الأديب الداعية الدكتور موفق ابراهيم دعبول

sgfsdhsdd941.jpg

( 2021 - 1936م ):

هو رئيس الجمعية المعلوماتية في سورية، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق الذي قضى عمره في التعلم والتعليم، ونشر الثقافة، وخدمة الدين واللغة والعلم والمجتمع..

وهو السياسي الإسلامي القديم المخضرم الذي عمل في صفوف الحركة الإسلامية في سورية زمناً طويلا، وشغل عدة مناصب قيادية فيها، ثم خط طريقه في العمل العلمي والأدبي والدعوي بشكل مستقل.

المولد، والنشأة :

ولد موفق بن ابراهيم دعبول في دمشق في 7 ايار 1936 م .

ونشأ في بيت متواضع في حي الميدان بين أبوين عاديين ، وكان المستوى والأحوال المادية متوسطة، وأما المستوى العلمي فهو دون الوسط .

ولكن والده - رحمه الله - كان محباً للعلم والدين،  فتربى على احترام القيم الأخلاقية والإسلامية لم يعرف الكذب، ولم يلجأ إليه في تعامله ، ولا يميل إلى التخاصم مع أحد .

الدراسة، والتكوين:

درس موفق دعبول المرحلة الابتدائية في مدرسة خالد بن الوليد في مدينة دمشق عام 1942م، وحصل على شهادتها عام 1947م .

ثم حصل على الشهادة الإعدادية عام 1951م .

وحصل على الشهادة الثانوية عام 1953م .

وكان الأول في دراسته دائماً  .

بدأت تظهر ميوله نحو الرياضيات في المرحلة الابتدائية، وتعززت في الإعدادية وكان يحرص على تنمية اللغة العربية، وأما بالنسبة إلى باقي المواد، فلم يكن يميل إليها، ولكن كان يتقنها .

وفي عام 1953 دخل الجامعة حيث بدأ في دراسة الطب، ولكن أثناء دراسته تقدم إلى مسابقة في التربية للحصول على شهادة أهلية التعليم الثانوي حيث حصل على إجازة في الرياضيات والفيزياء من جامعة دمشق عام 1957م، وحصل على الدرجة الأولى في الرياضيات .

ومن ثم حصل على دبلوم في التربية وأصول التدريس من جامعة دمشق.

وأوفدته الدولة إلى فيينا عاصمة النمسا للحصول على شهادة الدكتوراه في (ميكانيك السوائل) بدون مسابقة للحاجة إليه ، فحصل على الدكتوراه بدرجة امتياز من جامعة فيينا التقنية في النمسا عام 1961م، وعاد إلى الوطن ليمارس التعليم، ولكنه لم يتمكن من الالتحاق بالتدريس لأن من الشروط أن يكون قد مضى على حصوله على الشهادة الجامعية ست سنوات، ولم يكن قد حصل عليها سوى منذ أربع سنوات  .

الوظائف ، والمسؤوليات :

- عين موفق دعبول معيداً وعضوا في هيئة التدريس في كلية العلوم في جامعة دمشق ( 2001 - 1963 م) .

ثم أعير كمدرس إلى ليبيا .

وفي عام 1968 م أصبح أستاذاً مساعدًا .

وفي عام 1975 عين أستاذا في كلية العلوم بجامعة دمشق إلى عام 1983 م .حيث سمي رئيساً لقسم الرياضيات، وبقي في منصبه هذا حتى عام 1996م.

وفي عام 1985 م سمي رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي بالإضافة إلى كونه رئيساً لقسم الرياضيات، وبقي يشغل هذا المنصب حتى عام 2001م  .

- وفي عام 1989 أسس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وانتخب عضواً في مجلس الإدارة، ثم رئيساً، وعضواً في مجلس الأمناء ، وظل فيه حتى قبيل وفاته .

-وفي عام 1997 انتخب نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية مدة 4 سنوات.

- رئيس جامعة القلمون بدمشق عامي 2004 - 2003 م.

- رئيس تحرير مجلة الثقافة المعلوماتية عام 2005م.

وشارك في تأسيس جامعة اليرموك الخاصة، وشغل منصب رئيس مجلس الأمناء فيها .

وعين رئيساً لمجلس إدارة جمعية المحدث الأكبر بدر الدين الحسني عام 2002م .

وبعد أربع سنوات عين رئيساً لجمعية رعاية المساجين من عام 2006 وحتى عام 2011م .

وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بمرسوم رئاسي في عام 2002 م ، وهو العضو الخمسين له منذ نشأته عام 1919م  .

وهو عضو في لجنة تمكين اللغة العربية التي تعمل على حماية اللغة العربية وصيانتها وعلى الارتقاء بها  .

رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية 2007 - 2003 م.

مؤلفاته :

ألف د. موفق ابراهيم دعبول أربعين كتاباً، وقدم عدة بحوث في المؤتمرات، ونشر بحوثاً عديدة في المجلات .. وهي:

أ- الكتب المؤلفة:

1- ميكانيك السوائل : مطبوعات جامعة دمشق.

2- ميكانيك : جزءان - مطبوعات جامعة دمشق.

3- التحليل العقدي : 2 ج .

4- نظرية المعادلات التفاضلية.

5- توازن السوائل .

6- معجم الرياضيات المعاصرة - بالاشتراك - طبع مؤسسة الرسالة في بيروت.

7- سلسلة الرياضيات العالية ( مسائل وتمارين ) - بالاشتراك - مؤسسة الرسالة.

8- الرياضيات المعاصرة- 2 ج - بالاشتراك .

9- موسوعة الرياضيات.

ب- الكتب المترجمة:

1- الرياضيات المدرسية في التسعينات - بالاشتراك - طبع مؤسسة التقدم العلمي في الكويت.

2- دروس في الرياضيات العالية - 3 أجزاء - بالاشتراك - طبع وزارة التعليم العالي في سورية.

3- دليل الرياضيات - بالاشتراك مع أخرين - مؤسسة الرسالة في بيروت.

4- هندسة التحولات - بالاشتراك - مؤسسة الرسالة .

ج- البحوث العلمية :

وقد كتب - رحمه الله تعالى - عددا من البحوث العلمية في الرياضيات، واللغة العربية منها:

1- اللغة العربية لغة العلم في الماضي والحاضر والمستقبل ، ألقاها في ندوة في البحرين عام 1995م.

2- واقع مادة الهندسة في العالم العربي : ألقاها في ندوة تونس عام 1989م .

3- الحركة العلمية في عصر ابن البيطار : ألقاها في أسبوع العلم 35 .

4- التنسيق بين مؤسسات البحث العلمي : ألقاها في مؤتمر وزراء التعليم العالي العرب عام 2001م.

5- لغة الأم والتعددية الثقافية : ألقاها في المركز الثقافي في كفر سوسة عام 2014م.

6- محاضرة في مجمع اللغة العربية في نيسان 2014م، وهي تحت عنوان : مسيرة العدد عبر العصور .

7- محاضرة في مجمع اللغة العربية بدمشق تحت عنوان :

اللغة العربية، ومجتمع المعرفة - ألقاها بتاريخ 25 أيار 2005م.

اللغات:

وفضيلة الدكتور موفق ابراهيم دعبول يجيد عدة لغات منها:

العربية، والانجليزية، والألمانية.

تكريم مستحق :

حصل عام 2020م على لقب شخصية العام الثقافية العلمية نظرا لاسهاماته الكبيرة في مجال الثقافة الأدبية، وعلوم الرياضيات.

أحواله الاجتماعية :

تزوج د. موفق دعبول عام 1962م، من سيدة دمشقية فاضلة، وله منها بنتان، وشابان، وهم : 

1- د. يمان موفق دعبول:

وهو أكبر أولاده وبه كنيته.

وهو طبيب داخلية وعصبية ، لديه عيادة في منطقة الجسر الأبيض في دمشق، وهو رئيس مجلس ادارة وشريك مؤسس في شركة الأمل للصناعة والتجارة في سورية، ويمتلك 475 حصة في الشركة بنسبة 47 بالمئة.

له محاضرات عديدة ، منها:

- تغليب الأخلاقيات في المعالجة الطبية.

2- د.أمان موفق دعبول :

طبيبة نسائية، ماجستير بالأمراض الجلدية من جامعة دمشق...أخصائية جلدية وجراحة اليد ، وتجميل البشرة ، والعلاج بالليزر.

3- ولينة موفق دعبول :

طبيبة أخصائية في التعذية والبدانة، لها موقع دار الكتب الإكترونية أكبر مجمع ثقافي عربي على النت .

ولها عدة دروس، ومحاضرات ولقاءات على التلفزيون تحدثت فيها عن :

- الحجر الأساسي لتنزيل الوزن : نشر في 27 أب عام 2015م.

- لكل انسان حمية خاصة به : أذيع في 14 أيلول عام 2015م.

- نصائح رمضانية صحية - أذيع ضمن برنامج واحة رمضان.

- البدانة والحمية : منشور على موقع البوابة الطبية.

مؤلفاتها:

1- النوم والأحلام.

2- أساسيات في التغذية والحميات.

3- نصائح للأم بعد الولادة - ترجمة.

4- و د. بشر موفق دعبول:

طبيب الجهاز الهضمي .

