة.             5- محمد الحاج مرعي

*مفتو منبج في القرن العشرين:

1- الشيخ عبد القادر اللبني ت 1925م بمنبج ودفن فيها.

2- الشيخ يوسف بن الحاج عثمان بيرم والد المحامي فتحي بيرم ت 1942م بمنبج، ودفن فيها.

3- الشيخ محمد ناجي الكيالي ت 1936م في منبج، ودفن فيها.

4- الشيخ محمود العلبي ت 1952م في منبج، ودفن فيها.

5- الشيخ جمعة أبو زلام ت 1985م بمنبج، ودفن فيها.

9

*من مؤذنيها:

1- مؤذن "الجامع الكبير" الحاج طاهر الدَّبَش ت 1972م بمنبج.

2-   =       =     =     = حسين الرينة ت بمنبج؟

3-   =     "جامع الزيارة؛ الشيخ عقيل المنبجي" محمد الفتال "السَّوَّاس".

*من أطبائها: 1- وفا اللبني.   2- سامي إبراهيم.   3- محمود فائز دبسي.

4- محمود فائز اللبني.         5- زكي صادق.   6- حسن السعيدي.

7- محمد مهاب خلف.         8- نبيلة حائماف. 9- خشمان ولي.

10- مصطفى حراقة.       11- محمد طالب شحط.

12- فكرة نظم الدين.       13- مروان رجب.

*أول مشفى افتتح بمنبج هو "مشفى منبج" للدكتور محمد صالح الشوا.

*من صيدليات منبج القديمة:

1- صيدلية الشفاء: لعلي ملقي.     2- صيدلية منبج: لجودت.

3- صيدلية ابن النفيس.             4- صيدلية الأمانة.

*من مصوريها القدماء: 1- المصور أبو ماردو خلف الجامع الكبير.

2- المصور الجويد: أمام باب السرايا القديمة؟

3- المصور كامل قِدُّو.       4- المصور العكَّاش.

*من مطاعمها القديمة:

1- مطعم أبو ماردو.         2- مطعم الدَّبَش.

3- مطعم أبو هلال.         4- مطعم أبو سامي.

*من محلات المُرطبات:

1- بوظة وهريسة الدالاتي.     2- بوظة الجبلي.

3- بوظة السعيدي.           4- مشَبَّك وسَحْلَب جالو.

10

*وظائفها عبر التاريخ:

في العصور القديمة كان لها وظيفة دينية: إذ أصبحت عاصمة الآراميين الدينية، وأقاموا فيها هيكل إله العواصف حدد وإلهة المياه أتاركاتيس، وقد كان تمثال أتاركاتيس يمثلها راكبة على مركبة تجرها الأسود، وفي يدها آلة موسيقية وعلى رأسها تاج.

- لكن وظيفتها الأساسية على الغالب كانت وظيفة حربية: فكانت من أهم قواعد الجيش الروماني التي يمر بها للإغارة على بلاد مابين النهرين وفارس، وقد أشاد فيها يوستنيانوس Justinianus أسوارًا منيعة، كما تدل الأسوار البيزنطية على حصانة ماضي المدينة، وأنها كانت تملك موقعًا مُحصَّنًا تعاورته أيدي الفرس والبيزنطيين والعرب، وفي العصر الأموي كانت تابعة لجند قنسرين وحلب، وتابعت وظيفتها الحربية ثغرًا من ثُغور الإسلام ضِدَّ الروم.

وظائف زراعية وصناعية: في الأراضي المحيطة بها، حيث كانت سابقا معروفة بزراعة أشجار التوت وتربية دودة القز، ومن ثم صناعة الحرير الطبيعي، وقد كانت نهاية تلك الصناعة عام 1241م، وقد تحولت في القرن التاسع عشر- بعد تدميرها- إلى مراعٍ، وفي العهد الحديث توسعت الزراعات المروية فيها بعد تنظيف القنوات القديمة وبفضل المزارعين الجدد القادمين من الباب. وهي تتميز بشبكة من الجداول والأقنية الجوفية أكثر من أي منطقة أخرى في سورية. وبعد أن كانت مركزاً لإنتاج القنب تحولت إلى مركز لإنتاج القطن منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن التوسع في هذه الزراعة أدى إلى استنزاف رصيد الأرض من المياه الجوفية، مما أدى إلى جفاف بساتينها حتى أصبحت تعتمد على مياه نهر الفرات.

- الوظيفة التجاريةانتعشت التجارة فيها بحكم موقعها الوسيط بين الجزيرة والفرات شرقاً وحلب واللاذقية غرباً. كما كانت مركز تبادل تجاري بين مدينة حلب من جهة والبادية ووادي الفرات وسهول حلب الشرقية وعين العرب من جهة أخرى. ويستدل على فعاليتها التجارية من «بازار» المواشي الذي كان يستمر ثلاثة أيام متوالية؛ إذ كان يخصص يوم الأحد لسوق الخيل والبغال، ويوم الإثنين للغنم والماعز؛ ويوم الثلاثاء للأبقار والإبل، وهي ظاهرة لا مثيل لها في المدن السورية.

11

*شرح القصيدة:

"الكُفْءُ المُبهِج لِفاتِنَتِي مَنبِج"

(1) السجسج: المُعتدل الطيِّب؛ لا برد فيه ولا حَرَّ. *جمر وجدي: نار حُبِّي وشوقي.

(2) العراقة: القِدَم. *الهُدى: دين الإسلام. *سلامة في فطرة: أي أن أهلها طيبون أغلبهم على حسن خلق وعقيدة، وهذا ثابت منذ القدم. قال الرحَّالة ابن جُبير الكِناني ت 614هـ في رحلته عن أهل منبج:

"...، وأهلها أهل فضل وخير، سنيون شافعيون، وهي مطهرة بهم من أهل المذاهب المُنحرفة، والعقائد الفاسدة، كما تجده في أكثر هذه البلاد؛ فمعاملاتهم صحيحة، وأحوالهم مُستقيمة، وجادَّتُهم الواضحة في دينهم من اعتراض بُنَيَّات الطريق سليمة". "رحلة ابن جبير 224.

*المنهج: الطريق الواضح، وأقصد هنا: عقيدتهم الإسلامية.

(3) و(4) بلد الحديث وأهله: بلد الحديث النبوي والسنة المطهرة؛ فقد خرج من منبج وبالس "مسكنة" التابعة لها عشرات المحدثين وعلماء الحديث خلال بضعة قرون منهم: حاجب بن سليمان المنبجي شيخ النسائي، وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي، والضحاك بن حجوة المنبجي، وعبد الملك بن أصبغ المنبجي، وعمر عبدان الطائي المنبجي ... . *الكُثر: ج كثير. *الأولى: الذين. *الأبهج: الأجمل.

(5) الوليد بن عبيد البحتري الطائي، أبو عبادة: الشاعر العباسي الكبير، وأشهر شعراء منبج، كان يقال لشعره: "سلاسل الذهب"، ت 284هـ بالسكتة بمنبج. *المُرتقي: المُرتفع. *الباهي: الجميل. *مَدْرَج: طريق.

