رئيس الجمهورية السورية ناظم القدسي

رجالات سورية

clip_image001_ec3e1.jpg

ناظم القدسي أحد سياسي سورية، ولد عام 1905 في مدينة حلب ودرس الحقوق في دمشق، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم في جامعة جنيف. كان من مؤسسي حزب الشعب في سوريا.

أصبح رئيسا للجمهورية السورية في حكومة الانفصال (14 كانون الأول 1961 - 8 آذار 1963).

عمل كرئيس لمجلس النواب عام 1954 وتولى إحدى الوزارات عام 1949 لمدة ثلاثة أيام وترأس الحكومة السورية لمرتين في عام 1950 و1951.

عام 1935 انضم ناظم القدسي إلى الكتلة الوطنية، الحزب الاستقلالي المناوئ للانتداب الفرنسي، والذي كان حركة سياسية تهدف للتخلص من السيطرة الفرنسية عبر الحوار السياسي بدلاً من المقاومة المسلحة. اختلف فيما بعد مع قيادة الكتلة الوطنية التي فشلت في منع ضم لواء اسكندرون إلى تركيا عام 1939، وترك على أثرها الكتلة. بعد ذلك قرر أن يشكل في حلب تحالفاً من المفكرين حول شخصية المحامي المشهور رشدي الكيخيا الذي وفر الحماية لرؤياه السياسية. تم ترشيح كليهما بسهولة للبرلمان في انتخابات 1943. وحيث أن المعارضة كانت شديدة لتسمية شكري القوتلي -من الكتلة الوطنية- رئيسا للجمهورية، قام القوتلي بتعيين القدسي كأول سفير لسوريا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام ببناء السفارة السورية في واشنطن من الصفر، وقدم اعتماده أمام فرانكلين روزفلت في 19 آذار 1945.

في عام 1947 قام القدسي مع الكيخيا بتأسيس حزب الشعب، والذي كان أقوى معارضة في وجه الحزب الوطني، سابقا الكتلة الوطنية، المخلص دائما للقوتلي. كان مؤسسو حزب الشعب بشكل أساسي من أعيان حلب، والذين كانوا موالين للوحدة مع الهاشميين في العراق والتحول الديمقراطي وتطوير العلاقات مع الغرب. كانت العائلة المالكة في العراق تدعم هذا الحزب. فاز القدسي في انتخابات 1943، 1947، 1949 و1962 مرشحا عن حزبه، وصوت ضد تسمية القوتلي رئيسا للجمهورية، ولكن القوتلي مدعوماً بالحزب الوطني أعيد تعيينه. بعد الإطاحة بحكومة القوتلي بانقلاب عسكري في 29 آذار 1949، طلب الرئيس الجديد حسني الزعيم من ناظم القدسي تشكيل حكومة، ولكن الأخير رفض نتيجة الأسلوب اللادستوري الذي ارتقى به الزعيم السلطة، فقام الزعيم بتوقيفه وإغلاق مكاتب حزب الشعب. أطلق سراحه الزعيم بعدها بفترة وجيزة، ووضع تحت الإقامة الجبرية في منزله بحلب , أنتقد القدسي بشدة حسني الزعيم، خاصة عندما أراد الأخير إغلاق الحدود مع الأردن والعراق وأراد شن الحرب عليهما متهما إياهما بالعمالة للمملكة المتحدة. في 14 آب 1949 ساند القدسي انقلاباً بقيادة سامي الحناوي، الصديق القديم لحزب الشعب وحليف العائلة الهاشمية في بغداد، وتم إعدام الزعيم.

