شخصية الرئيس معمر القذافي في الشعر الإسلامي المعاصر

adgfdfg1064.jpg

( ١٩٤٢ _ ٢٠١١م )

عسكري وسياسي ليبي، بنى نظام حكم غريب في البلاد سماه "الجماهيرية"، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وزعم أنه لا يحكم بل يقود ويتزعم، لكنه عمليا جمع كل الصلاحيات والمسؤوليات في يديه.

تطرف في الكثير من القضايا، وحاول الخروج عن المألوف حتى في قضايا متفق عليها، فدعا إلى تأسيس دولة سماها "إسراطين" تجمع بين فلسطين وإسرائيل، وتخلى عن التقويمين الهجري والميلادي واعتمد أسماء مختلفة للشهور.

دخل في العديد من الصراعات سواء مع الدول العربية أو الغربية، وامتد حكمه لأكثر من أربعة عقود، تعرض خلالها للكثير من الأزمات، قبل أن تتم الإطاحة بنظامه وقتله إثر ثورة 17 فبراير/شباط 2011.

المولد، والنشأة:

ولد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي في 7 يونيو/حزيران 1942، في مدينة سرت، وهو ينحدر من قبيلة القذاذفة إحدى كبرى القبائل الليبية.

الدراسة، والتكوين:

تلقى تعليمه الأول في بلدته، ودرس ما بين عامي 1956 و1961 في مدينة سبها، وشكل أثناء دراسته الأولى مع بعض زملائه نواة لحركة ثورية متأثرة بالزعيم جمال عبد الناصر.

طرد من المدرسة لنشاطاته السياسية، لكنه أكمل بعد ذلك دراسته في الأكاديمية العسكرية في بنغازي، وتخرج فيها عام 1963، وأرسل في بعثة للتدريب العسكري في بريطانيا عام 1965.

الوظائف، والمسؤوليات:

كان قائدا عسكريا قبل أن يتولى رئاسة ليبيا عقب انقلابه على الحكم الملكي السنوسي، ويحكم البلاد لحوالي 42 عاما.

التجربة السياسية:

كوّن مجموعة الضباط الوحدويين الأحرار عام 1964، ولعب دورا جوهريا في الانقلاب على الحكم السنوسي في ليبيا في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، فيما أطلق عليه لاحقا اسم "ثورة الفاتح"، وتمَّ إعلان الجمهورية في ليبيا التي تحول اسمها فيما بعد إلى "الجماهيرية".

عرف عن القذافي ارتباطه القوي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ودعواته القوية للوحدة العربية، حتى إنه كان من المتحمسين للوحدة الاندماجية مع جيرانه العرب مثل مصر وتونس.

هذه الحماسة ما لبثت أن خبت في مراحل لاحقة، حيث تخلى عن العمق العربي لليبيا لصالح العمق الأفريقي، حتى إنه وضع خريطة أفريقيا بدلا عن خريطة الوطن العربي كإحدى الخلفيات الرسمية في الدولة، ودعا للوحدة الأفريقية كما فعل من قبل مع الدول العربية، قبل أن يسمي نفسه "ملك ملوك أفريقيا".

في عام 1976 نشر القذافي كتابه الأخضر وجعله أيقونة لجماهيريته، وعرض فيه ما سماها "النظرية العالمية الثالثة" التي اعتبرها تجاوزا للماركسية والرأسمالية، وتستند إلى حكم الجماهير الشعبية، واعتمد اللون الأخضر لونا رسميا في البلاد.

بدأت علاقات العقيد الليبي مع الغرب بالصِّدام والتوتر بسبب تصريحاته ومواقفه ونشاطاته التي اعتبرتها القوى الغربية معادية لها وداعمة "للإرهاب الدولي"، ووصل توتر العلاقات بين الطرفين ذروته بقصف الطائرات الأميركية مقره صيف عام 1986.

في عام 1988 اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية "بان أميركان" فوق بلدة لوكربي في إسكتلندا عام 1988، مما أدى إلى مقتل 259 راكبا، إضافة إلى 11 شخصا من سكان لوكربي. ففرضت الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا على ليبيا عام 1992.

