السيد سابق محمد التهامي : فقيه الدعوة

السيد سابق محمد التهامي :

فقيه الدعوة

عمر محمد العبسو

العالم الكبير ، فقيه الدعوة ، المفكر الإسلامي ، الكاتب ، المربي .

ولادته :

ولد في مركز الباجور في مدينة ( أسطنها- محافظة المنوفية )  مصر عام 1333/1915م .

دراسته :

أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده في كتاب القرية, ثم تابع دراسته في مراحل التعليم الأزهري المختلفة حتى حصل على الشهادة العالمية من كلية الشريعة في الأزهر عام 1947م .

أعماله :

تولى أعمالاً إدارية وتدريسية متعددة، أهمها :

وكالة إدارة المساجد بوزارة الأوقاف المصرية .

 وإدارة الثقافة والتدريس والدعوة بتلك الوزارة ، وظل مرموق المكانة في وزارة الأوقاف ، في عهد الوزير أحمد حسن الباقوري ، حتى جاء الوزير د . محمد البهي ، وبالرغم من أنه صديق الشيخ وعلاقته به من قبل علاقة متينة إلا أنه ساءت علاقته به .. فنقله إلى الأزهر ، لإبعاده عن نشاطه المعهود .

 عمل بالتدريس في جامعة الأزهر .

 وعمل في إدارة المبرة المصرية بمكة المكرمة ( مدير للتكية المصرية بمكة المكرمة ) .

ثم صار عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى .

 ثم رئيس قسم القضاء .

ثم عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين في جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية حيث عمل أستاذاً للدراسات العليا في كلية الدعوة .

مشاركاته في المؤتمرات :

شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية ، كما دعي لإلقاء المحاضرات في أوربا ، وأمريكا ، والاتحاد السوفياتي سابقاً .

الجوائز التي حصل عليها :

منحته الحكومة المصرية نوط الامتياز من الطبقة الأولى تقديراً لأعماله البارزة عام 1989م .

فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية بالاشتراك مع د. يوسف القرضاوي عام 1404/1994م , وكان موضوع الجائزة : الدراسات التي عنيت بالفقه الإسلامي تأليفاً وتحليلاً وتيسيراً .

جهاده :

كان الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية الشريعة ، وقد اتصل بالإمام حسن البنا – رحمه الله تعالى - ، وبايعه على العمل للإسلام ، ونشر دعوته ، وجمع الأمة على كلمته ، وتفقيهها في شريعته ، وأصبح عضواً في جماعة الإخوان المسلمين منذ كان طالباً ..وكان مفتي الجماعة ، وفقيه الدعوة ...

اعتقاله :

سجن في عهد الملك فاروق، وقدم للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا ، حيث زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل – عبد المجيد حسن – بجواز قتله ، عقوبة على حل دم الإخوان ، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت   بـ ( مفتي الدماء ) ،  وقد برأته المحكمة ، وأخلت سبيله .

ولكنه اعتقل مرة أخرى سنة 1949م ، واقتيد إلى معتقل الطور ، وكان يعقد داخل السجن حلقات في الفقه بعد صلاة الفجر وقراءة الأدعية المأثورات .. ثم خرج من السجن .

صفاته وأخلاقه :

كان الشيخ سيد سابق رجلاً مشرق الوجه ، مبتسم الثغر ، فكه المجلس ، حاضر النكتة ، وكان الشيخ الغزالي إذا سئل عن مسألة فقهية يحيلها إلى الشيخ سيد سابق ، فقد كان هو المعتمد لدى الإخوان في الفقه .

كان معاصراً لإخوانه من أبناء الأزهر النابهين الذين انضموا إلى قافلة الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ محمد الغزالي السقا ، والشيخ عبد المعز عبد الستار ، وغيرهما ، وإن كانوا هم في كلية أصول الدين ، وهو في  كلية الشريعة .

اشتغل الشيخ سيد سابق في الفقه أكثر مما اشتغل إخوانه من الدعاة الأزهريين ، لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة ، وقد بدأ يكتب في مجلة الإخوان الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة ، معتمداً على كتب ( فقه الحديث ) ، وهي التي تعنى بالأحكام ، مثل : سبل السلام ، ونيل الأوطار ، والدين الخالص للعلامة محمود خطاب السبكي ، والمغني لابن قدامة ....وغيرها

وقد اعتمد منهجاً يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها ، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع ، وتبسيط العبارة للقارئ بعيداً عن تعقيد المصطلحات ، وعمق التعليلات ، والميل والتيسير على الناس ، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص ، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف ، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام ..والبعد عن ذكر الخلاف ...واستمر تأليفه لكتاب فقه السنة عشرين سنة .

انتقده بعض أتباع المذاهب ، وظنوه من دعاة اللامذهبية ، مع أنه كان يحترم الأئمة ولم يجرح بهم . وانتقده البعض بأنه لم يعط فقه المقارنة والموازنة حقها في مناقشة الأدلة النقلية والعقلية ، واختيار الأرجح ..وعذره في ذلك أنه لم يكتب فقه السنة للعلماء المختصين ، بل لجمهور المتعلمين .

وفاته :

 انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الأحد 21 من ذي القعدة 1420 هـ / الموافق 27 / 2 / 2000 م عن عمر يناهز 85 سنة .

ودفن بمدافن عائلته بقرية اسطنها حيث مسقط رأسه.

مؤلفاته :

 له ما يربو على /10 / كتب , من أبرزها :

1-  فقه السنة –3ج .

2-  العقائد الإسلامية .

3-  إسلامنا .

4-  عناصر القوة في الإسلام .

5-  باقة زهر .

6-  دعوة الإسلام .

7-  إلى الإسلام .

8-  من الإسلام .

9-  خصائص الشريعة الإسلامية .

10-اليهود في القرآن .

11-الربا والبديل.
12- رسالة في الحج.
13-رسالة في الصيام.
14-تقاليد وعادات يجب أن تزول في الأفراح والمناسبات.
15-تقاليد وعادات يجب أن تزول في المآتم.
المراجع :

- جائزة الملك فيصل العالمية ودلالتها الحضارية – زيد بن عبد المحسن الحسين : 98  .

-  في وداع الأعلام : د . يوسف القرضاوي ، دار الفكر – ط2 – 2005م – ص 127 ، 134 .