المهندس الداعية محمد رياض الشقفة

المهندس الداعية محمد رياض الشقفة:

 المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

(1944م – معاصر)

clip_image002_cc465.jpg

الإخوان المسلمون في سوريا :

 الإخوان المسلمون في سوريا: أسسها طلاب في ثلاثينيات القرن العشرين، وهي تعرف نفسها بأنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين في العالم التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928 م. تعرض الإخوان المسلمون في سوريا مطلع ثمانينيات القرن العشرين لحملات قمع دامية من قبل نظام حزب البعث أوقعت آلاف القتلى خاصة في مدينة حماة فيما عُرف بمجزرة حماة، وكان أول مراقب لها في سوريا مصطفى السباعي بين عامي 1945 و1964، وينتشرون في مدن حلب، وحماة، وحمص، ودمشق.

البنية التنظيمية :

يحدد النظام الأساسي أو الداخلي للجماعة وجود ثلاث سلطات فيها :

1-سلطة تشريعية : متمثلة في مجلس الشورى الذي ينتخب المراقب العام، ويعتمد القيادة التي يرشحها المراقب العام، كما أنه يحاسب القيادة ويقر الخطط والسياسات العامة والموازنات والنظام الأساسي.

2-"سلطة تنفيذية": تضم المراقب العام وأعضاء القيادة، وتكمن مهمتها في إدارة شؤون الجماعة واتخاذ القرارات والإجراءات التي تضع الخطط والسياسات موضع التنفيذ. ويتفرع عن القيادة مكتب سياسي وإداري وتربوي.

3-"سلطة قضائية": تشمل المحكمة العليا التي من بين صلاحيتها محاكمة المراقب العام وأعضاء القيادة، والمحاكم المحلية التي تفصل في الخصومات المختلفة بين الأعضاء.

العلاقة مع السلطة :

 اصطدمت الجماعة منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين مع نظام البعث بقيادة حافظ الأسد، وكانت أحداث مدينة حماة عام 1982 ذروة الصدام بين الطرفين إذ شنت قوات سورية مدعومة بالمدفعية والمدرعات هجومًا عنيفًا على المدينة أوقع ما بين 30 و40 ألف قتيلاً، وفقًا لبيانات الجماعة، بينما نزح آلاف آخرون لينجوا بأرواحهم. وقبل ذلك، كان الإخوان قد لجأوا مطلع سبعينيات القرن العشرين إلى العمل المسلح ضد نظام حافظ الأسد عبر عمليات نفذها تنظيم "الطليعة المقاتلة".

 حصلت مبادرة مصالحة بين الحكومة السورية، وجماعة الإخوان المسلمين في أواخر السبعينات قادها الزعيم البارز في الجماعة الأستاذ أمين يكن مما أدى إلى حالة من التوافق قادت إلى إطلاق سراح المئات من أعضاء التنظيم الإخواني وقياداته، في توجه حقيقي لحل الأزمة، وتدارك ما فات، والعودة باللحمة الوطنية إلى واقعها المنشود... ولكن كان ثمة رجال نافذون في بنية النظام ينظرون بريبة إلى جهود المرحوم أمين، ويرفضون البحث عن مخرج للأزمة الوطنية، فقد كانوا يرون في (القمع الثوري) الوسيلة الأجدى لحل المشكلة..

 وسعى الإخوان في تلك السنوات إلى إثارة الشعب على نظام البعث لكن النجاح لم يكن حليفهم لتبلغ المواجهة أوجها بأحداث حماة، وتستمر بعد ذلك ملاحقة عناصر الإخوان. ونصت قوانين الطوارئ التي بدأ العمل بها في سوريا مطلع ستينيات القرن العشرين على عقوبة الإعدام لكل من يثبت انتماؤه للإخوان.

مراحل الصراع المسلح مع النظام السوري :

مر الصّراع بين النظام وحركة الإخوان المسلمين بأربع مراحل هي:

1-(1979-1981م) مرحلة البدء: بدء المواجهة ومحاولة توحيد فصائل العمل الإسلامي المسلّح تحت قيادة واحدة.

2-مرحلة ضرب تنظيم الجماعة العسكري في الجيش عام 1982م:

 حيث أُعدم خلالها العشرات من الضّباط، واعتقل المئات منهم.

3-وفي 2 فبراير 1982م حدثت مجزرة حماة الكبرى التي اشترك فيها سرايا الدّفاع واللواء 47/دبابات، واللواء 21/ميكانيكي والفوج 21/إنزال جوّي (قوات خاصّة)، فضلاً عن مجموعات القمع من مخابرات وفصائل حزبية مسلّحة. حيث أعمل هؤلاء بالمدينة قصفاً وهدماً وحرقاً وإبادة جماعية فسقط ما بين آلاف إلى 7 ألاف قتيل، وهدمت أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها كما هدم 88 مسجداً وثلاث كنائس، فيما هاجر عشرات الآلاف من سكّانها هرباً من القتل والذّبح.

4-مرحلة تلاشي العمل المسلّح ومن ثمّ توقفه :

 مرحلة توقف العمل المسلّح وتراجع اهتمام النظام بأعمال القمع: بدأت هذه المرحلة بعد عمليات 1986م، وبعد فترة طويلة من توقّف العمل المسلّح حيث قام النظام بالإفراج عن آلاف المعتقلين (على دفعات خلال سنوات) فيما لا يزال آخرون في سجون النظام دون أن يعرف عنهم شيء. علماً بأن مجموع من أفرج عنه لا يتجاوز الـ20% من مجموع من اعتقل.

مراقبو الإخوان المسلمين في سوريا :

مصطفي السباعي (1945 - 1964) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.

عصام العطار (1964 - 1973) ثاني مراقب عام

عبد الفتاح أبو غدة (1973 - 1975). ثالث مراقب عام

عدنان سعد الدين رابع مراقب عام (1976 - 1981 1401 هـ)

حسن هويدي (1981 1401 هـ - 1985)

منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985)

محمد أديب الجاجي (1985 لمدة ستة أشهر)

عبد الفتاح أبو غدة (1986 - 1991)

حسن هويدي (1991 - 1996)

علي صدر الدين البيانوني (1996 - 3 أغسطس 2010)

محمد رياض الشقفة (3 أغسطس 2010 - 2014)

محمد حكمت وليد (2014 - حتى الآن ) .