لكن العلاقات بين الطرفين توطدت كثيرا بعدما توصلت ليبيا إلى تسوية لقضية لوكربي في أغسطس/آب 2003، دفعت بموجبها تعويضات بنحو 2.7 مليار دولار، وسلمت اثنين من مواطنيها المتهمين بالتفجير، هما عبد الباسط المقرحي والأمين فحيمة للقضاء الإسكتلندي ليحاكمهما في هولندا.

حكم على الأول بالمؤبد وبُرئت ساحة الثاني، وفي عام 2009 تمَّ ترحيل المقرحي إلى ليبيا بسبب مرضه. وتعززت علاقة القذافي بالغرب أكثر بعد أن فكك برنامجه النووي وسلم جميع الوثائق والمعدات والمعلومات للولايات المتحدة الأميركية.

تردد أنه قدم معطيات ومعلومات وخرائط مهمة وحساسة للأميركيين حول البرامج النووية لعدد من الدول الإسلامية، ومنها معلومات حول ما يعرف بخلية العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، ونتيجة لذلك رفع مجلس الأمن عام 2003 العقوبات المفروضة على ليبيا.

استخف القذافي بالثورات العربية وانتقد إطاحة ثورة شعبية في تونس بالرئيس زين العابدين بن علي، وقال إن التونسيين تعجلوا الإطاحة به، وهاتف الرئيس المصري حسني مبارك أثناء الثورة المصرية، وبعث له رسالة تضامن في وجه الثورة التي سرعان ما امتد لهيبها إلى ليبيا بعد أيام قليلة من سقوط مبارك.

لطالما اعتبر القذافي نفسه قائد ثورة ومؤيدا للكثير من حركات التحرر، وشكت كثير من الأنظمة العربية والأفريقية من دعمه وتمويله لحركات تمرد ومحاولات انقلاب فيها، لكنه مع ذلك قمع بقوة الحديد والنار كل المعارضين لنظامه، تماما مثل ما حدث في سجن بوسليم 1996 حين قتل أكثر من 1200 سجين رميا بالرصاص.

ثورة 17 فبراير

بعد عقود من الحكم المستبد، اتهم خلاله مع أفراد عائلته بالفساد وإهدار مقدرات البلاد وكبت الحريات، انتفض الشعب الليبي في ثورة 17 فبراير/شباط 2011 مطالبا برحيل العقيد معمر القذافي وإقامة نظام ديمقراطي تعددي.

وسرعان ما تحولت الثورة إلى المواجهات المسلحة بين الثوار وكتائب القذافي التي قتلت الآلاف من المدنيين، مما دفع حلف شمال الأطلسي إلى إنشاء منطقة حظر جوي وشن غارات استهدفت البنية التحتية العسكرية للقذافي للحيلولة دون تنفيذ مزيد من الاعتداءات على سكان المدن الليبية المنتفضة.

وفي خضم هذا النزاع، رفض العقيد الليبي كل المبادرات التي دعت إلى تخليه عن الحكم، وواصل تشبثه بالسلطة، متهما الثوار بالخيانة والعمالة للغرب.

لقيت إحدى خطبه التهديدية الموجهة للشعب الليبي إبان الثورة شهرة واسعة، وتحولت بعض مقاطعها إلى أغنية حملت اسم "زنقة زنقة" لقيت رواجا كبيرا لدى الكثير من الشعوب.

أصدرت المحكمة الجنائية بحقه في 27 يونيو/حزيران 2011 مذكرة توقيف دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، وشملت المذكرة كذلك كلا من ابنه سيف الإسلام القذافي ورئيس جهاز استخباراته عبد الله السنوسي.

الوفاة.

قتل معمر القذافي في ظروف غامضة في مسقط رأسه مدينة سرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن عمر يناهز 69 سنة، بعد أن ألقي عليه القبض من قبل ثوار مدينة مصراتة، إثر قصف موكبه الذي كان يحاول الخروج من سرت باتجاه الغرب من قبل طائرات الحلف الأطلسي، وظلت جثته معروضة في المدينة قبل أن يُدفن سرا في صحراء ليبيا.

