الشيخ الداعية محمود الحسون

edtsrt1012.jpg

( ١٩٣٧ - ٢٠١٧م)

هو الشيخ الداعية المربي محمود الحسون.

ولد الشيخ الداعية محمود الحسون في قرية المغارة في جبل الزاوية في ريف إدلب في سورية عام ١٩٣٧م.

ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين تحب العلم، وتحترم العلماء، وكان جده مجاهداً وشهيداً في جنق قلعة.

وهو من أوائل المتعلمين في جبل الزاوية.

ومن مأثره مدرسة القرية أنشأها عام ١٩٦٤م، كان فيها المعلم والآذن والمدير.

عمل مدرساً في الجولان، ثم انتقل للتعليم في الجزائر.

تعرض للمضايقة من قبل النظام، فهاجر إلى السعودية عام ١٩٧٨م، واستقر في مدينة نجران.

وكان إماماً وخطيباً في جامع الملك الشهيد فيصل رحمه الله، وفي جامع المغربي في جدة يتناوب الخطابة مع الشيخ الداعية د. فاروق بطل.

أخلاقه، وصفاته:

كان -رحمه الله- طيب القلب، لطيف المعشر، مثل الغيث أينما وقع نفع، ولاسيما في نجران كان له آثر في بناء مسجد للسنة في بادية حِما لان نجران سنة أقلية والأكثر شيعة.

وكان حسن الأخلاق صبوراً، متواضعاً، مهذباً، قليل الكلام، كثير العمل، محبوبا من جميع الناس.

حياته الأسرية:

وهو متزوج من السيدة الفاضلة أمنة أحمد حسون، شقيقة الشيخ الداعية عبد المجيد أحمد الحسون، وكانت كبنات جيلها لم تتعلم، ولكن بعد ذلك علمت نفسها بنفسها القرآن الكريم، واستمرت تقرأ كتب الدين والثقافة، وله منها عدة أولاد أكبرهم: حسان (إعلامي)، توفي، وأم ياسر، وحسون محامي، ومحمد سعيد ما أكمل تعليمه كان في العراق يدرس، وقامت الحرب فلم يكمل الدراسة.

وفاته:

توفي الشيخ محمود الحسون يوم الجمعة ٢٧ نيسان

٢٠١٧م، وكانت وفاته مع ولده حسان في يوم واحد.

رحمه الله تعالى رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

أصداء الرحيل:

كتب الشيخ حسن عبد الحميد رحمه الله تعالى يقول:

الداعية الشيخ محمود حسون في ذمة الله:

من بلدة المغارة في جبل الزاوية انطلق، كان معنا في ركب الدعوة إلى الله، إنسان متواضع أديب يشع حركة وينير دربا، صامت كثير الفعل قليل الكلام، يبتعد عن الأضواء لأنه لا يحب الشهرة، إذا حضر جمعا لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد وهذا شان الصالحين.

والده وجده عاشا في أرض الثورة مجاهدين ضد فرنسا

انضم إلى جماعة الحق عند زيارة الشيخ مصطفى السباعي إلى معرة النعمان في الخمسينيات.

تعرض للمضايقات في وطنه، فغادره غير مأسوفاً عليه سنة 78 هاجر إلى أرض الله الواسعة، فاستقر في نجران بعد أن درس في الجولان والجزائر .

نجران بلد الشيعة الاسماعيلية فكأنه فر من قرامطة العصر إلى قرامطة الماضي، ثم انتقل إلى جدة، فتولى إمامة وخطابة جامع الملك فيصل رحمه الله، فهو الشهيد العظيم وإليه تنسب جائزة الملك فيصل التي نالها كبار العاملين لهذا الدين وكبار العلماء من كل دين.

ثم الخطابة في جامع المغربي في جدة بالتناوب مع رفيق دعوته الشيخ المجاهد فاروق البطل حفظه الله .