 وقد سبق وكتبنا تعريفاً بهؤلاء الدعاة الأفاضل، وها نحن نعرّف بالأستاذ محمد رياض خالد الشقفة (1944-معاصر) المهندس المدني، والسياسي السوري، الذي كان قد شغل منصب المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون في سورية من 3 أغسطس 2010 وحتى 6 نوفمبر 2014م.

الولادة والنشأة:

 ولد الأستاذ المهندس أبو حازم محمد رياض خالد الشقفة في حماة عام 1944م .

 ونشأ في أسرة معروفة بكثرة علمائها، فوالده الشيخ خالد عبد الله الشقفة فقيه شافعي، ورئيس جمعية العلماء في حماة، وصديق الشيخ العلامة محمد الحامد، وقد برز من العائلة شهيد المحراب محمود شقفة، والشيخ الفقيه محمد بشير شقفة، ومحمد فهر شقفة .

دراسته ومراحل تعليمه :

درس مراحل التعليم المختلفة حتى أتم دراسته الثانوية في حماة عام 1963م .

ثم انتقل إلى دمشق حيث درس في جامعتها، وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية عام 1968 .

أعماله ومسؤولياته :

 عمل حتى عام 1980م في (الشركة السورية لإنشاءات الريّ)، وأشرف على تنفيذ عددٍ من المشاريع الهامة في سورية. من مثل: (مشروع ريّ سهل الغاب في حماة، مشروع ريّ الرائد في حوض الفرات، مشروع جرّ مياه الشرب لمدينة حماة، مشاريع خطوط سكة حديد: حمص– محردة، وحماة-حلب، وغير ذلك..).

جهوده في الحركة الإسلامية في سورية :

 درس الفقه الشافعيّ على يدي والده (الشيخ خالد شقفة) رحمه الله، وحصّل ثقافته الإسلامية من خلال أسر الإخوان المسلمين، ومؤلّفات علمائهم ومفكّريهم وأدبائهم وكُتّابهم.

 كانت علاقته بجماعة الإخوان المسلمين مبكرة، فقد كان يسمع من والده -رحمه الله- ثناءً على الإمام حسن البنا رحمه الله، إذ كان يعتبره من الذين يبعثهم الله على رأس كل قرن، ليجدِّدوا للأمة دينَها، فكان منذ صغره يتوق لأن يكون في صفوف جماعة الإخوان المسلمين.

 بداية علاقته بالجماعة كانت في عام 1956م، عندما كان يحضر الجلسات المفتوحة في (جامع البحصة) بحيّ الحاضر في حماة، لأحد أشهر المربّين في الجماعة، هو الأستاذ (فريد الشققي) رحمه الله.

 وأثناء دراسته الجامعية انتسب إلى الإخوان عام 1961م، وعُيِّنَ عضواً في اللجنة المشرفة على العمل التنظيميّ الإخوانيّ في ثانوية (عثمان الحوراني) بحماة، وذلك في الفترة ما بين عامي (1961-1963) م.

 انتقل إلى دمشق في عام 1964م، لمتابعة دراسته في جامعتها، حيث تابع نشاطه التنظيميّ ضمن مجموعةٍ تضم عدداً من الإخوة من مختلف المحافظات السورية.

 وقد حضر -خلال تلك الفترة- بعضَ محاضرات الشيخ المؤسِّس الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، الذي مرض وتوفي في العام نفسه.

 وخلفه الأستاذ عصام العطار مراقباً عاماً للجماعة.

 خلال خدمته العسكرية الإلزامية التي قضاها في دمشق كذلك، عُيِّن مشرفاً على التنظيم في المعهد العالي الصناعي.

 وتدرج في المناصب حتى أصبح عضواً في إدارة مركز الجماعة بمدينة حماة عام 1968م.

ثم ترأس المركز بعد عام واحد 1969م .

محنة إخوان سوريا :

 في عام 1970م، وقع خلاف بين الإخوان في حلب ودمشق، أدّى إلى انشقاقٍ في الجماعة، فبقي الأخ محمد رياض شقفة (أبو حازم) مع إخوان دمشق، على الرغم من انحياز الإخوة في حماة إلى إخوان حلب.

 وفي عام 1978م، عاد الأستاذ المربّي (نعسان عرواني) حفظه الله من السعودية، واستلم رئاسة مركز حماة في الجماعة، وطلب من أبي حازم العودة إلى العمل مع التنظيم في محافظته (حماة)، وأطلعه على الخطة الجديدة للجماعة، وكانت الأحداث قد بدأت تتسارع، ولم يجد (أي الأخ محمد رياض) من المروءة أن يبقى بعيداً عن إخوانه في محنتهم، فوافق على العمل معهم.

 بعد أشهرٍ عدّة، تعرّض بعض أعضاء إدارة مركز حماة للاعتقال، فكُلِّفَ عضواً في الإدارة، وبعد عدة أشهرٍ أخرى، اعُتقِلَ رئيس المركز الأستاذ (نعسان عرواني)، فكُلِّفَ الأخ محمد رياض شقفة برئاسة إدارة مركز حماة.

 في شهر نيسان من عام 1980م، دوهم بيته لاعتقاله، وقدّر الله سبحانه وتعالى أن لا يكون موجوداً فيه، ونجّاه عزّ وجلّ من الظالمين.

 ثم توارى عن الأنظار حوالي ثلاثة أشهر، وغادر سورية في شهر تموز من العام نفسه (1980م).

 فقد تمّت ملاحقته من قبل السلطات السورية عام 1980 ..إبان الصراع المسلح بين الإخوان والبعث، ولكنه استطاع الهرب؛ ليكمل نشاطه في الخارج، ثم ليصبح عضواً في قيادة الجماعة عام 1983م . .حيث جاهد ضد الاستبداد وضد جميع الأشكال العنصرية والطائفية.

 وفي عام 1990 أصبح أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في التحالف الوطني لإنقاذ سورية

ثم صار عضواً في المكتب السياسي للتحالف الوطني في عام 1999 .

مرحلة جديدة :

 انتُخِبَ المهندس محمد رياض شقفة عضواً في قيادة الجماعة أول مرة في عام 1983م، واستمرّ في القيادات المتعاقبة حتى اليوم، التي رأسها الإخوة المراقبون العامون: الدكتور حسن هويدي (رحمه الله)، والأستاذ أديب الجاجة، والشيخ منير غضبان، والأستاذ عدنان سعد الدين (رحمه الله)، والأستاذ نعسان عرواني، والدكتور حسن هويدي (رحمه الله) في قيادته الثانية، ثم الأستاذ علي صدر الدين البيانوني.

