كلوس أَب فلسطيني من أميركا وأوروبا2

\"كلوس أَب\" فلسطيني من أميركا وأوروبا....(1)

عبد الباسط خلف/جنبن-فلسطين

[email protected]

لا تخلو الطريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من مشاهد يمكن تحويلها لمصنوعات صحافية، تتيح لمن لم يزر العالم الجديد الشاسع والقارة الأوروبية الباردة تكوين انطباع عنهما.

لا يمكن الحديث من بعيد عن الأمكنة، ولا بد من العيش فيها، والتفاعل معها وتشخيص حياتها وترفها وفنها ومناخها وحضارتها وسياستها وفوضويتها وكل مكوناتها بالعين والقلم والأذن.

على شرف البرنامج الـتدريبي السنوي الذي تعكف دائرة الإعلام في الأمم المتحدة تنظيمه كل عام، تعيش مجموعة من الصحافيين والصحافيات في نيويورك وجنيف وواشنطن، فيحضرون حيزاً من مداولات الجمعية العامة على هامش مناقشة ما يسمى بالحالة في الشرق الأوسط وفلسطين، ويلتقون بشخصيات سياسية ودبلوماسيين ومدراء الوكالات والمنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة، ويزورون مؤسسات رسمية وأهلية أمريكية، ويعيشون في ردهات الجمعية العامة لحفنة من الأسابيع، ويحيون اليوم الدولي للتضامن معهم في القاعة نفسها التي شهدت تقسيم وطنهم العام 1947.

في النسخة التاسعة من برنامج الأمم المتحدة أفلح عشرة إعلاميين،وهي المرة الأولى التي يكتمل فيها عقد المدعويين، نصفهم جاء من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والنصف الأخر من غزة، وتركيبتهم \" الجندرية\" تعترف بالمناصفة بين الجنسين أيضاً، وهو الشيء الغائب الحاضر في وطنهم، استنراحت عيونهم مؤقتاً من الحواجز، وغابت عن آذانهم أصوات الرصاص و هدير طائرات الاستطلاع و\" الأباتشي\" التي تجوب السماء هنا للنقل لا القتل، وعاشوا \"حرية \"مؤقتة غابت عن بلدهم.

كان لك واحد من هؤلاء قصة وحكاية لا تخلو من إشارات، وفي أوراقهم الكثير من الهموم والآمال، وقصة كل واحد أو واحدة منها تدلل على حالة الفلسطيني ووطنه المضطهد.

تنحاز بدورك للكتابة عن الفن والسياسة والنساء والبيئة والتاريخ والوطن وتؤلف بين أفئدة الأحرف والعبارات لتقدما مشهداً مركباً بلقطات مقَـرِّبة من أمريكا وأوروبا.

والبرنامج الذي لم تكن نهايته طبيعية أيضاً بالنسبة لبعضنا القادم من غزة،إذ شهدت القاهرة تمديداً إجبارياً له، كان على مقربة جنبات الجامعة العربية، حيث شرع ثلاثة منا في انتظار طال بعدد أيام إغلاق معبر رفح لأكثر من خمسين يوماً، بعد يوم واحد من وصولهم إلى القاهرة، فيما أفلحت زميلتنا الرابعة بالعودة في اللحظة الأخيرة قبل إقفال المعبر لحفنة من الأسابيع. وهذه خلاصة ما سجلته العين الفلسطينية الطبيعية.

لقطة تجريبية( بروفا):

\"التفاحة الكبيرة\"بعيون فلسطينية

أخذت طائرة \"الإيرباص\" تجافي الأرض وتصادق السماء في رحلة الــ 1882 ميلا من عمان إلى فرانكفورت هذه المسافة ليست بالكبيرة فهي في أسوأ الأحوال أقل من المدة التي يحتاجها أي شاب أو امرأة أو عجوز من مدن شمال الضفة إلى رام الله، أو من غزة لجارتها رفح.

قليلا قليلا، اكتمل عقد المغادرين، كان بوسعنا تحديد جنسيات جيراننا المؤقتين دون الحاجة لاستخدام اللغة و التخاطب، فجين فو القريب من مقعدنا صيني يدرس الرياضيات في تورنتو، يعرف القليل عن فلسطين وقوانين صراعها مع الاحتلال لكنه في الوقت نفسه يقدم وجهة نظر مختلفة للحديث عن \"الجندر\" في بلاده العظيمة سكانا وجغرافية فيقول إنهم يحرمون الأمهات من الاستمتاع بأمومتهم عبر تحديد النسل لاعتبارات كثيرة.

تقارن حالة أمهاتنا الفلسطينيات اللواتي يمنعهن الاحتلال من ممارسة حياتهن عبر تحجيم عدد أفراد الأسرة بالرصاص و وقضبان الحديد.

في السماء لا يغيب الحديث عن الأرض و شؤونها و شجونها، فجيراننا بالناحية الشمالية من الطائرة يتحدثون عن جدار الفصل العنصري وذكرياتهم في جبل أبو غنيم، فيما ينشط زميلنا علي صوافطة في إقناع جليسه الطارئ بعدالة قضيتنا ويسمعه شيئا عن غزة ورام الله.

