والدي الحاج عبد الحميد رحمه الله

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_2e282.jpg

تذكرته رحمه الله لأنه حافظ للقرآن ورمضان هو شهر القرآن  .

هو رحمه المولى من الحافظ المتقنين ، كان مقره جامع اليماني في مدينة الباب وله فيه حلقة قرآنية أركانها صفو البيراوي ومحمد فلاحة وجمعة المنصور  .

جامع اليماني تمت توسعته من الجهة الشرقية من قبل المحسن الكريم الحاج مصطفى الأحمد الخضر رحمه الله 

كان إمام المسجد طالب علم بسيط هو الشيخ عبد الله السليمان وهو الذي قاد معركة رفع المستوى الصحي في مدينة الباب وكان والدي رئيسا لها وكان موظفا بحلب عند المدعي العام ثم نقل إلى الباب بوظيفة مباشر في محكمة الشرع وزوجته وهي أمي عائشة  بنت مصطوالخضر رحمها المولى  .

كان لوالدي عم هو حمادو الخضر أول من حج ماشيا من مدينة الباب إلى مكة المكرمة على قدميه ، له جد ذهب لسفر برلك ومات شهيدا وهو مدفون في جناق قلعة مع السوريين الذين حضروا هذه الحرب وماتوا شهداء  

جد أبي ذهب لسفر برلك وقبره معروف في جناق قلعة اسمه جمعة الأحمد مع خالي واسمه مصطفى رحمهم المولى  .

كنت استمع لوالدي شيئا من حفظه يوميا وأحيانا يخطئ ليعرف مدى تجاوبي مع قراءته فأنال كفا على رقبتي لأستيقظ من غفلتي في عهد فرنسا لبس والدي الملفح الأسود ثم أبدله بعمامة صفراء خاصة بالعلماء 

أدخلني والدي كتّاب قدور الباشا ثم نقلني إلى جامع الأقرع حيث يعلم الشيخ محمد الدبك حيث ختمت  عنده القرآن تلاوة لا حفظا ، ثم أدخلني المدرسة الخسروية وتسمى الثانوية الشرعية وفيها درس جميع طلاب العلم من الباب والجسر وإدلب ومعرة مصرين ، أعطاني والدي مصروف اليوم وقدره قرشان ونصف ولا أزال أذكر أنها مثقوبة من الوسط وقد سقطت مني قرب جامع اليماني وظللت ساعات أبحث في التراب عنها  .

من أساتذتي في القرآن الكريم المقرى مراد الحيلاني والشيخ العظيم نجيب خياطة رحمه الله 

والدي رحمه الله كان له مصحف صغير بحجم الكف لايفارقه وظل يقرأ فيه وقد تجاوز السبعين بدون نظارات ، وأذكر أنه في مرضه جلس حفيده يقرأ له القرآن وكلما أخطأ صحح له  .

كان رحمه الله يحضر ختم القرآن مع حفاظ زملاء له من محافظة حلب وريفها وكان الإمام الحافظ المتقن الشيخ مراد حيلاني ومقره جامع بنقوسا ، ويوم ختم القرآن يوم عيد لحفاظ ريف حلب  .

وانتقل والدي في أواخر حياته إلى جامع العشرة ليتعاون مع المقرئ أبو أمين العثمان ، وصارت صلاته في أواخر حياته في جامع أبي بكر الصديق وكان يحضر إليه بالعربية رحمه الله فقد كان قلبه معلق بالمساجد وله صداقة خاصة مع إمام الجامع الكبير محمد البكور ويلقب بأبي الفتوح وقد أمّ المصلين لمدة نصف قرن ماتخلف عن الصلاة لا في حر ولا مطر ولا ثلج  .

كدت أطير  فرحا بل بكيت عندما رأيت والدي الحاج عبد الحميد الأبو جمعة على رأس وفد جاء لإستقبال المجاهد الذي أبلى البلاء الحسن بالدفاع عن الصحابي الجليل المحدث أبو هريرة رضي الله عنه 

إنه الشيخ مصطفى السباعي أسكنه المولى فسيح جناته  .

رحم الله الوالد المشهور ب ( أبو جمعة) وجمعة أحد أجدادنا المدفون في جناق قلعة  .

كان شجاعا لا يخاف في الحق لومة لائم اذكر كنت في اجتماع للاخوة في دارنا فحضرت دورية شرطة تريد الدخول فمنعهم والدي من الدخول وأصر على احضارهم أذن النائب العام وطردهم  .

كان والدي رحمه الله يسافر كل عام إلى مكة المكرمة ويجلس فيها شهورا ويعود بعد الحج أسكنه المولى فسيح جناته  .

هنيئا لمن قرأ وختم القرآن في شهر رمضان  .

أيها الأحباب : عودوا لكتاب ربكم 

وكن أيها الشاب تاليا وكن متاملا وكن دارسا لكتاب ربك فهو دليلك إلى جنة الخلد وهو شفاء لما في الصدور يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم   .

ولاتكن ممن قال عنهم القرآن :

( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا  )

أنا ولله الحمد ولا أزكي نفسي ختمت القرآن هذا العام ٢٨ مرة ولا يفارقني المصحف الشريف حتى وأنا ممدد في الفراش لمرضي 

أيها الأحباب عودوا لكتاب ربكم   في شهر رمضان

شهر القرآن فيه ليلة خير من ألف شهر  .

رحم المولى الآباء والأمهات  .

رحم مولانا الشهداء 

واستغفر الله لي ولكم 

وفرجك يا قدير

وسوم: العدد 825