(6) أبو فراس الحمداني، الحارث بن سعيد: من مشاهير شعراء منبج، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني، كان أمير منبج، وكان شاعرا وفارسا، أسره الروم مرتين، وقال في أسره "رُومِيَّاته" وهي خير شعره، ت بصدد في حمص سنة 357هـ، ولم يتجاوز 37 سنة. *فُروسة: فُروسِيَّة.

12

*دوقلة: هو الشاعر دوقلة المنبجي صاحب قصيدة "اليتيمة" الغَزَلِيَّة الرائعة العصماء التي ادَّعاها أربعون شاعرا منهم العَكَوَّك والأحوَص، لكن المُؤرِّخ الحلبي ابن العديم في كتابه "بُغية الطلب" جزم ورجَّح أنها لدوقلة المنبجي، وهي تقع في أكثر من 30 بيتا مطلعها:

هل   بِالطلول   لسائل   رَدُّ؟               أمْ   هل   لها - بِتَكَلُّمٍ - عَهْدُ؟

*ومنها:

فالوجه - مثل الصبح- مُبيَضًّ               و الشعرُ - مثل الليل- مُسْوَدُّ

ضدان   لما   استجمعا   حَسُنا               و الضد   يُظهر حسنه الضد

إن لم يكن وصل   لديكِ لنا               يشفي الصبابة ؛ فليكن وعدُ

وإذا المحب شكا الصدود ولم               يُعطَفْ   عليه ؛   فقتلُه   عَمْدُ

إن   تُتْهِمي   فتهامةٌ   وَطَني               أو تُنْجِدي ،   إن الهوى نَجْدُ

*بيتيمة: في قصيدته اليتيمة الشهيرة، وسُمِّيَت "يتيمة" لأنه لم يقُل غيرها، أو لم يُعرَف له غيرها، ولَعَمْرِي إن لم يكن له غيرها لهي كافية شافية.

*الزِّبْرِج: الذهَب.

(7) غزيل: هو الشاعر الإسلامي المنبجي النابغة الشهير، والداعية والمفكر الحكيم المعروف: محمد منلا غُزيل الدرويش (1936- 2016م)، هو أشهر شاعر منبجي في العصر الحديث، له ستة دواوين، وكتب عِدَّة. نشر أكثر شعر في مجلة "حضارة الإسلام"، كما نشر في غيرها. وقد عرفته عن قرب منذ أوائل الثمانينات الميلادية، وحضرت كثيرا من خطبه في منبج وكلماته في الحفلات، ونسخت ديوانه كاملا بيدي في منتصف الثمانينات تقريبا، وحفظت بعضا منه. ولي فيه قصيدة، وبحث موسع مع ترجمة له نشرتهما قبل نحو سنتين في "رابطة أدباء الشام"، وغيرها.

*أبو ضياء: هو يوسف إبراهيم عبيد البصير، شاعر الملاحم، من قرية "عين النخيل" شرق منبج، ت 2006م. وقد عرفته عن قرب، وزرته أكثر من مرة، وكتبت له ترجمة شخصية أخدتها عنه سنة 1997م، ولي فيه قصيدة نشرتها في رمضان قبل نحو 5 سنوات.

13

وقد سُجن في عهد الطاغية حافظ الأسد غيرَ مَرَّة، وله قصيدة عن المجرم حافظ الأسد، وقد قال في سجنه بعض القصائد منها قصيدته لابنه ضياء، ومطلعها:

أيُّ الوجوم علا مُحَيَّاكَ الجميل ...

وقصيدة "حج إلى إسرائيل" عن زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى الكيان الصهيوني سنة 1978م، له ديوانان صغيران مطبوعان، وكثير من شعره الآخر لم يطبع، ولو طبع لكان في مُجلد كبير.

*من حَلَّقا: مَن طارا عالِيًا في سماء الشعر الرائع الإسلامي الرصين.

(8) محمد المرعي: شاعر منبجي معاصر.

*النيفي: هو الأستاذ الشاعر حسن النيفي؛ شاعر منبجي معاصر له 3 دواوين، هي: 1- هواجس وأشواق. 2- رماد السنين. 3- مرافئ الروح.

وقد عرفته عن قرب، وزرته سنة 2011م حوالي آخرها بعد الثورة السورية، وأهداني ديوانه: "مرافئ الروح".

*جاسم: هو الشاعر المنبجي المعاصر علي صالح الجاسم.

*ابن السلامة: هو الشاعر الإسلامي المنبجي الكبير عبد الله عيسى السلامة، له دواوين: 1- واحة في التيه". 2- "الظل والحرور". 3- "المعاذير"، ورواية: "الثعابيني"، وغيرها. نشر شعره في مجلة "حضارة الإسلام"، و"المجلة العربية"، وغيرهما. كما غُنِّيَ بعضُ شعره كقصيدة "خلي يدي فلست من أسراكِ". وهو يقيم في الأردن منذ الثمانينات الميلادية بسبب نظام البعث المُجرم.

*المُبْدِع: المُجيد.     *الشجي: المُؤثِّر، الحَزين.

(9) سواهم: غيرهم. عدهم: إحصاؤهم. *يشق: يصعب. *مُحرجي: مُضَيِّق علي، صعب جدا.

(10) الرحب: الواسع. *ربوعها: ج ربع، وهو الأرض والمكان. *تُربها: ترابها. *المُتأرِّج: المُعَطَّر الفَوَّاح، ذو الرائحة الطيِّبة الذَّكِيَّة.

14

(11) عُجْ: مُرَّ. *شيخ الشآم: هو الولي الكبير الخطير الشيخ عقيل بن أحمد البطائحي العمري المنبجي ت نحو 558هـ، وهو شيخ شيوخ الشام في عصره، أصله من البطائح بالعراق، هاجر إلى منبج وسكنها نحو أربعين سنة، وتوفي بها، وقبره معروف يزار بـ "جامع الزيارة" شرقي جنوب منبج.

وهو شيخ الشيخ عدي بن مسافرالهَكَّاري الولي المعروف، والذي أصبح اليزيديون يعبدونه مع الأسف.

ومن العجيب أن الزركلي صاحب الأعلام ترجم للشيخ عدي بن مسافر ولم يترجم لشيخه الأشهر الشيخ عقيل المنبجي؟!

هذا وقد عملتُ إماما في "جامع الزيارة؛ جامع الشيخ عقيل" نحو سنتين، وأنا طالب في المرحلة الثانوية في "مدرسة دار الأرقم بن أبي الأرقم"، نحو سنة 1985- 1986م.

(12) الله ما أحلى ... : أي يا الله! كم هو جميل ذلك المسجد "جامع الشيخ عقيل"! *الشوق: الحب والحنين. *مُهَيِّج: مُثير ومحَرِّض.

