الطبيب الداعية الشهيد فتحي إبراهيم الشقاقي

ghjhfk1001.jpg

( ١٩٥١ - ١٩٩٥م )

هو الطبيب الداعية والمناضل الفلسطيني د. فتحي ابراهيم الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

   بدأ ناصريا، وانتهى إسلاميا، أعجب بثورة الخميني، فأسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقاد عمليات أودت إحداها بـ22 عسكريا إسرائيليا، اغتاله الموساد، وعمره أقل من خمسين سنة.

المولد، والنشأة:

ولد فتحي إبراهيم عبد العزيز محمد الشقاقي في الرابع من يناير/كانون الثاني 1951، في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، لأسرة فقيرة هجرت إبان النكبة من قرية زرنوقة (قرب يافا)، ونشأ في بيت محافظ، وكان والده عاملا وإمام مسجد.

الدراسة، والتكوين:

أنهى فتحي الشقاقي دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس "وكالة الغوث" بمخيم رفح، والتحق بجامعة بيرزيت (قرب رام الله بالضفة الغربية) لدراسة الرياضيات، وتخرج فيها.

وبعد أن دخل مجال الوظيفة أعاد امتحان الثانوية العامة، من أجل الحصول على معدل يؤهله لدراسة الطب، فحقق هدفه والتحق بجامعة الزقازيق المصرية عام 1974.

الوظائف، والمسؤوليات:

بعد تخرجه في جامعة بيرزيت عمل مدرسا بمدرسة الأيتام في القدس، ثم عمل بمستشفى فيكتوريا في القدس بعد عودته من مصر، قبل أن يصبح طبيبا للأطفال في قطاع غزة.

التوجه الفكري:

بدأ الشقاقي ناصريا، لكن هزيمة 1967 أثرت في توجهاته، وبدأ يتأثر بالتيار الإسلامي، وتعمقت ميوله الإسلامية باقترابه من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة عندما سافر إلى مصر لدراسة الطب.

لكنه انبهر لاحقا بالثورة الإيرانية، فألف كتابه "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، الذي قاد لاعتقاله في مصر عام 1979م، ونتيجة للملاحقة المتواصلة غادر الشقاقي مصر، وعاد إلى فلسطين أواخر 1981.

التجربة السياسية:

نشط في السياسة منذ كان طالبا، لكن مساره النهائي بدأ بعد الثورة الإيرانية سنة 1979، حيث بدأ البحث عن وسيلة لتنظيم عمل حركي مسلح يحقق للفلسطينيين التخلص من الاحتلال.

وبحسب موقع وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن الشقاقي اتصل في منتصف ثمانينيات القرن العشرين بسرايا الجهاد التي تشكلت في جنوب لبنان عام 1986، وكان يتزعمها إبراهيم غنيم، وحامد أبو ناصر، ومحمود حسن، وكمال قزاز.

كما اتصل بالاتجاه الإسلامي داخل حركة فتح، الذي كان يتزعمه منير شفيق، ومحمد بحيص، وحمدي سلطان، واتصل بحركة الجهاد بيت المقدس، وكان يتزعمها أسعد بيوض التميمي؛ وأسفرت هذه الاتصالات عن تشكيل إطار عسكري يحمل اسم "حركة الجهاد الإسلامي".

ومنذ تأسيس الحركة بدأ نضاله المسلح ضد الاحتلال، فنفذت الحركة عددا من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، من أبرزها عملية بيت ليد (غرب طولكرم) في 22 يناير/كانون الثاني 1995، التي أسفرت عن مقتل 22 عسكريا إسرائيليا وسقوط أكثر من 108 جرحى.

تعرض للاعتقال مرتين على يد السلطات المصرية أثناء دراسته بمصر، وبعد عودته إلى فلسطين تعرض للاعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة في الفترة بين 1983 و1986، ثم أبعد في أغسطس/آب 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدور رئيسي فيها.

ظل يتنقل بين العواصم العربية والإسلامية، باحثا عن الدعم للفلسطينيين، مدافعا عن قضيته ورؤيته للكفاح المسلح حتى آخر أيامه.

الوفاة:

اغتيل د. فتحي الشقاقي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا، عندما كان عائدا من ليبيا، وعمره 44 عاما.

