العلامة النحوي المُجَدِّد والمحقق الكبير، الشيخ محيي الدين عبد الحميد

شيخ العربية الكبير؛ ابن هشام زمانه

sfjdgh982.jpg

*بين يدي البحث والترجمة:

*مِن نافلة القول: ومما لا شَكَّ فيه أنه ما من طالب علم - خلال نحو قرن تَصَرَّم- مسلم وغير مسلم للعربية خاصة بنحوها وصرفها وأدبها وبلاغتها وأدبها، وللعلوم الإسلامية عامة؛ إلا وهو عالة على هذا الرجل العلامة الجِهبِذ الفَحل، وله فضل ومنة عليه، ورَحِمٌ عِلميَّة قُرْبَى؟!!

*فمَن مِنّا - طلابَ العِلم- لم يقرأ كتاب "قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري"؟ بتحقيق وشرح وإعراب علامتنا الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد؛ الفريد البديع.

*ومن منا لم يدرس "شرح ألفية ابن مالك لابن عقيل البالسي المصري"- (بالس هي مسكنة التابعة لمنبج - حلب السورية- فأصله منها). بتحقيقه؟

1

*ومن بيننا من لم يطالع "تاريخ الخلفاء للسيوطي" بتحقيق الشيخ الجليل محمد محيي الدين عبد الحميد؟

*ومن منا لم يطلع على معجمه المهم اللطيف – مع صاحبه عبد اللطيف السبكي- "المختار من صحاح اللغة"؟

*ومن لم يطالع شرحه البديع لـ "الآجرُّوميَّة" الذي أسماه "التحفة السنية"، وهو اسم على مُسَمًّى، كما يُقال؟!

*وكتابه الرائع والمهم جدا والغني بالأمثلة "دروس التصريف".

وتحقيقاته الرائعة الماتعة الدسمة لـ "أوضح المسالك"، و"شذور الذهب"، و"الأشموني"، و"معاهد التنصيص للعباسي"، و و و ... .

*مؤلفاته وتحقيقاته مكتبة مستقلة ضخمة:

ولن أكون مُبالغا أيها القُرَّاء الكرام! إذا قلت لكم: إن مؤلفات هذا الرجل تحقيقا وتأليفا تبلغ مكتبة كاملة ضخمة مستقلة؟!

لقد حسبت ما ذكرته له فقط –"وهي ليست كل ما ألف وحقَّق؛ بل بعضه"- من كتب مؤلفة ومحققة فبلغ أكثر من 120 مجلدا وكتابا متوسطا؟!!

وهذا الرقم الضخم؛ بل المكتبة الضخمة المستقلة المُنَوّعة تُلحِق شيخنا ابنَ عبد الحميد بالعلماء المؤلفين الكبار المُكثرين من التصنيف، والذين ذكرهم شيخنا المُحدِّث العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في "قيمة الزمن عند العلماء"؛ أمثال: ابن جرير الطبري، وابن شاهين، وابن أبي الدنيا، والبيروني، وابن عساكر، وابن الجوزي، والسيوطي، والحكيم التهانوي، وعبد الحي اللكنوي، وجمال الدين القاسمي، وغيرهم.

*كيف كثرت هذه المؤلفات والتحقيقات؟!

هذا، وقد يتساءل بعض الناس ويستغربون كيف كثرت مؤلفات الشيخ هذه وتحقيقاته، وكيف استطاع إنجازها؟!

2

*تَطَاوُل الأقزام والحُسّاد عليه:

وقد تطاول عليه بعض السفهاء والحَسَدَة -"من المُتَّكِئين على الأرائك؛ كما سماهم الأستاذ د. محمود محمد الطناحي"- فاتهمه بعضهم منهم زورا وبهتانا بأن بعض طلابه كانوا يساعدونه في مؤلفاته، وهو يشرف عليهم وينسب هذه الكتب إلى نفسه؟!!

وبعضهم اتهمه بأنه يعيد طباعة كتب بولاق الصفراء، ويضع لها ورقا أبيض وأغلفة جميلة، ثم يكتب اسمه عليها وينشرها؟؟!!

قاتل الله الحسد كيف يُعمي أهله فيجعلهم يهرفون بما لا يعرفون؟!!

وآخرون قالوا: إن الشيخ لم يفهرس كتبه فهرسة تفصيلية كي يستفيد منها الباحثون والمطالعون استفادة كبرى!

*وبعض آخر قال: الشيخ لم يعتمد في مؤلفاته المُحقَّقة على مخطوطات متعددة ويُقابل بينها، ويكتب فروقها.

وقد دافع عن الشيخ بعض العلماء الكبار الذين يعرفون الشيخ عن قرب (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، وردوا هذه الفرية بلا مرية: كالعلامة الأديب الأستاذ محمد رجب بيومي، والعلامة المحقق الأستاذ عبد السلام هارون، والعلامة الأستاذ د. محمود محمد الطناحي، والأستاذ محمد علي النجار، وتلميذ الشيخ محيي الدين د. إبراهيم محمد نجا، كما سيأتي بعضه.

وبيَّنوا أن الشيخ كان يعمل كل مؤلفاته وتحقيقاته بيده؛ حتى تصحيح كتبه -"تجارب الطبع؛ البروفات"- كان يتولاها بنفسها، ولم يَرضَ بمساعدة أحد فيها، وكانت تأخذ منه الساعات والليالي الطِّوَال؟!

3

- والآن نجيب عن السؤال الذي طرحناه قبل قليل، وهو كيف ألف وحقق الشيخ محيي الدين هذه المؤلفات الكثيرة؟

*الجواب: هو ببركة إخلاص الشيخ وحفاظه على وقته وصبره وجَلَدِه ودأبه على القراءة والمطالعة والتأليف والتحقيق، وتركه اللهو واللغو والبطالة والبَطَّالين، كما كان سلفنا - رضوان الله عليهم- يفعلون.