محاولة اغتيال :

 وفي 30 حزيران 2009 تعرض لمحاولة اغتيال في بغداد حيث كان أرفع مسؤول في الفرع السوري للجماعة يقيم داخل العراق، ونجّاه الله منها بعد إصابة سيارته بثمانية وعشرين طلقة.

المراقب العام :

clip_image004_9ee0f.png

 انتخبه مجلس شورى الجماعة مراقباً عاماً للجماعة في 3 آب / أغسطس 2010 لأربع سنوات، خلفاً لعلي صدر الدين البيانوني الذي تقاعد في نهاية ولايته الثالثة.

 وقد أعلن مجلس الشورى ل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا اختيار رياض الشقفة (أبو حازم)، مراقبًا عامًّا للجماعة في سوريا خلفًا لـــ : علي صدر الدين البيانوني الذي انتهت مدة توليه المسئولية، معربًا عن أمله في استمرار مسيرة البذل والعطاء؛ لتحقيق الخير والحرية لـــــ سوريا وشعبها.

 وأكد في بيانٍ- وصل ( إخوان أون لاين)- في ختام دورته العادية الأولى أنَّ سياسة الجماعة وموقفَها في المرحلة الجديدة، تتوافق بخطوطها العامة، مع سياستها وموقفها في المرحلة السابقة، مستنكرًا كافة الإجراءات القمعية التي تمارَس بحق الشعب السوريِّ بكل فئاته.

 وأوضح المجلس أن القوى الكبرى حسمت أمرَها وموقفها تجاه النظام السوري عن طريق الاستقرار لا الاستبدال، والاستمرار ولو بالاستبداد، مشددًا على أن ذلك أثمر مزيدًا من قمع الإنسان السوريِّ واضطهاده، وعودة الحالة التسلطية عبر تحدِّي قِيَمِ الإسلام وعقيدته، واستمرار تعطيل الحياة السياسية، وتجدد حملات ملاحقة الأحرار وأصحاب الرأي ومطاردتهم.

 وأشار إلى أن مظاهر هذا القمع تمثَّلت في امتداد حملات العدوان واشتدادها على الفتيات السوريات، كالأسيرتَيْن: (طَلّ الملّوحي) و(آيات أحمد)، والعدوان على حرية الطاعنين في السنّ، كالقاضي والمحامي الثمانينيّ الأسير (هيثم المالح)، والعدوان على حجاب المرأة السورية المسلمة، بذريعة مَنع نقابها، كما وقع مع 1200 مُدَرِّسَةٍ محجَّبةٍ ومنقّبة، واستمرار العدوان على مثقفي سوريا وشبابها وأحرارها ومفكِّريها وأدبائها وعلمائها.

 وأعلن مجلس الشورى تضامن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا مع كلِّ أحرار سوريا وحرائرها في سجون النظام، مطالبةً بإطلاق سراحهم فورًا من غير قيدٍ أو شرط، متسائلاً: "هل يمكن أن يتحرر جولاننا المحتل من قيد العدوِّ الصهيونيّ، بشعبٍ مكبَّلٍ مقهور، ووطنٍ أسيرٍ ينتشر فيه الفساد والقمع بمختلف أشكاله؟!".

 وأكد البيان أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع مصير، وأنَّ يجري على أرض فلسطين عامةً، وغزة خاصةً، هو جزءٌ من هذا الصراع، مشددًا على أن ما تعاني منه غزةُ هاشم، من حصارٍ وعدوانٍ وتجويعٍ هو جريمة إنسانية لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها.

 وكان يساعده في قيادة الجماعة محمد فاروق طيفور، ومحمد حاتم الطبشي، بينما كان الأستاذ زهير سالم يشغل منصب الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، وهذا الفريق هو الذي كان يتولى قيادة الجماعة عند بداية الثورة، فراح يشارك في الثورة السورية مع القوى الوطنية السورية، فساهم في دعم الثوار مادياً، وإغاثياً وإعلامياً، وساهمت الجماعة في الإشراف على المشافي الميدانية، ودعمت القوى والفصائل الثورية المعتدلة، وكافحت التطرف، وأدخلت المناظير الليلية، وقدمت الشهداء من أمثال: رياض الخرقي، وسليم جولاق، وطريف السيد عيسى، وغيرهم كثير، وانتهت ولاية الشقفة في 6 نوفمبر 2014م عندما انتخب مجلس شورى الجماعة محمد حكمت وليد مراقباً عاماً جديداً .

 حضر المؤتمر الذي أقيم عن الإمام عبد السلام ياسين، وصرّح أن هناك تقارب فكري بين الشيخ عبد السلام ياسين، وفكر الإمام حسن البنا، ويعبر المؤتمر عن الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف .

أحواله الاجتماعية :

متزوج، وله 6 أولاد .

موقفه من الثورة السورية :

 أكد محمد رياض شقفة أن الحل الأمني الذي أراده النظام فشل بفضل صمود الثوار، ودعا دول العالم إلى عزل عصبة الإجرام في سورية وطرد السفراء، وتركيا نصحت النظام بالتغيير، ولم تقصر، ونحن نطالب بدعم الثوار عسكرياً، ولا نحبذ التدخل العسكري، والمرحلة القادمة بعد الأسد تحكمها صناديق الاقتراع، ونعمل لتوحيد المعارضة في المجلس الوطني .

 ولم نبادر بدعوة النظام للحوار، ولم نشارك في أي حوار مع النظام، ونتعاون مع جميع القوى من اليساريين والمسيحيين ومع عبد الحليم خدام، ولم يكن الشقفة مع الوفد، وهذا النظام خطر ينقلب على الاتفاق بسهولة.

 ولا توجد أي علاقة مع الإيرانيين، ورأينا في ثورة الخميني أنها ضد إرادة الشعب، وإيران مشتركة في حرب ضد الشعب السوري، والإخوان لم يظهروا على الساحة السورية، ونشارك مع جميع القوى السورية، ونعمل على الوحدة، وفكر الإخوان فكر إسلامي لجميع الأمم، والعمل القطري ضروري، والمرشد لا يتدخل في القضايا الوطنية الجزئية، وهناك تنسيق فكري وليس تنسيق تنظيمي .