أصداء الرحيل:

قالوا ... عن الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي:

زوجة الشهيد فتحي الشقاقي:

لقد استشهد، واستشهاده شرف أكرمه الله به وأكرمنا به .. إنه شرف الشهادة التي لا ينالها كل من يحرص عليها ولكن الله يختص بها من يشاء من عباده.. والدكتور الشقاقي كان يقوم بواجبه تجاه أهله الفلسطينيين المطرودين من ليبيا ونسأل الله أن يتغمده في جناته ويجمعه مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..

الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:

"لم يكن الشقاقي قائداً عادياً، كان بما له من هيبة وسحر وجاذبية خاصة واحداً من صُناع التاريخ في مرحلة غاب عنها التاريخيون، ولم يبق سوى الباعة المتجولون للمبادئ والشهداء والتاريخ، كانت هيبته تجعل الكتابة إليه نزيفاً، فكيف بالكتابة عنه، عرفته قبل عشرين عاماً، وحين وقعت في أسره أدركت أنني ولدت من جديد، لقد كان بذرة الوعي والثورة في حقل النهوض الإسلامي الكبير".

الدكتور رمضان عبد الله شلح بعد اغتيال الشهيد الشقاقي:

كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة! كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي 'وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي'، 'وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ‌لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي'، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا 'وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى'.

الشيخ نافذ عزام/ أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي:

كان الشقاقي يعرف أن الدنيا جيفة، وأن الموت يتربصه في كل لحظة وساعة، وكان يحمل هموم المسلمين والإسلام والفلسطينيين، وكان يعرف أنه يسير عكس التيار، وإن الاستشهاد هو مصيره ..

أبو حازم النجار/ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:

الدكتور "فتحي الشقاقي" هو أول من جعل فلسطين القضية المركزية، وهو أول من طالب التيار القومي بالانضمام إلى الفكر الإسلامي، فهذا الجهد هو الذي أبرز حركات المقاومة الإسلامية، والذين عايشوا فترة السبعينات والثمانينات وحدهم يعرفون حياة الشهيد "فتحي" في نشره للفكر الجهادي، حيث لم تكن هناك مقاومة إسلامية، فكان من الضروري أن يأخذ دوره في ساحة المقاومة.

الشيخ عبد الله الشامي/ أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي:

إن الدكتور فتحي الشقاقي كان يمثل على امتداد عالمنا الإسلامي جيلاً إسلامياً طلائعيا لا يؤمن بالهيمنة الإسرائيلية الأمريكية ..

د. محمد الهندي/ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:

إن الساحة الفلسطينية تفتقد للدكتور "الشقاقي"، لاسيما في ظل حالة الانقسام الداخلي التي توغلت في نسيجها الاجتماعي يوماً بعد يوم، فلقد كان هذا الرجل "رجل القواسم المشتركة ورجل التجميع", في وقتٍ كانت فيه الحركة الإسلامية بعيدةً عن ساحة الصراع مع الاحتلال، ليوجد الشقاقي باجتهاده توليفةً بين هذين الاتجاهين استطاعت أن توجّه البوصلة إلى المسار الصحيح، حيث بنى الجهاد الإسلامي على أساس أن فلسطين قضية مركزية للأمة الإسلامية جمعاء.

الشيخ خالد البطش/ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:

لقد كان الشهيد "الشقاقي" صاحب الفضل في أسلمه البندقية الفلسطينية، وفي جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية وبوصلة يجب أن يتبعها كل من أراد الجهاد في سبيل الله، وهذا يلزمنا أن نعطيه حقه ونسجل له ذلك في ذكري استشهاده الرابعة عشر، حاملاً في طيات قلبه ثوابت الأمة والشعب الفلسطيني.

الشيخ خضر حبيب/ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:

لطالما كان الدكتور "الشقاقي" المفكر والمجدد على مستوي الحركة الإسلامية العالمية، ولا تزال الامه الإسلامية في أمس الحاجة إلى وعيه وفكره الذي اخذ به الآلاف من الشبان المجاهدين لسلك طريق الجهاد والمقاومة، فهو أول من فجر مشروع الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين، الذي سيؤتي أكله في يوم ما بإذن الله، من خلال استئصال هذه النبتة الغريبة التي زرعها سقاها المحتل الإنجليزي وسقتها الإدارة الأمريكية.

