مجرم الحرب حسام لوقا

مطلوبون للعدالة

-21-

 

نتيجة بحث الصور عن حسام لوقا

عقوبات أوروبية وأمريكية على مجرم الحرب حسام لوقا

فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على عدد من الشخصيات المرتبطة بنظام مجرم الحرب بشار الأسد، وكان من أبرز المشمولين بها، مجرم الحرب اللواء حسام لوقا رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا جنوبي البلاد.

وينحدر "لوقا" من "خناصر" في ريف حلب الجنوبي، ويعرف عنه قُرْبه من الشخصيات الروسية، وكان نظام الأسد قد عينه رئيساً لشعبة "الأمن السياسي" بدلاً من مجرم الحرب اللواء "محمد خالد رحمون".

وتشير مصادر متطابقة إلى دور مجرم الحرب "لوقا" الكبير في السيطرة على حي "الوعر" بحمص، في عام 2017، إذ كان رئيساً لفرع الأمن السياسي في محافظة حمص منذ عام 2012.

وفي وقت سابق فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على اللواء "لوقا"، بسبب مشاركته في تعذيب المدنيين والمتظاهرين.

ويعتبر مجرم الحرب اللواء حسام لوقا مسؤولاً عن كثير من الانتهاكات بحق سكان محافظة درعا، كونه يشرف على عدد من الميليشيات المحلية، المتخصصة بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف في المنطقة.

صفقة الوعر دفعت بمجرم الحرب لوقا إلى واجهة الأحداث

صفقة الوعر التي أنجز النظام عبرها ما عجز عنه عسكريا لنحو 4 سنوات (اقتحام الحي)، جاءت لتدفع بمجرم الحرب اللواء حسام لوقا مجددا إلى الواجهة، وهو الضابط الأمني الذي استثمره النظام في حمص أكثر من مرة منذ بدء الثورة، لاسيما في التفاوض على صفقة إخلاء حمص القديمة من الثوار، وهي صفقة أخذت طريقها للتنفيذ في (أيار) من عام 2014.

مجرم الحرب لوقا كان في بداية مسلسل تفريغ حمص وإعادتها إلى حضن النظام كما في نهاية المسلسل، لم يغب عن لعب دور المجرم المحترف، مسدياً لمجرم الحرب بشار خدمات لا تقدر بثمن، في مدينة يراها أهلها الثائرون عاصمة للثورة، بينما يراها طرف آخر عاصمة مستحقة لكيان علوي ارتسمت خارطته في الأذهان.

فمن هو مجرم الحرب حسام لوقا وما السر الذي جعل بشار يعطيه كل هذه الثقة، ويأتمنه على مفاتيح التفاوض والتفويض لتجاوز أكبر عقدة في طريق منشار النظام في مدينة حمص؟

الاسم الكامل لعراب صفقة الوعر هو مجرم الحرب "حسام انية لوقا" (انية لوقا كنية مركبة) بن "محمد نوري"، وتقول المعلومات المؤكدة إن "لوقا" ينحدر من بلدة "خناصر" في ريف حلب، وينتمي تحديدا إلى العرق الشركسي، الذي استوطن أبناؤه تلك النواحي منذ بدايات القرن الفائت.

ويقول ضابط مخابراتي منشق خدم مع مجرم الحرب حسام لوقا وعايشه عن قرب: إن الأخير كان يؤدي عمله في أحد أقسام الشرطة بحلب، وكان وقتها يحمل رتبة مقدم، حين تم اختياره للالتحاق بشعبة الأمن السياسي، وهي الجهاز الأمني التابع لوزارة الداخلية.

ويقول الضابط المنشق إن مجرم الحرب لوقا خدم تحت إمرة مجرم الحرب رفيق شحادة في فرع السياسية بدمشق، وهناك توطدت علاقة الرجلين بشكل كبير، وبقي "شحادة" مصدر الدعم الأكبر لـ"لوقا".

مجرم الحرب شحادة الذي كان مرافقا شخصيا لكبيري مجرمي الحرب حافظ الأسد، عرف بهمجيته ووحشيته الشديدة التي لم توفر أحدا تقريبا، حتى ولو كان من وزن "اللواء رستم غزالي" رئيس شعبة الأمن السياسي، ورمز الوصاية المخابراتية الأسدية في لبنان.

فقد أوعز "شحادة" بضرب "غزالي" ضربا مميتا، قبل أن يلفظ الأخير أنفاسه ويأمر مجرم الحرب بشار الأسد بإقالة "شحادة" من رئاسة أشرس جهاز مخابراتي في منظومة القمع الأسدية (المخابرات العسكرية).

ويلفت الضابط المخابراتي المنشق إلى أن علاقة "لوقا" كانت وما زالت وطيدة بـمجرم الحرب العميد سهيل حسن، أحد أشهر ضباط المخابرات الجوية وأكثرهم سطوة.

