الأستاذ الدكتور الداعية حسين كمال الدين

الأستاذ الدكتور  الداعية حسين كمال الدين

عضو مكتب الإرشاد، والهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين

(1987:1913م)

clip_image002_a09ff.jpg

هو العالم، المجاهد، الداعية، الفلكي، الطبوغرافي، المساح، المهندس . الذي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الجماعة وتاريخ الأمة، وكان أحد المؤسسين للحركة الإسلامية المعاصرة في العراق، ألف الكتب العلمية النافعة، وكان منظماً للجوالة، ومحاضراً، وبقي وفياً بعهده حتى لقي الله .

مولده ونشأته وأسرته :

ولد الأستاذ الدكتور حسين بن أحمد إبراهيم كمال الدين الحسيني في مدينة القاهرة عام 1332هـ / الموافق  1913م، وتنحدر أسرته من نسل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت في الأصل في الحجاز، ثم نزحت إلى مصر، وصارت إلى مدينة بلبيس، وهاجر جده إبراهيم إبراهيم إلى القاهرة، وسكن في جوار الأزهر الشريف، وعاش حسين كمال الدين في كنف والده العلامة الشيخ أحمد إبراهيم، وتلقى على يديه مبادئ الإسلام وعلوم العربية .

دراسته ومراحل تعليمه :

. ثم درس في المدارس الابتدائية والثانوية. ثم حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام 1938 م.

ثم تابع دراسته العليا فحصل على ماجستير في المساحة التصويرية عام 1943م.

ثم نال شهادة دكتوراه في المساحة التصويرية عام 1950م.

كما قام حسين كمال الدين برحلات علمية أمدته بكثير من المعلومات والمعرفة في عدد من البلاد العربية والأوروبية والأمريكية.

العمل الأكاديمي :

عمل معيداً بكلية الهندسة بجامعة القاهرة من 1938 - 1944م

عمل مدرساً في جامعة القاهرة وما زال يترقى في الدرجات العلمية حتى بلغ مرتبة الأستاذ (1953 - 1961م)، وكان من أنصار تدريس العلوم التجريبية والتطبيقية باللغة العربية، وقد نادى بضرورة التعريب في كل مناسبة، وألف عدداً من الكتب العلمية في موضوع تخصصه باللغة العربية.

عمل في جامعة أسيوط أستاذ كرسي المساحة والجيوديسية 1961 - 1971 م، وكان في الوقت نفسه وكيلاً لكلية الهندسة في أسيوط .

عمل أستاذاً منتدباً في المعهد العالي للمساحة بالقاهرة وفي جامعة الأزهر.

تعاقدت معه جامعة الرباط ، فكان رئيساً لقسم المساحة في كلية الهندسة.

انتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (1971 - 1975م)، وعُين عضواً في هيئة مشروع المدينة الجامعية، ثم عُيِّن أستاذاً مشرفاً على مراكز البحوث الفلكية، وظل يعمل في جامعة الإمام إلى ما قبل وفاته بسنتين.

في سنة 1950م نال الأستاذ المهندس حسين كمال الدين شهادة الدكتوراه في المساحة التصويرية، وقام برحلات علمية أمدته بكثير من المعلومات والمعرفة في عدد من البلاد العربية والأوروبية والأمريكية.

وقد عمل مدرساً في جامعة القاهرة، ومازال يترقى في الدرجات العلمية حتى بلغ مرتبة الأستاذ، وكان من أنصار تدريس العلوم التجريبية والتطبيقية باللغة العربية، وقد نادى بضرورة التعريب في كل مناسبة، وألف عدداً من الكتب العلمية الرصينة في موضوع تخصصه باللغة العربية.

عمل في جامعة أسيوط أستاذاً لمادة المساحة، ورئيساً لقسم المساحة، وكان في الوقت نفسه وكيلاً لكلية الهندسة في أسيوط وعمل أستاذاً منتدباً في المعهد العالي للمساحة بالقاهرة وفي جامعة الأزهر.