إخوان سوريا: لم نحرك المظاهرات ولكن ندعمها :

 أكد المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سوريا المهندس محمد رياض شقفة دعمه للمحتجين المؤيدين للديمقراطية الذين خرجوا في مواجهة نظام حكم الرئيس بشار الأسد، قائلاً : إن حملة القمع ساهمت في تأجيج الاضطرابات، وعلى الرغم من نفيه الوقوف وراء الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في سوريا، إلا أنه أعلن تأييده مطالب المحتجين بمزيد من الحريات.

 وتم حظر الجماعة بعدما تحدت نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي تمكن من إخماد انتفاضةٍ مسلحةٍ قام بها الإخوان في مدينة حماة عام 1982 مما أدى إلى مقتل الآلاف. وما زالت عقوبة العضوية في الإخوان المسلمين الإعدام.

 وقال شقفة "نحن مع مطالب الشعب، وبياناتنا موجهة للجميع، وليس لدينا تنظيم في الداخل بسبب القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام لمجرد الانتماء للإخوان مع أن لنا امتدادا شعبيا واسعا".

 وأضاف أن الوعود الغامضة الخاصة بالإصلاح من جانب الرئيس الأسد هي "مسكنات ورشاوى لتفكيك إجماع الشعب"، وطالب برفع حالة الطوارئ، وإنهاء احتكار حزب البعث للسلطة، والإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين، وإجراء انتخابات حرة، وحرية التعبير، وحرية التجمع.

 ونفى شقفة وجود اتفاقٍ سريٍ بين الإخوان والسلطات السورية تعود الحركة بموجبه للعمل في سوريا مع إلغاء القانون الذي يحظر الحركة، مقابل الامتناع عن الاحتجاجات.

 وعن النظام الذي يريده الإخوان المسلمون ب سوريا، قال "نحن نسعى إلى بناء دولةٍ مدنيةٍ يتمتع فيها المواطنون بالحرية وبحقوق المواطنة كاملة دون تمييز، ونؤمن بالتعددية السياسية، وبالتداول السلمي للسلطة، والاحتكام لصناديق الاقتراع، وبعد الوصول إلى هذه المرحلة نقدم برنامجنا للشعب المبني على حكم مدني بمرجعية إسلامية، وللشعب أن يختار".

مظاهرات الطلبة :

 من جهةٍ أخرى قال شهود عيان يوم الاثنين إن طلابا من كلية العلوم بجامعة دمشق تظاهروا، فيما قتلت قوات الأمن السورية طالبا، وطوقت الحرم الجامعي، بينما نفت مصادر حكومية سقوط أي قتلى.

 وأظهر شريط فيديو نُشر على موقع يوتيوب حشدا من الطلاب يخرجون من جامعة دمشق وهم يهتفون "الله .. سوريا .. الحرية". وقال شاهد عيان إن موالين للأسد ردوا عليهم بهتاف يصفهم بأنهم عملاء للولايات المتحدة.

 كما اندلعت أعمال العنف في بانياس التي تضم إحدى مصفاتي نفط في سوريا يوم الأحد عندما أطلقت قوات غير نظامية من العلويين تعرف باسم "الشبيحة" النار على السكان ببنادق آلية من سيارات مسرعة، وقال أنس الشغري أحد زعماء المحتجين بالمدينة بانياس إن الكهرباء مقطوعة منذ يوم الأحد وإن الناس خائفون جدا.

 وينتمي الأسد الى الأقلية العلوية التي تمثل نحو 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة، وقال محام علوي نشط في مجال حقوق الإنسان إن العلويين -شأنهم شأن أقليات أخرى تعاني من الأنظمة القمعية- يخشون المجهول في حالة سقوط النظام. لكنه أضاف أن هذا لا يعني أنهم يؤيدون العنف الذي ينتهجه النظام.

 وامتدت الاحتجاجات في أنحاء سوريا رغم محاولات الأسد نزع فتيل الاستياء من خلال اتخاذ خطواتٍ تهدف إلى تنفيذ مطالب مثل إنهاء حالة الطواريء المستمرة منذ نحو 50 عاماً، واسترضاء الأقلية الكردية، وكذلك المحافظين من السنة.

إدانة غربية :

 وقال ستيفن سيبرت -المتحدث باسم الحكومة الألمانية-: "هناك مطلب واضح من الحكومة السورية وهو: ضرورة محاسبة أولئك المسؤولين من قوات الأمن عن قتل متظاهرين مسالمين بالرصاص".

ودان الغرب استخدامَ سوريا للعنف، ولكن من غير المحتمل أن تواجه تلك الدولة الاستراتيجية تدخلاً أجنبياً مثلما حدث في ليبيا .

إخوان سوريا: نظام بشار غير قابل للإصلاح :

 دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لتغييرٍ جذري شامل، قائلةً: إنَّ النظام الحالي أثبت أنه "لا يريد قراءة الأحداث قراءة صحيحة".

 وقال مجلس شورى الجماعة في بيانٍ توَّج دورته العادية الثالثة بلندن: إن النظام السوري الحالي غير قابل للإصلاح، ووصفه بالعنصري والاستعلائي.

 وأضاف البيان أنَّ مقررات المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث أثبتت أن "ثمة فئة معدودة معزولة متسلطة لا تريد أن تقرأ الأحداث قراءةً صحيحةً، ولا أن تستوعب المتغيرات، وتصر على أن تكرَّس الدولة والمجتمع وكل مؤسسات الوطن لمآربها ومصالحها الفردية".

 وجددت الجماعةُ الدعوة إلى مؤتمر وطني لا يستثني أي طرف ويمثل كل الطوائف والأعراق قائلةً إنها "ترفض الاستقواء بالأجنبي".

 يُذكر أنَّ جماعة الإخوان المسلمين "محظورةٌ" منذ 1980 م، وينص القانونُ السوري على الحكم بالإعدام على كل منتمٍ إليها، وكانت قراءة رسائل للجماعة وراء توقيف عددٍ من السياسيين السوريين في الأشهر الأخيرة، ويعتقد أنها كانت وراء قرار السلطات بإنهاء نشاط منتدى الأتاسي للحوار الوطني بعد أن ظل الفضاء السياسي الوحيد المسموح به منذ وصول الرئيس بشار الأسد إلى السلطة قبل خمس سنوات.

محمد رياض الشقفة: هناك تعاون وثيق بين نظام الأسد و"الكردستاني" :

 أكّد المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية "محمد رياض الشقفة" على أن هناك تعاونًا وثيقًا بين نظام البعث في سورية وبين منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، مشيرًا إلى أن النظام منح المنظمة مناطق مختلفة داخل سورية لإقامة معسكرات تدريبٍ الغرضُ منها الاستعداد للإساءة والإضرار بتركيا.