حتى في الأجواء سيتذكر المغادرون المستعمرات الإسرائيلية فأضواء عمان والقاهرة ونظيراتها تقودنا من علٍ لأضواء المستوطنات الظلماء.

نصل فرانكفورت في الصباح، وتتأخر المدينة في وضع نهاية لنومها الهانئ، نبحث عن شيء من حوار لتجاوز بضع ساعات من انتظار، نفتح حديثا مع الكوافير البرازيلي الذي شد الرحال إلى لندن، فيسرنا أنه يعرف شيئا عن فلسطين وصراعها وعذابها، مثلما يتحدثون عن وانغاري ميتاي ، المرأة التي نالت النسخة الأخيرة من جوائز نوبل للسلام لحرصها وشغفها ببيئة قارتها السمراء.

نلتقط بعد اكتملت مجموعتنا الأولى القادمة من الوطن عبر عمان إلى هنا، صحفاً ومجلات مستعينين بجارنا الألماني عن جريدة عملاقة تتعدى المائة والخمسين صفحة وتضم عشرة أجزاء، لكن المرأة وشؤونها لا تقدم إلا سلعة لا تخلو من عريّ...

نصعد إلى الإيرباص الثانية في الطريق إلى نيويورك ونتذكر أن تسعتنا نحن المشاركين في برنامج تدريب للصحافيين الفلسطينيين التي تنظمها دائرة الإعلام في الأمم المتحدة نحتاج إلى خارطة طريق لجمع شتاتنا، فمها مطر وهيام حسان أكرهوا على السفر إلى القاهرة والمكوث فيها بنسب متفاوته فرارا من القيود والحواجز والمفاجآت، وعرفت هبة الطحان طريقها إلى نيويورك عبر مطار اللد، فيما تأخر سفر يوسف عطوة لأسبوع بعد أن استهلكته الحواجز ليصل القاهرة، وقدم المثنى القاضي من الصين حيث يعمل.

تسأل الهندي في رحلة نيويورك عن صراعنا مع الاحتلال فيخبرك بأن المسألة في فلسطين مجرد حرب أهلية أو سفيل وار .

في ارتفاعات السماء ذات الثلاثة آلاف وسبعمائة قدم عن الأرض والمحيط تطول الرحلة لثمان ساعات وخمس وعشرين دقيقة لكنها المدة نفسها التي احتاجتها الحاجة علياء حسين وولدها سامي ذات نهار للسفر من جنين إلى رام الله حيث مستشفى الرعاية العربية لإجراء فحوصات مخبريه غير متاحة في بلدهما.

نسترق قليلا السمع ونعثر على محطة عربية تجود بغناء شرقي في عناء السماء وينشط المغادرون في نوم مستقطع وحكايات متفاوتة عن حالهم واهتماماتهم .

تصلا مطار جون كندي الذي يذكرنا بالاغتيالات القذرة،فنمضي قليلا في التفتيش وإجراءات الأمن الكثيرة، ندرك أم أجزاء من نهارنا قد تبخر ونهبط مسرعين إلى قلب شارع رقم 45 في \"منهاتن\" بحثاً عن الراحة...

في يوم الدورة الأولى يمنحنا نائب مديرها القادم من اليابان والعارف قليلا بالعربية هيرو ياكي، بطاقات دعوة لحضور حفل الأمم المتحدة لمناسبة عامها الخمسين نصل مقر الجمعية العمومية فتستقبلنا عروض لأوركسترا الكويت الوطني، وفرقة التلفزيون الكويتية نستمتع قليلا بالغناء الصامت القادم من الصحراء الثرية، لكننا لا نرى إلا أي يد خشنة مع أن المندوب الدائم لدولة الكويت نبيلة عبد الله الملة هي ذاتها الراعية للحفل إلى للسكرتير العام للمنظمة كوفي عنان.

هنا في نيويورك أو المدينة التي يطلق عليها سكانها لقب\" التفاحة الكبيرة\"لا يتحدثون عن \"الجندر\" والديمقراطية والجماعات المهمشة، فالنساء هنا يحظين بعدالة في التوظيف حتى أن جيش الأمم المتحدة الذي يقترب من الخمسة آلاف يعج بحواء،

وتمارس هنا المرأة في الطوابق الـ39 وظائف قيادية وإشرافية، في الشوارع القريبة من المبنى تقود النساء الحافلات العامة، وتمضي بعضهن الكثير من الوقت في مداعبة كلابهن والترفيه، ولا يعني ذلك أن الشوارع تخلو من متسولات.

في الدروب الواسعة تنتشر شاشات عملاقة على عمارات شاهقة لبث الأخبار العاجلة، فتحتل أخبار الرئيس عرفات الصحية الواجهة وتتكاثر التحليلات في التلفزة الأمريكية، حتى أن محطة فوكس نيوز تقدم صورا غير بريئة وتعرض موسيقى حزن توحي وكأن الرئيس رحل عن الدنيا.