ثم تعاقدت معه جامعة الرباط، فكان رئيساً لقسم المساحة في كلية الهندسة، ثم انتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وعُين عضواً في هيئة مشروع المدينة الجامعية، ثم عُيِّن أستاذاً مشرفاً على مراكز البحوث الفلكية، وظل يعمل في جامعة الإمام إلى ما قبل وفاته بسنتين.

اللجان العلمية التي شارك بها :

عضو لجنة المساحة التصويرية.

عضو لجنة إنشاء كلية الهندسة بالجامعة الأزهرية ووضع المناهج الخاصة بها 1961م.

عضو لجنة إنشاء المعهد العالي للمساحة في مصر 1963 - 1971م.

عضو لجنة الترقيات العلمية لدرجة الأستاذية بالجامعات المصرية.

عضو لجنة دراسة المساحة الجوية بمصلحة المساحة المصرية.

عضو لجنة التحضير والمتابعة لمؤتمر الفقه الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1976م.

الإشراف على الأبحاث :

استعمال التصوير الجوي والأرضي في أعمال مساحة المناجم - ماجستير بجامعة أسيوط عام 1964م.

استعمال التصوير الجوي في تخطيط وتصميم الطرق دكتوراه بجامعة عين شمس عام 1964م.

تحليل وتعيين العوامل المؤثرة في دقة إنتاج الخرائط باستعمال أجهزة رسم الخرائط التصويرية من الدرجة الأولى والثانية دكتوراه بجامعة عين شمس عام 1964م.

المقارنة بين الطرق المختلفة للقياسات التكيومترية ماجستير الأزهر عام 1970م.

المبالغة في الارتفاعات عند الرؤية المجسمة للصور الجوية - ماجستير بجامعة أسيوط 1950م.

استعمال الصور الجوية في أخذ الإحصاءات (قراءة الصور) على مدينة القاهرة - ماجستير بجامعة أسيوط عام 1970م.

تحليل العوامل المؤثرة في المبالغة في الارتفاعات بقصد تعيين الارتفاعات الصحيحة عند الرؤية المجسمة - دكتوراه بجامعة أسيوط عام 1971م.

إنشاء وترتيب النماذج المصورة المختلفة لقراءة الصور على القطر المصري - دكتوراه بجامعة أسيوط عام 1971م.

التقارير العلمية :

تقرير خاص بتعيين أفضل المناسيب لاستخراج الطاقة الكهربائية من منخفض القطارة بالقطر المصري بالتعاون مع الأستاذ الدكتور حسن مصطفى عام 1953م.

تقرير لحساب شركة سيناء للمنجنيز، حول الخرائط اللازمة لعمليات التعدين لهذه الشركة عام 1961م.

تقرير لحساب المؤسسة الاقتصادية المصرية، لغرض إنشاء وحدة للصور الجوية لعمل الخرائط الجيولوجية اللازمة لشركات التعدين في هذه المؤسسة عام 1961م.

تقرير مقدم إلى المديرية العامة للمصالح العقارية (مديرية المساحة والتحسين العقاري) بالجمهورية العربية السورية حول استعمال التصوير الجوي وإمكانية تطبيقه على أعمال المساحة الأرضية في هذه البلاد يوليو 1973م.

التكريم :

حصل على جائزة الدولة التشجيعية 1398هـ، وقد وضع الخطوط الأساسية لإنشاء أطلس جديد يسمى الأطلس المكي، ويمتاز بإظهار موقع مكة المكرمة بالنسبة إلى القارات الأرضية واستعمال الإسقاط المكي للعالم في إنشاء خرائط هذا الأطلس وبيان خطوط اتجاهات الصلاة على هذه الخرائط.

