نشاط فاتر واستعداد مكثف لملتقى الرواية والتاريخ

نشاط فاتر واستعداد مكثف لملتقى الرواية والتاريخ

القاهرة مرهقة بعد معرض الكتاب

ربما لأن القاهرة خرجت من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي انتهى الأسبوع قبل الماضي مجهدة، لم يشهد الأسبوع الماضي نشاطاً كبيراً يذكر، وربما فضل المثقفون أيضاً الاستراحة قليلاً من اجهاد المعرض، واللف على الندوات ودور الكتب استعداداً لملتقى الرواية العربية الثالث الذي تبدأ فعالياته بالمجلس الأعلى للثقافة السبت القادم تحت عنوان (الرواية والتاريخ(.

وربما كانت أهم الأحداث الثقافية التي شهدتها القاهرة الأسبوع الماضي هي الاحتفالية التي أقامها نادي القلم الدولي (الفرع المصري) للقصة القصيرة، بالتعاون مع لجنة الترجمة ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للصحافة استجابة لدعوة نادي القلم التركي الذي وجه الدعوة لفروع نادي القلم في العالم بجعل يوم 14 فبراير (شباط) يوماً للقصة القصيرة، وقد تضمنت الاحتفالية التي عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة قراءة نصوص قصصية، وتقديم شهادات للمبدعين المشاركين، عبر ثلاث جلسات بدأت من الثانية عشر ظهراً حتى السابعة مساء، وقد شارك مبدعون من أجيال مختلفة منهم محمد مستجاب وعبد الوهاب الأسواني وسعيد الكفراوي ويوسف أبو رية وعفاف السيد ومنال السيد ولنا عبد الرحمن وعزة أحمد ومحمد عبد النبي وعصام أبو الليل وغيرهم.

كما شارك في تقديم الجلسات كل من الدكتورة فاطمة موسى الرئيس التنفيذي للفرع المصري، وطلعت الشايب المشرف على النشر في المشروع القومي للترجمة، وتلت الدكتورة فاطمة موسى رسالة من الفرع التركي موجهة لكل فروع نادي القلم الدولي أكد فيها أهمية القصة القصيرة كنوع أدبي تحاول الرواية سلب مكانته الهامة بين الأنواع الأدبية الأخرى، كما أكدت الرسالة على أهمية حقوق المبدع في التعبير الحر ورفع الرقابة الداخلية التي تصعد ابداعاته.

ومن الأحداث الهامة التي شهدتها مصر كانت التجربة التي أقدم عليها المركز الثقافي الألماني بالقاهرة (معهد جوته) بتنظيم لقاء (الاسلام والغرب)، والذي شارك فيه عشرة من المشتغلين بالتربية وعلم النفس والاجتماع من الألمان والمصريين وعقد المنتدى بمنطقة الواحات البحرية واستمر لمدة ثلاثة أيام.

وتحدثت في الملتقى عن الجانب الألماني كايثا هيرمان مؤكدة على أن الاطار الذي دارت فيه الحوارات بين الجانبين المصري والألماني كان بحرية كاملة دون أي معطيات مسبقة، بينما وصف الدكتور ياسر نصر من الجانب المصري هذه الحوارات بأنها تشبه طريقاً في الصحراء بين مدينتين متباعدتين، مقطعة الجانبين بهدف تقبل الآخر ومنهم عقليته واحترام ثوابته وعقائده لإزالة شبح عدم التفاهم بين الحضارتين.

وربما لم تشهد القاهرة أحداثاً ذات أهمية أخرى، سوى صدور بعض الكتب الهامة مثل كتاب (يوميات الواحات) للروائي صنع الله ابراهيم والذي يروي فيه تجربته عن الفترة التي قضاها في معتقلات الستينيات، ويضم الكتاب الذي صدر عن دار المستقبل العربي ما دونه صنع الله في تلك الفترة من خواطر ومشروعات قصصية، ومقتطفات من قراءات مختلفة وتعليقات حيث كان (التمرد هو وقود الرحلة، والتجربة هو شعارها) حسب تعبيره.

أيضاً صدرت أحدث روايات يوسف أبو رية بعنوان (عاشق الحي) عن دار الهلال، يوم الثلاثاء الماضي، وتستلهم الرواية الأسطورة الفرعونية، اسطورة الاله (بس(التي لا تزال حية في الأوساط الشعبية المصرية.

وقد تبدو حالة الفتور الثقافي التي عاشتها القاهرة الأسبوع الماضي، بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، أو استعداداً لمؤتمر الرواية والتاريخ والذي شهد في دورته السابقة رفض صنع الله ابراهيم لجائزته.

ومن أبرز المرشحين هذا العام لنيل الجائزة الياس خوري وابراهيم الكوني (الذي رشح في العامين الماضيين) وخيري شلبي، وادوار الخراط (الذي يبدو أنه أبرز المرشحين)، كما تردد أيضاً اسم بهاء طاهر بين المرشحين.