أحد دعاة سورية الكبرى منير العجلاني

clip_image002_e7950.png

رجالات سورية

منير العجلاني هو سياسي سوري، ونائب، ووزير، خلال عهد الجمهورية السورية الأولى، وصهر الرئيس تاج الدين الحسني؛ وعمل أيضًا كمحامي، وأستاذ جامعي، وباحث، ومستشار للعائلة المالكة السعودية منذ 1961 وحتى وفاته. عرف بدعمه لمشروع سوريا الكبرى ومعاداة الناصرية؛ ويعتبر أصغر نائب في البرلمان السوري حين انتخب في انتخابات 1936 وله من العمر 22 عامًا فقط.

شغل العجلاني حقيبة وزارية في سبعة حكومات سورية، أربع منها بمنصب وزير التعليم، كما شغل لمرة واحدة كل من حقيبة الشباب، والشؤون الاجتماعية، والعدل.

ولد العجلاني في دمشق عام 1912، من عائلة مثقفة، وأحد أثرى العائلات السورية، وذات الصلة من حيث النسب بالأسرة الهاشمية في سوريا. درس الحقوق في الجامعة السورية، ونال الدراسات العليا من جامعة السوربون في فرنسا. عاد إلى سوريا عام 1936، وشارك في الانتخابات النيابية وفاز بأحد المقاعد عن دمشق على لوائح الكتلة الوطنية. أعاد العجلاني ترشيح نفسه في جميع الانتخابات اللاحقة وفاز بها مستمرًا في عضوية البرلمان السوري حتى 1956؛ مع استثناء فترة مقاطعة أديب الشيشكلي بين 1951 - 1954. استمرّ العجلاني في عضوية الكتلة حتى 1939، ثم استقال منها، وأعد نفسه كسياسي مستقل في الحياة النيابية السورية.

تزوج العجلاني من إنعام الحسني، ابنة الرئيس تاج الدين الحسني عام 1943، وأنجب منها خمسة أولاد، وبعد انتخاب حماه رئيسًا في العام نفسه، اختاره مديرًا للقصر الجمهوري، ثم وزيرًا للإعلام والشباب في حكومة البرازي؛ ثم وزيرًا للشؤون الاجتماعية في حكومة الألشي، والتي توفي خلال عمله فيها حماه الرئيس. عاد العجلاني إلى الوزارة عام 1947 في حكومة مردم الثالثة بمنصب وزير المعارف ثم في حكومة مردم الرابعة بمنصب وزير التعليم، قبل أن يعين سفيرًا لسوريا في جامعة الدول العربية.

خلال الخمسينات دعم العجلاني مشروع سوريا الكبرى والوحدة الهاشمية، وهو ما بدا تقاربًا لصيقًا بحزب الشعب، ومعارضة لقادة الانقلابات العسكرية حسني الزعيم ثم أديب الشيشكلي، وهو ما أفضى إلى سجنه. عاد العجلاني إلى الوزارة بعد خلع الشيشكلي في حكومة العسلي الأولى بمنصب وزير التعليم، وفي نوفمبر من العام ذاته في حكومة الخوري الرابعة بالمنصب نفسه، قبل أن يتولى منصب وزير العدل في أيلول 1955 ضمن حكومة الغزي الثانية.

عام 1956 كشفت "خطة سرية" للانقلاب على نظام شكري القوتلي، للإطاحة بالحكومة القائمة، واستقدام حكومة موالية للهاشمية تمهيدًا لإحياء مشروع سوريا الكبرى على أن يكون العجلاني رئيسها؛ بعد اكتشاف المخطط - والذي كان أحد قادته عدنان الأتاسي ابن الرئيس هاشم الأتاسي - حكم على العجلاني بالإعدام، ثم بالسجن مدى الحياة، ثم بالسجن عشرين عامًا، قضى العجلاني منها حتى 1961 ثم أطلق سراحه بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة، على أن لا يتدخل في السياسة أو العمل العام. سافر العجلاني إلى لبنان، ثم تركيا، وأخيرًا إلى السعودية بناءً على دعوة الملك، حيث عمل مستشارًا للملوك حتى وفاته عام 2004.

درس العجلاني الحقوق في الجامعة السورية، وتولى نيابة رئاسة الجامعة حتى 1956، وحين سجن فصل من التدريس الجامعي. أسس العجلاني صحيفة النضال بالتعاون مع سامي كبارة، واستمرّ في إدارتها حتى 1949 حين أقفلها حسني الزعيم بعد انقلابه. عمل العجلاني محررًا في الصحف السورية، ولاحقًا في الصحف السعودية وترأس تحرير المجلة العربية السعودية، حتى وفاته.

في أواخر حياته صرح العجلاني أنه "من الجيد وفاة أغلب رجال الاستقلال قبل أن يروا انهيار الديموقراطيات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين". جمعت العجلاني صداقة مع نزار قباني، وترك عدة مؤلفات منها عبقرية الإسلام في أصول الحكم، والحقوق الرومانية الدستورية، وديوان شعري بعنوان أزهار الألم، وآخر بعنوان رجل في جلد آخر، ومن مؤلفاته التاريخية فيصل ومعاوية، عائشة، زنوبية.

وسوم: العدد 789