شخصية الملك فيصل بن عبد العزيز في الشعر العربي الحديث

argdf1064.jpg

هو الملك الثالث للمملكة العربية السعودية تولى الحكم خلال الفترة 1964-1975 عرف باستخدامه سلاح النفط خلال حرب 1973.

المولد، والنشأة:

ولد الملك فيصل في الرياض في 14 صفر عام 1324 الموافق 1906، وهو ثالث أبناء الملك عبد العزيز الذكور. نشأ وتربى في بيت آل الشيخ جده لأمه، حيث توفيت أمه بعد ولادته بخمس أشهر.

الدراسة، والتكوين:

تلقى تعليمه في أصول الدين على يد جده لأمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، بدأ يتدرب على فن الفروسية وأمور الإدارة والسياسة في سن مبكرة، حيث كان مواظبا على حضور مجلس والده مما صقل موهبته ووف رله تكوينا سياسيا مبكرا.

الوظائف، والمسؤوليات:

تولى مناصب عديدة في عهد والده، منها منصب والي الحجاز، ورئيس لمجلس الشورى، ومبعوث خاص لعدد من الدول الغربية والعربية، وأول وزير خارجية في تاريخ السعودية الحديثة ثم رئيس للحكومة.

وبعد توليه ولاية العهد في عهد أخيه الملك سعود في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1953، شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة الوزراء. تولى حكم المملكة السعودية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1964.

التجربة السياسية:

كان له باع طويل في السياسة، التي اشتغل بها لما يزيد عن الأربعين عاماً قبل توليه الحكم، أرسله والده عام 1926، لزيارة عدد من دول أوروبا الغربية لشرح التطورات السياسية في الجزيرة العربية بعد توحيد الحجاز وضمه إلى الدولة السعودية.

كما انتدبه والده عام 1927 لزيارة بريطانيا وإجراء مباحثات انتهت بتوقيع اتفاقية جدة في 20 مايو/أيار 1927، وبمقتضاها اعترفت لندن بحكومة الملك عبد العزيز.

ترأس الملك الفيصل عام 1935، وفد المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر لندن المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، وترأس أيضا وفد المملكة العربية السعودية ومثلها في التوقيع على ميثاق هيئة الأمم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية.

كان أول وزير للخارجية السعودية عام 1930. وينسب إلى الملك فيصل إدخال العديد من الإصلاحات في المجالات المختلفة في المملكة العربية السعودية، ولاسيما على مستويات الاقتصاد، والتعليم، والمستوى الاجتماعي.

على المستوى الداخلي اهتم بشكل كبير بالتعليم والعلماء ووسع دائرة التعليم العام والتعليم الجامعي، وتحديث مناهجه، كما اعتنى بالضمان والتأمينات الاجتماعية، فضلا عن الجانب الاقتصادي والإداري.

وعلى المستوى الإسلامي، أسس الملك فيصل رابطة العالم الإسلامي، التي انبثق عنها مؤتمر القمة الإسلامي الأول الذي عقد في 18 أبريل/نيسان 1965.

كان له دور كبير في دعم التضامن بالعالم العربي والإسلامي ومناصرة قضاياه وعلى رأسها القضية الفلسطينية، استخدم سلاح النفط لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وقطع الإمدادات عن الدول الغربية المؤيدة لإسرائيل خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، فخلق لها أزمات كبيرة.

الوفاة:

اغتيل الملك فيصل في 25 مارس/آذار 1975 على يد أحد أفراد عائلته لدوافع لم يُكشف عنها.

شخصية الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز في الشعر العربي الحديث:

    لقد كتب الشاعر الحر عمر أبو ريشة ( ١٩١٠_ ١٩٩٠م) قصيدة مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود عدد الأبيات: 12 بيتا:

أنا في موئل النبوة يا دنيا. أؤدي فرائض الأيمان

أسأل النفس خاشعا أترى طهرت بردي من لوثة الأدران

كم صلاة صليت لم يتجاوز. قدس آياتها حدود لساني!

كم صيام عانيت جوعي فيه ونسيت الجياع من إخواني!

كم رجمت الشيطان والقلب مني مرهق في حبائل الشيطان!