*كِتابة القبول لمؤلفاته:

لقد انتشرت كتب الشيخ محيي لدين عبد الحميد في الخافقين، وتلقاها العلماء وطلاب العلم بالقبول، وتلقفها الناس في المشارق والمغارب، وتعددت طبعاتها وتكررت، وقُرِّر كثير منها في كثير من المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية: كـ "قطر الندى بتحقيقه"، و"شرح ابن عقيل على الألفية بتحقيقه"، و"التحفة السنية بشرح الآجرومية"، و"شذور الذهب بتحقيقه"، و"أوضح المسالك شرح ألفية ابن مالك بتحقيقه"، في مصر في الأزهر جامعته ومعاهده، وغيرها، وتركيا، وسورية في: دمشق، وحلب ومنبج، والسوربون بفرنسا، وسواها.

*استفادة بلاشير من كتاب "الإنصاف" وتدريسه في "السوربون"؟!

لقد بلغت شهرة بعض الكتب للشيخ محيي الدين إلى بعض المستشرقين فاستفاد منها ودرَّسها المستشرق الفرنسي الشهير "بلاشير" ت 1973م، وهو الكتاب الفريد في بابه كتاب أبي البركات ابن الأنباري ت 577هـ "الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين" في 2 ج و 880 ص، والذي تضاعف حجمه بتعليقات الشيخ محيي الدين الغنية والمفيدة الماتعة، وفهارس موضوعاته وشواهده بلغت 45 ص.

هذا الكتاب الجليل درّسه بلاشير لطلابه في "جامعة السوربون" الفرنسية، مُؤثرًا شرح الشيخ محيي الدين وتحقيقه على الطبعة الأوربية.

4

*إهمال للشيخ وجفاء ثم نَيلُه بعضَ الوفاء:

هذا ولقد مر حين من الدهر- حياة الشيخ ثم رَدَحٌ بعد وفاته- لم ينل فيه حقه من التكريم والشهرة ومعرفة الفضل له، وظل فيه شِبْهَ مُهمل ومَجْفُوٍّ - زُهاءَ نصف قرن- ثم نال بعض ما يستحقه من تكريم في كتابة بعض المقالات عنه في بعض المجلات والمواقع على الشبكة العالمية.

كما تمَّت كتابة بعض الرسائل العلمية لبعض الباحثين عن جهوده العلمية في النحو والصرف والتحقيق.

*بعض الرسائل العلمية عن الشيخ:

1- التحقيق النحوي ما بين عبد السلام هارون ومحمد محيي الدين عبد الحميد. "رسالة ماجستير" للباحث جمال نمر محمد إبراهيم، جامعة النجاح الوطنية - نابلس، في 334 ص، سنة 2000م.

2- الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد وجهوده النحوية في تحقيقاته لشروح الألفية. "رسالة ماجستير" للباحث العراقي كريم ذا النُّون سليمان، كلية الآداب - جامعة الموصل، 1422هـ - 2001م.

3- الشيخ محيي الدين عبد الحميد وجهوده النحوية والصرفية. "رسالة ماجستير" في 500 ص، للباحث المصري: عبد الفتاح محمد إبراهيم حبيب. جامعة الأزهر، سنة 2002م.

4- الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد وجهوده النحوية والصرفية. للأستاذ السيد متولي عبد العال، سنة 2002م.

5

5- محمد محيي الدين عبد الحميد جهوده وآراؤه النحوية والصرفية. "رسالة دكتوراه" للباحثة: نعمات محجوب سعيد محمد أحمد، جامعة النيلين - كلية الآداب، الخرطوم السودان، في 273ص، سنة 2010م.

6- آراء محمد محيي الدين عبد الحميد النحوية في كتاب: عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ج1 و 2 (دراسة نحوية). "رسالة ماجستير" للباحث الفلسطيني عمر محمد أحمد سراحنة، جامعة القدس - فلسطين، في 155 ص، سنة 1439هـ - 2018م.

7- النقد النحوي في تحقيقات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد. "رسالة ماجستير" للباحث العراقي عباس حمد عبد سلطان، جامعة ذي قار- كلية التربية للعلوم الإنسانية - قسم اللغة العربية، العراق، سنة 2020م.

*موقفان مُحْزِنان جافيان مُسيئان لمقام هذا العلامة الجليل:

أولًا: في جنازته ومجلس عزائه.

ثانيًا: في طبعة لكتابه: "سبيل الهدى على شرح قطر الندى وبل الصدى".

*الموقف الأول: يرويه اللواء الركن محمود شيث خطاب رحمه الله، وسأذكره مختصرا هنا؛ لأنه سيأتي مفصلا على لسان روايه. وملخصه:

أن اللواء خطاب تصادف وجوده في القاهرة حين وفاة الشيخ محيي الدين عبد الحميد فحضر جنازته ومجلس عزائه؛ فصُدم من قلة مُشَيِّعيه ومُعَزِّيه؛ الذين كانوا بالعشرات، بينما كان بقرب سُرادق عزاء الشيخ محيي الدين مجلس عزاء لبعض المُمثِّلين والفنَّانين التافهين المُفسدين للأمَّة فكان مُشَيِّعوه ومُعّزُّوه بالآلاف؟!!

6

*أما الموقف الثاني: فهو طبعة عبد الجليل العطا البكري لكتاب الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد "سبيل الهدى على شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري".