تيسير خالد/ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية:

الأمين العام "فتحي الشقاقي" كان سياسياً منفتحاً على غيره، ومثقفاً لا يحاصر نفسه بثقافة أحادية الجانب، فهو "رجل الجمع والبحث في المشترك"، فكان دوماً يسعى نحو المعرفة بكل معانيها، ويتمرد على ثقافة الانغلاق، فيُقبل على الحوار مع الآخرين ليجمع في سلوكه شخصية المثقف الإسلامي الواقعي المعتدل.

أبو أحمد/ المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي:

إن الخيار الذي آمن به "الدكتور الشقاقي" ونفذه على أرض الواقع وهو خيار المقاومة والجهاد يعتبر الخيار الأوحد والأصوب في مواجهة المشروع الصهيوني والأمريكي الذي يستهدف قوى المقاومة والممانعة في كل أرجاء المعمورة، وفي هذه الذكرى نجدد عهدنا بأن لن نحيد في يوم من الأيام عن هذا الخط وسنبقى ملتزمين به رغم كل الضغوطات والمحاصرة والملاحقات.

عبد اللطيف أبو هاشم/ الباحث والكاتب في قضايا التراث الإسلامي:

الشهيد المعلم الدكتور "فتحي الشقاقي" من أهم المفكرين المعاصرين الذين كانوا شهداء في الدنيا على مرحلة مفصلية من مراحل تاريخ العرب والمسلمين في فلسطين، فقد كان مفكراً ملهماً وأديباً وشاعراً، عدا عن أنه داعية إسلامي، وأهم ما يتميز به المعلم الشهيد هو أنه إنسان قارئ مفكر مكتشف ملهم، قام بتأسيس البنيان الفكري والسياسي للحركات الإسلامية ووضع الأسس التي من خلالها تم الانطلاق نحو التحرير وصولاً إلى النصر بإذن الله، وأهم ما جاء به معلمنا الشهيد هو نظريته في الإسلام والثورة والبعد العقائدي والمركزي للقضية الفلسطينية وتعزيز وإعادة موقعها في أذهان العرب والمسلمين.

المهندس/ عيسي النشار:

عندما أريد الحديث عن الدكتور "فتحي الشقاقي" فإنني أستحضر في ذهني رجلاً قائداً وثائراً فلسطينياً، عرفته منذ الصغر وعايشته على أرض فلسطين ومصر ولبنان، فهو الرجل المخلص لوطنه ودينه وأدي رسالته بشكل كامل، فكان عبارة عن أكبر موسوعة فكرية وثقافية متنقلة بين البلدان، ويدرك خفايا القضية الفلسطينية بكل أبعادها وحقيقة الصراع مع دولة الاحتلال، لذلك أختار طريق المقاومة لتحرير الأرض والإنسان، وأضاف إضافة نوعية تتعلق بالوعي والثقافة والمفهوم الحقيقي للقضية الفلسطينية وتوعية الشباب والنهوض بهم ليقودوا القضية الفلسطينية من بعده إلى طريقها التي رسمه لها.

الدكتور عبد العزيز الشقاقي/ شقيق الدكتور الشهيد "فتحي الشقاقي":

في مثل هذا اليوم يتجدد حزني وألمي على فراق أخي الشهيد "فتحي الشقاقي"، ولكن ما يخفف هذا الشعور أن دمائه التي سالت أنبتت حركة عظيمة استطاعت أن تكون رقماً أساسياً في الساحة الفلسطينية على المستوى العسكري والسياسي، وما أتمناه أن يُمنّ الله علينا بالنصر والتمكين ويتحقق الحلم الذي من اجله قدم "الشقاقي" وكل الشهداء حياتهم ثمناً لتحرير فلسطين والقدس الشريف من نير الاحتلال الصهيوني.

الشيخ عمر شلح/ "أبو عبد الله":

إن الحديث عن الدكتور الشهيد "فتحي الشقاقي" حديث فيه شجون، ففي هذه المناسبة أود القول أن الناس عندما يموتون أو يرحلون تصبح بيوتهم خربة، ولكن عندما استشهد المعلم "فتحي" أصبحت فلسطين حية حاضرة على عكس المألوف عند الناس، فاستشهاد الشقاقي أعطى فلسطين مزيداً من الحياة، ومزيداً من النور والانطلاقة، والصعود نحو وعد الآخرة الذي بشر به عند عودته من مصر وهو يحمل مشروع الجهاد والمقاومة حيث كانت الحركة الإسلامية تغط في ثبات عميق.

