الشيخ أحمد ديدات في ذمة الله

الشيخ أحمد ديدات في ذمة الله

إلى ذمة الله تعالى انتقل الداعية الإسلامي أحمد ديدات.

رحم الله الفقيد .. فقد كان يعاني من أمراض كثيرة جعلته طريح الفراش في السنوات العشر الماضية.

*   *   *

ولد الشيخ أحمد حسين ديدات ، بالهند عام 1918 وبعد ولادته بفترة قصيرة هاجر والده إلى جنوب إفريقيا ولذلك لم يعرف أحمد ديدات والده حتى رآه عام 1927 حين لحق به في جنوب إفريقيا بعد عراك ٍ طويل ٍ مع الحياة والفقر وكان وداعه لوالدته هو الوداع الأخير .. إذ توفَّاها الله بعد هجرته بشهور ٍ قليلة وفي تلك البلدة الغريبة عليه، غدا الطفل ذو التسعة أعوام وحيدا.

لم يلتحق بالتعليم الأساسي .. و لم يكن ملما ً بالإنجليزيَّة ..

ورغم ذلك فقد بدأ الإعداد لدوره الذي آتى ثماره بعد ذلك بسنين طويلة لم يتغلَّب الطفل على حاجز اللغة فقط، بل أصبح متفوِّقاً دراسيّا وقد دفعه نهمه الشديد للقراءة والتعلُّم إلى الحصول على منحةٍ مجانيَّةٍ للتعليم حتى وصل إلى المستوى السادس ولكنَّ ضيق ذات اليد وقف حائلاً مرَّةً أخرى دون استكمال دراسته.

*   *   *

وفي السادسة عشرة من عمره بدأ أول عمل ٍ له كبائع في متجر ثم عمل أحمد ديدات في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل ناتال الشمالي.

وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين

في نفسه الرغبة في إبطال ادعاءاتهم الباطلة وقدراً عثر أحمد ديدات على كتاب اسمه (إظهار الحق) وقد سجَّل هذا الكتاب الانتصارات الهائلة للمسلمين بالهند على المنصِّرين خلال الاستعمار والحكم البريطانيِّ للهند فكان لفكرة إقامة المناظرات أثر عميق عند شيخنا المرحوم .. أحمد ديدات وبروح الحماس والعمل لإظهار الحق .

اشترى ديدات أوَّل إنجيلٍ له

ودرسه جـــيِّـــدا ً ... وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب ولم يتوقَّف أحمد ديدات عند ذلك بل تعدَّاه لدعوة معـلميهم و القساوسة في المناطق المحيطة

*   *   *

وجهت هذه النجاحات المتتالية أحمد ديدات إلى طريق الدعوة ولم يؤثِّر زواجه، ولا إنجابه ثلاثة أطفال، ولا سفره إلى باكستان بعد استقلالها على قوة رغبته في استكمال طريقه في الدفاع عن الإسلام فعقد محاضرات في دراسة الإنجيل وأسَّس مؤسسة السلام لتمرين وإعداد المبشِّرين للإسلام وقد قام هو وأسرته -بمفردهم- بإنشاء المباني .

وكذلك المسجد الذي ما يزال علامةً بارزةً حتى اليوم

*   *   *

نشر الشيخ أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا ووزَّع ملايين النسخ منها مجَّانا .. كما ألقى الآلاف من المحاضرات فضلاً عن نجاحه في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر ومن هذه المؤلَّفات: - المسيحيَّة والإسلام - ماذا يقول الإنجيل عن محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم؟ - هل عيسى عليه السلام هو الله؟ - هل الإنجيل كلمة الله؟ - من حرَّك الحجر؟ - الإله الذي لم يكن ومن أبرز من ناظرهم : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش

*   *   *

نال الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل عام 19986 على جهوده لنشر الإسلام غير أنَّ جوائز الدنيا لا تكافئ سلاحاً أُشهِر للدفاع عن الحقِّ وإزهاق الباطل بكلِّ حماس أُطلِقت العديد من الألقاب على الشيخ أحمد، منها: قاهر المنصِّرين ، و الرجل ذو المهمة من أبرز تلاميذه الشيخ زاكر (الذي يطل على قناة إقرأ بين كل فترة) والذي قال عنه ديدات : "ما قمتُ به في أربعين سنة، قام به زاكر في أربع سنوات" ظلَّت حالة الشيخ ديدات الصحيَّة منذ 1996 صعبةً وحرجة.

توفاه الله يوم الاثنين 08/08/2005  وقد أسلم على يده الآلاف كما ذكرنا.

*   *   *

رحمك الله يا فقيد الأمة لمثلك فلتبكي العيون وتذرف الدموع