فقد طبع هذا الرجل الكتاب في 544 ص؛ بورق فاخر طبعة أنيقة وشكر فيها بعض شيوخه وزملائه، وبمقدمة شيخه الشيخ عبد الغني الدقر رحمه الله، و"رسالة في مدح النحو" للشيخ عبد القادر القصاب الديرعطاني ت 1360هـ، ثم ترجمة للعلامة الشيخ ابن هشام ت 761هـ رحمهما الله.

هذا مع تعليقات أضافها هو ومُشَجَّرات لمواضيعه وبحوثه.

كل هذا التعب وهذه الخدمات والاستفادة الكبرى من الشيخ محيي الدين عبد الحميد، إلا أنه لم يُتَرجِم للشيخ محيي الدين ولو بنصف صفحة، ولا ببضعة أسطر، ولا حتى بتاريخ ولادته ووفاته؟؟!!

أتُصدِّقُون هذا أيها القراء الكرام الأفاضل؟!

أليس هذا أدنى دركات الجفاء والإهانة لسادتنا أهل العلم والفضل؟!

ومِن عالم أو طالب علم يتحدث باسم العلم وأهله، والأسانيد والإجازات؟!!

نعوذ بك اللهم من الجفاء، وأهل الجفاء، ومن هذا الزمان الذي يموج بالجهل والجفاء، وقلة الإنصاف والوفاء!

 

 

*والآن إلى ترجمته ونبذة عن حياته وأعماله، لِنَتعرَّف من خلالها إلى شذرات من سيرته الكريمة، ولنشم بعضا من عبقها، ولنطلع على بعض من كريم أخلاقه وخلاله وسجاياه، ووَمَضَات من نبل فعاله، وبعض من جُهوده العلمية المباركة خلال نحو نصف قرن من الزمان:

 

7

الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد

*هو أبو رجاء، محمد محيي الدين بن عبد الحميد بن إبراهيم المُنذِري المصري الحنفي، العلامة المِفَنّ الجِهبِذ الموسوعي النحوي الكبير الشهير والمحقق الكبير المصنف والمدرس المُتمَيِّز، والخطيب البارع.

*كان كثيرا ما يُذيِّل مُقدِّمات كتبه بعبارة: "المُعْتَزُّ بالله وحده" محمد محيي الدين عبد الحميد.

*نسبه: ينتسب الشيخ إلى أصول عربية ضاربة الأطناب؛ فهو ينتمي إلى سلالة المناذرة العراقيين سُكان الحِيرة آنذاك، المُتَحدّرة من الملك النعمان بن المنذر بن ماء السماء.

*هو من كبار الشيوخ والعلماء الأزهريين، وأغزرهم إنتاجا وتأليفا، وأذيعهم شهرة وصيتا في العالم العربي والإسلامي، وهو يعد في طليعة الشيوخ الضُّلَعَاء والفقهاء في اللغة العربية وأصولها وآدابها، ورائدًا من رُوّاد مدرسة التحقيق العلمي للتراث العربي الإسلامي.

*ويُعد الشيخ محيي الدين بحق "عميد المحققين الأزاهرة وغير الأزاهرة" كما يقول د. محمد الجوادي. وهو وحيد عصره، وفريد دهره، ونسيج وحده.

*ولد في قرية "كفر الحمام - محافظة الشرقية" المتاخمة لـ "الزقازيق" يوم 28/5/1318هـ = 23/9/1900م، ونشأ على العلم والتقوى.

*وكانت قرية كفر الحمام قديما تسمى "نزلة النعمان" نسبة إلى قبيلة الشيخ.

8

*والده: الشيخ عبد الحميد بن إبراهيم المنذري ت 1922م؛ من خيار الشيوخ الأزهريين، كان عاما قاضيا فقيها مفتيا، وكان يعمل قاضيا في "محكمة فارسكور"، وعمل شيخا لمعهد دمياط الديني، ثم شيخا لمعهد الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1920م ليتولى قبل وفاته منصب "مفتي وزارة الأوقاف المصرية".

وكان له مجلس علمي في بيته يضم نخبة من العلماء والزملاء، وكان ذا مكانة سامية، ومهابة في مجتمعه.

*موقف طريف في ممازحة الشيخ محيي الدين لوالده:

ومن طريف ما يروى ويذكر عن الشيخ محيي الدين - رحمه الله- أنه: كان يمازح أباه ويُفاخره قائلا: "أنا عالم ابن عالم، أما أنت فعالم بن فلاح!" فيضحك والده لذلك ويسر كثيرا.

*نشأته: ترعرع الطفل وتربى في كنف والده العالم القاضي الفقيه المفتي، ونشأ منذ نعومة أظفاره في بيت هذا العالم الجليل يسمع آيات الكتاب المبين تتلى، وأحاديث رسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تُرَدّد، كما شهد زُوّار أبيه من العلماء الفضلاء الكبار يُثيرون المسائل العلمية المختلفة ويُناقشونها.

*تعليمه: تلقّى تعليمه الأولي في قريته "كفر الحمام"، ثم حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد سليمان أبو سعدة.

*أدخله والده في صباه "معهد دمياط الديني" الذي كان شيخه؛ لينهل من زُلاله العلم والتربية، بينما كان والده يعمل قاضيا في "محكمة فارسكور"، ثم انتقل إلى القاهرة ليعمل مفتيا في أوقافها.

9

*انتقل مع والده إلى القاهرة لينضم إلى "الجامع الأزهر" فتتلمذ على جيل من الرُّوَّاد الإسلاميين المصريين الكبار في أوائل القرن العشرين الميلادي، وتخرّج فيه حائزًا شهادة العالمية ودرجتها بتفوق عام 1344هـ - 1925م في "القاهرة"، فكان الأول على أقرانه وزملائه وقد كان كثير منهم من فحول أهل العلم.