وكتب أوس داوود يعقوب يقول:

في «قلة أدب» القذافي والنفاق الثقافي

قرأت منذ أيام قليلة مقالاً للزميل الصحفي كمال قبيسي، يتحدث فيه عن سرقة العقيد معمر القذافي لأبيات من قصيدة لشاعرنا الفلسطيني الكبير هارون هاشم الرشيد، وينسبها لنفسه. 

ومما جاء في مقال القبيسي: كما استنسخ العقيد معمر القذافي عبارات وأفكاراً بالعشرات، كتبها وأنتجها سواه فضمها إلى «الكتاب الأخضر»، موحياً بأنها من نتاج أفكاره؛ كذلك قام القذافي ليل الثلاثاء (22/3/2011) باستسراق أبيات من قصيدة نظمها شاعر فلسطيني، فبدت بوضوح وكأنه ناظمها حين أنهى بها الكلمة التي ألقاها بجمهور من «مؤيديه» عند باب العزيزية، وبثها التلفزيون الليبي. 

الكلمة كانت قصيرة للقذافي، وأنهاها بعبارات مختصرة بدت كما في الإعلانات المبوبة: «أيها الشعب الليبي العظيم، إنك تعيش الآن ساعات مجيدة. هذه هي العزة، هذه هي الساعات المجيدة التي نحياها نحن الآن، كل الشعوب معنا. نحن نقود الثورة العالمية ضد الإمبريالية، ضد الطغيان. وأنا أقول لكم أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى. ولا من الطيايير (الطائرات) التي ترمي دماراً أسوداً. 

أنا صامد بيتي هنا في خيمتي في المنتدى. 

أنا صاحب الحق اليقين وصانع منه الفدى.. أنا هنا أنا هنا أنا هنا».

ولو لم ترد عبارة «وأنا أقول» في كلمته لكان يمكن تفسير اعتماده على تلك الأبيات بأنه نوع من الاستخدام المسموح لأفكار شعرية شائعة، أما وقد لفظها فإن من سمعها قد يكون ظن بأنها من تأليفه ونتاج أفكاره، وهي في الحقيقة أبيات من قصيدة «صرخة شاعر» للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، المولود في 1927 بغزة، والقصيدة جميلة بلحنها الثوري الخاص، يقول مطلعها:

«أنا لن أعيش مشرداً أنا لن أظل مقيداً ... أنا لي غد وغداً سأزحف ثائراً متمرداً

أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى ... ومن الأعاصير التي ترمي دماراً أسوداً

ومن القنابل والمدافع والخناجر والمدى ... أنا صاحب الحق الكبير وصانع منه الفدى

أنا نازح داري هناك وكرمتي والمنتدى ... صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى».

سرقة القذافي التي كشف عنها القبيسي ثابتة، ولا تحتاج إلى أدلة إضافية للوقوف على مدى صفاقة العقيد وقلة أدبه، أوليست السرقة قلة أدب؟ ثم ألا يُعدَّ اغتصاب أبيات من قصيدة لشاعر مناضل من وزن الرشيد، ووضعها في غير مكانها، قلة أدب بل ووقاحة قل نظيرها؟

«قلة أدب» القذافي هذه، وما سبقها من «قلة أدب» ساهم الكثير من الأدباء والنقاد العرب، وبعضهم من الأسماء المعروفة، في الترويج لها عبر حملة تضليل مكشوفة، وطويلة الأمد، وذلك بطرح القذافي أديباً مرموقاً، عبر الاحتفاء بمجموعته القصصية اليتيمة ذات العنوان الطويل، الغريب العجيب «القرية القرية، الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء» التي أصدرها عام 1993.