الشيخ عمر فورة/ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:

الشهيد المعلم "فتحي الشقاقي" كان مدرسة في الوعي، ومدرسة في الجهاد، ومدرسة في الثقافة، فعلى الرغم من مرور 14 عاماً على استشهاده، إلا أن فكره ومبادئه التي غرسها في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، لازالت حية مشتعلة لم تطفئها كل المحاولات البائسة التي أرادت وأدها عندما اغتالت الشقاقي في مالطا، ولكن دمائه الزكية أعادت فلسطين حضورها ومكانتها.

النائب سيد أبو مسامح/ القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس:

يعد الدكتور "الشقاقي" أحد رموز العمل الوطني الإسلامي، وله دور فعال في إبراز المقاومة الإسلامية، كما أنه مفكراً وفارساً، ويحمل الهم الفلسطيني دائماً، كان شاعراً محباً للأدب ومميز بكثرة القراءة، فهو المنمي لروح الجهاد في نفوس الشبان، ومد سبل الحوار مع جميع الأطراف، لذلك كان تأييده للثورة الإيرانية التي استطاعت هزيمة حكم ديكتاتوري.

الكاتب والمفكر المصري/ د.رفعت سيد أحمد:

كان فراق الدكتور فتحي الشقاقي مؤثرا ومؤلما على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام .. كنت آخر من التقاه وآخر من ودّعه وآخر من حمل وصيته ليوصلها إلى زملائه في حركة الجهاد الإسلامي" ..

في الأسبوع الأخير الذي قضاه في ليبيا ليحل قضية المبعدين .. التقينا في الفندق الكبير هناك .. وبقينا أسبوعا كاملا نلتقي ولا نفترق إلا للنوم .. وعندما أراد أن يغادر ليبيا أوصاني أن أبقى في غرفته للتمويه .. وكان خلال هذا الأسبوع يروي لنا رؤيته وذكرياته في مصر وفلسطين. وكنا نمضي وقتا طويلا على شاطئ طرابلس .. حيث كان يحب ليبيا في وقت الخريف" ..

وصلني نبأ استشهاد الدكتور في اليوم التالي.. كان هذا الخبر مؤلما جدا.. وبقيت في ليبيا فترة أطول .. بانتظار عودة جثمان "أبو إبراهيم" إلى ليبيا لنصلي عليه ثم يغادر إلى دمشق ليدفن في مخيم اليرموك ..

الدكتور/ محمد سعيد رمضان البوطي:

"لقد علّم رجاله من خلال يقينه الراسخ أن الشهادة في سبيل الله أسمى متعة يمكن أن يتذوقها إنسان، وأطرب نشوة يمكن أن تطوف بالرؤوس غير أنها مخبوءة داخل لفافة وهم الآلام وافتراق الأخطار".

المفكر الإسلامي المصري/ محمد عمارة:

"فلسطين شهيدة الأمة ومن هنا يتميز الشهداء في سبيلها في ساعة الشهادة والاستشهاد، و للشقاقي مكانه متميزة بين الشهداء، تنبع من الفكر الذي آمن به ومن القضية التي استشهد في سبيلها، وهي قضية خالدة وفكرة استراتيجية، باب الشهادة في سبيلهما مفتوح للذين أكرمهم ويكرمهم الله بالسير على هذا الدرب".

الشيخ/ راشد الغنوشي من تونس يقول عن الشقاقي:

'عرفته صُلبًا، عنيدًا، متواضعًا، مثقفًا، متعمقًا في الأدب والفلسفة، أشدّ ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلى شخصه المجاهد الذي يقضُّ مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يُقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثًا وتمحيصًا يتحمل مسؤولية كاملة.. جمع إلى ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا؛ إذ حملته على خلفية ثقافية بدوية تتجافى وكل ما في العصر من منتج حضاري كالقبول بالاختلاف، والتعددية، والحوار مع الآخر، بدل تكفيره واعتزاله'.

