عبد القادر الصوفي في ذمة الله

dfghfsg940.jpg

إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..

انتقل إلى رحمة الله منذ ساعات قليلة الشيخ الاسكتلندي Ian Dallas، أو عبد القادر الصوفي كما أطلق على نفسه بعد أن أعلن إسلامه في جامع القرويين في فاس في المغرب عام ١٩٧٦ عندما كان عمره ٣٧ عاماً على يد إمام المسجد آنذاك الشيخ عبد الكريم الداوودي رحمه الله.

بعدها طلب العلم وتتلمذ على يد الشيخ محمد ابن الحبيب ابن الصديق الإدريسي الحسيني، وسافر معه في رحلات كثيرة.

ما قابلتُ مسلماً جديداً في الأندلس إلّا وكان إسلامه على يد هذا الشيخ رحمه الله، بل حتّى قابلت من أسلموا على يديه من أمريكا الجنوبيّة والشمالية وآسيا وأفريقيا وقد أرسلهم جميعهم إلى اسبانيا (غرناطة وقرطبة وإشبيلية) ليؤسّس لمجتمع مسلم جديد بعد أن غاب الاسلام عن إسبانيا لقرون.

كل من ترونهم من المسلمين الجدد اليوم في اسبانيا أسلموا بفضله، على يديه، بل يعيشون تحت توجيهاته وحياتهم منظّمة بفضله يشكون إليه مشاكلهم صغيرها وكبيرها.

عاشرتهم في غرناطة لشهور ولم يُكتب لي مُقابلة الشيخ لأنّه ورغم أنّ عمره بلغ الـ ٩١ سنة، ولكنّه مُقيم في أفريقيا للدعوة إلى الله هناك، لكن قرأت بعض كتبه وقابلت طلّابه ومن أسلموا على يديه في بداية دعوته ومن عيّنهم ليكونوا مسؤولين عن المسلمين في الأندلس ومن قام بتكليفهم بملف الدعوة إلى الاسلام هناك ومن يتابعني منكم حينها يعرف كم تأثّرت بهم وبحياتهم وبإسلامهم.

أذكر مرّةً قابلتُ مسلمةً إشبيليّة أسلمت على يديه في القرن الماضي، قالت لي أنّه بعد أن أسلمت، قال لها لا تضعي الحجاب الآن فقد تتعرّضين للأذى فقد كان حينها المسلمون قلّة، وبعد أن أصبح عدد من أرسلهم جيّداً، جاء إليهم وتشكّلت نواة المجتمع الأندلسي المسلم التي تشاهدونها الآن في اسبانيا وجلس معهم وكان أوّل سؤال سألوه إيّاه، يا شيخ، أيُّ مدرسة سنتعلّم منها الاسلام، فردَّ عليهم قائلاً: سنتعلّم ما كان عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته.

فعلّمهم أمور دينهم بل وجعل فقه الدعوة عندهم شيئاً أساسيّاً، فترى منهم الطبيب والمهندس والعامل وكلّهم يدعون إلى الله. بل ترى أبناءهم والآن أحفادهم حفظة للقرآن ومنهم من يُرسَل لمكّة والمدينة والمغرب كي يتعلّم العلوم الشرعيّة بتفصيل أكبر ويعود إليهم إماماً ومُعلّماً.

بوّابة المسجد الكبير في حي البيازين في غرناطة تحمل اسم الشيخ عبد القادر الصوفي، فهو من كان مشرفاً على كل صغيرة وكبيرة، ووفاته مصاب جلل لهؤلاء الأخوة فقلوبهم تعلّقت به.

نسأل الله أن يرحمه ويجزيه خيراً على ما قدّم.

وسوم: العدد 940