هذه المجموعة التي احتفت بها «اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام» في مدينة سرت الليبية في تشرين الأول (أُكتوبر) 2009، بحضور وفود من اتحادات الكتاب العربية، بعد انتهاءِ مؤتمرٍ للاتحاد، والتي توجت بإصدار كتاب من ثلاثة مجلدّات ضخمة بعنوان: «دراسات وأبحاث في أدب معمر القذافي»، ضمت زهاء مئة بحث أو دراسة كتبها مئة باحث وكاتب من العالم العربي، كانت قد ألقيت في ثمانية مؤتمرات وندوات عقدت حول «أدب القذافي» في ليبيا ومصر، وقد وطبعت المجلدّات الثلاثة طبعات عدّة.

من هذه المجلدّات نقتطف بعضاً من شهادات لأدباء وكتاب عرب، شاركوا بالخديعة، منهم د. سمير سرحان الذي وصف القذافي بأنه (كاتب كبير)، وشبهّه السيناريست سمير الجمل بالكاتب (مارك توين)! واليكم بعضاً من هذه الشهادات:

«حملت قصص القذافي استشرافات عميقة ذات دلالات واضحة وبيّنة... ».

عز الدين ميهوبي – الجزائر

«نصـوص القذافي عارية، خالية من التزويق والتنميق لأنها تريد أن تصل الى القارئ مباشرة وبلا وسيط».

إدريس الخوري – المغرب

«ليس ثمة غضاضة من الاعتراف بأنني لم أكن متحمساً لمطالعة مجموعة "القرية القرية" على الرغم من فرط تقديري لصاحبها معمّر القذافي وسرعان ما حسمت بالقول بأن ثائراً ومناضلاً وقائداً كبيراً مثله هو من تُراد له هذه الأعمال».

فؤاد قنديل ـ مصر

«ينتمي كتاب القذافي الى فن القصة، سرداً يعتمل في خطابه من خلال تحفيز جمالي أو تأليفي يختزن الخبرة البشرية في قصة فنية».

عبدالله أبو هيف – سورية

«.. الكاتب ليس كاتباً عادياً، وبالوقت عينه ليس كاتبا محترفا، انه مبدع لنص نقف الآن داخله وعلى هوامشه، نـقراءه، ونستنطقه، نجادله،.... هو مبدع النص الذي نحن بصدد نقده ومناقشته، وبالوقت عينه، انه القائد السياسي والأيديولوجي... إن سيرة الكاتب، وهي سيرة قائد ثورة، وهي بالوقت عينه سيرة مفكر أنتج نظرية ما زال العالم ينشغل بها ،إنما هي سيرة مليئة بالأحداث والمفاجئات، إنها سيرة معاناة».

وجيه عمر مطر ـ فلسطين

«كانت دهشتي كبيرة وأنا أطالع مجموعة الأديب معمر القذافي القصصية، من عمق الطرح الفكري وتصوير المعاناة الخاصة والعامة، وطول باع الكاتب في ميدان الكتابة والمعالجة السياسية والأدبية».

ياسين الأيوبي - لبنان

«في قصص القذافي التحام بالنبض اليومي للناس».

عبد الرحمن مجيد الربيعي - العراق

إن كل ما سبق ليس إلا النذر القليل من آراء ثلة من الكتاب والأدباء والنقاد من الذين باعوا ضمائرهم وذائقتهم الأدبية بحفنة دولارات، وساهموا في تعظيم «الأنا» لدى القذافي، باعتباره «أَديباً وكاتباً عالمياً مبدعاً»، والحارس الأمين للثقافة العربية باعتبارِها «الجمرةَ الوحيدةَ المتوهجةَ في الأُمة العربية»، حسب تعبير القذافي نفسه.