تستوقفك الفرنسية – الأمريكية مارسيل، المرأة التي تعمل في برنامج الإعلام، فهي كتلة من النشاط تعمل من التاسعة إلى الخامسة والنصف دون انقطاع ورغم ذلك فهي متزوجة وأم لطفلين أصغرهما لم يكمل الثامنة أشهر.

على مائدة الإفطار الرمضانية تنتشر الأحاديث الجانبية عن الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني ويبدي التونسيون والسودانيون الذين التقيناهم خوفا على الرئيس ويتمنون سلامته قبل أيام من رحيله.

في بناية الأمم المتحدة الإنمائي حيث تلقينا شرحا عن اللاجئين ومعاناتهم يخبرونا بأن فرقة فلسطينية من الأشبال ستأتي يوم التضامن مع شعبنا نهار التاسع والعشرين من نوفمبر، نستعد لذلك ونمضي لأروقة الأمم المتحدة لاستكمال مناقشتنا السياسية والصحافية ، ونرى حجم الصور الضئيلة التي تتعرض لنكبة شعبنا، كن الترتيبات تلغى بعد وفاة الرئيس عرفات ...

لقطة خريفية:

أخبار ساخنة

وانتخابات فاترة

تعتلي بنايات \"التايم سكوير \"دعايات انتخابية غير عشوائية تنادي بشكل غير مباشر لاختيار رئيس قادم للولايات المتحدة.

بمقدور من يمر في شوارع المدينة ذات الأرقام 26و33و40و32و3وسواها قراءة أخبار عاجلة ساخنة وباردة كانت تمزج بين صحة الرئيس عرفات ونفي إصابته باللوكيميا والترويج لاختيار دباليو يوش الولايات المتحدة وكذلك \"الديمقراطية كاعتقاد أفضل\" من نموذج الحرب\" ….

في ظلمة الليل النهارية يتنكر مواطنو المدينة وسكانها قبل يوم من تحول الساعة لسباتها الشتوي، الليل وبرده لا يمنعان من الكشف عن السيقان والصدور، مثلما الانتخابات التي لا تخفف من صخب المدينة.

على جنبات \"الداون تاون\" يتموضع قادمون من جنوب شرق أسيا لبيع مهاراتهم، فيجهدون في رسم الأزواج والأصدقاء من المارة ويقرأ آخرون الكف على طرائقهم، وتنهمك طائفة ثالثة في السحر والشعوذة، تقول إحداهن: نقطع المحيط بحثا عن الخبز …

بالانتقال سريعا لمكان ثان يجلس شاب أسود البشرة، يتخذ من دلاء متواضعة كطبول فيحدث حركة غنائية لا تملئ كثيراً فراغات منهاتن الصغيرة.

توقف حركات الشاب الموسيقية القليل من المارة ويفضل آخرون الفرار بعيدا كي لا يتورطون في دفع مبالغ مالية وإن قلت ثمنا للإعجاب.

في منهاتن التي لا تنام يستطيع الزائر مشاهدة خليط من شعوب الأرض فيتعرف على أصحاب الوجوه ذات البشرة الصفراء والسمراء والشقراء، ويمارس قليلا من الانحياز للجاليات العربية التي تبدو بملامح شرقية تتعامل بحذر مع نيويورك وأشائيها.

على قارعة الطريق يتخذ الشاب المصري أشرف العفيفي القادم للولايات المتحدة منذ حفنة منذ السنوات، فيجهز على عربته النقالة موائد الشواء وتختلط روائح لحوم البقر والحبش بغناء كوكب الشرق التي تحاول أصوات غناء غربي الطغيان عليها.

بعيدا عن أشرف يجلس مصطفى حسن المغربي ، فيتعرف إلينا و يشرح لنا طريقته الخاصة في تجهيز \"الباربيكيو\" ، يتحدث إلينا و يرحب بنا، ويطلق لنا دعوة مجانية للانضمام إليه في \"عشاء قومي\".

تعيد عربات الخيول البيضاء الضخمة شيئا من التاريخ الغائب عن المدينة لكن أصوات حوافرها تكافح التغطية على كوابح المركبات وصرخات سائقيها، الحناطير في الدول الرأسمالية لها ما يميزها ولها روادها أيضا.

يروج آخرون لأجهزة كشف الكذب، فيضعون يافطات تخبر المارة بمجانية الفحص في محاولة لإغراء الزبائن تخاطب ذاتك أيهما أكثر حاجة لأجهزة من مثل هذا الطراز؟

تدهشك التبرعات لإنقاذ حياة أطفال تلاحقهم أنواع السرطانات القاتلة، فيثبتون على بوابة مطاعم مختارة تقويما شهريا تخصص في كل يوم منه دائرة بوسعها استيعاب نقطة نقد من عيار الربع دولار.