من مواليد مدينة دمشق عام 1970م، نال شهادة البكالوريوس من جامعة دمشق عام 1993م.

وهو حائز على شهادتي بورد أمريكية في الأمراض الداخلية وأمراض جهاز الهضم والكبد، وحصل على دبلوم في التأهيل التربوي من الجامعة السورية الافتراضية .

وصدر له عدة كتب منها:

1- الثقافة الجنسية للناشئين.

2- غراس الأمل: نظرات في التفكير.

3- محطات من عبق الياسمين.

أخلاق د. موفق دعبول، وصفاته:

ود. موفق ابراهيم دعبول يعشق القراءة في الاختصاصات المختلفة، وتتجه مطالعاته نحو علوم العربية، وعلم النفس، وبعض العلوم الشرعية ، والفكرية عموماً .

ولهذا الرجل جملة من العلاقات الاجتماعية التي فرضتها عليه الأعمال التي قام بها في شتى مناحي الحياة : التربية والتعليم والأوقاف والإدارة .

وآخر ما كتبه الدكتور موفق دعبول هو أولويات الإصلاح بين مدرسة فتح الله كولن والحركات الإسلامية المعاصرة .

ويبدو أنه ألقى المحاضرة قبل افتضاح أمر فتح الله غولن في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ولو عرف حقيقة الرجل لما تجرأ أن يقول ما قاله.

وبعد الثورة السورية عام 2011م حاول تشكيل كتلة ثالثة ليست مع النظام أو المعارضة والهدف هو الاصلاح، ولكنه فشل، لأن صوت الرصاص يعلو على صوت العقل أثناء الحروب .

ومن أقواله :

1- الإخلاص قبل الاختصاص ، فالإخلاص عطاء مشروط واحتكار العلم جريمة بحق الإنسانية وإخلاص بلا اختصاص يعطي أن المرء لايملك ما يعطيه .

2- التربية فن وأهم فن فيها هو عند حدوث مشكلة ما وعند مقابلة الطرفين نقد للأشخاص .

3- العصبية ضعف ورفع لوتيرة الخلاف .

4- الدنيا بخير ومجتمعنا مليء بالأخيار،  ولو كان فيه 5 بالمئة جيدين يكفي لقيادة المجتمع .

5- يارب إذا أعطينتني قوة فلا تأخذ عقلي، وإذا أعطيتني مالاً فلا تأخذ سعادتي، وإذا أعطيتني جاهاً فلا تأخذ تواضعي .

6- لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئاً من جذع الشجرة لولا أن غصناً تبرع أن يكون مقبضاً لها .

وفاته:

توفي د. موفق ابراهيم دعبول في مدينة دمشق في يوم الأربعاء 24 شباط عام 2021م عن عمر / 85 / عاما..بعد مسيرة زاخرة بالتميز والعطاء الفكري والعلمي والثقافي ..

وكان قد توفي في مشفى الشامي، وشيعه أهله وأحبابه في موكب قليل العدد بسبب انتشار وباء كورونا، ودفن في مقبرة الميدان في ظهر الخميس 25 شباط 2021م.

أصداء الرحيل:

وقد نعته دار الفكر في دمشق، ونعاه كذلك مجمع اللغة العربية، وجامعة دمشق، ونعاه العديد من الشخصيات الاسلامية المرموقة من أمثال الأستاذ عصام العطار الذي أثنى على أخلاقه وصفاته ونبله ..

كما نعاه الأستاذ زهير سالم في مقالة له منشورة في رابطة أدباء الشام..

وجاء في (صحيفة الوطن) حيث كتبت تحت عنوان (موفق دعبول العالم العامل) :

ها هو أحد الأعلام العلماء الأستاذ الدكتور موفق دعبول يترجل، يرحل عن دنيانا، تاركاً وراءه إرثاً من العلم والأخلاق والعمل الجاد في خدمة لغته ومجتمعه واختصاصه، لم يترك الدكتور دعبول لحظة من حياته دون عمل مثمر في الاختصاص والحياة.. ذهب إلى النمسا شاباً، وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1961، وكان أصغر الحاصلين على الدكتوراه العلمية العالية سناً، وقد حدثني الدكتور دعبول كيف عانى عند عودته من أجل المعادلة بسبب سنه الصغيرة، وانتظم الدكتور دعبول في جامعة دمشق مدرساً في قسم الرياضيات، فأستاذاً، فرئيساً لقسم الرياضيات، ليتوج الدكتور دعبول حياته الأكاديمية نائباً لرئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية، وبعدها كان رئيساً لجامعة القلمون الخاصة، ثم رئيساً لمجلس أمناء جامعة اليرموك الخاصة، وفي الميدان الاقتصادي أسهم الأستاذ الدكتور دعبول في التخطيط لشركات عدة لها دورها في الميدان الاقتصادي الخاص، وكان صاحب رؤية ثاقبة في الاقتصاد والفكر الاقتصادي، وهذه الناحية تغيب عن كثيرين لا يعرفون الدكتور واهتماماته ونشاطاته.