ويقول أحمد صدقي الدجاني:

”أحسب أن ما أنجزته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بقيادة فتحي الشقاقي وإخوانه على صعيد القضية الفلسطينية ...وبالأحرى على صعيد تطور الموازين بين التيار الإسلامي والعلماني في فلسطين.إنه جدير أن يندرج ضمن أعظم التحويلات التاريخية في المنطقة منذ مؤتمر فاس 1982م الذي مثل إجماعاً عربيا بمشاركة منظمة الفلسطينية على الاعتراف بالكيان الصهيوني.......وكتب الله لفتحي وإخوانه ان يكونوا المقص الذي دشن المرحلة الجديدة المرحلة الاسلامية لا لقيادة العمل التحريري فقط وإنما لقيادة المنطقة كلها وهو لعمري من أعظم تحولات عصرنا“

ويقول المفكر فهمي هويدي:

”كان القلق يفريه باكتشاف الجديد الذي يمنع الفكر الإسلامي فهما جديدا ويعطي لحركة الإسلامية بعدا جديدا ويفتح للإسلام طريقا جديدا فقد كان لا يفكر في تجديد الإسلام لأن الإسلام يبقى جديدا بل كان يفكر في تجديد الفهم للكتاب والسنة وللمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية“

ويقول السيد/ محمد حسين فضل الله:

”كان فتحي الشقاقي أمة في رجل بلا أدنى مبالغة وبكل موضوعية وأمانة يفرضها علينا طبيعة المقام الذي فيه نتحدث كان دائم البشاشة والبشر،واسع الأفق والمعرفة، إذا تحدث أبدع، وإذا صمت عرفته عن قرب في كل حالاته وفي آخر حالاته فكان مبهراً صادقاً مجاهداً“

وأما الكاتبة والمفكرة 'صافيناز كاظم' فقالت عنه:

'لم يكن له صوت صاخب ولا جمل رنانة، وكان هادئا في الحديث، وتميز بالمرح الجيَّاش الذي يولِّد طاقة الاستمرار حتى لا تكل النفس، أعجبته كلمة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عندما نصحوه باتخاذ احتياطات ضد المتربصين به، فتحرر منذ البداية من كل خوف؛ ليتحرك خفيفًا طائرًا بجناحين: الشعر والأمل في الشهادة'.

وأما 'فضل سرور' الصحفي فيقول:

'فدائي ومجاهد من نوع متميز فدائي داخل الانتماء الذي طاله، وفدائي في النمط الذي انتهجه. في الأولى استطاع بعد أن كان درعًا لتلقي السهام أن يحول السهام؛ لترمى حيث يجب أن ترمى، وفي الثانية استطاع أن يؤسس لما بعد الفرد'.

يقول أبو عبد الله/ أحد تلاميذ د. فتحي الشقاقي:

عشت معه ثمانية شهور متكاملة في السجن، فكان نعم الأب والصديق والمجاهد والشيخ والخطيب والداعية .. أفنى حياته من أجل أن يعلم الناس الخير .. فتعلمت منه حب المطالعة والمعرفة .. دفعنا للقراءة دوماً .. فكان شاعراً من أروع الشعراء ومفكراً من أقوى المفكرين في العالم وإنساناً رقيقاً شفافاً مرهفاً في شخصه .. لكن يد الغدر الصهيونية أخذته من عالمنا"

ويقول عامر خليل/ أحد رفاق د. فتحي الشقاقي:

كان المعلم د. فتحي الشقاقي شخصية فريدة من نوعها جمعت كل ما يمكن أن يتمنى الإنسان رؤيته في قائد مثله .. وهو في الأصل أديب وشاعر .. إذا قرأت له تشعر بعذوبة ودلالة كتاباته .. وقد يتصور البعض أن هدفه إذا التقيت معه هو التنظير عليك لتحمل فكرة الإسلام والجهاد عن فلسطين فقط .. إلا أنه يجهد في صياغة الشخص الذي يتعامل معه من جميع الجوانب ..

وعندما دخلت مكتبته الضخمة لأول مرة ناولني رواية لكاتب روسي مشهور باسم المسيح يصلب من جديد .. ربما ساهمت بشكل كبير في فهمي فكرة الصراع وكيف ينتصر الخير .. وفي مواقف أخرى أراد أن يؤهلني إلى الإمامة .. فقدمني على من هم أحفظ وأعلم مني في الإسلام وكان يبني شخصيتي بشكل متكامل ..

