في ذكرى الإمام الشهيد

(1)

الإمام الشهيد حسن البنا

الأستاذ مريت بطرس غالي (*)

عرفت المغفور له الأستاذ حسن البنا منذ سنوات عدة، فعرفت فيه الرجولة التامة، ورأيت فيه - على الدوام - رجلاً فذاً من الناحيتين الخُلقية والإنسانية، وقد كان - رحمه الله - على ثقافة واسعة، يتمتع بشخصية جذابة ويأخذ بأسباب القلوب، ولا شك أن رجلاً هذه طباعه وتلك كفايته كان ذخراً قيماً لبلاده، فجاء مصرعه خسارة كبيرة، ويزيد الخسارة فداحة أن وقع فريسة اغتيال مدبر، وقد تفشى بيننا داء الاغتيال السياسي البغيض منذ أوائل هذا القرن.

وهؤلاء الذين يقيمون من أنفسهم مدعين وقضاة ومنفذين وجلادين بدافع من هواهم أو رأيهم الشخصي، إنما هم أخطر الناس على النظام والاستقرار والمدنية، ولابد أن يؤخذوا أخذة رابية يعتبر بها الغير، حتى لا يتطلعوا إلى اغتصاب حق الدولة وحدها في مظاهرة العدالة والاقتصاص من كل من يتهيج عليها.

(*) من كبار المفكرين والمثقفين في النصف الأول من القرن الماضي، ولد في عام 1908م، عين وزيراً للشؤون البلدية والقروية في حكومة نجيب الهلالي عام 1952م التي أسقطتها ثورة يوليو، واختاره علي ماهر باشا في وزارته في سبتمبر 1952م ولكنه لم يستمر في منصبه، درس القانون والعلوم السياسية، اختاره الرئيس السادات عضواً في مجلس الشورى، من مؤلفاته: كتاب "الإصلاح الزراعي" عام 1945م، "سياسة الغد"، "برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي"، وتوفي عام 1991م..

(1) الدعوة – السنة الثالثة – العدد (104)، 25 من جمادى الأولى 1372هـــ/ 10 من فبراير 1953م.