ولكن ما هو رأي الأدباء والكتاب العرب الذين لم تغرهم دولارات العقيد وهداياه الباهظة الثمن، والتي كانت تشترى من دماء وأموال أبناء الشعب الليبي المنهوبة؟. الجواب يأتي على لسان القاص والروائي الأردني يحيى القيسي الذي كتب عن المجموعة القصصية المذكورة أعلاه، يقول القيسي: «قد يقول قائل إن أحداً من الأدباء الليبيين كتبها له، ولكني أشك بالأمر لسببين أولهما ركاكة أسلوبها، وفقر أفكارها، وضعف لغتها، وثانيهما أن طبيعته الديكتاتورية تأبى أن يشاركه أحد بها، ولكني أميل إلى أنه كاتبها مع تحريرها من قبل كاتب آخر، لأنها تشبه مقالات بائسة أو خطب نارية مشتتة، وعلى أية حال فإن قراءة لها مجدداً في هذه الأيام تظهر الكثير من جوانب شخصية هذا الطاغية وتناقضاته وخوفه من الجماهير، وطبيعة توجهاته التي قادت به إلى الإغلاق على شعبه على مدار أربعة عقود ومنعهم من تعلم اللغات وكرة القدم وكل تجليات الحرية بمعناها الإنساني البسيط، وصولاً إلى قمعهم بمذابح مبيته هذه الأيام، إضافة إلى الفقر والمعاناة في بلد نفطي بامتياز، وغني بطريقة تجعل من ليبيا سويسرا العرب لو قيض لها القائد السوي ذي النظرة الحضارية والأفق الإنساني..! ».

جدير بالذكر أنه في الوقت الذي كان فيه الكتاب العرب يتسابقون لخيمة القذافي ومضافاته، رفض الكاتب الإسباني «خوان غويتسولو» جائزة القذافي، التي قبل بها المثقف المصري البارز ووزير الثقافة السابق جابر عصفور، وقد بين «غويتسولو» أَنَّ موقفه يعودُ «لأَسبابٍ سياسيةٍ وأَخلاقية، وينسجمُ مع عدمِ تردُّدِه في انتقادِه الأَنظمة السلطوية، ويتماهى مع مناهضتِه الأَنظمة الاستبدادية».

قريباً سيرحل القذافي، طريداً شريداً، وستبقى دراسات «المديح والثناء والإطراء»، التي كتبها الأدباء والنقاد العرب، عن أدب العقيد القذافي، طمعاً بحفنة دولارات حصلوا عليها من «مثلهم الأعلى» في قلة الأدب.

صورة معمر القذافي في الشعر الإسلامي المعاصر:

رسالة إلى القذافي:

26آذار2011

كتب حسن محمد نجيب صهيوني يقول:

أراكَ الـيـومَ عَـاقَرك الوُجوم

وتـدنـو مـنك ما عَمَّرتَ حُكماً

فـيـا لـلـعار ما بُصِّرتَ شراً

لـتـزدادَ انـتقاماً، لستُ أدري

أتـنعتُ مِن بني (المختارِ) سوءاً

وبعضِِ (حبوبِ هَلوسةٍ) تعاطَوْا

أيـا نصفَ امرئٍ يغزوك شيب

وفـيك العرقُ من (لِينينَ) يجري

كـفـاك الأربـعين حَكَمْتَ فيها

ويـحـكي من تَعُدُّهُمُو خصوماً:

أراكَ الـيـوم يعصِرُك الوجوم

(أبـا الـزنـقات) أَحْلَكها ظلاماً

وأعـنفَ من بَلا (نَيْرونَ) بأساً

وأسـخى من (ليبرمانٍ)، عطاءً

ويـجـري بـيـن خِلّيْنٍ وِفاق

ثرى (طَرَابُلْسَ) أصدقُ منك قولاً

ومـخـزونُ الـنفاق له نُضوبٌ

عـقـوداً أربـعـاً أجْرمتَ فيها

وقـدّتَ الـقمع، أي القمع هذا!!

وتـرجـع ثـم تـندبُنا مُصاباً

فـأيـن تُـراك من أقوالِ زعمٍ

وجوبوا الأرض بالثورات شَجْباً

ونـادُوا مـثـلـما شئتم وقوموا

أنـا (مَلِكُ الملوكِ)، ومَن لِفعلي

وأضـحكُ منك سُخْريةً، أَجِبني

إذا الأيـام تَـقْـشَعُ عنك وهماً

فـدونـك ألـفُ أفّـاك تداعَوْا

وصوتُ الشعب في أذنيك، فاعلم 

ورِيـحُك في فَضَا (لِيْبَيا) تحوم

نـهـايـاتٌ يُـقـال لها: هُزوم

يـروبـك فيه كاهنُك الشَؤوم!!