في الحافلة العامة تتوقف المركبة فجأة ويسرع سائقها لثنى مقعدها الخلفي ، يأمر أحد رفاقنا بإعادة الانتشار عنه ، فنترقب لنرى انه يخصص المكان لامرأة معاقة صعدت بعربتها إلى الحافلة .تحتاج عملية إجلاس المرأة الكثير من الدقائق في عملية احترام لإنسانية الإنسان، وتتمنى أن نجد في بلدنا حافلة تضع في حساباتها أصحاب الاحتياجات الخاصة.

هنا كذلك تفوق المطبوعات والمواد الدعائية والإخبارية والنشرات غدد سكان وطننا المضطهد والممزق، وتنتشر عادة القراءة التى لا تعترف بحدود العمر وأوراقه ودلالة الشيب وانحناء الظهر .

قريبا من شارع رقم 2 نتعرف على متطوعين صينيين يجهدون في إحياء تراث بلدهم والعودة إلى جذورهم، فيوزعون النشرات ويطلقون العنان لمبادئهم : المصداقية والشفقة والتسامح وفضح النظام وجوره وسياسته القمعية ، ولا يكاد الملل يعرف كلمة المرور إلى أجسادهم النحيلة .

في الشارع ذاته ننظر إلى الحيز الأيسر المزدحم بالناس والساعين إلى الحياة، وما أن نبدل زاوية نظرنا إلا ونجد شاشة ضخمة تنقل أخبارا سريعة قادمة من العراق تتحدث عن نقيض الحياة ، تقول في أعماقك هنا تنتج أساليب الحياة وهناك تسرع ثقافة الموت بنشر قواتها .

في أحياء المدينة يرتفع منسوب تواجد المحال التجارية الفاخرة المخصصة للترويج إلى أطعمة الثعالب والكلاب والقطط، مثلما تعلو كثافة مصطحبي الكلاب ومعظمهن من السيدات.

نجادل قليلا عامل الفندق قبل يوم من سباق الرئاسة، فيخبرنا بان المال أهم من صناديق الاقتراع، يصل بنا في النهاية لحقيقة أن الفرق بين الأحزاب الحاكمة الكبيرة في الولايات العظيمة وسواها لا يعدو مجرد فرق بين الكوكاكولا والبيبسى ....

هنا لا نلاحظ وجودا للغبار على العكس من بلدنا المنهك، وفى جانب حاويات القمامة تسيطر دعايات تجارية وتثقيفية ، ويمارسون بسرعة الحب .

كل شئ في منهاتن وبروكلين وكوينز وسواها مكشوف ، حتى المصارف لا تمارس السرية في عملها وكذا صالونات التجميل وعلب الليل .

حتى في الشوارع المؤهلة للولايات القريبة من نيويورك كنيوجيرسى يتحتم على السائق الذي يستخدم الشارع دفع بدل مرور والحجة هنا استعمال المعابر والجسور وتمويل نفقات إصلاحها .

فوق نهر هنري هاستون يستلقي اكبر جسر في العالم ويمتد جسر واشنطن للميل ونصف الميل نتحدث على شرفات الجسر عن المعابر المحطمة في بلدنا وخرائط الطرق المصنوعة في هذا البلد .

داخل نفق هنري هاستون الذي يطول لزهاء خمسة كيلو مترات تحت الماء نطلق العنان للحديث عن الممر الآمن الذي عفا عليه الدهر بين شطري وطننا، وننتقل لصديقنا المهجري جيمس الذي يستغرب صعوبة تنقلنا بين الشمال والجنوب .

داخل حرم الأمم المتحدة يحكم مصممون على مسدس ضخم بالإعدام فيربطون مقدمة أداة القتل كدليل علي نزع فنيل النيران والكراهية ، والأمل بسلام فاخر بين شعوب الأرض .

على جدران المبنى الرئيس للجميعة العامة تتموضع حفنة من اللوحات الفنية تشير لنساء وأطفال وضحايا الغام أرضية وتخصص ردهات واسعة لهدايا الشعوب والحكومات من بين 191 دولة هي التى تشكل طيف الأمم في أصقاع الأرض .

إيفوري أو عاج الفيلة هدية رائعة جادت بها الصين لكن ريتا جون ناشطة البيئة تقول ليتهم رفضوا استقبالها وانتصروا للفيلة .

قبالة مبنى الأمم المتحدة تظاهر قبل أيام من الانتخابات حفنة من المعارضين للحرب جاءوا يسمعوا العالم صوتهم ، مثلما تؤكد اللوحة العملاقة الإلكترونية رقم تكلفة الحرب وهو أربع وعشرين ساعة من الصراع الديموقراطى 142829275$ والرقم يتصاعد لحظة في اثر لحظة .

لقطة مزدوجة:

حكايات متعددة

و معرض واحد

في أعماق مقر الجمعية العامة الرئيس بقلب نيويورك التي راح الشتاء يزحف إليها يمكن للمرء في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أن يقع في أسر معرض الفن الفلسطيني الذي يظهر هامشاً من الحلم والعذاب لشعب لا زال ينتظر الحرية الغائبة.