مجرم الحرب لوقا خدم سنوات طوال قبل الثورة وبعد نشوبها بمنصب رئيس فرع الأمن السياسي بحمص، وهذا ما أتاح له بناء شبكة علاقات قوية وواسعة، وقد عاد إلى ساحة حمص بقوة أكبر مؤخرا، بوصفه حامل إرث الأمن السياسي وممثلا عن إدارة المخابرات العامة (المعروفة شعبيا باسم أمن الدولة)، حيث يشغل مجرم الحرب لوقا منصب معاون إدارة المخابرات العامة.

وكان مجرم الحرب لوقا معروفاً بدهائه وخبثه، كما إنه مشهور بفساده، وقد كان على علاقة متينة بمحافظ حمص الأسبق مجرم الحرب "إياد غزال" وهو الشخص الذي دفعت ممارساته الحمصيين للمناداة بـ"إسقاطه" قبل أي مسؤول آخر في النظام، أيام البدايات الأولى للاحتجاجات السلمية.

مجرم الحرب لوقا هو صاحب مجزرة العيد في حمص

يعد مجرم الحرب لوقا من بين أوائل الضباط الذين أدرجت أسماؤهم على لوائح العقوبات الغربية، ولعل مرد ذلك إلى أن الضابط خدم أكثر سنوات الثورة في حمص بصفة رئيس فرع الأمن السياسي، ونائبا لرئيس اللجنة الأمنية، وهما المنصبان اللذان جعلاه على تماس مباشر مع القرارات الميدانية، وضباط جيش النظام لاسيما في الفرقة الرابعة.

ففي خريف 2015 مثلا اتهم مجرم الحرب لوقا بالمشاركة في تدبير ما عرف باسم "مجزرة العيد" في حي الوعر، حيث تم قصف مكان للعب الصغار فقضى 19 شخصا، منهم 14 طفلا.

وأشارت أصابع الاتهام حينها إلى مجرم الحرب اللواء لؤي معلا بوصفه المسؤول المباشر عن قصف حي الوعر، حيث كان يترأس اللجنة الأمنية في محافظة حمص، أما نائبه لوقا فهو الشخص الذي تولى "تحديد الأهداف" الواجب قصفها في ذلك التاريخ.

أذرع مجرم الحرب لوقا الأخطبوطية

كانت أذرع مجرم الحرب لوقا الأخطبوطية لا تلتف على حمص فقط، بل تمتد إلى ما هو أبعد وأهم في تقرير مصير مدينة حلب ثاني مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية، حيث وضع لوقا ثقله في مسقط رأسه "خناصر" مجندا جيشا من المرتزقة الذين دافعوا بشراسة عن هذه البلدة الحيوية وعن شريان الإمداد الرئيس الذي يمر بها.

ففي عام 2012 بات من المحال على النظام أن يسلك الطريق الرئيسة إلى حلب (الأوتستراد)، بعدما سقط جزء مهم من الطريق بيد الثوار، وهنا سارع النظام لسلوك طريق بديلة تمر من "خناصر"، وهي الطريق التي كفلت لقوات النظام أن تبقي على إمداداتها مستمرة لسنوات، ولو قطع شريان "خناصر" بشكل كامل، فلربما كان لخريطة السيطرة في محافظة حلب ومدينتها شأن آخر مختلف تماما عما نراه اليوم.

تنتمي "خناصر" إلى منطقة "جبل الحص" وهي واحدة من أفقر مناطق سورية، إن لم تكن أفقرها على الإطلاق، ولعل هذا الإفقار الذي يتحمل النظام وزره، والذي كان سببا كافيا للثورة عليه، غدا –وللمفارقة الأليمة- المساعد الأكبر للنظام -ممثلا بـ"لوقا"- على تجنيد أعداد كبرى من شبيحة المنطقة، مستغلا جهلهم وحاجتهم المادية.

"خناصر" التي يحارب جزء من مرتزقتها في صف بشار ويساعدونه على مواصلة إجرامه، سبق لأسلاف سكانها اليوم (غالبيتهم شراكس) أن فروا من بطش الروس وإجرامهم في بدايات القرن الماضي، حيث احتضنتهم أرض سورية، وتوزعوا في أنحاء مختلفة منها.

وتقول مصادر تاريخية إن الغزو الروسي للقوقاز (أو القفقاس) أسفر عن تهجير نحو 700 ألف شركسي، عبر 3 موجات كبرى، كان آخرها عام 1919 حيث استقر الشراكس المهجرون في هذه الموجة ضمن بلدة "خناصر".