(13) الشيخ جمعة: هو الشيخ جمعة بن الشيخ مصطفى أبو زلام (1905- 1985م) عالم كبير شهير، أصله من مدينة الباب، ولد بها، ودرس في "المدرسة الخسروية" بحلب وفيها تخرج، ثم أضحى مُفتيا لمنبج وإماما وخطيبا لجامعها الكبير"جامع منبج الحميدي الكبير" منذ 1952م بعد وفاة مفتي منبج قبله الشيخ محمود العلبي.

حضرت بعضا من خطبه ودروسه وكلماته في الجامع الكبير وغيره، وبعض جلسات "سقوط الصلاة" في حجازية الجامع الكبير الشمالية، ورقاني مرة من ألم صداع الرأس بقول الله تعالى: (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا) مع وضعه يده المباركة على رأسي، وكرَّر كلمة "ساكنا" 3 مرات.

كان الشيخ جمعة عالما ربانيا، مُؤْثِّرًا غاية التأثير في أهل منبج رجالهم ونسائهم، صغيرهم وكبيرهم، وكان مَحَلَّ ثقتهم.

كان أمَّارا بالمعروف نهَّاء عن المنكر، زاهدا في الدنيا مُقبلا على الآخرة، ربانيا لا تأخذه في الله لومة لائم.

15

لم يأت على منبج بعده مثله، توفي في رمضان من سنة 1405هـ- 1985م، وحضرت جنازته الحافلة التي خرج فيها الآلاف من الناس؛ جل أهل منبج، وكثير من أهل ريفها وغيرهم، ودفن في "مقبرة الشيخ عقيل المنبجي" جنوبي منبج، رحمه الله وطيب ثراه.

هذا وقد كتبت فيه قصيدة قبل نحو خمس سنوات وترجمة مُوسَّعة حافلة نشرتهما في "رابطة أدباء الشام" و"رابطة العلماء السوريين"، وغيرهما.

*ما ألذَّ حديثه: كم هو لذيذ وجميل ومُؤثر في سامعيه. *العَذْب: الحُلْوُ.

(14) حاراتها: ج حارَة، أحياؤها ومحلاتها. *بساتن: بساتين، ج بُستان. *غَنَّاء: جميلة كثيفة الأشجار. *ساحرة: جميلة جدا تفعل فِعل السِّحْر في النفوس. *طرف أغنج: عين جميلة جدا. والغُنْج: هو رِقَّة الصوت، واستعرته لجمال العيون.

(15) عمرت بذكر إلهنا: امتلأت بِطاعة الله تعالى؛ مِن صلوات وعلم ... .

(16) العلائي: "جامع العلائي" في وسط منبج شمالي سوقها، وشرقي "المركز الثقافي" و"مخفر شرطة منبج المركزي"، و"ثانوية بنات منبج". *النور: "جامع النور" شرقي منبج، مقابل "مطعم أبي هلال" المعروف للفلافل وغيرها، وقربه كان يوجد بعض الخانات والدكاكين للحبوب والعلف، وكان إمامه "الشيخ الحنيفي".

*الخير: "جامع الخير" بمنبج، ويقع وسط منبج جنوبيها، وجنوبي "مبنى البريد الهاتف"، من جهة اليمين.

(17) الصِّدِّيق: "جامع الصديق"، أو: "جامع الحَجِّ فَيَّاض" رحمه الله، ويقع شرقي منبج، وشرقي منزل الحاج فياض، وجنوبي المدرسة الشرعية القديمة "دار الأرقم بن أبي الأرقم"، هي للإناث الآن.

*الرفاعي: "جامع الرفاعي" جنوبي منبج، وقد خطبتُ فيه لأكثر من سنة أثناء دراستي الثانوية في "دار الأرقم الشرعية".

وقد كنت أزورُ أحيانا بعد الخطبة الرجل الصالح السبعيني الشيخ أحمد أبو زبيبة، ويُمتعنا بكلامه عن الصالحين، وبعض كلام الإمام بهاء الرَّوَّاس وقصائده وأشعاره.

(18) الحسين: "جامع الحسين" شمالي منبج، على طريق جرابلس، بنحو 3 كم عن دار الأرقم الشرعية القديمة. وقد خطبت فيه الجمعة لأكثر من سنة، وكنت أتردد أحيانا بعد الخطبة على الحاج محمد زين الحمدوني، زوج عمة أخينا في الله وزميلنا الشيخ إبراهيم الصغير.

*أممت: قَصَدتُ. *رحابه: ج رحب، مكانه الواسع.

(19) الكبير: "الجامع الحميدي الكبير؛ جامع منبج": ويقع وسط المدينة عند مدخلها المركزي، شرقي "المجمع الحُكومي؛ السَّرَايَة"، وقد بناه السلطان عبد الحميد سنة 1302هـ. وكان إمامه وخطيبه إلى سنة 1985م الشيخ جمعة أبو زلام رحمه الله. أما مؤذنه فكان الحاج محمد الرينة ذو الصوت الجميل الأجش، والوجه الأبيض الجميل المُشرب بِحُمْرة، وأصله من مدينة الباب غربي منبج. *مثل اسمه: أي هو كبير القدر كاسمه الكبير. *المليك: المَلِك. *مُتَوَّج: لابس تاجَ المُلْك.

(20) سُقْيًا لأيام: أي سقى الله تلك الأيام بالمطر، والمقصود: ما أجمل تلك الأيام وما أحلاها وألَذَّها! * قضيت بمنبج: أي عشت تلك الأيام فيها، والمقصود السنوات السِّتَّ المتواصلة التي أقمتها في مدينة منبج؛ ما بين 1981- 1986م، وهي أيام دراستي في ثانويتها الشرعية "دار الأرقم بن أبي الأرقم" القديمة الكائنة شَرقِيَّ منبج قبل سُوقها "بازارها".

*مَضَتْ: مَرَّتْ. *الطيف: الخَيَال الذي يراه النائم، وقَوس قُزَح وألوانه. *المُبْهِج: الجميل السَّعِيد.

(21) بربوع مدرسة ...: في أرض مدرسة ذات عزة. وهي مدرسة وثانوية "دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية" القديمة بمنبج للذكور، وهي التي درست فيها، والتي تقع شرقي منبج قرب سوقها سوق السبت والثلاثاء؛ "البازار"، وقد أسست سنة 1397هـ - 1977م مع "جمعية النهضة الإسلامية"، على يد هيئة ونخبة من رجال منبج الصالحين وعلى رأسهم: الحاج عدنان عقيلي، والحاج عدنان عقيلي، والحاج مصطفى الشيوخي رحمهم الله تعالى وغيرهم، وقد ظلت قائمة تعمل حتى عام 1994م، وبعدها في سنة 1995م انتقل الطلاب والإدارة إلى مبنى المدرسة الجديدة الكبيرة والواسعة التي أنشئت بطريقة حديثة، وتقع غربي منبج عند مدخلها الرئيسي من الغرب قرب دوار

17

الكتاب، وأضحت المدرسة القديمة ثانوية شرعية مُخَصَّصة للبنات الطالبات المنبجيات الدارسات للشريعة الإسلامية.