لكن الجانب العلمي لم يغب ساعة واحدة عن حياة الدكتور دعبول، فهو عضو في مجمع اللغة العربية، وله نشاطاته ومشاركاته، وعضو في لجنة تمكين اللغة العربية، وله إسهامات في جمعيات ومنتديات علمية ودينية خيرية، وهناك أنشطة كثيرة أعرفها من قربي إلى الدكتور دعبول لا أملك الحق في الحديث عنها، لأنها من قناعاته في الرعاية الاجتماعية والمجتمعية، ومن إيمانه بضرورة تكاتف جميع جوانب المجتمع المدني من أجل رعاية المواطن، وتمكين التكافل الاجتماعي.

وكنت منذ أكثر من عقدين على تواصل دائم مع الأستاذ الدكتور دعبول، وأدهشني، مع علمه ومكانته، تواضعه الكبير، فهو لا يرفض أي طلب علمي، ولا يتردد في أن يكون صاحب رأي ومشورة كلما هرع إليه أحدهم، وكلما ذكرته تذكرت كتابتي عنه في كتابي (كما عرفتهم) وقام الدكتور الفاضل بإجراء قلمه، إذ حذف العبارات الدالة على مكانته عندي، وحرص على أن تكون الكتابة علمية جداً تخلو من عبارات التبجيل التي أحملها له، وبقي على رأيه، وبين مدة وأخرى ألتقي الدكتور دعبول في مكتبه، فمن مكان إلى آخر، وآخر مكاتبه التي ترددت إليها، مكتبه في المزة شيخ سعد، والدكتور كان يستبقيني وقتاً أطول، ويحاورني محاورة الندّ والصديق، وأنا لا أعدو أن أكون واحداً من أصغر تلامذته… ولا أستطيع أن أنسى مشاركاته الإعلامية التي قمت بإعدادها، ودون أي تردد، وبكل احترام، بل، كان الدكتور محترماً للآخر، فلا يدخل حواراً دون أن يعدّ له إعداداً تاماً، لأنه يحترم محاوره، ويحترم المتلقي على السواء.

الدكتور موفق دعبول مثال نادر للأب وعلاقته بأولاده، ومثال في التربية والتعليم، وكأنه يمشي على طريق يعرفها من البداية حتى النهاية، فقد كان يخطط لأولاده وبناته في تعليمهم وأسفارهم، ويتابعهم بمراسلات متبادلة بينه وبينهم، وهذه المراسلات ليست وليدة المصادفة، وإنما مراسلات تربوية مدروسة بعناية، لذلك قام الدكتور بجمعها وطباعتها في إصدارات راقية، لتكون مثالاً في التربية والعلاقة بين الأب والأولاد، ولم أسمع منه يوماً حديثاً عنهم دون أن يرفقه باللقب والرضا.

وحُقّ للدكتور موفق دعبول أن يفخر بما قدمه في حياته العلمية، ولا يذهب من خاطري ما قاله فيه الأستاذ الدكتور صلاح الأحمد عالم الرياضيات الراحل، الذي كان ومنذ زمن بعيد يراه عالماً وجديراً، كما كان الدكتور دعبول يراه أستاذاً كبيراً وعالماً لا يجارى، ولا يدري المرء أيهما سيد في التواضع والتقدير!!؟

موفق دعبول خسارة للعلم والعلوم والعربية، خسارة للاقتصاد وفعالياته، خسارة للتعليم والتخطيط التربوي، وخسارة لكل مؤسسة كان يرعاها.. هو فقد لأسرته العزيزة، ولا أتردد بأنه خسارة شخصية لي، وسأعاين اسمه ورقمه في هاتفي طويلاً، وأنا الذي أتردد دوماً في محادثته بسبب مهابته ومكانته عندي.

رحمك الله أيها العالم الجليل، أيها الصديق القدوة بعلمك ومنطقيتك، رحمك الله وأنت المثال الذي أحببته، وسرت ما استطعت على دربه العلمي، سأفتقد الناصح كلما أردت رأياً ولكن أناقتك وأخلاقك دائمة الحضور.

مصادر الترجمة :

1- صفحة ( ثقافة وفن) في صحيفة الوطن.

2- رابطة أدباء الشام - وسوم: العدد 645.

3- مجمع اللغة العربية بدمشق.

4- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 941