وأثبت أن مكة المكرمة تتوسط الكرة الأرضية، واستطاع أن يتوصل إلى معادلات وبرامج تمت الاستفادة منها في تصنيع ساعة تضبط مواقيت الصلاة، وتعطي إشارة صوتية عند حلول وقت الصلاة حسب البلد الذي يُحدد في الساعة، وهي في الوقت ذاته تحدد اتجاه القبلة في أي مكان من الأرض، وقد صنعت، وأصبحت في متناول أيدي الناس، كما أسهم بدور كبير في بناء السد العالي.

مؤلفاته وبحوثه :

من أشهر ما ترك حسين كمال الدين:

دورتا الشمس والقمر وتعيين أوائل الشهور العربية باستعمال الحساب

المرجع في المساحة  المستوية

المرجع في المساحة الطبوغرافية

المرجع في المساحة  المستوية

المرشد لاتجاهات القبلة والمواقيت للصلاة

جداول اتجاهات القبلة للصلاة (الجزء الرابع)

جداول اتجاهات القبلة للصلاة (الجزء الثاني)

جداول اتجاهات القبلة للصلاة (الجزء الثالث)

جداول اتجاهات القبله للصلاه (الجزء الأول)

تعيين أوائل الشهور العربية باستعمال الحساب

المرجع في المساحة الجيوديسيه (الجزء الثالث)

المرجع في المساحة (الجزء الأول)

المساحة الطبوغرافية (الجزء الثاني)

المساحة المستوية (الجزء الأول)

المساحة الطبوغرافية

ونشر العديد من المقالات في مجلات الإخوان منها مقال (رهط الجوالة ) في مجلة الإخوان (نصف شهرية ) : 7 نوفمبر 1942م . ومقال الرهط : ع 5 ديسمبر 1942م .

علاقته بالإخوان المسلمين :

انضم كمال الدين لحركة الإخوان المسلمين في وقت مبكر، وعمل بنشاط حيث أدخل العديد من الجماهير في التنظيم الإخواني، وقد أدرك مؤسس تلك الحركة الإمام حسن البنا مواهبه وحيويته، فأدناه منه، وعهد إليه بالكثير من المهمات والمسؤوليات داخل الحركة، فكان عضواً بمكتب الإرشاد العام، وهو المجلس القيادي الأعلى للجماعة، كما تولى مسئولية قسم الجوالة في الجماعة حيث كان يقود الألوف منهم في الاستعراضات الكشفية والذين كانوا يسيرون في صفوف متراصة منتظمة، ويحضر مخيماتها، ويسيّر أعمالها، وتردد الهتافات الإسلامية والأناشيد والتكبيرات التي تثير حماس الجماهير.

كان الدكتور حسين كمال الدين حريصًا على تعريف الإخوان بنظم الجوالة، فقام بشرح نظم جوالة الإخوان أكثر من مرة في جريدة الإخوان المسلمين النصف شهرية التي تحولت بعد ذلك إلى أسبوعية؛ حيث نشر سلسلة مقالات ابتداء من العدد 6 في السنة الأولى عن الجوالة وتكوينها، ثم أعاد تلك التعريفات، وأضاف إليها ما يناسب الحال، ويناسب التطور في عام 1944م.

وقد تكونت لجنة في بادئ الأمر للإشراف على الجانب الرياضي داخل الجماعة, من "حسين كمال الدين، ولبيب برعي، وعمر شندي، ومحمود عزت، وعبد العزيز أحمد، ومحمد رشاد بدوى, وعهد للأستاذ عبد الغنى عابدين للإشراف على القسم.

وفى أواخر عام 1364هـ, 1945م تكون مجلس الرياضة الأعلى للإخوان المسلمين من:

الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين رئيساً أعلى للقسم.

الأستاذ حسين كمال الدين رئيساً عاماً.

الصاغ محمد لبيب نائباً للرئيس.

الأستاذ سعد الدين الوليلي وكيلاً.

الأستاذ عبد المنعم الديب وكيلاً نائباً.

الأستاذ عبد الغنى عابدين سكرتيراً عاماً.

إبراهيم ولبيب برعى، ومحمود رشدى مراقبين.

محمد على أمين الصندوق.