 ولفت الشقفة، خلال حديث خاص لوكالة جيهان للأنباء إلى أن هناك معلوماتٍ تصل إليه من داخل تلك المعسكرات، تؤكد على أن الغرض من التدريبات التي تجري هناك ليس الاستعداد لإقامة دولة كردية كما هو معروف، بل تهدف إلى التحريض على القيام بأعمال تخريبية في تركيا والإضرار بها.

 وأوضح الشقفة بأن النظام السوري والإيراني صنوان، وأن إيران تدعم نظام الأسد بكل ما لديها من المال والسلاح والعتاد وحتى الخبراء، مؤكدًا على شراكتها في الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين، مستغربًا في الوقت ذاته دمجها مؤخرًا في اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية التي اقترحتها مصر، متسائلاً إذا كانت إيران جزءًا من الجريمة فكيف ستكون جزءًا من الحل؟! مطالبًا إيّاها بالتخلّي عن سياساتها الحالية وأن تقف مع المظلوم ضد الظالم.

 وحول ما أشيع عن قيام الدولة العلوية على الساحل السوري، نفى الشقفة نفيًا قاطعًا وجود أي منطقة مخصصة للعلويين داخل سورية حتى يقيموا دولة عليها، مؤكدًا تداخل وتلاحم قرى الساحل السوري، مشيرًا إلى أن بعض القوى الخارجية ومنها إسرائيل راغبة في تحجيم سورية وتفتيتها إلى دويلات، غير أن الشعب السوري بجميع مكوناته أوعى من أن ينجرف وراء تلك المخططات.

 وأشاد المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة بشجاعة وبسالة الشعب السوري الذي وصفه بأنه يقاتل وحيدًا، مؤكدًا على تصميمه ومضيه قدمًا نحو إسقاط النظام، لافتًا إلى أن النظام قد انتهى على أرض الواقع، لذلك يلجأ إلى استخدام سلاح الطيران والقصف الجوي، مضيفًا بأن الشعب السوري في حال حصوله على أسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات فلن يستطيع النظام مقاومته أكثر من شهر وسيسقط أخيرًا، مشددًا على أن الدول الغربية هي التي تمنع وصول وإمداد السوريين بمثل تلك الأسلحة المتطورة.

حوار مع قناة دبي :

 واستضاف برنامج (مع زينة يازجي) محمد رياض الشقفة، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، على شاشة قناة تلفزيون دبي في الساعة 22:30 بتوقيت الإمارات، تحدث فيها عن محاولات لإقناع بعض الدول بتزويد الجيش الحر بأسلحة متطورة.

 ويعترف الشقفة في البرنامج بأن جماعة الإخوان المسلمين هي فعلاً من رشحت برهان غليون ليرأس المجلس الوطني، متسائلاً: "ما المشكلة عندما نرشحه انطلاقاً من قناعتنا بأنه الأنسب، وما دام في الأمانة العامة للمجلس من يرى أيضاً بأنه كذلك".

حوار مع المهندس محمد رياض الشقفة:

 المراقب العام لـ«إخوان» سورية: الأسد أضاع فرصاً كثيرة والقمع سيؤدي إلى مزيد من الانشقاقات والعنف

المصدر / الراي الكويتية |بيروت - من ريتا فرج|

أكّد المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سورية محمد رياض الشقفة، أن النظام غير مؤهل لإجراء الإصلاحات، مشيراً إلى أن قمع الحركة الاحتجاجية سيؤدي إلى مزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش والى مزيد من العنف.

الشقفة، الذي خلَف علي صدر الدين البيانوني، رأى في حديث إلى «الراي»، أن روسيا لن تبقى على موقفها بعدما بدأت «ملامح هذا التحول بالظهور»، مشدداً على أهمية الدور التركي في الملف السوري، وموضحاً أن «تركية مستعدّة للقيام بدورها إذا اتخذ قرار أممي».

وفي ما يأتي نص الحوار مع الشقفة:

• هل تعتقد أن ما بلغته التطورات في سورية فوّت الفرصة على الرئيس بشار الأسد لقيادة عملية الإصلاح؟

- أثبتت التطورات أن بشار الأسد غير مؤهل لقيادة عملية الإصلاح، فقد أضاع فرصاً كثيرة وصمّ أذنيه عن سماع نصائح الناصحين.

• ثمة مخاوف من انزلاق سورية إلى حرب أهلية وتحديداً بعد الحديث عن انشقاقات في الجيش. ما رأيك وهل تتخوف من هذا السيناريو؟

- استمرار النظام في نهجه بقمع المتظاهرين ودهم المدن والقرى سيزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش وسيقود إلى مزيد من العنف، وواضح أن النظام يعمل على جرّ البلاد إلى حرب أهلية، إلا أن وعي الشعب السوري وإصراره على سلمية ثورته سيبطلان مكيدته.

• ما الذي يحول حتى الآن دون انضمام دمشق وحلب إلى الحركة الاحتجاجية؟ وكيف تقارب موقف الجيش؟

- لا تزال فئة من الشعب تترقّب وتؤثر الصمت، إلا أن دمشق وريفها فيهما حركة جيدة، وحلب بدأت تتحرك على استحياء، والسلطة منذ البداية أولت حلب اهتماماً خاصاً فنشرت قوات الأمن و«الشبيحة» في كل شارع وزقاق وعلى أبواب المساجد أيام الجمعة لأهمية هذه المدينة في الحراك. كما تمكّن النظام من شراء ذمم بعض أصحاب العمائم لوجود تحالف مصلحي بين السلطة وبعض رجال الأعمال المستفيدين من الفساد. ورغم ذلك، نعتقد أن التحاق حلب بالثورة ليس بعيداً. أمّا الجيش فنعتقد أنه سيقف في النهاية مع الشعب فهو جزء منه.

• كيف تفسّر الموقف العربي الصامت حتى الآن؟

- يبدو أن الحكام العرب لا يزالون يعتبرون أن هذا النظام ضمان للاستقرار في المنطقة، ولكن إصرار الشعب على ثورته سيزيل هذا الصمت ويغيّر ذاك الاعتبار ولا أظن ذلك بعيداً، وقد بدت تباشير ذلك التغيير على لسان السيد عمرو موسى.