*إذ: اُذْكُر. *نجتني ثمر العلوم: نقطف ثمرات العلوم العربية والإسلامية. *النُضَّج: ج ناضِج، مُسْتَوٍ، تامّ كامل، سهل واضح.

(22) وأساتذٍ: ج أستاذ، معلمين. *غُرٍّ: مُشْرِقي الوجوه مُنيريها. *تَشِع: تُضِيء. *الغزير: الجَمّ الكثير. *المُثْلِج: المُشبِع، الشافي الكافي.

*أساتذتنا ومدرسونا بدار الأرقم الشرعية بمنبج ما بين 1981- 1986م:

1- الحاج أحمد محمد الحسن الفلسطيني: مدرس القرآن الكريم والتجويد ت 2012م، رحمه الله.

2- الحافظ المقرئ الشيخ عبد الرحمن عقاد الحلبي ذو الصوت الشجي: مدرس القرآن والتجويد، ت ؟ رحمه الله، وكان عجوزا فوق السبعين.

3- الحافظ المقرئ الشيخ عبد اللطيف بن حسين عتر الحلبي ت 1992م مدرس القرآن الكريم والتجويد، وكان يرتدي جلَّابية وعِمامة نبهانيتين، رحمه الله.

4- العلامة الحافظ المقرئ والفقيه الحنفي الشيخ محمد جميل كَسِّر المنبجي ت 1999م رحمه الله: درَّسنا لسنة واحدة مادة القرآن الكريم مع التجويد.

5- العلامة الفقيه الحنفي الفرضي المُحامي الوَرِع الأستاذ أحمد مهدي الخضر الحلبي ت 2013م؛ "مُحامي الأولياء وولي المحامين": المُدرس المُحتسِب لِمادَّة الفرائض"علم المواريث" لكل الصفوف منذ الصف الثالث حتى السادس، وكان يأتي من حلب كل يوم أحد إلى مدينة منبج على حسابه ليُدَرِّسَنا الفرائض، رحم الله روحه ونوَّر ضريحَه.

6- الفقيه الشافعي الشيخ يوسف بن حسين الحُوت الحلبي: كان يدرسنا مادَّتَي الفقه الشافعي، وأصول الفقه، حفظه الله ورعاه.

7- العلامة الشيخ عبد الرحمن بكور الريحاوي الدابِقِي ت 2020م بكِلِّس في تركيا رحمه الله: درَّسنا مادَّة النحو من "قطر الندى" في الصف الثالث الشرعي، كما درسنا مادتي التفسير "تفسير آيات الأحكام" للشيخ محمد علي السايس، وفقه أحاديث الأحكام من كتاب "سبل السلام" للصنعاني.

8- العلامة النحوي الأستاذ محمد صبحي مغربي المنبجي حفظه الله: درسنا موادَّ:   أ- النحو العربي.   ب- الصرف العربي. ج- العروض. د- البلاغة. هـ- الأدب العربي. و- التاريخ الإسلامي.

9- العلامة الأستاذ حمزة العبد الله الويسي: درسنا موادَّ:

أ- العقيدة الإسلامية. ب- فقه السيرة النبوية. ج- علوم القرآن. د- الأخلاق. هـ- شرح أحاديث من كتاب: "قبسات من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم". للشيخ علي الشربجي. و- الخطابة؟

ز- القراءة والمطالعة من كتاب: "شهداء الإسلام في عصر النبوة" لعلي سامي النشار. 10- الأستاذ سعد الله مصطفى التركماني: درسنا علوم القرآن؟         11- الأستاذ عبود المنلا: درسنا العقيدة؟

12- الأستاذ عبد الرزاق الكالو: درسنا مادة السيرة النبوية.

13- الأستاذ حسين حمزة: درسنا اللغة الإنجليزية

14- الأستاذ جاسم المحمد: درسنا =     = .

15- الأستاذ عبد الحميد البقاري "أبو كذيلة": درسنا الرياضيات.

16- الأستاذ إسماعيل برهو الحميدي: الخطابة.

17- الأستاذ جاسم جاسم: الجغرافيا.

(23) وبليلة الاثنين ذكر إلهنا: أعني أنه كان يقام كل مساء أحد ليلة اثنين من كل أسبوع غالبًا جلسة لذكر الله تعالى، بعد صلاة العِشاء، كان يحضرها طلاب المدرسة جميعهم والبالغين ما بين 100- 150 آنَئِذٍ، ومعهم أساتذتنا الكرام وبعض أعضاء جمعية النهضة الإسلامية المُؤسسين لدار الأرقم مع فرقة إنشادية من بعض طلاب المدرسة والأساتذة، وأبرز هؤلاء المنشدين:

1- شيخنا العلامة الشيخ عبد الرحمن بكور الريحاوي.

2- إسماعيل الخليل: من قرية "ثِلْثَانَة" شمالي الباب، والذي توفي شهيدا بالردم رحمه الله في التسعينات، ولم يكمل تعليمه بدار الأرقم على ما أظن.

19

*ومما أذكر من قصائده التي كان ينشدها:

يا ربِّ إني   مُذنِبٌ و مُقَصِّرٌ               لكِنْ بِعَفوكَ قد ربطتُ يقيني

*ومما كان يُنشده كذلك:

ما لي سِوَاكَ وسيلةٌ أدعُو بها               فاللهُ   يقبلُ   مَنْ   إليهِ   أنَابَا

مُتَوَسِّلًا     بِالهاشِمِيِّ     مُحمَّدٍ               خيرِ   البَرِيَّةِ   مِلَّةً   و كِتَابا

3- محمود أحمد نعمة البابي، وهو مع الشيخ إسماعيل المذكور من الدفعة الثانية من خريجي دار الأرقم.

*يتألق الإنشاد ...: ينير الإنشاد الديني والمدائح النبوية بالأصوات الحسنة.

(24) بسماع إنشاد ... : أي بسماعنا أناشيد ومدائح هادفة فيها مواعظ مرققة للقلوب، ومهذبة للنفوس والأرواح لتسمو وترتفع رويدا رويدا.

(25) للعالم الأسنى: أي لترتفع تلك النفوس بسماع تلك الأناشيد والمدائح المرققة للقلوب إلى العالم العُلْوِيِّ كما قال سيدي أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري الأندلسي ت 594هـ رحمه الله، ولله دره:

فقل للذي ينهى عن الوجد أهله       إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنا

إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقا       تَرَقَّصَتِ الأشباحُ يا جاهلَ المعنى

أما تنظر الطيرَ المُقَفَّصَ يا فتى!       إذا ذكرَ الأوطانَ حنَّ إلى المَغْنَى

كذلك   أرواح المحبين   يا فتى!         تُهَزِّزُها الأشواقُ   للعالم الأسنى

أنلزمها بالصبر وهي مشوقة؟!

وهل يستطيعُ الصبرَ من شاهد المعنى؟!