*عقب تخرجه عين مدرسا في "معهد القاهرة".

*في عام 1931م أنشئت كليات الجامع الأزهر فاختير مدرسا للعربية في "كلية اللغة العربية" منها، ثم في سنة 1935م اختير مدرسا في قسم "الدراسات العليا - التخصص" لدى إنشائه.

*عمل مُدرِّسا بمصر والسودان، ثم أضحى مدرسا في"كلية اللغة العربية الأزهرية" في القاهرة مُذ إنشائها، ثم عميدا لها.

*سافر مطلع عام 1940م إلى السودان مُعارًا للمشاركة في تأسيس "مدرسة الحقوق العليا؛ كلية الحقوق - جامعة غوردون" بالخرطوم، فعمل مدرسا فيها 4 سنوات أستاذا لكرسي الشريعة الإسلامية، وألف كتبا لتدريسها للطلاب ثمة، وقام بمهمته خير قيام.

*في عام 1943م عاد إلى كلية اللغة العربية الأزهرية مدرسا ووكيلا لها.

*كما عمل مفتشا بالمعاهد الدينية الأزهرية 1946م، ثم رئيسا للتفتيش بقسم العلوم العربية والإسلامية في الأزهر ومعاهده الدينية 1952م، ثم عميدا لـ "كلية اللغة العربية الأزهرية" 1954م، وعام 1964م، وعضوا في "لجنة الفتوى الأزهرية".     *عمل أستاذا للفلسفة في "كلية أصول الدين" الأزهرية.   *أحيل للتقاعد سنة 1965م لبلوغه الخامسة والستين.

*اختير عضوا بـ "مجمع اللغة العربية" القاهري سنة 1964م، وعضوا في "مجمع البحوث الإسلامية"، وفي "المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية".

*مثّل الأزهر في كثير من المؤتمرات الإسلامية والثقافية والأدبية.

10

*رُشِّح أكثر من مرة لتولي مشيخة الأزهر، وكان إجماع على أحقيته بها؛ لكن عزة نفسه أبتها.

*كما رشح لتولي رئاسة جامعات عربية وسلامية، لكن ظروفه الصحية جعلته يعتذر عن قبول ذلك.

*ألَّف وحقَّق عشرات الكتب –"أزيد من 100 كتاب"- في العربية نحوها وصرفها وفي اللغة والتاريخ والأدب والنقد والبلاغة والفقه بمذاهبه الأربعة، والفرائض والمواريث، ومنها بعض كتب المناهج الأزهرية الدراسية، وغيرها.

*وفاته: توفي بالقاهرة يوم السبت 25/ذي القعدة/1392هـ = 30/12/1972م؛ أي آخر يوم في السنة الميلادية تلك.

وهذا هو الصحيح في وفاته، وقد أخطأ الزركلي صاحب الأعلام إذ ذكر وفاته سنتي 1393- 1973م.

*مشهد مُحزن ومؤسف لحضور مجلس عزائه:

ذكر اللواء محمود شيث خطاب رحمه الله الذي حضر مجلس التعزية بالشيخ محيي الدين يومها في القاهرة هذا الخبر المحزن بل الصادم فقال: "أذكر أنني شهدت تشييع جنازة المرحوم الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في القاهرة، ومن الأقدار العجيبة أن أحد الفنانين توفي في نفس اليوم الذي مات فيه الشيخ محيي الدين عبد الحميد، وكان سُرادِقا الرجلين مُتجاورين، فكان سرادق الشيخ أقل من عشرة أشخاص، وكان سرادق الفنان يموج بالآلاف؟!".

11

*قالوا عن الشيخ محيي الدين عبد الحميد:

1- الأستاذ العلامة محمد علي النجار: قال عنه في حفلة استقباله عضوا بـ "مجمع اللغة العربية القاهري" لدى اختياره عضوا فيه؛ قال: "لقد قيل في الطبري: إنه كان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالحاسب الذي لا يعرف إلا الحِساب، وكذلك يقال في الشيخ محيي الدين؛ إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام، وآية ذلك ما ألّفه أو أخرجه من الكتب في هذه الفنون".

2- الأستاذ المحقق الكبير عبد السلام هارون: مما قاله في حفل تأبينه:

" ... ومما يخرج عن نطاق الحصر ما صنعه (الأستاذ محيي الدين) من العناية بنشر شرح ابن يعيش على المفصل في عشرة أجزاء لم يرقم عليها اسمه، ولم يُدخلها في حساب ما قام على نشره من أمهات الأصول.

ويكفيه فخرا في النحو ويكفي النحو فخرا به أنه عالج معظم كتبه المتداولة؛ لتيسير دراستها وتذليل القراءة والبحث فيها بدءا بالآجرومية وانتهاء بشرح الأشموني للألفية، وشرح ابن يعيش للمفصل، ولا يزال كثير منا نحن أعضاءَ المجمع المُوقر يرجع إلى كتاباته وتعليقاته، وإلى هذا المدد الزاخر، من المكتبة النحوية التي نقلها من ظلام القِدم إلى نور الجِدّة والشباب".

12

*أخلاقه ومكانته:

3- وقال تلميذه الأستاذ د. إبراهيم محمد نجا مبينا مكانة شيخه الشيخ محيي الدين وكرم أخلاقه وفضلَه ونُبْلَه:

"كان الشيخ محيي الدين عبد الحميد عزيزا أبيَّ النفس، نزيها ، صارما في الحق، محافظا على عزة العلم وأهله، كالقاضي عبد العزيز الجُرجاني في زمانه؛ دعاه إلى ذلك كريمُ خُلقه ورجولته وشممه وكرامته، وقد عاش حياتَه كلها هكذا مُعتزا بعلمه وكرامته وفضله؛ فلم يكن يطلب المناصب، ولا يتملَّق المسؤولين لأجل ذلك.