• رغم تطوّر الموقف الدولي ثمة معارضة روسية تعرقل صدور قرار من مجلس الأمن. هل تتوقع تبدّلاً في الموقف الروسي وخصوصاً بعد حديث ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيديرالي الروسي عن بداية إجراء الاتصالات بالمعارضة السورية؟

- مواقف الدول تبنى على المصلحة وليس على المبادئ. وأعتقد أن الموقف الروسي سيتحول نتيجة ضغط الشعوب، وعندها يقتنع الروس بأنّ النظام إلى زوال، وقد بدأت ملامح هذا التحول بالظهور.

• تتجه العلاقة بين تركية والنظام السوري نحو التأزم. ما تفسيرك لكلام الرئيس عبد الله غُل عن السيناريوات السياسية والعسكرية وماذا قصد رجب طيب أردوغان في حديثه عن ماهر الأسد؟

- تركية يهمّها الاستقرار في سورية وقد بذل السيد أردوغان جهوداً كثيرة لمساعدة بشار في تجاوز الأزمة وقدّم إليه نصائح قيّمة، وكان بشار يبدي تجاوباً لفظياً ولكن في الواقع لا حياة لمن تنادي. أمّا ماهر الأسد، فقد أصبح دوره في الجرائم ضد الشعب السوري لا يخفى على أحد. أمّا تصريح الرئيس عبدالله غُل فهو تأكيد أن تركية مستعدة للقيام بدورها إذا اتُخذ قرار أممي بحق النظام السوري.

• ثمة من يتحدث عن الإخوان الجدد في إشارة إلى اقتراب حركة «الإخوان المسلمين» بفروعها من النموذج التركي على مستوى الحكم والعلاقة مع الغرب. ما تقويمك لهذا الاستنتاج؟

- من طبيعة الجماعات أن تتطور أفكارها نتيجة تجاربها وتجارب الآخرين، والإخوان منذ نشأتهم يؤمنون بالمشاركة والديموقراطية وقد شاركوا في المجالس النيابية في مختلف الأقطار، ويؤمنون بالحوار مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون بلدانهم الداخلية، وأعتقد أن الإخوان في مختلف الأقطار معجبون بالتجربة في تركية.

• «إخوان» سورية أعلنوا تأييدهم للمجتمع المدني، ولكن ثمة التباس يُثيره كثيرون حول رؤيتكم للمجتمع المدني. هل أنتم مع فصل الديني عن السياسي؟ وماذا تقصدون بالمجتمع المدني؟

- المجتمع المدني هو الذي يتساوى فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات من دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الرأي، أمّا مشروعنا السياسي فيُستمد من قيم الإسلام التي تؤسس للعدالة والمساواة والتسامح.

• الحركات الإسلامية، وتحديداً فروع «الإخوان» في العالم العربي، تتحدث عن الديموقراطية. ما مفهومكم للديموقراطية؟

- الديموقراطية في مفهومنا هي القبول بنتائج صناديق الاقتراع.

• هل تخلّى «الإخوان» في سورية عن مشروع قيام الدولة الإسلامية، أم أنهم ينتظرون الظروف المواتية لإعادة طرح هذا المشروع؟

- نحن نؤمن بالحوار والتنافس الحرّ ونقبل بنتائج الاقتراع، فإذا أعطانا الشعب ثقته، من حقّنا تطبيق برنامجنا، وهو صوغ قوانين مدنية تستمدّ روحها من قيم الإسلام.

• أين «الإخوان» من قيادة الحركة الاحتجاجية؟ وهل صحيح أنكم المحرّك الأبرز في قيادة الشارع؟

- الحركة الاحتجاجية، حركة شعبية عامّة وليس هناك حزب ولا جماعة تستطيع الادعاء أنها تقود هذا الحراك، خصوصاً الإخوان المسلمين الذين ليس لهم تنظيم في سورية بسبب القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على من ينتمي إلى الجماعة. ودورنا في الخارج هو دعم مطالب الشعب سياسياً وإعلامياً.

• ثمة دعوات أميركية إلى إشراك الإسلاميين في السلطة تحت شعار الإسلام المعتدل. هل يراهن الأميركيون على إعطاء فرصة للحركات الإسلامية المعتدلة بعد القضم التدريجي للإسلام الجهادي؟

- الحركات الإسلامية المعتدلة أثبتت فاعليتها وتجذّرها في المجتمعات العربية والإسلامية، فكان لا بد للإدارة الأميركية من التعامل مع الواقع مراعاة لمصالحها في المستقبل.

• الإسلام التركي استطاع المواءمة بين مزاج الشارع والحداثة بعد إجراء مراجعات نقدية. أين «الإخوان» في سورية من المراجعة النقدية؟ وهل تسعون إلى الأخذ من تجربة «حزب العدالة والتنمية»؟

- لقد أجرينا مراجعات وأصدرنا وثائق تعبّر عن فكرنا، منها المشروع السياسي لسورية المستقبل (رؤية «الإخوان») وميثاق الشرف الوطني الذي وقّعناه مع بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية، وسنستفيد من تجربة «حزب العدالة والتنمية».

• ما موقف «الإخوان» من التعددية السياسية والدينية؟ وهل تؤيدون وصول المرأة إلى سدّة الرئاسة أو حتى شخصية مسيحية إلى رئاسة الدولة؟

- التعددية طبيعة بشرية نعترف بها ونتعامل معها بانفتاح، ونقبل بنتائج صناديق الاقتراع أيّاً كانت ومهما كانت هوية مَن يصل إلى سدّة الرئاسة. وفي حال عدم رضانا عن النتائج نعمل على تغييرها بالوسائل الديموقراطية نفسها التي يُقرّها الدستور المعتمد.

• هل حاولت السلطات السورية قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية الاتّصال بكم؟

- أبداً، لم تحاول السلطة الاتّصال بنا، لا قبل اندلاع الثورة ولا بعدها.

16/06/2011 م .

المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة في حديثٍ خاص لـ “الأنباء”:

18 مارس 2013 م :

-المجتمع الدولي يتذرع بحبهة النصرة لتبرير تخاذله

-الموقف الأميركي لم يعد مقبولاً وإيران تريد الحفاظ على امتيازاتها

تتجه المعارضة السورية لتشكيل حكومة مؤقتة بعد تأجيل متكرر لهذه الخطوة، ما يؤشر إلى تقدم خيار بعض القوى في المعارضة على خيارات القوى الأخرى، وتشكل جماعة الإخوان المسلمين القوة المرجحة لهذا الخيار، على الرغم من تأكيد المراقب العام للإخوان المسلمين محمد رياض الشقفة في حديث خاص للأنباء، أن اختيار رئيس الحكومة سيكون توافقيا، وأن ليس للإخوان مرشحا خاصاً.