(26) أيام احتفال: المقصود الذكريات التي كنا نحتفل بمناسباتها؛ كذكرى المولد النبوي من كل عام، وكذلك ذكريات الهجرة النبوية، والإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر. *ضمنا: جَمَعَنا. *محفل: مكان اجتماع الناس المُحْتَفِلين. *متألق: لامع، مُنير، مُشرِق. *متوهج: مُشتعِل بالنور والفرح والسرور والحُبُور. (27) المجي: المجيء، الإتيان.

20

(28) نُحيي لياليها: نُقيم ليالي تلك الاحتفالات. *بربع زيارة: في "جامع الزيارة؛ جامع الشيخ عقيل المنبجي". *بِذَرَا: في كَنَف وظِلّ.

(29) حِينًا: مَرَّةً وتارَةً. *"جامع منبج": الجامع الكبير بمنبج.

(30) الشيخ جمعة: هو الشيخ جمعة أبو زلام مُفتي مدينة منبج الأسبق، وإمام وخطيب الجامع الكبير فيها. *الكوكب الدري: النجم الكبير المضيء عظيم الإنارة. *بوجه زبرجي: بوجه لامع ومُشرق كالذهب.

(31) ابن الغزيل: هو نابغة منبج وشاعرها الإسلامي المعاصر الكبير، وأديبها وخطيبها المصقع الكبير، وداعيتها الحكيم الأستاذ محمد منلا غزيل ت 2016م، وقد تقدَّم ذِكرُه *هادر: مُجلجل بصوته الخطابي المُميَّز. *المتدبج: المُزَيَّن الحسن الجميل.

(32) بطرائف ولطائف: إشارة إلى ماكان يأتي به في خطبه وكلماته الاحتفالية من طرائف القول والحكمة، ولطائف القصص والقصص والمواعظ والأخبار، من الكنوز التي كان يعيها في صدره الموسوعي. *كصندل: مثل رائحة الصندل الطيبة. *الأترج: فاكهة طيبة اللون والطعم والريح، هكذا تسمى في مصر، وفي بلاد الشام تعرف بـ "الكَبَّاد"، وهي ذهبية اللون، ومغذية جدا؛ لذا ضرب بها المصطفى عليه الصلاة والسلام المثل بقارئ القرآن الذي يقرأه ويعمل به؛ كما في الحديث الصحيح.

(33) نُصغي: نستمع باهتمام. *شدو البلابل: نشيد المنشدين بالمدائح النبوية، والابتهالات الإلهية، بصوت أولئك المنشدين ذوي الأصوات الجميلة الشجية المُطربة. *خُشَّعًا: ج خاشع. *تشدو: تغني وتنشد. *تغنج: بصوت جميل مُطرِب.   (34) محيي الدين ابن سفيرة: هو محيي الدين الأحمد العمر، أبو أحمد السفراني المشهور بالصوت الحنون الرقيق، أحد أصحاب العارف الشيخ محمد النبهان الحلبي طيب الله ثراه. *محيي القلوب: مُنعشها بقصائده وأناشيده الرائقة الفائقة المرقصة المطربة؛ مثل نشيد:

نحن لو كنا "عيني"               أينما كنا "روحي"

ربنا         معنا                 لا         يُضَيِّعْنا

سيدنا   يا   ناس                 طاهر     الأنفاس

ما علينا     باس                و الحبيب   معنا

*ومثل:

صلوات الله على الهادي               مبعوث الخير   لأمته

الله   رعاه ، و أرسله                 و أنار الكون برسالته

الله على نور النبي الله!

محمد يا رسول الله   يا هادي           يا نور الحق يا خير البرية

مديحك يا نبي قصدي ومرادي           يا أحمد يا رسول الإنسانية

الله على نور النبي الله!

*ورائعة شاعر طيبة، وشاعر الدعوة الإسلامية: "ضياء الدين الصابوني"، رحمه الله تعالى، ومنها:

أي فجر على الوجود تسامى             ملأ الكون   رحمة   و سلاما

لم يهيموا وراء سعدى ولبنى             إنما   قلبهم   - بأحمد -   هاما

*أو قصيدة ورائعة غزيل "على أسوار دمشق"، ومنها:

قم يا صلاح الدين عاد عدونا                 عادت جحافله بلا صلبان

عاد العدو فيا جموع تأهبي                 للقائه   في حومة الميدان

عاد العدو فيا جموع تحفزي                 واستمسكي بسلاحك الرباني

(35) ابن نعمة: هو المنشد الأستاذ محمود بن أحمد نعمة البابي ذو الصوت الساحر الأخَّاذ، ومما أذكر من أناشيده في دار الأرقم:

يا خير مولود   بمكة   قد أتى               ذلت   لهيبته جميع خصومه

هذا الحبيب المصطفى طه الذي             كل الخلائق قد بدت من نوره

*ومنها رائعة الشاعر المبدع وليد الأعظمي:

شع نور الإسلام من كل صوب           من جديد به الحوادث تنبي

حيث من نوره انجلى كل كرب           وتعالى الدعاء في كل خطب

رب رُحماكَ رُحماكَ ربي

*ومنها:

سيروا لنيل الخير جميعا               يا حجاج     بيت   الله

و سلوا الله العفو دواما               بفضل أكرم خلق الله

بالمصطفى ربي يهنيكم               و يبلغكم   كل أمانيكم

من كل الخيرات يؤتيكم               يا أحباب   رسول الله

*ابن رينة: هو مؤذن الجامع الكبير: حج حسين الرينة رحمه الله ذو الصوت الأجَشِّ الجميل، وذو الجمال اليُوسُفي الأبيض المُشرَب بِحُمرَة، ومن أناشيده التي كان يشدو بها في الاحتِفالات:

نورَك   يا ربيع   هلَّ علينا               حقق   أحلامنا     و أمانينا

وافانا بميلاد الهادي"ياعيني"               رسول   العالَمْ         نبينا

جد لي بمدحك   يا مختار               و املا   قلبي     بالأنوار

و اشفع لي من حر النار               أنت     حبيبنا ؛     فاحمينا

*ومثل:

شهر الربيع   وافانا                  أقبل   علينا     و هنانا

به أتانا   رسول الله                   به   أتانا   حبيب   الله

بالدين  حقا   وافانا                   بالدين     حقا     وافانا

شهر به جاء الرسول                 المصطفى باب الوصول

بوجوده   نلنا   القبول                  سبحان من قد أعطانا

شهر به   نلنا المنى                و به   انجلى عنا   العنا

بوجوده   لما   أتى                   من كل   كرب   نجانا

*ومثل:

حيوا الهادي بأجمل ذكرى                 صلوا   معانا   يا حضار

فهو عمادي   يوم   المعاد                بنبينا     طه       المختار

من القُدْس   سرى   ليلا               ثم     دنا       فتدلى

و هو   بالأفق   الأعلى                 حباه   الواحد   القهار

إلى العرش رقى الجميل               و كلمه المولى الجليل

و قال : أبشر   يا خليل               شفاعتك   لمن   تختار

(36) "السراي": المجمع الحكومي بمنبج، ويقع وسط المدينة بجانب الجامع الكبير من الغرب، وهو مبنى رخامي أبيض من 3 طوابق على ما أظن يضم عدة دوائر حكومية: كمدير المنطقة، وقلم المنطقة، ومدير المالية، والنفوس، والمحكمة وقاضي المنطقة ... .