وكما كنا أنا وإياه رفاق درب في الدعوة إلى الله كان جده وجدي رفاق درب جهاد فيما يسمى سفر برلك وقبرهما في جناق قلعة رحمهما المولى .

الدنيا كلها الصليبية والمجوسية تهاجم دولة الخلافة العثمانية، وفيها رجال عظام منهم محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وعلى أسوارها سقط شهداء من الصحابة الكرام أمثال أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم .

أخونا الداعية محمود حسون واحد من ركب العظماء مجهول في الأرض معروف في السماء قضى عمره غريبا وطوبى للغرباء.

جاء إلى تركيا زائرا لابنته حيث تعيش غربتها التي فرضها الطغيان الطائفي والحقد المجوسي ولسان حال أخينا يتلو الآية القرآنية ( وما تدري نفس بأي أرض تموت).

وجاءه خبر وفاة ولده الإعلامي حسان في مدينة الرياض فماتا في يوم واحد، وقد كدت منذ أيام أن ألحق بركبهم المبارك لكن الله سبحانه وتعالى مدد في الأجل فترة نرجو الله أن يختمها بالإيمان والعمل الصالح والبقاء تحت راية الله أكبر ولله الحمد.

أخانا محمود وولده حسان هنيئا لكما لقاء مولاكم، وإن شاء الله سنكون يوم القيامة على سرر متقابلين عند مليك مقتدر .

سلام عليك محمود كنت محموداً في الأرض، وستكون محموداً في السماء إن شاء الله .

وداعاً محمود وداعاً أبا حسان وحسان وإلى اللقاء قريباً في ظلال الرحمن إن شاء الله .

أبناء الحركة الإسلامية في سوريا

أبناء إدلب الخضراء.

أبناء الفقيد وأحبابه وأقاربه.

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق الأحبة لمحزونون.

إنا لله وإنا إليه راجعون

أعظم الله أجركم .

وطوبى للغرباء .

والله أكبر والعاقبة للمتقين...

وكتب الشاعر الفلسطيني: محمود مفلح -حفظه الله- يقول في رثاء الشيخ محمود الحسون:

حق علي بأن أرثيك يا قمر     ماذا اقول وكاد القلب ينفطر!؟

اني عرفتك في نجران مكتئباً وهمك الناس والإسلام والظفر

وما تراجعت يوماً قيد انملة تمشي وتملاك الآيات   والسور..!

كم ذا سردت على اسماعنا قصصا فيها من الحزن ما يبكي له الحجر

وكم تحدثت عن قوم هنا بطروا وكم تحدثت عن قوم لنا   كفروا.!!

وحين   تصمت أدري   أن عاصفة لابد بعد قليل سوف   تنفجر!!

محمود يا عبق التاريخ في زمن قد ضل سعيا وضاع القوس والوتر

ما كنت ألقاك إلا ساهماً   وجلا وإن   أبرز طبع   عندك   الخفر..!

وكنت أجود   من جادت   أكفهم وكنت أنصع من   قيلت به   السير

وكان همك   أن تلقى هناك   أخاً بين الجبال وحيث الماء   ينحدر!

وأن ترى راية الإسلام   خافقة     وموجة الكفر والالحاد   تنحسر

تكاثف الغيم   يا محمود   في  وطني وشاء ربك   الا يسقط   المطر

محمود   قد   اكلتنا الحرب   وانطفأت كل القناديل   حتى الماء   معتكر

رحمك الله يا أبا حسان رحمة واسعة قصيدة كتبتها على   عجل وأنت   فوق كل القصائد

رحم الله الشيخ الداعية محمود الحسون، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

مصادر الترجمة:

١- صفحة الشيخ حسن عبد الحميد على الفيسبوك.

٢- رسالة من ابنته أم ياسر بتاريخ ٢١ تشرين الثاني عام ٢٠٢٢م.

٣- قصيدة الشاعر محمود مفلح.

٤- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1012