*ومن الأدلة على عزة نفسه وإبائه وشموخه أيضا إعراضه عن المناصب الكبرى وقد رُشِّح لها كمشيخة الأزهر أكثر من مرة، وترشيحه لنيل "جائزة الآداب" المرة تلو المرة، وغير ذلك".

4- الأستاذ العالم الأديب د. محمد رجب البيومي:

"أبطأت كثيرا عن إيفاء أستاذنا الكبير محمد محيي الدين عبد الحميد حقه في بحث موجز يشير إلى مآثره، ويدل على فضله، ولي العذر كل العذر؛ فالرجل النشيط الدؤوب قد ترك وراءه من الآثار العلمية ما يُعجز الكاتبَ أن يشير إليه في ترجمة ذات حَيِّز محدود، وقد تركتني بحوثه المتشعبة في حيرة لا أدري كيف أُسَلسِل الحديث عن أهمّها، وأقول عن أهمها؛ لأن استقصاءها عسير، وقد عرف الأستاذ التأليف وهو طالب، ثم لم يدع البحث يوما واحدا، فماذا عسى أن نقول في اختصار الحديث عنه، وأولى به أن يُفرد بكتاب مستقل ينهض به أحد تلاميذه وإنهم لكثير".

13

5- العلامة الأستاذ د. محمود محمد الطناحي: ولعله خير وأقوى من دافع عن الشيخ محيي الدين؛ فمما قال عنه في كتابه المهم والرائع الماتع: "مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي، قال فيه:

"وأمّا الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد؛ فهو صفحة حافلة من تاريخ نشر التراث العربي.

قدّم وحده للمكتبة العربية ما لم تقدمه هيئة علمية، مدعومة بالمال والرجال.

وقد تعرّض هذا العالم الجليل، في حياته وبعد مماته لِسَيْل طاغٍ من التنَقُّص والحَيف.

وقد آن الأوان لكي يوضع هذا الرجل في موضعه الصحيح، وأن تُعرف يده السابغة الكريمة على أهل هذا اللسان العربي، وعلى غير أهله؛ ممن عمل في رحابه، واشتغل بعلومه.

ولقد كان مِن أشدِّ ما رُمي به الشيخ في ميدان تحقيق النصوص: أنه أعاد طبعات سابقة عليه، مما أخرجته مطبعة بولاق، ومطابع أوربا، وأنه لم يعبأ بجمع مخطوطات الكتاب الذي ينشره، وأنه لم يُعنَ بِصُنع الفهارس الفنية الجامعة لمسائل الكتاب المنشور.

وهذا حق كله ... ولكن هذا الإخلال لا ينبغي أن يطمِس تاريخ الرجال ...

إنه ينبغي أن توضع جهود الشيخ محيي الدين في إطار هذه المرحلة الثانية، التي قامت على جهود الأفراد، والتي كانت تُعنى بنشر عدد أكبر مُتاح من الكتب، مُستخدمة الشكل الطباعي الحديث، من الورق الأبيض، والعناية بالضبط، وعلامات الترقيم ... .

ولقد كان الشيخ محيي الدين - رحمه الله- واضحا صريحا، مع نفسه ومع الناس، حين أبان عن خطته في نشر الكتب ... وهي تلك الخطة التي تقوم على اختيار الحرف الطباعي الكبير، وضبط النص ضبطا صحيحا، لا يبقى معه لَبْسٌ أو اشتباه، وإضاءته بالشروح اللغوية التي تنفي عنه الجهالة

أوالغموض، مع العناية بعلامات الترقيم، وأوائل الفقرات، وعدم تداخُل أجزاء الكلام، كل ذلك في ثوب زاهٍ قشيب، من الورق الأبيض ... .

على أن الشيخ محيي الدين رحمه الله لم يُغفِل شأن المخطوطات بِمَرَّة؛ فقد رجع في بعض ما نشر إلى أصول مخطوطة جيدة، كما ترى في كتاب "جواهر الألفاظ" لقُدامة بن جعفر، وغير ذلك.

كما أنه لم يُهمل الفهارس بمرة؛ فقد صنع فِهرِسًا جامعا لألفاظ كتاب "جواهر الألفاظ" المذكور، وفَهْرَسَ شواهد كتب النحو والبلاغة التي أخرجها، وشواهد "شرح الحماسة" للتبريزي.

كما أنه صنع فهارس جيدة لكتاب "وفيات الأعيان".

وقد حدَّثني الأستاذ فؤاد سيد - عالم المخطوطات بدار الكتب المصرية رحمه الله- قال: سألت ذاتَ يوم الشيخ محيي الدين عبد الحميد: لماذا لا تهتم بفهرسة ما تنشر يا مولانا؟ فأجاب: أمِن أجل خمسة عشر مُستشرقا أُضِيع وقتا هو أولى بأن يُصرَف إلى تحقيق كتاب جديد؟ أو كما قال ...".

*ثم قال: ... فلا أظن أن أحدا يُماري في أن هذا الجيل كله؛ الذي تعلم النحو وعلَّمه في شرق الدنيا وغربها، مَدين للشيخ مُحيي الدين بِدَين كبير، يجب أداؤه: شُكرًا، ودُعاءً له بالمغفرة والرضوان؛ فقد غَبَر زمان وأتى زمان، وليس بين أيدي طلبة العلم من كتب النحو، إلا ما أخرجه الشيخ مُحَرَّرًا مضبوطًا، في أجمل صورة وأبهاها.

