أمير الشعر الغنائي نزار قباني

clip_image001_1293c.jpg

توفي أمير الشعر الغنائي الشاعر نزار توفيق قباني آقبيق في 30 نيسان عام 1998م، وهو إضافة إلى كونه شاعر فهو سياسي ودبلوماسي مخضرم. مولود في دمشق في 21 آذار عام 1923م. ويعد أحد أبرز وأشهر الشعراء العرب في العصر الحديث.

بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة، وأصدر أول دواوينه (قالت لي السمراء) عام 1944م بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق (الجامعة السورية)، وطبعه على نفقته الخاصة. له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد، والرسم بالكلمات، وقصائد، وسامبا، وأنت لي ".

للشاعر نزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها: " قصتي مع الشعر، وما هو الشعر، و100 رسالة حب ". ويعتبر قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني.. حيث كان رافضاً مطلق الرفض أن تكتب سيرته على يد أحد سواه! وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم (المجموعة الكاملة لنزار قباني).

كانت حياة نزار مليئة بالصدمات والمعارك، أما الصدمات فأهمها:

وفاة شقيقته الصغرى: وصال، وهي ما زالت في ريعان شبابها بمرض القلب.

- وفاة أمه التي كان يعشقها، كان هو طفلها المدلّل وكانت هي كل النساء عنده.

- وفاة ابنه توفيق من زوجته الأولى، كان طالباً في كلية الطب بجامعة القاهرة.. وأصيب بمرض القلب وسافر به والده إلى لندن وطاف به أكبر المستشفيات وأشهر العيادات.. ولكن قضاء الله نفذ وكان توفيق لم يتجاوز 17 عاماً.

- مقتل زوجته: بلقيس الراوي العراقية في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982م.

- النكسة 1967م أحدثت شرخاً في نفسه، وكانت حداً فاصلاً في حياته، جعله يخرج من مخدع المرأة إلى ميدان السياسة.

أما عن المعارك فيمكننا أن نقول، أنه منذ دخل نزار مملكة الشعر بديوانه الأول " قالت لي السمراء " عام 1944م، وحياته أصبحت معركة دائمة، أما عن أبرز المعارك التي خاضها وبمعنى أصح الحملات التي شنها المعارضون ضده:

- معركة قصيدة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت رجال الدين في سورية ضده، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان السوري.

- معركة " هوامش على دفتر النكسة ".. فقد أثارت القصيدة عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين العرب.. ولعنف القصيدة صدر قرار من قبل النظام في سورية بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون.

- في عام 1990م صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدته " عند الجدار " من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادي لما تتضمنه من معاني غير لائقة.. وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء في مقدمتهم محمد إبراهيم أبو سنة.

- المعركة الكبيرة التي خاضها ضد الشاعر السوري الكبير " أدونيس " في أوائل السبعينات، قصة الخلاف تعود إلى حوار مع نزار أجراه، منير العكش، الصحفي اللبناني ونشره في مجلة مواقف التي يشرف عليها أدونيس. ثم عاد نزار ونشر الحوار في كتيب دون أن يذكر اسم المجلة التي نشرت الحوار … فكتب أدونيس مقالاً عنيفاً يهاجم فيه نزار الذي رد بمقال أعنف. وتطورت المعركة حتى كادت تصل إلى المحاكم لولا تدخل أصدقاء الطرفين بالمصالحة.

- عام 1990م أقام دعوى قضائية ضد إحدى دور النشر الكبرى في مصر، لأن الدار أصدرت كتابه " فتافيت شاعر " متضمناً هجوماً حاداً على نزار على لسان الناقد اللبناني جهاد فاضل.. وطالب نزار بـ 100 ألف جنيه كتعويض وتم الصلح بعد محاولات مستميتة.

نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام 1945م من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها القاهرة، ومدريد، ولندن. وبيروت. وفي العام 1959م بعد قيام الوحدة بين مصر وسورية، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي إلى أن قدم استقالته في العام 1966م.

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني ".

على مدى 40 عاماً كان المطربون العرب الكبار يتسابقون للحصول على قصائد نزار قباني.

وسوم: العدد 781