رب عفوا إن عشت ديني ألفاظا. عجافا ولم أعشه معاني

أنا من أمة تجوس حماها. جاهلياتها بلا استئذان

مزقت شملنا شعائر شتى. وقيادات طغمة عبدان

مرنتنا على الهزيمة والجبن. وبعض الحياة بعض مران

فاستكنا لا بارك الله في. صبر ذليل ولا بكاء جبان

يا بن عبد العزيز وانتفض العز وأصغى وقال :من ناداني؟

قلت: ذاك الجريح في القدس في سيناء في الضفتين في الجولان

   وها هو الشاعر محمد مهدي الجواهري يكتب قصيدة في مدح الملك فيصل بن عبد العزيز، فيقول:

على سَعةٍ وفي طُنَفُ الأمان

وفي حَبّات أفئدةٍ حواني

بقرب أخيهِما كرماً ولطفاً

وثائرة يُسَرُّ الرافدانِ

فتى عبد العزيز وفيكَ ما في

أبيك الشْهمِ من غُررِ المعاني

لأمرّ ما تُحس منِ انعطافٍ

عليك وما ترى من مهرجان

تأملْ في السُّهول وفي الروابي

ومختلِف الأباطحِ والمغاني

ألستَ ترى ارتياحاً وانطلاقاً

يلوح على خمائلها الحسان

وفي شتى الوُجوه ترى انبساطاً

ولو في وجه مكتئب وعاني

وذاك لأن كلَّ بني سُعودٍ

لهم فضل على قاصٍ وداني

وأنّهُمُ الملاجيءُ في الرزايا

وأنَهُمُ المطامحُ والأماني

وأنك والذي أُفِدْتَ عنه

أباك ملاذةُ الحر المُهانِ

تسوسون الرعية بالتساوي

بفرط العدْل أو فرط الحنان

فلا مثلَ الجناة يُرى بريء

ولا بَدَلَ البريء يُعافُ جاني

لكم في ذمة الأحرار دَيْنٌ

وأكرِمْ بالمدُين وبالمُدان

أبوكَ ابن السعود أبو القضايا

مشرفةً على مرّ الزمان

ولمَحُ الكوكب المُلْقي شُعاعاً

على شُعَب الجْزيرة والمَحاني

ورمزُ العبقريةِ في زمان

به للعبقرية كلُّ شأن

لها كُتِبَ الخلودُ، وما سواها،

برغم دعاية الداعين، فاني

ولم أر مثلَهُ إلا قليلاً

مهِيباً في السماع وفي العِيان

كأني منه بين يَديْ هِزبَرٍ

أخي لِبَدٍ على بُعدِ المكان

أقول الشعر محتفظاً وئيداً

كأني خائفٌ من أن يراني

وقى اللهُ الحِجزَ وما يليهِ

بفضل أبيك من غُصَصِ الهوان

ومتَّعَ ذلك الشعبَ الموقَّى

بسبع سنينَ شيقةٍ سِمان

على حينَ اصطلى جيرانُ نجد

بجمر لظىً وسمّ الأفعوان

وقد رقَّت لها حتى عِداها

لكابوس بها مُلقى الجِران

أرادَتْه اضطراراً لا اختياراً

وليس لها بدَفْعَتِه يدان

فليت الساهرين على دَماراً

فداءُ الساهرين على الكيِان

وما سِيانِ مشتملون حَزْماً

ومشتملون أحزمةَ الغواني

تُحاك له الدسائسُ تحت ليل

من الشحناء داجي الطَّيْلسان

على يد مصطلينَ بهِ غِضابٍ

على عليائه حرِدِي اللسان

وحُسّاد لذي شرف مَهيب

رَمَوْا منه بسُلٍّ واحتقان

من القوم الذين إذا استُجيشوا

ذكا لأُنوفهم أَرجُ الجِنان

مشى للناس وضّاحاً وجاءوا

إليهم تحت أقنعة القِيان

فقل لهُمُ رويداً لا يَطيشوا

ولا يَغُررْهُمُ فرطُ التواني

فبالمرصادِ صِلٌّ أرقميٌّ

شديدُ البطش مرهوبُ الجَنان

يُريهِمْ غفلةً حتى إذا ما

تمادَوْا في اللّجاجة والحِران

مشى لهم كأروعِ ما تراه

حديدَ الناب محتشدَ الدُّخان

وقال لشيخهم إن شئتَ ألّا

أراك ترفعاً أفلا تراني؟

إذا لم تَقْوَا أن تبنى فحايد

وكن شَهمْا يقدِّرُ صنعَ باني

مَشَيْتُمْ والملوكُ إلى مجالٍ

به أحرزتُمُ قَصَبَ الرِّهان

فجاء مقامُهُمْ عنكم وضيعاً

مقام الزَج زلَّ عن السِّنان

فلا تحسَبْ بأن دعاةَ سُوءٍ

تحرَّكُ من فلانٍ أو فلان

ولا شتى زحاريفٍ ركاكٍ

ولا شتى أساليبٍ هِجان

تَحَوَّلَ عَنْكُمُ مجرى قُلوب

موجهةٍ إليكم بِاتزان

يسُرُّ الناسَ أنَّ فتىً كريماً

يُسَرَّ، كما يعاني ما يعاني

ترفع يا سرورُ عن القوافي

فانكَ لَلْغنيُّ عنِ البيان

وَهبني كنتُ ذا حَصَرٍ عِيِيّاً

وهبني كنت منحبسَ اللسان

فما قدْرُ العواطف والنوايا

المصادر :

١_ موقع الجزيرة.

٢_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٣_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1064