وإنّ كثيرا من المُعربين الذين يُتقنون إعراب الشواهد وتَوجِيهَها، إنما أفادوا من أعراب ألفية ابن مالك، وإعراب الشواهد اللَّذّينِ نثرهما الشيخ في: "حواشي ابن عقيل، وأوضح المسالك، وقطر الندى، وشذور الذهب".

... ووجدنا فضل الشيخ ظاهرا، وجُهدَه واضحا، في ذكر الراجح من الآراء والمرجوح ... وأرجح الأقوال وأصَحِّها، إلى ما أفاض فيه؛ من نسبة الشواهد، وشرح ما فيها من الغريب، والتعريف بالشعراء، وذكر سابق البيت أو لاحِقِه، مما لا يظهر المعنى إلا به ... .

15

وقد رُزقت مطبوعات الشيخ النحوية الحُظْوَة والقَبُول، والذيوعَ والانتشار؛ لإخلاص النيَّة فيها، وسَخَاء الجُهد المصروفِ إليها.

وهذا كتاب "شرح ابن عقيل" أخرجه أوَّل مرة سنة 1350هـ ، يُطبع الطبعة الخامسة عشرة سنة 1392هـ.

وكان - يقصد الشيخ محيي الدين- آيةً في الذكاء والفِطنة، وحُسن السَّمْت، والغَيرة على الأزهر وتاريخه ورجالِه.

كما عُرف عنه القَصْدُ في القول، وصَونُ نفسه، وضَبْطُ تَصَرُّفاته؛ مِمَّا فسَّره بعضهم بأنه من باب الكِبر والعُجْبِ بالنفس ... .

وقد بدأ هتمام الشيخ محيي الدين بنشر التراث مُبكِّرًا، ومِن أوائل ما نشر "شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني طبعته الأولى عام 1342هـ ، وله من العمر حينئذ أربع وعشرون سنة.

وشغل أوقاته كلها بنشر العلم وإذاعته ... .

أرأيتَ؟ هذا جهادُ الرجل، وتلك جهوده؛ فاذكرها وادعُ لصاحبها، ثم دع عنكَ ما يقوله (رجل شبعانُ مُتَّكِئٌ على أريكته)؛ يقول لك: إن الشيخ محيي الدين رجُلٌ جَمَّاع! وهذا منطِقُ العاجِزين والخاملين، وليتنا نجمع مِثلَ ما جمعُوا.

ثم لا تعبأ بقولهم: إن الشيخ محيي الدين ما فعل إلا أن نقل التُّرَاثَ مِن الورق الأصفر إلى الورق الأبيض، ولئن صَحَّ هذا؛ فإن وراء ذلك النقلِ عالِمًا جليلا، خبيرًا باللغة وأسرارها، عليمًا بالنحو وخفاياه.

رحم اللهُ الشيخَ محمد مُحيِيَ الدين عبد الحميد، رحمة سابِغَةً واسعة، وجزاه خير ما يُجزى به مُجاهدٌ عن دِينه ولُغَتِه".

*مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي 70- 80، باختصار، وتصرف.

16

6- الكاتب والرجل الصالح الغيور ضابط الأولياء وولي الضُّبَّاط اللواء الركن محمود شيث خطاب: قال مُوازنا بين إهمال العلماء الكبار وتكريم التافهين الصغار: "أذكر أنني شهدت تشييع جنازة المرحوم الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في القاهرة، ومن الأقدار العجيبة أن أحد الفنانين توفي في نفس اليوم الذي مات فيه الشيخ محيي الدين عبد الحميد، وكان سُرادِقا الرجلين مُتجاورين، فكان سرادق الشيخ أقل من عشرة أشخاص، وكان سرادق الفنان يموج بالآلاف؟!

وشَيّعَ جُثمانَ الشيخ عددٌ قليل من الناس، وشيع جثمانَ الفنّان أكثرُ من عشرة آلاف؟!

وكان الشيخ في حياته المباركة من أكبر علماء الدين واللغة، وقد حقق كثيرا من التراث العربي والإسلامي، وخدم العربية والإسلام خدمة باقية لمدة خمسين عاما.

أمّا الفنان فقد أفنى هو الآخر خمسين سنة من عمره في إفساد الأخلاق وتشجيع التخنُّث والانحِلال.

أهكذا يُجازي العربُ والمسلمون مَن يخدم العربية والإسلام خدمة صادقة بالعقوق والإهمال، ويُكرِّمون من ازدرى العربية وحطّم الخُلقَ الكريم كما يُكرّم الابطالُ والفاتحون ؟!     أهذه أمة تُنشئ الحياة وتبني؟!!".

*عزة نفس الشيخ محيي الدين وإباؤه وزهده في المناصب:

لقد عُرف الشيخ محيي الدين بعزة نفسه وإبائه وصيانة علمه عن التذلل لأي مسؤول لينال حُظوةً أو مَنصِبا ما.

فقد رشح لمشيخة الأزهر غير مرة فرفضها، كما أسلفنا.

ومِمَّا يدل لذلك ما حكاه تلميذه د. إبراهيم محمد نجا أنه طلب من شيخه الشيخ محيي الدين أن يُقابل مسؤولًا لِيُولّيَه منصِبا؛ فرفض الشيخ بكل إباء وشَمَمٍ قائلا: "إن المنصب إذا كانت الدولة تعترف أني أهل له فلْتُسنِدْه إليَّ، وإن لم تكن مُعترفة بي فلا حاجة لي إلى مقابلة أيِّ مسؤول"؟!!

*مؤلفاته وتحقيقاته:

لقد ترك عَلَّامتُنا الأستاذ محيي الدين عبد الحميد تراثا حافلا من المؤلفات والمصنفات الكثيرة جدا، حتى إنها تشكل مكتبة كاملة في خزائن عدة؟!!