(37) موالح الصحاف: هو دكان كان شهيرًا في منبج لبيع الموالح والمكسرات يقع في الشارع الرئيسي الطويل بمنبج مقابل السرايا تقريبا، كنا نشتري الموالح نحن وكل الناس الذين يريدون أن يسهروا مع أصحابهم أو عوائلهم ويتسلوا بالموالح، أو من يريدون أن يذهبوا في نزهة قريبة في منبج وحولها، أو إلى الشرق منها إلى نهر الفرات وقلعة نجم ...؛ فيتزودون بالمزيد منها. *كل شار: كل مُشتَرٍ. *خير مُفرِّج: أفضل كاشف لهمومه وغمومه وأكدار منغصات الحياة.

(38) تسلية الفتى: تسلي وانبساط الشخص. *بربوعها الخضراء: في أراضيها الخصبة السندسية الجميلة لا سيما في أوقات الربيع والصيف. *تموج: تلون وتقلب.

(39) المصور عكاش: مصور كان مشهورا بمنبج في شرقيها في الشارع الممتد من السوق بعد منتصفه، كان الناس يلتقطون الصور عنده. *المرتجي: طالب التصوير؛ من يريد التقاط صورة لبطاقة "هوية"، أو جواز سفر، أو لدفتر الخدمة العسكرية، أو للذكرى ... .

(40) مجاذيب منبج: أي حتى اهل الجذب المنبجيون فإني ذاكرهم ولم أنسهم، وأشهر مجاذيب منبج ثلاثة: 1- أبو عَسْكر: كان يلبس لباسا غليظا فيه معطف كاكي كمعطف الشرطة والعساكر، وكان حادَّ النظر، شديدَ سواد العينين، وكان غالبا ما يُوجد قرب الجامع الكبير، وكان يصلي فيه، ويُقال: إنه كان يفتح على الإمام إذا أخطأ بالصلاة. ويقال: إنه كان يأكل الشفرات؟!!

24

2- أبو حميدي: كان طويلا سمينا مرحا، يمشي مائلا، ويقلد صوت السيارة!

3- جلال: كان نحيف الجسم ربْعة. قالوا: إنه إذا جاء وقت الصيام فإنه يصوم عن الكلام أيضا فلا يتكلم؟!

*مُهَرِّج: بمعنى مُضحك، يقوم بحركات لإضحاك الناس.

(41) جلالهم: جلال المجذوب المذكور آنفا. *أبو العساكر: أبو عسكر سالف الذكر. *ناظراه: عيناه. *يحدقان: ينظران بشدة وحِدَّة. *المَحْدَج: مكان النظر من العين، وحَدَجَه: رمَاهُ بنظرةٍ.

(42) الملعب البلدي: في منبج معروف، ويقع غربيها على يمين الخارج من منبج بعد المقصف، وقرب مؤسسة مياه منبج، وقرب مدرسة الشهيد أغيد الحسيني مقابلها من الشمال. يلعب فيه الشباب كرة القدم في الصيف وغيره. *بمكان هيرا: يقال: إن تمثال هيرابوليس "أتاركاتيس" كان منصوبا هُنا، وكان يُعبد في مكان الملعب، وتقدم إليه القرابين، وكان مكان الملعب بحيرة ملأى بالأسماك، وهي مقدسة بزعمهم. و"هيرابوليس" هو اسم منبج الروماني القديم ويعني: "المدينة المُقَدَّسة".

(43) مسجد النور: أو جامع النور يقع شرقي منبج في مرتفع بعد منتصف البلد، وقربه كان يوجد بعض محلات الحبوب ومصلحي المضخات "الطلمبات"، ومقابله: "مطعم أبي هلال" الشعبي المعروف آنذاك للفلافل والكازوز والمقالي، وغيرها ... . وكان لون دكانه أخضر فاتح اللون. *اتئد: تَمَهَّلْ. ذي الفلافل: صاحب الفلافل. *عرِّجْ: مُرَّ على أبي هلال.

والفلافل: هي الطعمية عند المصريين، وهي أكلة شعبية معروفة ومشهورة جدا في بلاد الشام، وتتكون من حمص ينقع بالماء مُدَّة، ثم يهرس قليلا ثم يوضع عليه الثوم والكزبرة والفليفلة الحمراء "الشَّطَّة" ثم يجعل أقراصا تقلى بالزيت، ثم تؤكل مع المخلل والسلطة والليمون والرائب أو الشنين. وكان يقال: "والعهدة على الراوي"؛ فالله أعلم أن بعض المطاعم تغش -ومنهم أبو هلال- فلا تصنع الفلافل من الحِمَّص الخالص؛ بل تخلط بالجريش "البرغل" وكُسارة الخبز؟!

25

لكِنَّا كُنَّا نجِدُ تلك الفلافل أطيبَ من العسل، وكالمَنِّ والسلوى، ولا سيَّما إذا كان طعامُ العشاء في مدرستنا دار الأرقم لم يُعجبنا؛ فتجدنا نستأذن من مُوجهنا الليلي وغالبا ما كان هو أستاذنا الشيخ عبد الرزاق الكالو- ذكَرَه الله بالخير- ليذهب اثنان أو ثلاثة من الطلاب للغزو فيغزون مطعم أبي هلال ويأتوا ببعض الشطائر "السندويتش" الطيبة من الفلافل والبيض والمقالي ... ، ثم يأتوا محملين بتلك الشطائر ويوزعوها على من طلبها من رفاقهم، ويبيتون في ليلة هانئة كأنها لديهم من ليالي ألف ليلة وليلة؟!

(44) لمُعلمَينا: لأستاذَينا كليهما. *الحوت: الشيخ يوسف الحوت: مدرس الفقه والأصول في دار الأرقم. *صُبحي: الأستاذ محمد صبحي مغربي: مدرس اللغة العربية وغيرها في دار الأرقم.

كان منزل أستاذينا الفاضلين الحوت والمغربي قرب الجامع العلائي شرقيه، وعلى بُعد بضعة عشر مترا منه.

(45) أما بيت أبي الغزلان الأستاذ الشاعر محمد منلا غزيل فقد كان بابه أحمر داكِنًا قرب مسجد الشيخ عقيل المنبجي شماليَّه مقابلا له تقريبا.

(46) مَن يَنسَ نَعْيَ الناس ... : مَن مِنَّا ينسى الحاج حسين الرينة مؤذن الجامع الكبير بمنبج حين يُخبر عن موت أحد من أهل بلدة منبج أو ريفها، بصوته المُمَيَّز المُتهدِّج المُتَقَطِّع المُرتَعِش الحزين، عبْرَ مُكَبِّر الصوت، ينطلق صوته من دكانه خلف الجامع الكبير شَمَاليَّه. *المُتهدِّج: المتقطع المُرتعش.