الفن هنا يرتبط بعلاقة حمية بالسياسة، ليس لشغفه بها وإنما لتعبيره عن حالة الاضطهاد التي يحياها الشعب الأخير بين دول الأرض الـ 191 الرازح تحت نير الاحتلال.

في الركن تأسر الناظر مفاتيح ذات منسوب عالٍ من الخيال، فهي رغم دلالتها لعودة اللاجئين لديارهم راحت تحمل أسماء من طراز هوليود ومصنع \"كريستيانديور للأحذية\" ومزرعة للنباتات ذات صيت.

قريباً من المفاتيح ترقد خريطة للوطن الفلسطيني صنعت من حلويات ذات ألوان أربع تمثل العلم الفلسطيني، ولكن الحلويات إما مجهولة الصنع أو ذاتا منشأ بريطاني من ماركة \"كوناكس\".

في ركن آخر يقدم الفنان شريف واكد عرض أزياء رجالية لأجساد عارية ونصف عارية تدفع من أجسادها ثمن المرور من الحواجز الإسرائيلية، في إشارة لطلب جنود الاحتلال التعسفي من الشبان الفلسطينيين الكشف عن بطونهم، ورفع ملابسهم كشرط للمرور، ويلتقط المرء كيف يرتدى أحد الشباب قميص مقعرا يحمل عبارة: بحبك نيويورك في قلب نيويورك.

في \" تشيك بيونتس\" أو نقاط التفتيش محاولة من جانب الفن لكشف فظاعات الاحتلال.

وفي بورتريه هاني زعرب حفنة من الدلالات، فيظهر نفسه وكأنه أسير يقبع عند حاجز صار يشارك الشعب الفلسطيني في حياته.

فوق أرض رخامية في ممر الأمم المتحدة، أختار منظمو المعرض استيراد رماد وأرض محروقة ونباتات برية من طراز النتش الشوكي، وقضبان حديدية وحجارة تشير إلى حال الأرض الفلسطينية المضطهدة وفق رؤية الفنانة حنين أبو دية.

ينقل معن حسونة بفن إضافي طريقة الحياة في مربعات، تشير للسجون الفلسطينية الكبيرة، ويعرض رائد باشا مجموعة أطفال يبتسمون أو يتجهمون أو يضعون أصابعهم في أفواههم العارية أو يختفون وراء زرقة عيونهم فيما ملابسهم رثة غير متناسقة، وبعضهم يفضل الاختباء وراء قبعة ذات صنع رخيص.

يستشف الزائر مئات المعاني من وراء ملامح الأطفال الذين سرقت طفولتهم.

يصطدم المرء في ركن آخر بوجوه صنعها من الجبص الفنان واكد أبو صبيح، وتعبر عن نفسها بغير لغة، مثلما تفعل ذلك أسلاك القفص التي أبتكرها جواد المانحي.

أما إيمان أبو حميد فتقدم في مشهد بالأبيض والأسود غنائية تردد الحنين للبرتقال والتاريخ والثورة والحدود والجدار واللجوء والرحيل و دير ياسين والكفاح والثورة و الضياع والمخيم و النكبة، وتنهي الألواح المربوطة بخيوط سوداء والمتدلية من أعلى لأسفل بجدارة حملت كلمة السلام.

تتساءل إيناس حماد في مرآتها عن اعتياديتها في النظر لنفسها في مرآة لبضع سنين، لكنها لم تستطع رؤية نفسها إلى أن نجحت في ذلك، وهذا كله يرشح بالمعنى والصور.

وتجد أيضاً فكرة الحجاب وصورة الفتاة ذات الهيئتين، و قيم الصراع الداخلي والبحث عن الهوية.

يعرض سليمان منصور في مجموعاته الثلاثة مشاهد عن العائلة والتقاليد وحفل الزواج، حيث الوجوه الفاترة والدلالات المشوهة والضبابية والتداخل.

واختزلت أعمال جاد سليمان المرأة بأجزاء من الحجارة المقطعة المنفية الأطراف والحس والأنوثة والحياة والضحك والبكاء والقهر، في تعبير يغص بالدلالات، على غرار كرسي الأب الزرقاء لنبيل عناني، إذ ترحل النظرات في محاور الكرسيين الكبيرة والصغيرة والأشياء الخاصة للأب صاحب الرمزية والعالم الخاص.

ويوصف الفنان يوسف عواد قريته بحجارتها وخشبها المتواضع وشبابيكها العشوائية وشجرها غير المثمر، لكنه غفل عن وضع إشارات للهدم والحصار التي تحياها فلسطين مقطعة الأوصال والأحلام.

يغرق المعرض في تضاريس الشعب الفلسطيني، ويسير في اتجاهات قراءة الوجوه وتجاعيدها وملامحها المسروقة.

يروي سليمان منصور وقد بدا الشيب يحتل قطاعات من رأسه الحديث، فيقول المعرض من إنتاج جيل الشباب، الذي استطاع سرقة الجمهور وتنال ثقته، فلغة الفن عالمية و لم تعد مركزة بالسياسة.

