برقيات وتغطيات

(الوطن والقلم)

في حلقة جديدة لدواة على السّور

القدس 18\1\2013

في حلقة ثالثة من ندوات (الوطن والقلم) التي يعقدها ملتقى دواة على السّور في القدس لمناقشة وعرض تاريخ الأدب الفلسطيني، وبروز القضية الفلسطينية في هذا الأدب، جاء تناول القضية في القصة القصيرة الفلسطينية، في دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب في القدس وذلك يوم الجمعة الموافق 18\1\2013.

أدارت الندوة الكاتبتان نسب أديب حسين ومروة خالد السيوري لتقوما بعرضِ تاريخ القصة القصيرة الفلسطينية في مراحلها الخمس منذ اواسط القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن الماضي، مبرزتان في كل مرحلة أسماء الأدباء الذين تناولت قصصُهم القضية الفلسطينية. معتمدتان على العديد من الكتب والمقالات ل د.نبيه القاسم، د.كامل السّوافيري، د.سلمى خضراء الجيوسي، سامي عبدالله السرخي، وفخري صالح.

وقام ضيف الأمسية الكاتب الفلسطيني الكبير محمود شقير بالتحدثِ بصورة شاملة وملخصة عن القصة القصيرة الفلسطينية، عن نشأتِها، وعن مجلة الأفق الجديد التي صدرت في القدس عام 1961 واستمرت بإصداراتِها مدة خمس سنوات، هذه المجلة التي نشرت له قصة لأول مرّة واستمرت تنشر له طيلة مدة إصدارها، ويعتبرها من ساعدته ومنحته الفرصة لأن يكون كاتبًا، بعدما شرّعت له نافذة للنشر. ليتحدث عن تجربته الأدبية مع القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا بشكل خاص، إذ صدر للكاتب 36 اصدارًا في القصة والقصة القصيرة جدا والمذكرات وأدب الأطفال، هذا وكتب المسرحية والسيناريو التلفزيوني، وكانت آخر إصداراتِه مطلع هذا العام روايته الأولى "فرس العائلة"  عن دار نوفل اللبنانية، وللكاتب الكثير من الانتاج في هذا الحقل الأدبي اذ كتب في بداياته القصة القصيرة، وحتّم عليه ظرفُ نفيه الى لبنان أن يكتب القصة القصيرة جدًا ليتمكن من نقل الهموم الفلسطينية دون التطرق لتفاصيل المكان بسبب بعده عنه. ويقول شقير أنّه بعد وصوله الى بيروت استقبله بعض الأدباء الفلسطينيين الذين تواجدوا هناك باعتباره كاتبًا وليس سياسيًا، بعد أن ابتعد لسبع سنوات عن العمل الادبي بسبب انخراطه بالعمل السياسي، وهنا قرر أن يعود للأدب فكانت القصة القصيرة جدًا  أحد القوالب الأدبية التي استخدمها في المنفى.

أشار الأديب محمود شقير الى احتلال الرواية هذه الفترة الساحة الأدبية العربية لتكون "ديوان العرب" مكان الشعر، وبأنّ الرواية هذه الفترة تأخذ اهتمام ليس فقط القارئ العربي بل القارئ في أنحاء العالم. بينما تحظى القصة القصيرة باهتمام وقراء أقل من الرواية، لكنّها تأتي لتكون الرد الوسطي ما بين القصيدة والرواية، فالقصة القصيرة تحتاجُ الى منبر وطبقة وسطى متعلمة، وتتوفر هذه الظروف منذ الستينيات وحتى الآن، وهذا يساعد على انتشارها، ولدينا منذ تلك الفترة وحتى اليوم كتاب فلسطينيون كتبوا القصة القصيرة على مستوى العالم العربي.