الشقفة وفي حوار عبر الهاتف أجرته معه جريدة “الانباء” الالكترونية، طالب المجتمع الدولي بتأييد خطوة تشكيل الحكومة المؤقتة، ورأى أن خيار الحسم العسكري بات قريباً، وأن لا حوار مع النظام السوري، داعيا حزب الله إلى الانسحاب من القرى التي احتلها في سوريا، رافضا منطق التفرقة بين السوريين متهما النظام بزرع بذور الطائفية بين الشعب السوري.

وهنا نص الحوار:

1-المعارضة السورية مقبلة على تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المناطق المحررة، ما هو موقف جماعة الإخوان المسلمين من هذا التوجه؟

نحن نؤيد هذا التوجه وندعمه، ومن المفيد أن تتشكل هذه الحكومة وتتولى إدارة شؤون السوريون في هذه المناطق.

2-هل لديكم مرشح معين لهذه الحكومة؟

ليس لدينا مرشح خاص، هناك عدة أسماء مطروحة ونحن مع التوافق، وسنجري مشاورات مع الأطراف كافة لاختيار المرشح المناسب، نحن لا نصر على مرشح معين، وهدفنا التوافق واختيار مرشح يوافق عليه الجميع، وليس لدينا رفض لأي مرشح، ونفضل التوافق مع الآخرين.

3- لقد سبق لقوى المعارضة أن أرجأت تشكيل الحكومة مرات عدة، هل زالت مبررات هذا التأجيل؟

التأجيل كان يحصل بسبب مواقف المجتمع الدولي المتخاذل تجاه قضايا الشعب السوري وحقوقه في الحرية، ولأن حكومة لا تحظى بالاعتراف والدعم الدوليين لن يكون لن يكون لها تأثير على الأرض في الداخل السوري، المعارضة كانت مترددة لأن المواقف الدولية ليست واضحة، وما إذا كانت ستعترف بهذه الحكومة وتدعمها أم لا، الآن قررت المعارضة أن تشكل الحكومة المؤقتة تلك مهما كانت الظروف، وهذا توجهنا أيضاً.

4- كيف تتوقعون رد فعل المجتمع الدولي تجاه هذه الخطوة بعد أن شهدتم الانقسام في المواقف في مؤتمر روما، واليوم هناك تباين بين الخارجية الاميركية والخارجية البريطانية والخارجية الفرنسية من دعم المعارضة؟

نحن نأمل هذه المرة أن تكون المواقف جدية، لقد سمعنا من المجتمع الدولي وعوداً كثيرة، ونأمل الآن أن يكون الموقف البريطاني والفرنسي داعماً وجاداً لهذه القضية، لأن الموقف الأميركي إلى الآن غير مشجع، لكننا نأمل أن يكون موقف الدول الأوروبية أكثر تقدماً تجاه هذه القضية الهامة.

5- ميدانيا المعارك مشتعلة على كافة الجبهات، ونرى تقدماً للجيش الحر في مواقع عدة وتراجعاً في مواقع أخرى، هل باتت إمكانية الحسم العسكري متاحة أمام قوى المعارضة أكثر من الفترات السابقة؟

نحن متفائلون بأن الحسم العسكري سيكون قريباً إن شاء الله، وإن الجيش الحر يتقدم وإن ببطء على الأراضي السورية، وإن إمكانيات الجيش النظامي على الأرض باتت ضعيفة، ومعنوياته منهارة، فالجيش النظامي يعتمد الآن على سلاح الطيران، وعلى القصف المدفعي والصاروخي، وعلى تدمير المباني والمجمعات السكنية بطريقة إجرامية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً، أما على الأرض فالقوات المتحركة منطقها ضعيف والثوار يتقدمون، وإن شاء الله سينتصرون في الأيام القادمة.

6-الجميع يستعد لمعركة دمشق، فهل ستكون هذه المعركة حاسمة برأيكم؟

الحسم سيأتي إنشاء الله قريباً، والاستعدادات في دمشق من قبل الجيش الحر والثوار استعدادات طيبة والمعنويات عالية، وانشاء الله لن يطول الحسم وفي اماكن واتجاهات مختلفة.

7-مواقف المجتمع الدولي من الدعم العسكري للمعارضة السورية مرتبط بمسألة جبهة النصرة، هل تشكل برأيكم جبهة النصرة هذا القلق الكبير؟ وما هو موقفكم في جماعة الإخوان المسلمين من هذا التنظيم؟

الموقف الدولي يتخذ من جبهة النصرة ذريعة لتبرير تخاذله، أما جبهة النصرة فهي جبهة معارضة تقاتل النظام بانضباط تام، ولم نعرف أنها مارست إلى الآن أعمال إرهابية ضد الشعب السوري، هي فقط تقاتل النظام وتشترك مع باقي فصائل المعارضة، أما التذرع بجبهة النصرة وعدم توفير السلاح هذا ليس سليماً، في الحقيقة هم (أي المجتمع الدولي) يريدون بديلاً متوافقاً معهم، ويظهر أنهم لم يجدوا هذا البديل إلى الآن، لأن الشعب السوري وقياداته هي قيادات وطنية لن تخضع لضغوط خارجية.

8-ألا تشكل برأيكم جبهة النصرة خطراً مستقبلياً على علاقة مكونات الشعب السوري فيما بينها كما يسوق الإعلام الغربي؟

أنا لا أظن أنها تشكل خطراً، المجتمع السوري مجتمع معتدل متوازن متفهم، وقادر على أن يحتوي جبهة النصرة وغيرها، وأن يقيم التفاهم مع الجميع.

الآن هناك تعاون على الأرض بين جبهة النصرة وباقي الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام، والتنسيق والتعاون قائم، وسيتم كذلك بعد الانتهاء من هذا النظام، وستتفاهم وتتشارك كل المجموعات بما فيها جبهة النصرة في بناء الدولة السورية بعد إسقاط النظام، وهذا التفاهم إن شاء الله موجود.

9-في الأيام الماضية أعلن وزير الخارجية الأميركي موقفاً لافتاً لناحية دعوة المعارضة والنظام للمشاركة في حكومة انتقالية واحدة، كيف قرأتم هذا الموقف؟

 هذا الموقف الأميركي حقيقة لم يعد مقبولاً، الشعب السوري والمعارضة في الداخل والخارج، مصرة على موقفها بأن لا دور لهذا النظام في مستقبل سوريا، بشار وعصابته مجرمون ويجب أن يرحلوا أولاً، وبعد ذلك يتم التفاهم بين جميع أطياف المجتمع السوري على مستقبل سوريا.