هذه المؤلفات في علوم وفنون شتى، شملت النحو والصرف والبلاغة والأدب والنقد والتاريخ والسيرة والتراجم والفقه والحديث والعقيدة والتوحيد والشعر والفرائض وأصول الفقه والمنطق، وجُلها في التحقيق، وهي تزيد على مئة مؤلف ومصنف؛ بعضها تآليف ومصنفات له، وبعضها الآخر تحقيقات علمية رصينة، وهي أكثر مؤلفاته، ومنها:

*أولا- مؤلفاته المستقلة: هذه أكثرها، بملاحظة طبع كثير منها غيرَ مرّة:

  • شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني. وهو باكورة أعماله، وقد ألفه بعيد وفاة والده؛ أي قبل الخامسة والعشرين من عمره، وقبل حصوله على شهادة العالمية من الأزهر سنة 1925م، وأهداه إلى والده الشيخ عبد الحميد إبراهيم ت 1922م.

2- التحفة السنية على المقدمة الآجرومية. مطبوع مرات مشهور متداول، ودُرّس ويدرس في أنحاء شتى من العالم الإسلامي.

3- دروس التصريف. مشهور ومرجع معتمد للأساتذة والطلبة في الجامعات والمعاهد العلمية في جهات كثيرة.

4- كتاب تنقيح الأزهرية للشيخ خالد الأزهري. في النحو.

5- سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى لابن هشام. طبع كثيرا جدا، وهو من الكتب الشهيرة التي مازالت تدرس في مصر والشام وتركيا وغيرها من العالمين العربي والإسلامي. وقد درَستُه في "دار الأرقم بمنبج" على شيخي الشيخ عبد الرحمن بكور الريحاوي ت 2020م رحمه الله تعالى.

18

6- شرح "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل" على الألفية لابن مالك. هو مطبوع في 4 ج، وقد طبع كثيرا جدا، وهو يدرس في كثير من المعاهد العلمية والجامعات في كثير من العالم الإسلامي والعربي، وأظن أنه أكثر كتبه النحوية انتشارا واشتهارا وتدريسا والله أعلم.

*وقد درَستُه بفضل الله مرتين في الثانوية "دار الأرقم بن أبي الأرقم الشرعية بمنبج" على أستاذنا العلامة الفاضل محمد صبحي مغربي حفظه الله تعالى، ثم في "كلية الدعوة الإسلامية" بدمشق على يدي شيخنا العلامة محمد ديب حمزة صاحب الترجمة رحمه الله تعالى.

7- شرح شذور الذهب لابن هشام. وقد طبع كثيرا أيضا، وهو درس وما يزال يدرس في المعاهد وبعض الجامعات المختلفة، وكان يدرس في "كلية الدعوة" عندنا بدمشق في السنة الرابعة منها.

8- شرح أوضح المسالك على ألفية ابن مالك لابن هشام". في 4 ج، وهو مطبوع متداول مشهور ويدرس كذلك في المعاهد العلمية.

9- شرح لشرح الأشموني على الألفية. في 4 ج.

10- شرح المفصل للزمخشري.       11- تهذيب السعد. في 3 ج.

12- شرح كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين لابن الأنباري. جزءان. درَّسه المستشرق الفرنسي بلاشير ت 1973م لطلابه في "جامعة السوربون" مُؤثِرا إياه على الطبعة الأوربية وشرحه.

13- شرح متن التلخيص للقزويني. في البلاغة.

14- سبيل الفلاح شرح نور الإيضاح للشرنبلالي. في الفقه الحنفي.

15- الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية. دُرِّس في الأزهر.

16- المعاملات الشرعية. طبع مرارا, ودرس في مصر والخرطوم.

17- أصول الفقه. طبع مرات ودرس بمصر والخرطوم.

19

18- الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية. طُبع مرارا ودُرِّس في الخرطوم ومصر كسالفه.

19- أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية على المذاهب الأربعة. طبع مرارا ودرس كسالفاته في مصر والخرطوم.

20- المختار من صحاح اللغة. بالاشتراك مع الأستاذ عبد اللطيف السبكي، وهو معجم لغوي ضم مختار الصحاح وزيادات مهمة عليه في نحو نصف حجمه، وهو في مجلد صغير لطيف.

21- مقدمات في نشأة العلوم العربية والإسلامية. كان تحت الطبع منذ سنوات، وهو يضم مقدمات الشيخ العديدة التي كتبها لكتبه المحققة، ومنها مقدمته لـ "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري التي استعرض فيها تاريخ علم الكلام حتى اكتماله. ومنها: مقدمته لـ "تهذيب السعد التفتازاني" وقد استعرض فيها تاريخ علم البلاغة بدقَّة.

22- المتنبي ونقد شعره. دراسة كبيرة عنه نُشرت تِباعا في "مجلة الأزهر" المصرية، وهي من أهم المراجع في موضوعها.

23- النسك: الحج والعمرة وأعمالهما على المذاهب الأربعة، وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. في 209ص.

*ثانيا- مؤلفاته التحقيقية: هذه هي، مع ملاحظة أن بعضها نُشر أوَّل مرَّة، وكثير منها طبع مراتٍ عديدة:

1- شرح ابن يعيش على المُفصَّل للزمخشري. 10 ج، لم يُرقَم عليها اسم الأستاذ محيي الدين، كما يقول الأستاذ عبد السلام هارون رحمه الله؟!

2- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. لابن هشام.

3- شرح شافية ابن الحاجب. لرضي الدين الإستراباذي.

4- جواهر الألفاظ. لقدامة بن جعفر.   5- شرح أدب الكاتب لابن قتيبة.

20

6- وفيات الأعيان. لابن خلكان.           7- الموافقات. للشاطبي.

8- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب. للمَقَّري.

9- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. لضياء الدين ابن الأثير.

10- زهر الآداب وثمر الألباب. للحصري القيرواني.

11- الإيضاح في علوم البلاغة. للخطيب القزويني.

12- الموازنة بين أبي تمام والبحتري. للآمدي.

13- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده. لابن رشيق القيرواني.

14- شرح ديوان الحماسة للتبريزي.     15- مجمع الأمثال. للميداني.

16- شرح المعلقات السبع للزوزني.     17- السيرة النبوية لابن هشام.

18- أبو الطيب المتنبي ماله وما عليه.   19- تاريخ الخلفاء. للسيوطي.

20- نهج البلاغة. للشريف الرضي.     21- الحاوي للفتاوي. للسيوطي.

22- شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة.   23- مروج الذهب. للمسعودي.

24- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص. للعباسي.

25- خزانة الأدب. للبغدادي، أجزاء منه. 26- بدائع الصنائع. للكاساني.

27- شرح ديوان أبي تمّام. ج1 منه، وتوفي قبل إتمامه.

28- شرح ديوان الشريف الرضي. ج1 منه.

29- فوات الوفيات. لابن شاكر الكتبي.   30- الداء والدواء. لابن القيم.

31- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى. للسمهودي

32- المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد. للعُليمي.

33- الترغيب والترهيب. للمنذري.       34- سنن أبي داود.

21

35- شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث.

36- شرح جوهرة التوحيد. للقَّاني.     37- المُسامرة بشرح المُسايرة.

38- مقالات الإسلاميين. للأشعري.     39- رسالة التوحيد. لمحمد عبده.

40- الفرق بين الفِرق. للبغدادي.       41- الشرح الصغير. للميداني.

42- شرح السلم المنورق، في المنطق. للملوي.

43- رسالة الآداب في علم آداب البحث والمُناظرة.

44- الإقناع في حل ألفاظ أبي شُجاع. للخطيب الشربيني. "فقه شافعي".

45- اللباب في شرح الكتاب. للغُنيمي الميداني. "فقه حنفي".

46- الاختيار لتعليل المُختار. للموصلي.   47- شرح السراجية. فرائض.

48- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار. للصنعاني.

49- كفاية الطالب الرباني. لابن أبي زيد القيرواني.

50- منهاج الوصول في معرفة علم الأصول.

51- المُسَوَّدة في أصول الفقه. لآل تيمية. 52- إعلام الموقعين. لابن القيم.

53- رحمة الأمة في اختلاف الأئمة. 54- مقامات بديع الزمان الهمذاني.

55- روضة العُقلاء ونُزهة الفُضلاء. لابن حِبَّان البُستي.

56- الصارم المسلول على شاتم الرسول. لابن تيمية.

57- موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول. لابن تيمية.

58- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين.

لأبي البركات ابن الأنباري ت 577 هـ.   59- شرح الرحبية. فرائض.

60- مقالات الإسلاميين. لأبي الحسن الأشعري.

22

المراجع

 

1- النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين. د. محمد رجب البيومي بعنوان: "محمد محيي الدين عبد الحميد العلامة المحقق الدؤوب"، ط1، دار القلم - دمشق، الدار الشامية - بيروت، 1415هـ - 1995م.

2- الأزهر في ألف عام. د. محمد عبد المنعم خفاجي - د. علي علي صبح بعنوان: "محمد محيي الدين عبد الحميد رائد مدرسة التحقيق العلمي"، ط3، المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة، 1430هـ - 2009م.

3- الأعلام. لخير الدين بن محمود الزركلي ت 1396هـ ط 15، دار العلم للملايين - بيروت، 2002م.

4- شرح قطر الندى وبَلُّ الصدى لابن هشام. ترجمة موسعة له إعداد باحث في "المكتبة العصرية، صيدا - بيروت"، 1432هـ - 2011م.

5- مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاما -2- المجمعيون. د. محمد مهدي علام رحمه الله، برقم 88.

6- الوسيط في رسالة المسجد العسكرية. للواء الركن محمود شيث خطاب رحمه الله ط 7، دار القرآن الكريم - بيروت، 1401هـ - 1981م.

7- مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي. د. محمود محمد الطناحي، ط1، مكتبة الخانجي - القاهرة، و: مطبعة المدني 1405هـ - 1984م.

8- سبيل الهدى على شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري ت 761هـ. للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ت 1392هـ، حققه وأتم هوامشه وشَجَّره عبد الجليل العطا البكري، مكتبة دار الفجر، دمشق - بيروت، 1441هـ - 2019م.

23

9- مقالة: "محمد محيي الدين عبد الحميد الأستاذ العبقري الذي حقق كل الكتب الأزهرية المقررة". د. محمد الجوادي في موقع "الجزيرة" - مدوّنات، في 20/3/2020م.

10- العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد. مقالة للأستاذ أحمد زاهر سالم في "رابطة العلماء السوريين" منشورة في 12/6/1442- 26/1/2021م.

11- العلامة محيي الدين عبد الحميد في ذكراه الثامنة والأربعين. مقالة للأستاذ عصام الشتري في "مجلة روى" العدد 2، على الشابكة 28/2/2021م.    

12- مقالة "من أعلام اللغة المُعاصرين- 25": "العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد أستاذ العربية بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر" للأستاذ مصطفى شعبان، في موقع: "مجمع اللغة العربية على الشبك العالمية" كُتب يوم 9/8/2017م.

13- مكتبة ومدونة "لسان العرب" على الشابكة.

14- "قاعدة المنظومة للرسائل الجامعية". على الشابكة.

وسوم: العدد 982