محمود المويلحي، وعبده درويش مشرفين

ولقد كان أول اختيار للدكتور حسين كمال الدين في شورى الإخوان كان في عام 1939م.

كما اختير حسين كمال الدين أكثر من مرة كعضو مكتب إرشاد حتى تم اعتقاله بعد حادثة المنشية، ومن ضمن تشكيلات مكتب الإرشاد في عهد الإمام البنا:

ففي 14 من المحرم عام 1367هـ الموافق 27 من نوفمبر 1947م اجتمعت الهيئة التأسيسية وأقرت تشكيل المكتب الجديد كالتالي:

عن القاهرة:

صالح عشماوي، محمود لبيب، حسين كمال الدين، محمد نصير، منير الدلة، عبد الحكيم عابدين ، صلاح عبد الحافظ، عبد الرحمن الساعاتي، طاهر الخشاب، أحمد حسن الباقوري، كمال خليفة، فريد عبد الخالق .

وعن الأقاليم:

عبد العزيز عطية، محمد خميس حميدة، محمد فرغلي، البهي الخولي، عمر التلمساني، حسني عبد الباقي، أحمد محمد شريت، محمد حامد أبو النصر، فضلاً عن المرشد العام الأستاذ حسن البنا.

وفي 8 سبتمبر من عام 1945م ظهر اسم الهيئة التأسيسية بدلاً من مجلس الشورى وقد اختير لها 100 عضو ، ثم زادت إلى 138 عضو بالإضافة لـ 7 أعضاء من خرج مصر، وقد اختير الدكتور حسين كمال الدين كأحد أعضاء الهيئة التأسيسية.

وقبل ذلك عمد الإخوان المسلمون إلى تفعيل قرارات مؤتمرهم، وألفوا لجنة تنظيم المؤتمرات التي سيزمع عقدها في عواصم المحافظات والمديريات والمدن برأسه الأستاذ أحمد السكري وكيل الإخوان، وسكرتارية الأستاذ أمين إسماعيل، وعضوية كل من حضرات الأساتذة محمد خضري، وحسين كمال الدين، وصلاح عبد الحافظ، وعبد الحفيظ الصيفي، وسعد الوليلى، وفريد عبد الخالق، وشكري عبد المجيد.

وقد اشترك الدكتور حسين في أكثر من لجنة من اللجان التي شكلها مكتب الإرشاد. وبعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952م تمّ اختيار حسين كمال الدين ضمن تشكيلة مكتب الإرشاد عام 1953م حيث جاءت كالتالي:

المستشار حسن الهضيبي مرشداً عاماً

د. محمد خميس حميدة وكيلاً

وعبد الحكيم عابدين سكرتيراً

وحسين كمال الدين أميناً للصندوق

وعبد القادر عودة، وكمال خليفة، وعمر التلمساني، وعبد الرحمن البنا، وعبد المعز عبد الستار، وأحمد شريت، وعبد العزيز عطية، ومحمد فرغلي، ومنير أمين الدّلة، وصالح أبو رقيق

، والبهي الخولي، ومحمد حامد أبو النصر.. أعضاء .

حسين كمال الدين والنظام الخاص :

أنشأ الإمام البنا النظام الخاص بهدف التصدي للإنجليز داخل مصر ولعرقلة اليهود في السيطرة على فلسطين والأراضي العربية، يقول الأستاذ محمود عبد الحليم: كان ذلك في عام 1940 حين دعا خمسة منا هم: صالح عشماوي، وحسين كمال الدين، وحامد شريت وعبد العزيز أحمد، ومحمود عبد الحليم، وعرض علينا الدواعي التي رآها تقتضي الاستعداد وإنشاء نظام خاص تواجه الدعوة به مسئولياتها في المستقبل.. واقتنعنا برأيه فكون منا نحن الخمسة قيادة هذا النظام، وعهد إلينا بإنشائه وتنظيمه وتدريبه، على أن يكون على أساس من العسكرية الإسلامية القوية النظيفة" .