جميع أطياف المجتمع السوري بما في ذلك طوائفه وعرقياته متفاهمة ومتفقة على أن لا حوار مع هذا النظام، الأميركيون يحاولون ويريدون الحفاظ على بشار ومجموعته وهذا مرفوض من المجتمع السوري.

10- هل تعني بذلك أن الأستاذ معاذ الخطيب تراجع عن دعوته التي أطلقها للحوار، والتي كانت لكم مواقف معارضة لها؟

نعم شيء طبيعي أن الشيخ معاذ الخطيب أعلن هذا التصريح، لكن الائتلاف لن يوافقه عليه، وطبعاً تراجع عنه لأنه في الأصل هذه القضايا لا تكون إلاَّ بالتوافق والتشاور.

11-ترسو البوارج الحربية الروسية في مرفأ بيروت قبل توجهها إلى ميناء طرطوس، كيف تنظرون إلى الموقف الروسي؟ وما هي أهداف هذه البوارج برأيكم؟

طبعا هذه البوارج جاءت لدعم النظام ولتزويده بالسلاح وهي ليست بنزهة سياحية حتماً، أما عن الموقف الروسي، فنحن نقول وبكل وضوح والمعارضة تعتبر أيضاً، أن روسيا وإيران وحزب الله، شركاء في قتل الشعب السوري، وهذا أصبح رأياً عاما في سوريا، وما لم تتراجع هذه الفئات عن هذه المواقف المخزية وتمتنع عن دعم النظام، وتقف على الحياد لن يكون لها علاقة مع الشعب السوري مستقبلاً، فنحن نعتبرهم شركاء النظام في القتل.

12- حزب الله يعتبر أن الحرب في سوريا طائفية، وأنه يدافع عن القرى الشيعية وعن مقام السيدة زينب في سوريا؟

ليرحل عنا حزب الله ونحن ندافع عن كل طوائف المجتمع السوري، وليس لدينا مشكلة لا مع الشيعة ولا مع غيرهم في سوريا، الشعب السوري شعب واحد، وحق المواطنة للجميع ونحن ليس لدينا هذه المشاكل، هذا النظام هو الذي أراد أن يزرع الطائفية في الشعب السوري، الشعب السوري واحد، ونحن عشنا منذ صِغَرِنا وحتى الآن دون تمييز ولا تفرقة بين سوري وسوري، وهم الذين يزرعون هذه التفرقة؟

13- إيران تقول أن النظام السوري وبشار الأسد خط أحمر، ألا يعني ذلك دخول الثورة السورية في نفق الصراعات الإقليمية؟

هناك محور إيراني يريد أن يحافظ على امتيازاته في المنطقة، وتعتبر سوريا نقطة ارتكاز أساسية في هذا المجال بالنسبة للمشروع الإيراني، وعندما تتحرر سوريا ستكون للجميع وستساهم في وحدة الأمة، وهذه هي طبيعة المجتمع السوري قبل أن تسيطر عليه عصابات آل الأسد قبل أربعين عاماً.

14- أنتم في جماعة الإخوان المسلمون جزء أساسي في المعارضة السورية، وتشكلون الثقل الأكبر في المجلس الوطني السوري، وفي الائتلاف، ما هو مشروعكم لسوريا بعد الأسد؟ وكيف ستعالجون قضية ما يسميه النظام أزمة الأقليات؟

مفهوم الأقلية والأكثرية ليس موجود عندنا في سوريا، كلنا مواطنون، وكلنا شعب واحد، ومشروعنا هو دولة مدنية ديمقراطية، يشارك في بنائها كل أبناء الشعب السوري، وقلنا مراراً حتى إذا حصلنا في الانتخابات على أكثرية المجلس النيابي، لن نحكم منفردين، بل سنتعاون مع كل أطياف المجتمع السوري، هذا هو مشروعنا، وهذا ما يرضي الشعب السوري.

الشعب السوري شعب متفاهم ومتعاون، ولا خوف على الأقليات ولا غيرها، لا أقليات عرقية أو غير عرقية، نحن شعب واحد.

15- ماذا تقول للبنانيين الذين يعيشون قلقل انتقال الصراع في سوريا الى بلادهم، بفعل التهديدات التي تطاولهم من قوات النظام من جهة ومن قوات الجيش الحر من جهة أخرى؟ وكيف ترون مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا؟

نحن ندعو اللبنانيين ونرجو جميع الفصائل اللبنانية أن يتركوا الشأن السوري للسوريين، وأن يتركوا الجيش الحر يتولى تحرير سوريا بنفسه، ولا نريد تدخلاً من أحد لا من حزب الله ولا غير حزب الله، الخطأ الذي ارتكبه حزب الله هو الاعتداء واحتلال بعض القرى السورية.

نحن نتمنى من حزب الله أن يسحب مقاتليه من هذه القرى، ويترك الشعب السوري يقرر مصيره، وأن لا يتدخل اللبنانيون بالشأن السوري، وعندما تتحرر سوريا ستكون علاقتها بلبنان علاقة أخوية، علاقة الشقيق بالشقيق، وعلاقة الصديق مع الصديق، ولن نسمح بأي اعتداءات على اللبنانيين، لا بل سنكون على أتم الاستعداد للدفاع عن لبنان وحريته واستقلاله، وهذا رأي الشعب السوري، فاستقرار لبنان هو استقرار لسوريا، واستقلال لبنان هو استقلال لسوريا، فما يربط بين البلدين من مصالح مشتركة لا يقوى أحد على تعطيلها.

حاوره: فوزي أبو ذياب .

المراجع والمصادر :

1-الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا ) .

2-الموسوعة التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين .

3-خبر: رياض الشقفة مراقبًا عامًّا لإخوان سوريا - إخوان أون لاين .

4-لقاء خاص مع قناة الإيمان .

5- لقاء خاص مع ندرة اليازجي على قناة عربية نيوز .

6- موقع الجزيرة نت .

7- لقاء مع ندرة اليازجي - دبي- البيان ، التاريخ: 10 يونيو 2012م .

8- جريدة الرأي الكويتية .

9- المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة في حديثٍ خاص لـ “الأنباء”: 18 مارس 2013 م..

وسوم: العدد 798