ويرى أن الفن الممتلئ بالدلالات يمكنه خدمة القضية الفلسطينية، مثلما يفعل السياسيون وملفاتهم.

ويضيف، تحدث الفنان هاني زعرب المولود في رفح و الساكن لرام الله عن مأساته الشخصية وحصار شعبة في الوقت نفسه، فاستطاعت لوحته تتبع المأساة الإنسانية.

ويعتقد أن اللوحات التي استطاعت الوصول لمنهاتن بسهولة أكبر من تنقلها بين رام الله وغزة، من الممكن أن تكون تحمل تأييداً أو نقداً أو تعبيراً عن فكرتها كضحية.

يتابع: الجزر الأكبر من الفنانين المشاركين في المعرض عملوا معاً في أكاديمية نرويجية، نحلم بأن ننشئ واحدة مثلها في فلسطين.

يقول منصور الذي رأى النور العام 1947، وقبل سنة واحدة من نكبة الشعب الفلسطيني، أن المعهد الذي درس فيه والذي يحمل اسم \"بيتسئال إل\"، أوجدته الحركة الصهيونية العام 1905، قبل قيام الدولة اليهودية وتأسيس جامعتها العبرية.

ولعل الحرص الإسرائيلي على افتتاح كلية للفنون قبل قرن من الزمان، قوبل بـحظر على مؤسسات فلسطينية شبيهة في الفترة التي سبقت قيام السلطة الفلسطينية، والسر في ذلك كون الفن يعبر عن الذات ويعمق الارتباط بالأرض.

ونال منصور جائزة فلسطين للفنون العام 1998، والجائزة الكبرى في منالي القاهرة الدولي.

يمزج الفن بالسياسة دائماً، وحتى عندما تقدم شاب لخطبة ابنته الطبيبة ، كان سؤاله لوالدتها: هل يسكن قبل جدار الفصل العنصري أم بعده!!

لقطة حزينة:

الحادي عشر من نوفمبر

في الجمعية العامة

راحت خطوات ممثلة فلسطين بالإنابة، سمية البرغوثي تدنو بحزن من المنصة الرئيسة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لرثاء الرئيس ياسر عرفات، البعض هنا في القاعة الضخمة، ذات السجاد الأخضر تذكر الرابع عشر من تشرين الثاني أو اليوم الذي سيكون الذكرى الثلاثين للخطاب التاريخي للزعيم الفلسطيني الذي كان أول ممثل لمنظمة غير حكومية يصل لقاعة الجمعية العمومية، وتحدث أمام جلستها المفتوحة.

كان وشاح البرغوثي المنحوت من مطرزات تشير إلى التراث الفلسطيني المسلوب، وخطواتها البطيئة يشكلان دليلا على مقدار الصدمة التي تشعر بها كواحدة من أبناء الشعب الفلسطيني، فيما رئيس بعثتها، والمراقب الدائم ناصر القدوة فقد خاله وزعيم دولته والمنظمة التي ينتمي إليها.

خاطبت الحضور، وذكرتهم أن الرئيس الراحل رأى النور العام 1929 في القدس وترعرع في حواريها، وها هو جسده اليوم يمنع من أن يستريح جثمانه فيها، ونقل تراب المدينة التي أحب إلى قبره المؤقت في مقر المقاطعة في رام الله، حيث أخضعه الاحتلال الإسرائيلي لحصار استمر ثلاث سنوات...

أخذ الأمين العام للمنظمة الدولية، كوفي عنان يعيد الحياة لشريط الذكريات القديمة، في كلمة رثاء الرئيس الراحل الذي أختطفه موت غامض في المشفى العسكري الفرنسي، من الكلمات التي تحدث بها الأمين العام بنبرة حزن كأجواء القاعة: بعد خطاب عرفات بعام أصدرت الجمعية قرار 3237، الذي منح منظمة التحرير الفلسطينية صفة المراقب.

أنشد الحاضرون لكلمة وداع الرئيس التي أطلقتها البرغوثي، ورسمت لوحة لأحزان شعبها، فالرئيس القائد والمعلم ابن فلسطين وصانع حركتها الوطنية، وقاد كل معاركها، الرئيس الذي أغمض عينيه عن هذا الدنيا، وسكن قلبه الكبير، وانتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها...

تناوب ممثلون عن وفود من أرجاء الأرض على المنصة التي شهدت مقولة تاريخية أطلقها الرئيس الراحل، عن غصن الزيتون والبندقية والاستعداد للسلام والتضحية.

ممثلو تركيا وغامبيا وبيلاروسيا و ماليزيا والسودان ومصر وآسيا والمجموعة الأوروبية ومصر رشح الحزن من كلماتهم وتذكروا الرئيس الراحل الذي حاز على نسخة نوبل للسلام العام 1994....