اختتمت الدَّواة ندوتها بالتساؤل هل تُعتبر القضية الفلسطينية شهادة تاريخية لصالح القضية الفلسطينية؟ وجاءت إجابتُها أنّه اعتمادًا على المصادر ورصدًا لإنتاج الأدباء الفلسطينيين سواء كانوا في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، او عام 1967 أو المهجّرين منهم، لاحظت أنّ الطرح الاجتماعي غلبَ على القصة في مراحلِها الأولى، وفي هذا نقل للصورة الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني، وشيئًا فشيئًا راح يبرز في القصة الصراع الوطني، مستشهدة بمقالة (القصة على خط النار) لعفيف سالم (الجديد 1968) الذي يُبين مدى انصهار القصص في الواقع الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي، خاتمًا مقاله بقوله:" إنّ القصة القصيرة عندنا، فيها عمق وانطلاق، ودفء انساني وبهذه المواضيع العديدة التي تعالجها وتنصهر بها، تكون ملامح جديدة وصادقة وفريدة لها. لتقف دومًا في "خط النار". كل هذا يمنح القصة العربية في البلاد، ملامح قوية وبارزة ذات ظلال واضحة، تجعلها تتمتع بهوية، تميز أجواء شخصياتها وملامحها العينية، تماما كالقصة العربية في الأقطار العربية الأخرى.  إنّ تطور الأحداث وتفاعل قصاصينا بها، تمسك بإزميل قوي لتحفر ملامح مميزة في وجه القصة التي تعطي لنا قوة دافعة الى الأمام لنصمد أمام التحديات التي تواجهنا.. وهذه الحقيقة تجعلنا نقول باعتزاز لا يشوبه الغرور ـ وأخيرا عندنا قصة ذات ملامح مميزة.".

تخلل الندوة كلمة لمدير دار اسعاف النشاشيبي م. خالد خطيب الذي رحب بهذا النشاط الثقافي في الدار وتحدث عن النشاطات التي تقوم بها الدار ومخططاتها للمستقبل القريب في العمل الثقافي، داعيًا الحضور للمشاركة في الفعاليات ولزيارة مكتبة الدار والتي تضم الكثير من الكتب والمخطوطات الهامّة. كما تخلل الندوة قراءةٌ شعرية للشاعر النبطي بشار صري، ومشاركة بقصة أطفال بقلم برعم الدواة الطفل رامز لؤي زعيتر. كما وشاركت الطفلة تالا عابدين بقراءة قصة "رجل قام من بين الاحياء" لمحمود شقير، أمّا الفقرة الفنية فكانت طربية للشابة شيماء شعبان يرافقها الفنان وائل أبو سلعوم عازفًا على العود.

هذا ويجدر الذكر أنّ هذه الندوة جاءت بعد حلقتين من حلقات (الوطن والقلم)، استعرضت فيهما الدواة القضية الفلسطينية في الشعر الفلسطيني كانت أولهما في دار اسعاف النشاشيبي، وثانيهما في جامعة القدس في أبو ديس والتي جاءت ضمن برنامج اللغة والتفكير (قواف عربية) عن الشعر والهوية الفلسطينية، ليدير الندوة الشاعر الاستاذ خليل أبو خديجة عضو الدواة، وليشارك كل من أعضاء الدواة (لؤي زعيتر، عبدالله قضماني، مروة خالد السيوري ونسب أديب حسين) في عرض وحوارٍ مع الطلاب والاساتذة حول الهوية والشعر الفلسطيني، ودور الشاعر في صياغة الهوية (القومية أو الوطنية) في المجتمع الفلسطيني.

               

برقية

بسم الله الرحمن الرحيم

يسرنا في موقعكم "بلغوا عني ولو آية" أن ندعوكم لزيارة موقع تيوب القرآن الكريم وهو أول موقع فيديو جامع وخاص بتلاوات القرآن الكريم فقط.. ويحتوي على تلاوات عذبة وشجية، ويمكنكم إنشاء قنواتكم الخاصة ورفع مقاطعكم أو سحبها مباشرة من اليوتيوب بضغطة زر واحدة..

تسعدنا زيارتكم ومشاركاتكم:

http://www.qurantube.tv

نسأل الله القبول والإخلاص