*دكان المؤذن حسين الرينة ومصنعه: والشيء بالشيء يُذكر فقد كان للحاج حسين الرينة مؤذن الجامع الكبير دكان خلف الجامع الكبير من جهة الشمال ومصنع للسجاد اليدوي -"البُسُط"- من الأثواب والخرق البالية "الشراشيط" كان يرتزق منه مع وظيفة الأذان.

ومن دكانه المذكور نفسه كان يَنْعَى الموتى؛ لأن النداء على الموتى من إذاعة المسجد حرَّمها العلماء؛ فهو كنُشْدان الضالَّة المنهيِّ عنه شرعا؛ فلذلك كان ينادي على الموتى من دكانه ويتقاضى على ذلك بعض الأجر.

26

(47) خلف الكبير: أي كان ينادي على الموتى وينعاهم من دكانه الكائن خلف الجامع الكبير من الشَّمَال. *مُلَعْلِعًا: أي مُجَلْجِلًا ومُرتفعًا. *تقف أشعار ...: أي تقشعر أبداننا وشعورنا من الخوف من نبأ الموت ورهبته. *بترجرج: أي باهتزاز واضطراب.

(48) سُبحان حَيٍّ لا يموت ... : هذه بعض الكلمات التي كان ينعى بها حج حسين الرينة موتانا فيقول:

"سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، ... الكل يفنى ويبقى الواحد القهار".

ثم يُعلن اسم الميت ونِسبته وموعد الصلاة عليه وتشييعه فيقول ثلاثا:

"المُتوفَّى إلى رحمة الله تعالى فلان الفلاني، أو فلانة الفلانية، من قرية كذا"، هذا إذا كان من خارج مدينة منبج، ثم يقول:

"وسيُصلى عليه، أو عليها في مكان كذا، وسيدفن في مكان كذا، ...".

*جلاله: عَظَمَتُه. *العِز: الشرَف. *الجبروت: القَهْرُ.

*عزَّ: أي الله تعالى. *بمنهج: بطريق قضاه وقدّره سُبحانه وتعالى.

(49) يفنى: يموت. *قهار كل الناس: حاكمهم وهم خاضعون له قهرا وجبرا. *دون تلجلج: دون تردُّد ولا قدرة على الاعتراض والمخالفة لما يريد، ولا الخروج عن سلطانه وإرادته.

(50) يذيعه لثلاثة: أي يُعلن اسم المُتوفَّى أو المتوفَّاة ثلاثَ مرَّات. *النعي: الشخص المَنْعِيُّ "الميِّت". *مَخرَج: مكان خروج الميت وتشييعه.

(51) لجنازة ... : أي يذكر الرينة متى ومِن أين تخرج الجنازة، وأين سيُصلى عليها، وأين ستُدفن. *لِلمَدْرَج: أقصد أي إلى المَدْفَن.

(52) المركز العربي الثقافي: هو المركز الثقافي في منبج، ومبناه الكبير- بمكتبته الضخمة المتنوعة- معروف وشامخ في وسط المدينة مقابل مخفر الشرطة المركزي، قبل مبنى البريد. *شامخ: مُرتفع.

27

(53) الصرح: البناء الكبير. *جمة: كثيرة. *تنوعت: تعددت فروع العلوم فيها؛ من إسلاميات، إلى تاريخ، إلى جغرافيا، إلى أدب وشعر ... .

(54) جامع الصديق: هو المعروف أيضا بـ "جامع الحاج فياض" ويقع شرقي منبج على طريق الجزيرة، شرقي بيت حج فياض الرجل الوجيه المعروف الذي كان يأتي بكثرة إلى مدرستنا مدرسة دار الأرقم.

وكان الحاج فياض هذا معروفا بجمع التبرعات لمدرستنا وغيرها، وهو الذي سعى لبناء جامع الصديق وكان يصلي فيه كثيرا، وكان صديقا للمحامي والرجل الصالح العلامة الرباني الأستاذ أحمد مهدي الخضر: الفقيه والفرَضي، ومدرس الفرائض بدار الأرقم، وقد سبق ذكره.

*ومن الطريف والعجيب أن الأستاذ الخضر كان له اعتقاد كبير وزائد في حج فياض المذكور، وقد سمعناه مرة يقول: أطهر مكانين في منبج وأفضل مكانين لي هما: مدرستكم دار الأرقم، وبيت الحاج فياض؟!

*كم زرنا له ... : فقد كنا نأتي أحيانا من مدرستنا دار الأرقم في صلاة الفجر غالبا إلى مسجد الصديق بسبب انقطاع الكهرباء والماء عندنا وتوفرهما في مسجد حج فياض لنتمكن من الوضوء وأداء صلاة الفجر لكثرة عدد الطلاب. وكانت المسافة بين مدرستنا وجامع الصديق نحو 300 م. *مُزعج: مُقلِق؛ أي قطع الكهرباء والماء.

(55) والحج فياض بمسجده... : أي أحيانا نجد مشقة وصعوبة بالغة لمعاناتنا الذهاب للصلاة في مسجده مع البرد الشديد بسبب الصقيع والثلج في الشتاء أحيانا، مع طول مكثنا فيه بسبب وِرد الصباح الطويل الذي كان الحاج فياض يُلزمنا به مع الصلاة فيستغرق أكثر من ساعة؟!

*الشتاء المُثْلِج: أي الشتاء القارس شديد البرد لا سِيَّما مع وجود الثلج.

(56) وِرد الصباح ... : لكِن ممّا يُذكر ولا ينسى في جامع الحاج فياض ما كناه نردده من الورد الصباحي "أذكار الصباح" جماعيا نحن الطلاب البالغين أكثر من مئة بصوت عالٍ عقب الصلاة من "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو عل كل شيء قدير" 10 مرات، إلخ تلك الأذكار وذلك الورد.

28

*نُردِّده: نكرره. *بصوت أغنج: أي بصوت جميل رخيم.

(57) يا سُوقها المسقوف: "سوق منبج المُغَطَّى المَسْقُوف" معروف في وسطها يبدأ من بعد الجامع الكبير شرقيه ويمتد مئات الأمتار، وفيه عشرات الدكاكين والمحلات المتنوعة من خياطين وباعة أقْمِشَة وخضراوات ومشبك وحلويات وألبان وأجبان ... .

*كم جُبْنا له: كم قطعناه ومررنا به لنشتري أشياء منه، أو لمُجرَّد العبور والمرور منه. *بزحامه: هذا السوق المسقوف مزدحم جدا بالناس رجالا ونساء وأطفالا وصغارا وكبارا، ومن أهل المدينة، ومن أهل قراها، والوافدين إليها والزائرين القادمين. *الوُلَّج: ج والج، الداخلون فيه.