ليس بعيداً عن أروقة الأمم المتحدة، طغت أنباء رحيل الرئيس على عناوين الصحف، في قلب منهاتن يقف بعض أبناء الجالية العربية والمتضامنين مع قضية الشعب الفلسطيني يطالعون عناوين الصحف الصادرة في صبيحة نهار الخميس المر، جو نجار الشاب الذي رأى النور في نيويورك من لأب مصري وأم لبنانية، أختار أن يلف رقبته بكوفية فلسطينية بالرغم من أن ليل الخميس الجمعة المنهاتني لم يكن بارداً بخلاف عادة المدينة الأغلى في العالم.

يعلق جو عند عنوان الصحيفة الرئيس المنحازة التي تقول\" عرفات مات ولم يًًِفتقد\".

فالصحيفة الرخيصة في ثمنها( 25 سنتاُ)عمد لإلقاء نسخ منها في حاويات القمامة، وسكبت فوق بعضها مواد نتنة.

في صحف أخرى، \" يتعثر\" المرء على عناوين أقل تحيزاً، ويتوقف مراسل قناة الجزيرة في الأمم المتحدة عبد الرحيم فقراء عند حقيقة أن الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية تعاملت مع رحيل الزعيم بفتور كبير، وقطع بعضها برامجه الاعتيادية لدقائق معدودة لبث الخبر الساخن، لكنها سرعان ما عادت إلى إعتياديتها.

نقف قليلاً، لنتعرف إلى مجدي الشيشكلي ( حفيد الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي الذي خسر كرسي الحكم بانقلاب في فترة الستينيات التي عصفت بسوريا)، يبدو من كلام أديب مقدراً كبيراً من التعاطف مع الشعب الفلسطيني في اليوم الذي تلا رحيل الرئيس الراحل.

نهار الجمعة الباكر، الثاني عشر من تشرين الثاني، بتوقيت نيويورك، نسرع نحن أعضاء الوفد الإعلامي الفلسطيني المشارك في برنامج تدريبي تنطمة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إلى شاشة التلفاز، بعد أن استنفذنا كل جهودنا لمشاهدة قناة عربية، في هذه اللحظة القاسية.

بثت شبكة( السي،إن، إن) في نقل مباشر جنازة الرئيس ياسر عرفات، وأظهرت الحشد الهائل الذي جاء يلقي نظرة الوداع على قائده.

تقول مها مطر: راقبنا بألم عبر الشاشة الصغيرة جنازة الرئيس عرفات، و شعرنا بالحسرة أننا خارج فضاءات وطننا، في لحظة حاسمة ومصيرية في مسيرة نضال شعب عاني وما زال يعاني نير الاحتلال الأقدم في العالم في التاريخ الحديث.

تختلط أحزان الأمريكية إليزابيث ديسمثيا الصامتة وهي تترقب بحذر جديد الأخبار المتصلة بحياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بسرعة بحث الفرنسية مارسيل جديد الأنباء المتضاربة القادمة من المشفى العسكري في بلدها، وتتمنى أن لو يتوقف ضخ الشائعات حول وفاة الرئيس، لكن أمنيتها سرعان وما تبخرت يوم الحادي والعشرين من تشرين الثاني.

هنا في ساحة الجمعية العامة أعيد تنكيس العلم الأممي مرة أخرى برحيل الرئيس عرفات، بعد أيام قليلة من وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة.

لقطة خضراء:

أوراق بيئية وشتاء حار

بعد أن أقلعنا من مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية صوب فرانكفورت في ألمانيا، بدأت عملية إعادة ترتيب الأوراق تتخذ مساراً خاصاً، فهنا لا بد من تدوين عدد كبير من الإشارات ذات الصلة ببيئتنا وبكوكبنا.

بدون أدنى شك سينفق الصحافي وسواه وقتاً طويلاً في الحديث عن الحال البائس لبيئتنا، فالاحتلال أسرف في استهداف الغطاء الأخضر الذي يحيط بوطننا الممزق.

ستكون أول الإشارات قبل التخلي عن أخفض بقعة في الدنيا، حيث استراحة أريحا متعلقة بالمناخ القائظ في أواخر الخريفـ، و الأمر كجرس إنذار يتصل بحكايتنا مع التصحر، وبدء زحف الصيف نحو الشتاء.

تتحدث والطبيب المتجه من بلدته في غرب رام الله حمزة محمد عن الغبار الذي يجعلك تفكر ألف مرة قبل اختيار لون الحذاء واللابس الذي ستنحاز إليه على امتداد نهارك، فيخبرك أن القاهرة تبكي الغبار والتلوث.

ترتقي قليلاُ لمرتفعات غرب عمان المولودة من سبعة جبال، فتشعر بفارق مناخي كبير، لكنك لا تكف عن توجيه أسئلة كثيرة للسائق بأنه يدرك التلوث الحاصل من عوادم المركبات ويتمنى أن يأتي اليوم الذي نعامل فيه بيتنا بلطف وأخلاق.

أبو العبد، الساكن في أربد منحدر في أصله من سهل بيسان، ويدرك أهميه التنوع المناخي في بلده الممنوع عليه دخولها.

