محمد محمد حسن شُرَّاب

أيمن بن أحمد ذو الغنى

وفاة المؤرِّخ الفلسطيني والأديب الموسوعي

نزيل داريا دمشق، وصاحب (معجم بلدان فلسطين)

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

مضى على رحيل المؤرِّخ الفلسطيني والأديب المصنِّف الموسوعي محمد حسن شُرَّاب أكثر من شهرين؛ إذ كانت وفاته بتاريخ 31/ 10/ 2013م، بيد أني لم أعلم بوفاته إلا بأخَرَة، وفوجئت أنه لم يُنعَ إلا في موقع أسرتهم، وموقعين فلسطينيين آخرين!

وللأستاذ حق علينا معشر الدمشقيين، فقد أحب مدينة الياسمين دمشق، وآثر سُكناها، ووجد في ربوعها ما فقده في كثير من البلاد والمدن... 

أجل من حقِّه علينا أن ننعاه، وأن نبادله الوفاء؛ تقديرًا وتنويهًا وذكرًا حسنًا...

وكنت اتصلت أمس بفضيلة الشيخ المحقق (حسين سليم أسد) الداراني، أسأل عن أحواله في مغترَبه... ولم يفُتني تعزيته بصفيه ونديمه وصاحبه القريب الأستاذ شُرَّاب فألفيته لا علم له برحيله

وقد بكى تأثرًا وحزنًا!!

ومن ثَم رأيت ضرورةَ كتابة هذه الكلمات تعريفًا بفقيد الشام رحمه الله.

هو: أبو أحمد محمد بن محمد بن حسن شُرَّاب، 

من مواليد خان يونس بقطاع غزة عام 1938م.

درس المرحلة الابتدائية في بلدته، ثم تابع دراسته في الأزهر بين عامي 1954-1958م، ومنه نال شهادة الدراسة الثانوية.

ثم يمم شطر دمشق وانتسب إلى قسم اللغة العربية في جامعتها عام 1959م، وفيها تتلمذ لعدد من أعلام العربية والأدب: سعيد الأفغاني، وشكري فيصل، وصبحي الصالح، وعمر فروخ..

نال الإجازة الجامعية عام 1962م، 

وحصل على دبلوم في التربية من جامعة دمشق أيضًا عام 1964م.

وبعد ذلك رحل إلى المملكة العربية السعودية، وأقام فيها معلمًا لمادة اللغة العربية مدة 30 عامًا من (1964- 1994م) في حائل والدمام والمدينة المنورة.

ونال درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 1980م في أثناء عمله بالسعودية.

وقد اختار داريا دمشق في الغوطة الغربية موطنًا لإقامته من عام 1994م إلى وفاته يرحمه الله.

كان حريصاً على مجالس العلم يلقي فيها دروسه على نخبة من تلاميذه القلَّة، وله مجلس بعد فجر يوم الجمعة يشرح فيه من ألفية ابن مالك في النحو، ويقرأ في الكامل للمبرد، وكان يستعرض علمه فيها ويذهل طلابه بكثرة محفوظه من الشواهد الشعرية، وكانت له اجتهادات مشهورة يشنِّع فيها على النحاة القدماء!

بدأ التأليف عام 1985م، وبلغت مؤلفاته قرابة 40 كتابًا، في التاريخ واللغة والأدب، 

جعل نصفها 20 كتابًا عن فلسطين؛ تاريخها، ومدنها، وأعلامها... إلخ.

من أهم كتبه

(معجم بلدان فلسطين)، و(معجم الحمائل والقبائل الفلسطينية)، و(موسوعة بيت المقدس والمسجد الأقصى)، و(شعراء فلسطين في العصر الحديث)، و(الجذور التاريخية للعرب في بلاد الشام)، و(أبو عبيدة بن الجراح فاتح القدس والشام)، و(عز الدين القسَّام شيخ المجاهدين في فلسطين)، و(الأخبار التوراتيّة اليهوديّة خرافات تكدّر ينبوع التراث الإسلامي)، و(المعالم الأثيرة في السنَّة والسيرة)، و(في أصول التاريخ العربي الإسلامي)، و(الشوارد النحوية)، و(معجم الشواهد الشعرية في كتب النحو)، و(شعراء من المملكة العربية السعودية).

ونشر العشرات من المقالات في المجلات والصحف السعودية 

مثل: عُكاظ والبلاد والحرس الوطني والفيصل.

وأفردت له مجلة (المنهل) السعودية بابًا خاصًّا بعنوان: (فلسطيننا

نشر فيه مقالات أدبية وتاريخية عن فلسطين والقدس.

وهو عضو اتحاد الكتَّاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق.

(ولم يكن راضيًا عن الاتحاد ولا على توجه القائمين عليه!)

تزوَّج سنة 1968 امرأة دمشقية أنجبت له ولدين:

أحمد خريج كلية الاقتصاد والتجارة، 

وكوثر خريجة جامعة العلوم التطبيقية في عمَّان الأردن -فيزياء تطبيقية.

وكان شديد الاعتداد بثقافته وتحصيله

يصف نفسه بقوله

إني عظيم الاطلاع، كثير القراءة، أحب التدوين، وأقضي حياتي الأخيرة في الكتابة، أعيش في أوراقي، وأمضي وقتي بينها.

يُذكر أنه عاد إلى وطنه فلسطين بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية قبل زهاء عشر سنين، ولكنه تلقَّى من سوء المعاملة وعدم التقدير.. ما اضطرَّه إلى العودة حزينًا إلى دمشق للعيش بقية عمره بعيدًا عن بلده الذي عشقه وطالما كتب عنه وعن تاريخه وأعلامه

رحمه الله وغفر لنا وله

وجعل ما ترك من مصنَّفات صدقة جارية

وإنا لله وإنا إليه راجعون

مصادر الترجمة

- كتاب عمي والد زوجتي الأستاذ محمد حسام الدين الخطيب (تاريخ داريا الكبرى) 2/ 734-735.

- مقابلة مع المترجَم له، أجراها الأخ الصديق الأستاذ خليل الصمادي، لمجلة (العودة). 

- مقالة: محمد محمد حسن شُرَّاب، سيرة عالم فلسطيني، للدكتور أسامة جمعة الأشقر، نشرت في موقع (مؤسسة فلسطين للثقافة) الإلكتروني.