الشيخ الداعية علي عبد القادر الشاوي

fgdghdj100274.jpg

( ١٩٧٦ - ٢٠٢٢م)

هو الشيخ والخطيب الداعية علي عبد القادر الشاوي رحمه الله تعالى.

المولد، والنشأة:

وُلد الشيخ الخطيب الداعية أبو عبد الرحمن علي عبد القادر الشاوي في حي الليرمون في مدينة حلب في سورية عام 1976م.

ونشأ فيها لاسرة فقيرة، فقد كان يعمل، ويدرس.

الدراسة، والتكوين:

درس علي عبد القادر الشاوي رحمه الله المرحلة الابتدائية والإعدادية حتى الصف الثالث الإعدادي في الليرمون.

ثم أكمل دراسته في معهد الفرقان الشرعي في دمشق وأكمل حفظ القرآن فيه.

وبعدها انتسب لفرع الأزهر.

الوظائف، والمسؤوليات:

وبعد تخرجه انتقل خطيبا وإماما في قرى ومساجد عدة في حلب بداية من قرية بشقاتين في عنجارة حيث بقي فيها من عام 1996 حتى عام 2000م.

ثم انتقل خطيبا إلى بلدة قبتان الجبل.

وبعدها عمل إماما في بلدة معارة الأرتيق وبقي خطيبا في قبتان الجبل حتى عام 2009م.

ثم انتقل إلى قريته الليرمون، وأصبح خطيبا وإماما فيها حتى عام 2012م.

وبعد قيام الثورة السورية كان من الأوائل الذين التحقوا بركب الثورة.

ونزح من قرية الليرمون في أواخر 2012 إلي قرية بشقاتين في عنجارة.

وأسس مع ثلة من المشايخ في بلدة قبتان الجبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يعمل فيها، وعمل بعدة محاكم في الريف الغربي كقاضي شرعي وعمل خطيبا في قرية بابيص.

وكان مدرسا في المدرسة الثانوية الشرعية في عنجارة، وعمل بعدة أعمال دعوية، وكانت له بعض الكلمات على قناة حلب اليوم تنشر في رمضان

تزوج الشيخ في عام 1999 من ابنة الشيخ عبدو بكرو ولديه 5 أطفال.

ابنه الكبير يدرس في كلية الطب البشري في السنة الرابعة حاليا.

والأصغر في كلية الصيدلة في السنة الثالثة.

نشأ محبا للعلم متواضعا، وكان شديدا وصارما عند حدود الله، يقول كلمة الحق، ولايخشى أحدا غير الله

أحبه الناس لصدقه وتواضعه وتفانيه في خدمة دينه.

مرضه، ووفاته:

في عام 2019 لحق به المرض، وخرج إلى تركيا للعلاج، وثم يأتي لسوريا ليرى عائلته.

قضى 3 سنوات في رحلة العلاج بين تركيا وسوريا

حتى وفاته المنية في الخامس من رمضان من عام 2022م.

أصداء الرحيل:

كتب صديقه الشيخ أحمد جرابلسي:

عرفت الشيخ علي الشاوي-رحمه الله- وهو من أسرة طيبة في يفعته، محبا للعلم، مواظبا على حضور الدروس والخطب، لا يكاد يسمع بدرس لشيخ إلا حضره، مهتما بحفظ القرآن، وكان يسمعني بداية محفوظاته من سورة البقرة، ويعرض علي ما يسمعه من الدروس، ويطلب رأيي في تصويب ما سمع، وكنت قد نصحته بالعودة إلى الدراسة العلمية، لما رأيت من مخايل النجابة والذكاء لديه مع علو الهمة، رغم مرور سنوات على تركه المدرسة وتفرغه للعمل، فاقتنع، وطلب مني ترشيح مدرسة علمية لا تمنعه من الاستمرار في عمله، فاخترت له معهد الفرقان"الأمينية"-معهد الشيخ بدر الدين الحسني بدمشق، فقام بالتسجيل فيه، وكان من المتفوقين الأوائل رغم استمراره في عمله الشاق"قص الحجارة" مع الدراسة الصعبة، وقد آتاه الله بسطة في الجسم، وأخذ حظا ليس قليلا من العلم، وبعد التخرج في معهد الفرقان الشرعي انتسب إلى فرع الأزهر، وكان متفوقا بين الطلاب من أقرانه، وبدأ بالخطابة والإمامة والدعوة والتعليم في مساجد عدة منها: جامع الشيخ نصر، وجامع صهيب الرومي"بلليرمون"، وجامع قبتان الكبير ويشقاتين وغيرها من مناطق حلب، ولم يزل يسأل عن كل مسألة تعرض له، ويبحث حتى يطمئن، ويحرص-مع معرفته الجواب-أن يسمع جوابي حتى في أخريات أيامه، رغم مرضه الشديد-كتب الله له أجره-، ومما أذكره أنه كان يجلس معي يوم الجمعة قبل تسلمه الخطابة، وينظر طريقتي في إعداد الخطبة، فكنت مرة أكتب ملخص الأفكار ثم أشطب، وأريد جمع شتات الموضوع لكنه يغلق علي، وأفتح الكتب والمراجع بسرعة، لأن الوقت يداهمني، فقال لي -رحمه الله-: يا شيخي"يناديني هكذا وأنا أعده صديقي"قل الأفكار بلسانك وتعبيرك أنت، وأخذت برأيه فكانت تلك الخطبة ناجحة مطبوعة غير مصنوعة، تزوج الشيخ علي بنت الشيخ الحافظ عبدو بكرو رحمه الله تعالى، وأعقب ذرية طيبة، وكانت له جهود في تعليم الشباب واضحة، ودور دعوي إصلاحي في المساجد والمجالس والمناسبات العامة والخاصة، اللهم عافه واعف عنه وأكرم نزله ولا تحرمنا أجره، وكل التعازي لأهله وأسرته وذويه ومعارفه ومحبيه.

رثاء الشيخ علي الشاوي:

وقد رثاه شيخنا وأستاذنا الفاضل محمود طويل حيث كتب قصيدة في رثاء الشيخ علي الشاوي رحمه الله، يقول فيها...:

ليت الشباب جنوا خصالك سيدي

                 فلأنت نبراس الشباب إلى الغد

ولأنت من ورّاث أحمد سيرةً

                       ولأنت بالهديِ المسدَّد مقتد

يا سيدي، زينَ الشباب، وعَرفَه

                     قد سرت محموداً، فلم تتردّد

أَعَلِيُّ، أنت إلى العلا سبّاقنا

               وبذا عرفتَ، فعفت عيشهم الردي

يا صاحب الوجه البشوش، وصاحب

                     الخلق القويم، أقولها بتجرُّد

كتبت خطاك على الطريق مقالةً

                     للجيل بعد الجيل، لم تتعدَّد

هذا هو الدرب الذي نختاره

                 دون الدروب، وذاك درب محمد

سيبُ البلاء لسالكي درب الهدى

                   والدرب مفتوح لهم، لم يوصد

أبناءَه، يا خيرةً من خيرةٍ

                       حبات قلب أبيكم المتوقِّد

كونوا الدم الدفّاقَ من شريانه

                       أنتم حماةُ طريقه المتجدِّد

يا سيدي، يا ليت مثلك ثُلةٌ

             كانوا الحداةَ على الطريق الأوحد

كانوا الدعاةَ إلى طريق محمد

                       يا حبذا من مقتدٍ أو مهتد

إن يخبُ بدرٌ في بروج سمائنا

                             فبدورنا بتجدُّدٍ وتوقُّد

مصادر الترجمة:

١- معلومات من ولده الشيخ عبد الرحمن الشاوي.

٢- معلومات من الشيخ محمود طويل.

٣- صفحة الشيخ أحمد جرابلسي

٤- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1002