في السماء بين عمان ومطار فرانكفورت تسأله جارك المؤقت الراحل من بلده الصين إلى كندا حيث يمارس تدريس الرياضيات، عن الفرق الكامن بين بكين وأوتاوا على صعيد البيئة، يرد عليك بأن المسألة لا تعنيه كثيرة، فربما الأرقام لا تصادق البيئة.

ما أن نهبط لمطار ألمانيا، حيث أنفض معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إلا ونبحث عن الفرق، هنا في أرضية المطار حيث أنفقنا ثلاث ساعات بانتظار \" لوفتهانزا\" جديدة تؤهل لنيويورك، تشاهد أربع أنواع من حاويات القمامة نحاذي بعضها بعضا، والمسـألة هنا تصنيف النفايات لفئات في المرحلة التمهيدية لمعالجتها والتخلص منها بشكل متزن وسلمي للبيئة.

تتعرف لكوافير الشعر القادم من البرازيل صوب لندن، فيخبرك بأن البيئة مهمة له، لكن تجار المخدرات العصابات والفساد الحكومي والكرة الساحرة ومنافسات كاس العالم مسألة أهم في بلاده.

مع ارتفاع الطائرة في أفق ألمانيا الباردةـ، إلا ويشرع المغادر من بلد محطم الشوارع ومغبر ومنتهك بيئياً، بمشاهدة الفرق، وتنهال عليه الأمنيات بالتعرف ذات نهار لبيئة سالمة مصانة الجانب.

في الطريق إلى نيويورك، تقرأ تحليلاً عن سر تفوق الأحزاب الخضراء في القارة الأوروبية وتراجعها في الولايات المتحدة، التي كانت تستعد لجولة جديدة من ممارسة الحرب الديمقراطية، ورالف نادر أحد المرشحين الثلاثة الذي يركز على جودة البيئة في بلد رأسمالي صناعي.

الفارق الرئيس وفق رمزي جودة، الصيدلاني، هو أن الخضر في أمريكا لا يملكون الكثير من المالـ، وفي عصر العولمة تتلاشى المفاهيم ذات الصلة بالبيئة، لأنها تتعارض ومصالح الشركات العملاقة.

تقرأ في أروقة الأمم المتحدة، حيث نشارك في دورة للصحافيين الفلسطينيين، عن الاتفاقات التي أبرمتها المنظمة الدولية ومدى مساعدتها في تخفيض المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية، وحدت من التلوث البحري على نطاق العالم، وسعيها عبر مراحل لإنهاء إنتاج الغازات المدمرة لطبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية.

وتعرف إن المنظمة أنفقت 6 بلايين دولار سنويا على الأنشطة التنفيذية من اجل التنمية للبرامج الاقتصادية و الاجتماعية والإنسانية لمساعدة بلدان العالم، وهذا يمثل مجرد،75 0( أقل من واحد)،في المائة من النفقات العسكرية العالمية التي تتجاوز 800 بليون دولار.

تحاول نسج قصص عن وكالات المنظمة الدولية المتخصصة ذات الصلة بالبيئة كمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة( الفاو)، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة البحرية الدولية.

ليس بعيداً من مقر الأمم المتحدة تتصاعد بين الفينة والأخرى أعمدة دخان من مصنع عملاق، ولكن ذلك لا يلفت الأنظار.

هنا أيضاً يقللون من عوادم المركباتـ، فالمترو الذي أطلق قبل قرن من الزمن بالتمام والكمال يقلل من عوادم السيارات.

في شارع استوريا بقلب كوينز العربية في نيويورك، تسخر مطولاًً كون أحد المقاهي المصرية تمنع التدخين وتسرف في استخدام النرجيلة.

لكن إياد الأسعد الشاب الفلسطيني الأمريكي يرى أن البيئية في الولايات المتحدة بخير، فإذا ما ألقت الشرطة القبض على أحد السابقين وبرفقته طفله دون الثامنة عشرة فإنها تأخذه منه.

هنا أيضاً تصنف القمامة ومن يخالف يدفع 500 دولار غرامة لذلك التصرف، وكذا إن وجدت نفايات أمام المنازل والمتاجر. تقفل أوراقك وتحزم أمتعتك وتتمنى ….

لقطة ناعمة:

يوميات نسوية في

الأمم المتحدة

رويداً رويداً، راحت خطواتنا تقترب من مقر المنظمة الأممية، في قلب منهاتن التي تشكل واحدة من أربع جزر رئيسة تتربع عليها المدينة الأغلى في العالم.

للوهلة الأولى تستقطبك جدارية كبيرة تسمح للنساء حول العالم من ممارسة حضورهن، فتتحدث أفغانيات بلغة الصورة عن معاناتهن، ويمكن أيضا اشتقاق معاناة نساء بفعل الألغام التي تحصد حياة الآلاف من الأبرياء حول العالم

في قسم هدايا الشعوب المقدمة إلى الجمعية العامة من حكومات الأرض، يتعرف الزائر على لوحات فلسطينية تتحدث عن حكاية ا%