مـتـى سيكفُّ بطشتَه النَقوم؟!

بِـجـرذانٍ تُـغَرِّرُها الطُعُوم!!

لَعَمْري الوصفَ أنت به المروم

لـتـصـبُـغَـه لياليك السُحُوم

وفـيـك أساسُ (هرتزلٍ) يقوم

لـتـشـهـدَ أنك الرجلُ الظَلوم

(وعـنـد الله تجتمع الخصوم)

وهل تقوى على العِلل الجُسوم؟!

ومَـصَّ دِمـاها مأربُه الهَضُوم

وأقـذرَ مَـنْ حَكَت عنه التُخوم

لـيـخـبرَ عن ضيافتك القدوم

فـتـسـري بـين كفّيك السُموم

لـيـفـضـحَ ما يخبِّؤُه الكَتوم

وإنّ الـحـقَ فـي غـده يدوم

بـمـا يـحويه باطنُك الوَضوم

تـصـاحـبـه الإبادة والهجوم

كـأنـك أنـت والـدنا الرَحُوم

(لـكـم حـريةٌ فيها عُموم)؟!!

وصيحوا الآن مِن حولي ولوموا

لَـكُـمْ، لـكـنْ سأذبحُ مَن يقوم

تُـراه بـكـلِّ جـرأتـه يلوم؟!

أهـذا الـزعـم حـجَّتُه تقوم؟!

كـمـا انقشعت عن الجو الغيوم

ومِـثـلـك ما به امتلأتْ سَمُوم

مـن (الـجرذان) تأتيك السُموم

هجاء معمر القذافي: 05آذار2011

وكتب الشاعر (بكر زواهره)-القدس

اغـلـق حـذا ءك ريحه اعيانا

ان الـقـرود وأن تـقـبح شكلها

تـتـوعد الاطفال تقطع غصنهم

لا أنـت مـا تدعى مليك عشائر

لـو كـنت تقذف للوحوش كجيفه

بـافـاتـح الـنيران تحرق امه

احـراق جـسمك في الحياه عباده

مـاكـنت اعشق في الهجاء بذاءه

ان كـان يخفى بالحجاب مشيطن

من صوف شعرك ما تحاك مكانس

ان كـان يخفى بالحجاب مشيطن

انـت الـعـدو ولـلـعدو مساند

كـذب الـلذي سمى اللعين معمرا

انـظر مصيرك لا اراك بمبصر 

وخـوار صـوتـك يثقب الاذانا

مـن قـبح قبحك تحمد الاحسانا

أنـي أراك مـثـرثـرا خـوُانا

بـل انـت جـرذٌ هوى الاعفانا

فـرت واتـعـب جـريها ابدانا

قـل لي متى تشوى اللظى نيرانا

نـذ روا رمـادك نـدفن الاكفانا

لـكـن مـثـلـك دنس الالحانا

الـيـوم نـبصر في الدنا شيطانا

نـجـلـو بها من ارضنا احزانا

الـيـوم نـبصر في الدنا شيطانا

كـف الـخـسائر زدتها خسرانا

هـذا الـخـراب يجمع الغربانا

اسـقـط عـمـيلا كرر الطليانا

وكتب الدكتور عبد الرحمن العشماوي قصيدة في معمر القذافي، وهي تحت عنوان (سقط المكابر)، يقول فيها:

سقط المكابر وانتهى الطغيان - وتخلصت من جوره الأوطان

سقط العقيد فلا تسل عن وجهه - وعليه من دمه الرخيص بيان

رأت العيون ملامح الوحش الذي - فقد الضمير ،وأصغت الآذان

لقي النهاية في دُجى سردابه- والقتل في حُفَر الضلال هوانُ

أتراه أدرك قبل فقد حياته - - كيف ازدهت بجهادها الفرسان؟

أتراه أدرك أن من قذفوا به - في قبر خيبته هم (الجرذان )؟؟

سقط العقيد فلا كتاب أخضر - - يجدي ولا جند ولا أعوان

ظن الكتائبَ سوف تحرس عرشَه- أنّى لها ، والقائدُ الشيطان

عَميَتْ بصيرته فساق ركابَه - - نحو الهلاك ، وخرّت الأركان

سقط العقيدُ ، نهاية محتومةٌ - - للظلم مهما طالت الأزمان

تبدو لنا عقبى الطغاة علامةً - - للحق يَقْوَى عندها الإيمان

أوَلم يُنَجّ اللهٌ فرعونَ الذي - - قتل العباد لتظهرَ الأبدانُ ؟؟

وليفرحَ المستضعفونَ بنصره - - وليَزدهي بسروره الوجدان

هي آية تبقى لمن في قلبه - - شكٌ ، فيمللأ قلبَه اطمئنانُ

فرح الرسولُ بمقتل الطاغين في- بدر ، وعبّرَ عن رضاه لسانُ

سقط العقيد وكان في طغيانه - - رمزاً ،تسير بظلمه الركبان

في ليبيا من جَوْره وضلاله - - ما يستقرّ بمثله البرهان

كم أسرة شربتْ أساها علقماً - - من كفّه وأصابها الخُذْلان

كم قصة دمويّة نُقِشَتْ على - - كفّيْه تعرف سرَّها الجدران

كم من سجين غيّبَتْه سجونه - - ألْقاه تحتَ حذائه السجّان

كم عالم نسي الدفاتر كلَّها - - وعلومَه وأصابه الغثَيَان

ألْقى به الطغيان في زنزانة - - حتى بكت من بؤسه الحيطان

كم ذات عرض طاش عقلُ عفافها - ألماً وحطّم قلبَها استهجان

كم أُسرة ليبية باتتْ على - - لهب الأنين تُذيبُها الأحزانُ

لعبتْ بها أيدي الكتائب لعبةً - - فتناعبَتْ من حولها الغربانُ

كمْ ثمّ كمْ ؛ إحصاءُ ما اقترفتْ يدا - هذا المكابرٍ ، ما لَه إِمكانُ

سقطَ العقيدُ فكانَ أكبرَ ساقط - - - جُرْماً، به في العالَمِيْنَ يُدان

قد كانَ في البُرْج المُشَيَّدِ فانتهى - - لمّا قضى بوفاته الرحمنُ

ياليبيا ، ياواحةً ، لعبتْ بها - - يدُ ظالم ،لَعِبَتْ به الأضغانُ

أرسلتُ تَهْنئتي إليكِ قصيدةً - - للحبّ فيها صَيِّبٌ هَتّان

هنّأتُ فيك الشَّعْبَ نالَ خلاصَه - - وشدا بلحن خلاصه الميدان

هنّأتُ فيك الأرضَ أخْصبَ روضُها- بعْدَ الجفاف وأوْرقَ البستانُ

ياليبيا ، سقطَ المكابرُ وانتهى - - فَلْيَطْوهِ عن ذهنك النسيانُ

قومي على قدم الشموخ أبِيَّةً - - حتى يعزَّ بأهله البنيان

ياليبيا، أخلاقنا في نصْرنا - - لغةٌ يصوغ حروفَها الإيمان

للنصر في الإسلام معنىً شامخٌ - - يحلو به للمسلم الإحسان

سقط العقيدُ بظلمه وضلاله - - فتأمَّلي ما يحمل العنوان

تسمو بلادُ المسلمين وترتقي - - لمّا يعانق روحَها القرآنُ

عبدالرحمن العشماوي -22-ذوالقعدة -1432 -الرياض. مصادر الترجمة: ١_ موقع الجزيرة نت . ٢_الموسوعة التاريخية الحرة. ٣_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1064