(58) المُشَبَّك: هو نوع من الحلوى لذيذة مهروف شبيهة بِالزَّلابِيَة، وهو يصنع من دقيق القمح "الطحين"، وأجود منه ما يصنع من السميد؛ فيعجن ثم يجعل في قالب فيخرج على شكل ثعبان ملتوية بضعة التواءات ثم يوضع في الزيت فيُغمر فيه ويُقلى حتى يحمَرَّ ثم يُغمس بالقطر ويوضع معه القَرفة ثم يباع، وهو أفضل الحلويات الشعبية وأشهرها على الإطلاق.

وكان من المشهورين بعمل المشبك في منبج "الجالو".

*لذة: أي لذيذة. *حمرا: أي ذهبية حمراء داكنة قريبة من البُنِّيَّة بسبب قليها طويلا بالزيت. *مُقَمَّرَة: أي محمَّرة كثيرا. *القَطْر: هو الماء المغلي المُحَلَّى بالسُّكَّر. *سَمْلَج: أي سهل الجَرْع والمُرور في الحَلْق.

(59) في كل سبت سوقها ... : في كل سبت من كل أسبوع كان يُقام "البازار" في منبج، وهو سوق عام متنوع فيه أغلب الأشياء والسلع عدا الحيوانات والبهائم، وكان مقرها شرقي مدينة منبج شرقي المدرسة الشرعية القديمة "دار الأرقم" بنحو 500م. وكلمة "بازار" تركية فارسية الأصل، وتعني السوق. *بضجيجه: بضوضائه وأصوات الناس باعتهم ومشتريهم ونسائهم وأطفالهم، وسياراتهم. *المتأجج: المُشتَعِل.

(60) يا حبذا يوم الثلاثا ... : أي يوم الثلاثاء ما أحلاه! إذ يقام فيه "بازار البهائم" والدراجات، والسيارات أيضا -على ما أظن- في نفس موقع بازار السبت لكن السلعة مُختلفة هذه المَرَّة. *مقصِد: أي غاية وهدف للقاصد.

29

(61) رباه: أدعوكَ يا رَبِّ! *يا غوث الصريخ: يا مُغيث ومُنجِد ومُساعِد الصارخِ اللاهِث الملهوف المُضطرِّ . *عونه: يا مُعينَه. *مَلاذَ مُضطر: يا كهف السائل شديد الحاجة المأزوم الواقع في الضِّيق. *خير مُفَرِّج: أي يا خير كاشف لِضُرِّ المحتاج وكُربة المَكْرُوب.

(62) يا مُنجيا لِخَليله ... : أي يا من نجَّيتَ خَلِيلَكَ إبراهيمَ عليه السلام من نار عدوكَ وعدوه الملك الطاغية النمرود؛ فأبطلتَ كيده فلم يحترق بنار النمرود العظيمة المُرتفعة المُشتعلة بل قلتَ: (قلنا يا نارُ كوني بردًا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين*). الأنبياء 69- 70.

(63) ومُشافيا أيوب ... : ويا من شفيتَ أيوب وعافيته من مرضه الطويل في جسمه الذي استمرَّ سنوات طويلة.

(64) ومُنجيا ذا النون: ويا من خلصت صاحب النون "الحوت" يونس عليه السلام من افتراس حُوت الهلاك المُحقَّق. *من بعد تسبيح: بعد كثرة تسبيحه لله تعالى ربه وهو في بطن الحوت وكثرة تكرار قوله تعالى: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*). الأنبياء 87، فأحسنت خلاصه وخُروجه سالما من بطن ذلك الحوت العظيم.

(65) وفديتَ إسماعيل: أي خلصت إسماعيل من إرادة ذبح أبيه إبراهيم له عليهما السلام بعدما رأى في المنام أنه يذبح ابنه، ورؤيا الأنبياء حق واجبة التنفيذ وليست أضغاثَ أحلامٍ. *المُدَى: ج مُدْيَة، وهي السِّكِّين، قال علي محمود طه رحمه الله في قصيدته الشهيرة عن فلسطين:

أخي إن في القُدس أختًا لنا           أعَدَّ - لها - الذابِحُونَ المُدَى

*بِالذِّبح: الكبش المذبوح "الذي سيُذبح". *الرَّجْرَج: السمين المُضطَرِب لكثرة لحْمِه وشِدَّة سِمَنِه.

(66) وحرمتَني ... : منعتني وقدرت عليَّ -بحكمتك البالغة التي قدَّرتَها في الأزل- أن أعيش في بلد البحتري "منبج".

(67) لا تَحرِمَنِّي: لا تمنعني. *أن أوسَّد تربها: أن أنام على ترابها بعد وفاتي؛ أن تجعل ترابها وِسادة بعد مماتي بدفني في ثراها الطاهر، آمين.

المراجع

*أولا- الكتب:

1- "تتمة الأعلام". لمحمد خير رمضان يوسف، ط 2، دار ابن حزم - بيروت، 1422هـ- 2002م.

2- "جولة أثرية في بعض البلاد الشامية". للمهندس أحمد وصفي زكريا، ط2 دار الفكر- دمشق، 1404هـ - 1984م.

3- "رحلة ابن جُبير". لابن جبير محمد بن أحمد الكناني الأندلسي ت 614هـ، ط1؟ دار صادر- بيروت، د. ت.

4- "روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين". للشيخ أحمد بن محمد الوتري ت بعد 980هـ، ط1، المطبعة الخيرية - جمالية مصر، 1306هـ.

5- "علماء وأعلام تركوا بصماتهم في تاريخ منبج القديم والمعاصر". د. إبراهيم الديبو، ط1، دار طيبة - دمشق، 1429هـ - 2009م.

6- "معجم البلدان". لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي ت 626هـ، ط1، دار صادر- بيروت، 1397هـ - 1977م.

7- "المعجم الوسيط". لنخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية القاهرة، ط2، مجمع اللغة العربية - القاهرة، 1392هـ - 1972م.

8- كتابي المخطوط "منبج عبر30 قرنا: تاريخها، جغرافيتها، أعلامها"، أو: "المبهج في تاريخ منبج".

9- "الموسوعة القرآنية الميسرة". مع التفسير الوجيز للشيخ د. وهبة الزحيلي، وآخرين، ط10، دار الفكر- دمشق، 1432هـ- 2011م.

*ثانيا- مواقع الشابكة:

1- موقع " المعرفة" على الشابكة.

2- مقالة وبحث بعنوان "منبج" في "الموسوعة العربية". 19/533 للباحث الأستاذ فواز الموسى، بتصرف.

3- "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا"، منبج.

4- "وثائقيات منبج" على موقع "الفيسبوك" مقالة رائعة وشاملة بعنوان: "منبج في زمن مضى" للأخ مظفر بن الشيخ جمعة أبو زلام، نشرت بتاريخ 16/4/2018م.

5- معلوماتي الشخصية، من جميعها بتصرف.

وسوم: العدد 1024