جبال النمسا وقراها الجبلية متاحف وعشق وتاريخ للبلاد

متحف كبير في قرية صغيرة

من جذوع الأشجار وأغصانها

جبال النمسا وقراها الجبلية متاحف

وعشق وتاريخ للبلاد

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمساغراتس

سالا..قرية تاريخية تقع في مقاطعة شتايامارك ، عثرت فيها على أشياء تاريخية،  وذكرت الاشياء في معجم ستيريا ، ففي هذه القرية الجبلية حيث متحف زجاج الغابة  وسالا رقم 5،  وهو البيت الذي يعود الى (هامر ايزينبيرك) ، حيث كانت تعد القرية منذ عام1811 بابا تجاريا،  وهذا البيت لأسباب اقتصادية تم بيعه في نهاية القرن الثامن عشر، كان بمثابة مدرسة ابتدائية .. ثلاث صالات عرض للزوار من تاريخ هذه القرية الجبلية، وقد شارك بكثافة طلاب مدينة كوفلاخ  بأن يكون لهم الجزء الأكبر من التصميم وأعمال الديكور.  وفي هذه القرية الحفريات مستمرة لاسكتشاف التاريخ والتراث فيها.

وفي رحلة بين جبال النمسا الثلجية مع صديق نمساوي يهتم بالادب وقع نظرنا من بعيد على   شرطي مرور، وفي يده علامة قف وخفف صديقي سرعة السيارة، وحين اقتربنا اذا بنا نرى الشرطي ما هو الا نحت على شجر، وقد اتقن ابداعه الفنان الذي نحته  على اكمل وجه..وزادني الفضول بالبحث عن مبدعه في جو ممطر  في قرية تقع على بعد 865 مترا فوق مستوى سطح البحر،واخيرا عثرنا على  بيته ودعانا الى شرب القهوة النمساوية في بيته الذي هو على شكل متحف مزخرف بمنحوتات تغطي كل جدران بيته، وبعدها  توجهنا الى ورشة عمله ، حيث اندهشت حين رأيت بانه قد جمع كل ما يكتب عنه في الصحافة النمساوية والعالمية والهندية واليابانية على جدار في ورشته ، وكان الجدارخال فقط من العربية،انه عاشق الخشب ومتيم بالنحت (يعقوب شروتير)، تجاوز منتصف العقد الستيني وما زال بكامل قواه ،يصارع الخشب ولكنها مصارعة من نوع آخر يؤطرها العشق والهوى ..

في هذه القرية الصغيرة التاريخية يملك ارضا شاسعة، بدل ان يستغلها بالزراعة أنشأ عليها متحفا كبيراً ، واستفاد من الاشجار بجذوعها واغصانها وحتى اوراقها من اجل نحت اجسام وهياكل لشخصيات سواء كان لهم دورا في الحياة السياسية او العامة مثل كرايسكي  او الفنانين او شخصيات كاريكاتيرية سجلت تاريخا للعالم او حيوانات ، ويخبرني الفنان يعقوب بانه كان يعشق الغابة منذ الصغر وكان وحيدا يتجول فيها ويعمل من العيدان، وبدأ رسم العيون والانوف و اشياء صغيرة وفنية، ومع مرور الزمن بدأ يعشق هذا النوع من الفن، و بعدها اتقل الى نحت بالاشياء الكبيرة.ففي بداياته عمل في مجال الرسم في مدينة كونلاف النمساوية،  و لم يشارك طوال حياته في معارض فنية، بل كان يعتقد بان هذه البقعة الكبيرة التي تتركز فيها اعماله يعد اكبر متحف في المقاطعة، وبالنسبة للصحافة فقد كتب عنه الصحافة النمساوية بصورة مكثفة وكذلك العالمية، وقد غطت اعماله الصفحات الاولى من المجلات والصحف العالمية ،وقد اراني الفنان يعقوب بعض هذه الصحف  ادهشني حين رأيت الصحف الصينية وانا الاقرب له منهم  ولم اكتب عنه، وبعدها اخبرته باني ساكتب عنه في الصحافة العربية وفرح..لقد كان الفنان رياضيا ايضا وكان يتمرن مع الممثل العالمي ارنولد شوارتزنيجر لانهما كانا من نفس المنطقة وارنولد ايضا من منطقة تال في شتايامارك،ويحمل  ذكريات حلوة مع ارنولد وبدا بسرد بعض من ذكرياته معه ومشوار حياته،وفي جولة تفقدية معه في بيته اطلعني بان اثاث بيته وأسرته ودواليبه واثاث بيته  كلها من عمله ومن خشب الصنوبر، وانه يعشق هذا النوع من الفن ،انه الان يعيش منه ومصدر رزقه ، وفي جولة اخرى في القرية راينا  اعمال الفنان منتشرة في القرية مثلا على باب المطعم نحت كبير لجرسون يحمل على يديه اطباق ..اعمال الفنان يعقوب شوتير أُخرجت على شكل بطاقات معايدات وتباع في المقاطعة، لانه يعد الان من الوجوه اللامعه في المقاطعة وشخصية لها مكانتها في المجتمع النمساوي ،وبهذا يعد الفنان  يعقوب سجلا لهوية شعبه..

لقد كانت رحلة جميلة الى جبال النمسا في اجواء ممطرة، لكن منها  ينفجر الفن وتولد اللحظات الجميلة.