وتكشف صفقة الوعر وعلاقتها بـمجرم الحرب حسام لوقا وانتمائه العرقي عن مفارقة من نوع آخر قاس، ففي صفقة الوعر كان للطرف الروسي حضور واضح ودور مؤثر، وكان على لوقا الشركسي أن يتعاون مع أحفاد من هجروا أجداده ونكلوا بهم، في سبيل تهجير أبناء شعب احتضن كل من فر إليه مظلوما.

تغييرات واسعة في رئاسات أجهزة الأمن بإيحاء من روسيا

بناء على تخطيط أمني روسي- سوري، أجرى مجرم الحرب بشار الأسد، تغييرات واسعة داخل أجهزة المؤسسات الأمنية، طالت عددًا من كبار القادة الأمنيين، فالتغييرات العلنية تمثلت بإنهاء تكليف مجرم الحرب اللواء جميل حسن، من إدارة المخابرات الجوية، وتكليف مجرم الحرب اللواء حسام لوقا، بإدارة المخابرات العامة أو ما يُعرف بأمن الدولة، وتعين نائبه في شعبة الأمن السياسي، مجرم الحرب اللواء ناصر العلي، بديلاً عنه في إدارة الشعبة، كما سميّ مجرم الحرب اللواء ناصر ديب رئيساً لإدارة الأمن الجنائي في سورية قادمًا من شعبة الأمن السياسي.

لكن ثمة تغييرات سرية لم يعلن عنها رسمياً، ضمن وثيقة مسربة من إدارة المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق. وتكشف الوثيقة عن أسباب موجة الإقالات والتعينات الخاصة بأعلى مستويات مناصب الدولة، وتعزز الشبهات بأن استبدال وجوه حجارة الشطرنج الكبيرة، لأغراض تجسسية من نوع مختلف، صار النمط السائد في النظام السوري طالما هو تحت القبضة الروسية.

وبشحطة قلم روسية، سقط مجرم الحرب جميل حسن من قائمة المحظوظين، وتسلم خلفاً عنه مجرم الحرب حسام لوقا- رئيس إدارة المخابرات العامة في سورية ( أمن الدولة ) الجديد – بعد نجاحه بالمهمة التي أوكلته إياها موسكو، حسب الوثيقة المسربة، «التشكيل والإشراف على خلية استخباراتية تعمل لصالح الأمن الروسي، ومهمتها الرصد والتجسس في البادية السورية بالقرب من قاعدة التنف العسكرية» جنوب شرقي سورية في المثلث الحدودي الذي يربطها مع العراق والأردن.

وتنحصر أعمال الخلية التجسسية «الروسية» بمراقبة قواعد وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وتحركاتهم وانتشارهم، في قاعدة التنف، كمهمة رئيسية. أما على الهامش، فيضاف إلى ذلك مراقبة مجموعات فصائل المعارضة العاملة في المنطقة، وذلك بالتنسيق المباشر مع الاستخبارات الروسية المتمركزة في دمشق.

مجرم الحرب لوقا يشكل مجموعة أمنية خاصة به

شكل مجرم الحرب لوقا المجموعة الأمنية من 75 عنصراً، وأرسلهم إلى مدرسة الشرطة في مدينة دير الزور لاتباع دورة «رفع مستوى» لمدة شهر، بدأت بتاريخ 5/1/2019، وانتهت في يوم 14/2/2019 حيث منح عناصر الدورة إجازة مدتها يومين ثم عادوا لاتباع دورة استطلاع في شعبة الأمن السياسي، مدتها شهران، بدأت في يوم 17/2/2019 وانتهت في يوم 21/4/2019، وحسب الوثيقة المسربة، فإن كافة العناصر الذين جرى اختيارهم يحملون شهادات علمية (الإلكترون، الكهرباء، الكمبيوتر ) وجميعهم من فئة العناصر الحاصلين على شهادات علمية عالية المستوى، كما أنهم من ملاك شعبة الأمن السياسي، وسبق أن خدموا بأفرع الاتصالات، وقد خصص لهم الرائد هيثم محمود، كمدرب خاص من وزارة الداخلية.

وكشفت الوثيقة أن «عناصر الدورة، دربوا على نهج القوات الخاصة، بالإضافة إلى التدريب على الرمي والقناصات إلخ، وعمليات الخطف والاعتقال والقنص، وأسر المطلوبين».

كما أن مجرم الحرب اللواء حسام لوقا انتقى العناصر من أبناء العائلات المقربة والموثوقة لدى النظام السوري، وغالبيتهم من دير الزور، والحسكة، من أبناء العشائر، مع وجود عدد من الشراكس وأبناء ريف حمص، ويحصل عناصر المهمة على مبلغ مالي مضاف إلى مرتبهم الشهري، يصلهم مباشرة من القاعدة حميميم الروسية.

المصدر

*زمان الوصل-22/5/2017

*القدس العربي-9/7/2019

*قناة العالم-7/7/2019

*جيرون1/10/ 2020

*قناة حلب اليوم-30/11/2018

وسوم: العدد 897