أسس الحناوي لجنة سياسية لإدارة البلاد في ظل غياب حكومة نظامية وعين القدسي على رأسها. قام القدسي بسن دستور جديد وأصبح وزير الخارجية في أول حكومة بعد انقلاب الزعيم كان رئيسها هاشم الأتاسي، كما أصبح رشدي الكيخيا وزيرا للداخلية وتم توزيع بقية المناصب على أعضاء حزب الشعب. قام القدسي بإجراء محادثات مع الوصي على عرش العراق الأمير عبد الإله عارضا إقامة وحدة فورية بين سوريا والعراق، وقام بعدة رحلات لبغداد لهذا الغرض. لقد صاغ اتفاقية تدعو لوحدة فدرالية، تحافظ على حكومتين مستقلتين في دمشق وبغداد، بينما تجمع الشؤون العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية للبلدين، كما ذهب للقاهرة وعرض برامج مماثلة في اجتماع جامعة الدول العربية في 1 كانون الثاني 1951.

فخامة الرئيس شكري القوتلي ودولة رئيس وزراء الهند السيد نهرو وعلى يمين فخامته رئيس مجلس النواب ناظم القدسي ثم دولة صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء، وراء السيد نهرو حنا مالك الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء وعن يمينه فؤاد الحلبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية للتسريع في محادثات الوحدة، كلف الأتاسي المنتخب حديثا ناظم القدسي بتشكيل حكومة في 24 كانون الأول 1949. صوت العسكريون ضد حكومته فاستقال بعد خمسة أيام. كانت حجتهم أن الحكومة لا تحتوي على أي ضابط وأن أعضاءها معارضون لتدخل العسكريين في السياسة. في 4 حزيران الف القدسي حكومة جديدة أقل تطرفاً وأمن موافقة المعارضة بتعيين فوزي سلو وزيراً للدفاع. كان سلو اليد اليمنى لأديب الشيشكلي. بقيت الحكومة عشرة أشهر لم تستطع خلالها المضي بعيداً بمسألة الوحدة. استقال القدسي في 27 آذار 1951. وفي 1 تشرين الأول انتخب ناطقا باسم البرلمان.

في 28 تشرين الثاني 1951 استولى أديب الشيشكلي على السلطة وأوقف كل قيادات حزب الشعب، متهماً إياها بالتآمر على النظام الجمهوري في سورية ومحاولة استبداله بنظام ملكي عميل لبريطانيا. عين فوزي سلو رئيساً مؤقتا للجمهورية وأرسل القدسي إلى سجن المزة. أطلق سراحه في كانون الثاني 1952 ولكن أبقي تحت الإقامة الجبرية. عمل سراً وأيد انقلاباً عسكريا أطاح بالشيشكلي في شباط 1954.

في تشرين الأول 1954 أصبح نائبا في أول برلمان بعد فترة حكم الشيشكلي، وانتخب ناطقا باسم البرلمان. حاول أن يستعيد أمجاده السياسية ولكن بذلك الوقت كان حزب الشعب قد فقد كثيراً من شعبيته، ولم يبق إلا القليل من السوريين الراغبين بالوحدة مع العراق. بدلاً من ذلك، توجهت الأنظار للوحدة مع مصر تحت زعامة الرئيس الشاب وذو الهيبة جمال عبد الناصر، وبدون جدوى، حاول القدسي مقاومة تأثير عبد الناصر، إذ دافع عن أهمية التحالف مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة في حين كان معظم السوريين بتطلعون نحو الاتحاد السوفييتي. نادى بانضمام سورية إلى حلف بغداد، فاتهمته جريدة ناصرية بالعمالة . في 12 تشرين الأول 1957 استقال من منصبه وحل محله الاشتراكي أكرم الحوراني من أنصار عبد الناصر. صوت ضد الوحدة مع مصر، وعندما تم الاندماج لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة استقال من العمل السياسي وعاد إلى مدينة حلب.

غادر سورية إلى المنفى بعد انقلاب البعث في 8 آذار عام 1963، وتنقل بين أوروبا وبعض الدول العربية إلى أن استقر في عمان العاصمة الأردنية حيث وافته المنية في السادس من شباط عام 1998.

وسوم: العدد 780