عبد القادر الحسيني

(1326/1908-1367/1948)

أحد قادة الجهاد الإسلامي البارزين في فلسطين ، شهيد القسطل ، مؤسس جيش الجهاد المقدس .

ولد في القدس وبها نشأ ، ترعرع في كنف والده الذي كان رأس الحركة الوطنية في فلسطين ، وأحد شيوخها الأعلام ، وتلقى علومه الابتدائية والثانوية في معاهدها ، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، حيث تخرج في الصحافة والعلوم السياسية سنة 1351/1932 وكان خلال إقامته بالقاهرة ثائراً بزي طالب ، يتميز بالنشاط والوعي ، ثم عاد إلى فلسطين وتولى بها تحرير (جريدة الجامعة الإسلامية) ، وسكرتارية (جمعية الشباب المسلم المتعلم) التي كان يرأسها يعقوب الغصين سنة 1352/1933 وليعمل بصمت متنزهاً عن الرياء وحب الظهور .

أحبط محاولات اليهود في الاستيلاء على أراضي العرب ، ولعب دوراً هاماً في تنظيم مظاهرات القدس ويافا سنة 1351/1932 وانخرط علانية في الحركة الوطنية سنة 1355/1936 وأطلق على قواته التي تشكلت سنة 1366 /1947 ( الجهاد المقدس ) وتمكن الإنجليز من القبض عليه بعد إصابته بجروح في معركة الخضر بين القدس والخليل التي استشهد فيها شقيقه في النضال البطل سعيد العاص ، أحد أبطال الثورة السورية الكبرى سنة 1343/1925 ثم فر إلى دمشق ، وتولى قيادة الثورة السادسة بالقدس سنة 1356/1937 والتحق بمدرسة عسكرية للضباط في العراق ، ثم سافر إلى ألمانيا وتخصص في صنع المتفجرات ، وشارك في الحرب العراقية الإنجليزية سنة 1360/1941 واستطاع أن يؤخر مع إخوانه دخول القوات الغازية إلى بغداد عشرة أيام ، وحاربهم في معركة ( أبي غريب ) عند ضواحي بغداد ، ليفسح المجال لرشيد عالي الكيلاني ورجاله لملاقاة القوات الزاحفة ، وبعد اعتقاله قدم إلى محكمة عسكرية قضت بسجنه عدة سنوات في بلدة العمارة ، وأبعد إلى السعودية حتى سنة 1364/1945 عندما سمح له بالسفر إلى القاهرة، حيث نظم بها كتائب الجهاد السرية ، وبعد صدور قرار التقسيم سنة 1366/1947 عاد إلى فلسطين ، واتخذ بلدة ( بير زيت ) مركز قيادة لقوات المجاهدين ، التي قامت بعمليات ناجحة في مدينة القدس ، واستهدفت الجيوب اليهودية حول المدينة ، ونفذت لأول مرة بكفاءة عمليات نسف ثأرية قوية في الأحياء اليهودية ، وعندما ذهب إلى دمشق لمقابلة اللجنة العسكرية التي شكلتها جامعة الدول العربية سعى لإمداده بالسلاح ، ولكن اللجنة ماطلته ولم تعطه شيئاً .

ولما علم بسقوط القسطل عاد من دمشق مصمماً على استرجاعها ، وقام بهجوم انتحاري ، سطر فيه إحدى ملاحم البطولة والتضحية ، من أجل الأوطان التي تهدى وتباع مثل متاع الميت في الزمان العربي الرديء ، واستشهد على أرض الأنبياء لحظة انتصاره في القسطل ، غربي القدس ، على طريق حيفا في 8 نيسان 1948.

ونقل إلى القدس في موكب مهيب ، حيث ووري الثرى في أحد الأروقة المحيطة بالمسجد الأقصى ، بجوار والده .

 

وسوم: العدد 795