وقد جرّ عليه نشاطه الإسلامي في حركة الإخوان كثيراً من المغارم، وكان يقابل ذلك بالرضا بقضاء الله وقدره .

وعندما توفي الأستاذ عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان كان اسمه مطروحاً ليكون المرشد الرابع، ولكن تمّ اختيار الأستاذ حامد أبو النصر لاعتبارات رأتها الجماعة .

ذهابه إلى العراق :

ذهب إلى العراق أوائل الأربعينيات، حيث شارك في إنشاء كلية الهندسة ببغداد، وكان ذهابه إلى العراق ومن قبله إخوانه محمد عبد الحميد أحمد، ومحمود يوسف بتكليف من الإمام الشهيد حسن البنا لنشر الدعوة في العراق، وإيجاد اللبنات لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين.

كان للدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل أستاذًا للمساحة في كلية الهندسة ببغداد أعظم الأثر في طلاب العراق، فساهم مع الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد في نشر الدعوة بين طلاب كلية الهندسة، فهدى الله على يديه مجموعة من الشيوعيين، وأنشأ فيها مصلى حيث كان يؤمهم في الصلاة، بل وتعدى تأثيره من الطلاب إلى زملائه.

يقول الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد عن أسلوب الدكتور حسين كمال الدين في الدعوة:

"كان يشرح لهم أهداف الدعوة بأسلوب سلس جذاب، وقد كان الدكتور "حسين" محبوبًا من طلابه وزملائه أساتذة الكلية وعميدها، حتى إنه لما نوى إنهاء خدمته بعد وفاة والده طلبوا إليه البقاء بالكلية، ويشترط ما يشاء من شروط في المرتب والمزايا الأخرى، فاعتذر الدكتور وأنهى خدمته بعد سنتين من عقده مشكورًا، وقد قام في هذه الفترة الوجيزة بأعمال هندسية جليلة في العراق، كتحديد القبلة في المساجد، وغيرها من المشروعات الهندسية، مما أطلق ألسنتهم بالثناء الجميل عليه على إخلاصه وخدماته"

وقد أثمرت حركة الأستاذ محمد عبد الحميد أحمد، والدكتور حسين كمال الدين مع الشعب العراقي، فظهر من أبنائه من ينتمون إلى دعوة الإخوان.

ومن بينهم جماعة من الشباب التفت حول الأستاذ محمد عبد الحميد، وأصدروا مجلة باسم "هذا اللواء"، وقد كتبت مجلة الإخوان مقتطفات من عددها الأول.

ثم بدأ تفكيرهم يتجه نحو توسيع دائرة التلاقي مع الشعب العراقي، فبدأ الأستاذ محمد عبد الحميد والدكتور حسين كمال الدين بالاشتراك مع بعض الأساتذة العراقيين ممن ينتمون إلى الإخوان المسلمين بتأسيس مدرسة إعدادية أهلية في بغداد

وقد كان ذلك حيث وفقهم الله لتربية مجموعة من شباب الكليات الجامعية كانوا نواة العمل الإخواني الذي استمر في النماء والزيادة وبخاصة بعد تخرج الأستاذ محمد محمود الصواف من الأزهر، وعودته إلى العراق 1946م حيث تعاون مع تلامذة الأساتذة المصريين من الإخوان المسلمين.

فانتشرت الدعوة في معظم أنحاء العراق وبخاصة بغداد والبصرة وكركوك وأربيل والموصل وغيرها.

حيث تكونت نواة الإخوان المسلمين في تلك المدن من الطلاب الجامعيين وغيرهم من الشباب الذين كانوا طلائع الحركة الإسلامية، وقد عرفت منهم الكثيرين، فقد كان الإخوان صالح مهدي الدباغ، و كمال القيسي، وعبدالحكيم المختار، وإبراهيم منير المدرس، ونعمان عبدالرزاق السامرائي، ووليد الأعظمي، وغيرهم ببغداد.