في محاضراته وندواته كان يتدفق وينساب من فمه كل ما يمكن أن يتوقعه إنسان بالفقه والتاريخ والأدب والشعر .. استطاع في سنوات قليلة أن يجعل من فكره وأيدلوجيته فاعلاً أساسياً في حركة مقاومة الاحتلال والجهاد لزواله ..

ويقول الدكتور عبد الستار قاسم/ كاتب وأكاديمي فلسطيني:

كان الشهيد رحمه الله علماً من أعلام الفكر الإسلامي، ومن أبرز المجاهدين الفلسطينيين من أجل تحرير الديار المقدسة، وقد كان وفياً ومخلصاً ولديه الاستعداد لتقديم التضحيات ومواجهة كل الصعاب.

ويقول الرفيق جميل المجدلاوي/ قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:

عرفت الشهيد فتحي الشقاقي لفترة وجيزة من الوقت في الشتات، كانت كافية لأن أعرف فيه التواضع والتفاؤل والبحث عن القواسم المشتركة التي توجد انطلاقاً من إيمانه بالتعددية.

ويقول الأخ حسين الشيخ / القيادي في حركة فتح:

الشقاقي مناضل فلسطيني ترك بصمات هامة في تاريخ الكفاح الفلسطيني وكان متمسك بفلسطين.

لقد كان لناقل هذه الشهادات علاقة ودّ ومحبة وصداقة لمدة عامين متتاليين مع الشهيد الدكتور الشقاقي، كانت النقطة المركزية لأي حوار نهاري أو مسائي في المنزل أو في السيارة هي القضية الفلسطينية وأهمية استنهاض الأمة في سبيل تحرير فلسطين من براثن الاحتلال، كيف لا وهو المهتم دائما بتوجيه السؤال اليومي ماذا قرأت اليوم، ماذا سمعت من أخبار عن فلسطين وانتفاضتها، إن الخبر الذي سمعته اليوم عند الساعة الثانية فجراً لم تكن معلومات دقيقة، وهكذا تمر الساعات والأيام لقاءات ومواعيد ومثابرة على سماع مواجز الأخبار ساعة بساعة، وفجأة يعرض عليك دراسة أو بحثاً ويقول هذا ما كتبته وأريد التعليق، لقد كان الدكتور فتحي أو عز الدين أو أبو إبراهيم يبدي حرصاً شديداً على مناقشة أي دراسة أو مقالة يرسلها لصحيفة أو مجلة أو حتى استشارة تأتيه من بعيد، ففي الليلة الأولى من أيام المبعدين الفلسطينيين إلى مرج الزهور أصر الدكتور فتحي على التوجه إلى مرج الزهور حتى ولو سيراً على الأقدام وباءت كل المحاولات في سبيل إقناعه لتأجيل الزيارة إلى النهار التالي بالفشل، وكان ما أراد وتوجه إلى مرج الزهور رغم بعض العوائق الميدانية ووصل إلى هناك وعانق الأخوة المبعدين وصافحهم فرداً فرداً واطمأن على صحتهم، لقد كانت الأيام السبعمائة وأكثر، حافلة بالعبر والعبرات، العبرات على فقد الشهداء، والعبر للتزود والاستمرار في نهج المقاومة والجهاد، وما محطة 26/10/1995 أمام فندق (الدبلوماسي) بحي سليمة بجزيرة مالطا عند الساعة الواحدة من ظهر يوم الخميس إلا المحطة الأخيرة من المحطات الجهادية في الحياة الدنيا للدكتور فتحي، حين كان عائداً من ليبيا إلى دمشق بعد إجرائه حواراً مع القيادة الليبية بشأن قضية عودة الفلسطينيين الذين طردتهم ليبيا باتجاه الحدود المصرية، ولتبدأ بعدها رحلة غربة الجسد الشاهد من مالطا بعد رفض عبور الجثمان حتى لأجواء بعض البلاد العربية، وصولاً لتدخل الرئيس الراحل حافظ الأسد، وينقل الشهيد فتحي الشقاقي بعدها إلى دمشق ليوارى الثرى في روضة شهداء فلسطين.

المصادر :

١- موقع الجزيرة نت.

٢- الموسوعة التاريخية الحرة.

٣- موقع رابطة أدباء الشام.

٤- موقع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

٥- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1001