وكان الإخوان نور الدين الواعظ وسليمان محمد القابلي وإخوانهما في كركوك ، وعبدالوهاب الحاج حسن وإخوانه في أربيل ، وكان عبد الرحمن السيد محمود وإخوانه في الموصل ، وكان عبد الهادي ويعقوب الباحسين، وتوفيق الصانع، وعبدالواحد أمان، وخليل العقرب، وعبدالقادر الأبرشي، وعبدالرزاق المال الله، وعبدالرحمن الخزيم، وعمر الدايل في البصرة، وغيرهم من الإخوان في سائر القطر العراقي الذين فتحوا مكتبات الإخوان، وأصدروا الكتيبات الدعوية، وأقاموا المهرجانات الإسلامية والأندية الرياضية والرحلات الكشفية بإشراف أساتذتهم المصريين وتوجيهات الأستاذ محمد محمود الصواف.

الاعتقال :

سجن حسين كمال الدين عدة مرات في أيام فاروق، وجمال عبد الناصر، ولكن أشد ما لاقاه كان في عهد عبد الناصر بسبب انتمائه للإخوان المسلمين.

فبعدما نجحت ثورة 23 يوليو حدث الصدام بين العسكر والإخوان حول طبيعة الحكم حيث رفض الإخوان حكم العسكر، لكن العسكر تشبثوا به، حتى كانت حادثة المنشية في 26/ 10/ 1954م، والتي اتهم فيها الإخوان

وتم اعتقال آلاف منهم وزج بهم للسجون وقدموا لمحاكمات هزلية امام الضابط جمال سالم حيث أصدر أحكاما قاسية في 4/ 12/ 1954م بعد أن عقدت 19 جلسة لمحاكمة 19 متهماً منهم 7 جلسات لمحاكمة المتهم الأول محمود عبد اللطيف !! ..

وعند النطق بالأحكام كان المتهم يحضر وحده ليسمع الحكم عليه، ويصحبه الحراس لخارج المحكمة، وكانت الأحكام تقضى بإعدام / 8 / هم : محمود عبد اللطيف، حسن الهضيبي، يوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، هنداوي دوير، محمد فرغلي، عبد القادر عودة، والأشغال الشاقة المؤبدة لسبعة هم : خميس حميدة، حسين كمال الدين، محمد كمال خليفة، منير الدلة، صالح أبو رقيق، محمد الحامد أبو النصر، أحمد عبد العزيز عطية، والسجن 15 عاما لأحمد شريت، عمر التلمسانى، وبراءة عبد الرحمن البنا، والبهي الخولي، وعبد المعز عبد الستار .

وبنفس السرعة التي تمت بها المحاكمة (26) يوماً تم التصديق على الأحكام بعد صدورها بخمس عشرة دقيقة فقط ؟ !! فيما عدا حكم الإعدام للأستاذ الهضيبي فقد حففت للأشغال الشاقة المؤبدة وبنفس السرعة أيضاً تم تنفيذ أحكام الإعدام، وصعدت أرواح الشهداء إلى بارئها .. وقال الشهيد عبد القادر عودة في الدقائق الأخيرة من حياته: الحمد لله الذى أماتني شهيداً، وإنه لقادر على أن يجعل دمى لعنة تحيق برجال الثورة .

وفاته :

أصيب الدكتور المهندس حسين كمال الدين بمرض الربو أواخر حياته حتى يوم الخميس 12-12-1407هـ (1987م) بمصر، ودفن بالقاهرة بعد تشييع مهيب من رفاقه وتلامذته

مصادر الترجمة :

1-             الفيصل: ع 135 ( رمضان 1408ه ) – ص 48 .

2-             تتمة الأعلام – محمد خير رمضان يوسف: 1/ 147

3-             الموسوعة التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين .

4-             ذيل الأعلام – أحمد العلاونة (دار المنارة جدة 1418ه / 1998م ) .

5-             أعلام ومشاهير – محمود الأرناؤوط : 8 / 334

وسوم: العدد 789