الشيخ الداعية القاضي حسين أحمد: أمير الجماعة الإسلامية في باكستان

dfdf10751.jpg

( ١٩٣٨_ ٢٠١٣م )

الجماعة الإسلامية بباكستان:

1ـ غايتها:

   إن الغاية الوحيدة التي لأجلها قامت الجماعة الإسلامية، وتناضل، وتجاهد إنما هي إقامة النظام الإسلامي ابتغاء لوجه الله تعالى وحده، وما هي بجماعة سياسية أو دينية أو إصلاحية بذلك المعنى الضيق المحدود الذي يعرفه الناس عامة للجماعات السياسية والدينية والإصلاحية، بل هي جماعة شاملة تؤمن بنظرية جامعة عالمية للحياة البشرية -الإسلام- وتريد تنفيذها فعلاً في عقائد الناس وأفكارهم وأخلاقهم وعاداتهم وعلومهم وفنونهم وآدابهم ونظمهم للمدنية والثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة والعلائق الدولية.

   وإن السبب الحقيقي الوحيد في نظر هذه الجماعة لكل ما في الأرض اليوم من القلق والاضطراب والفساد، هو انحراف أهلها عن طاعة ربهم وغفلتهم عن مسؤوليتهم في الآخرة وإعراضهم عن اتباع هدى الأنبياء وطريقتهم المثلى.

2- مـنهـاج عـمـلها:

والطريق الوحيد الذي به يمكن تحقيق هذه الغاية هو خلق القوة الاجتماعية، والوسائل التي اختارتها هذه الجماعة للآن لاقتناء الأفراد الصالحين العاملين من المجتمع وتنظيمهم بإزاء قوى الشر، نذكر بعضها على وجه الايجاز في ما يلي:

1- نشر الكتب والرسائل وإصدار المجلات والجرائد.

2- تبليغ الدعوة وإيضاح غايتها بالمحادثات والاجتماعات الشخصية.

3- توسيع الدعوة بالخطب والمحاضرات وإقامة دور للمطالعة في القرى والحارات.

4- عقد الحفلات الأسبوعية وجعلها وسيلة إلى التربية العلمية والعملية للمتأثرين بالدعوة والعاملين لها.

5- القيام بخدمة العامة واتخاذها وسيلة إلى إصلاحهم الخلقي وإيقاظ الشعور الديني والسياسي فيهم.

6- الاهتمام بإصلاح المساجد والجوامع في الحارات والقرى.

7- العمل على إنقاذ العامة من ظلم الحكام وموظفي الحكومة وملاك الأرضي وأصحاب المصانع والمعامل وأشرار الناس وأوباشهم.

8- إقامة المدارس الابتدائية والثانوية لتعنى بتربية الطلاب تربية خلقية مع التعليم.

9- إقامة المراكز لتعليم الأميين.

10- الأخذ بأسباب النظافة وحفظ الصحة بالتعاون مع عامة أهالي القرى والحارات.

11- الخوض في الانتخابات وإعداد الناخبين لانتخاب نوابهم وممثليهم من الصالحين الأكفاء.

12- بذل السعي لإصلاح نظام الحكومة حتى تصبح حكومة البلاد تدرجا حكومة يمكن أن يعبر عنها بالخلافة على منهاج السنة.

13- العمل على إصلاح قوانين البلاد حتى يكون فيها النفاذ للشريعة الإسلامية بدلا من القوانين غير الإسلامية.

3- نـظـامـهـا:

للجماعة أمير ينتخبه أعضاؤها بأغلبية آرائهم انتخابا مباشرا، وما هو بمثابة أمير المؤمنين -حسب المصطلح الشائع المعروف- وإنما هو أمير لأعضاء الجماعة الذين انتخبوه أميرا لأنفسهم بأنفسهم، وأميرها الحالي هو الأستاذ السيد أبو الأعلى المودودي.

وللجماعة مجلس مركزي للشورى لمساعدة الأمير ينتخب أعضاءه أعضاء الجماعة لمدة ثلاثة سنوات، وعلى الأمير أن يقوم بواجباته وينفذ أحكامه دائما بمشورة مجلس الشورى.

   أما قيم الجماعة أي أمين سرها العام، فيعينه الأمير من أعضاء الجماعة بمشورة مجلس الشورى، وقيمها الحالي هو الأستاذ طفيل محمد.

   وللجماعة مائتا فرع منتشرة في معظم مدن باكستان وقراها، ولكل فرع منها أمير محلي وقيم ومجلس للشورى ومكتبة لتوزيع كتب الدعوة ومؤسسة مالية -بيت المال- يدخر فيها ما يؤدي أعضاء الجماعة وأنصارها والمتأثرون بدعوتها من زكاة أموالهم السنوية وما يتبرعون به من ذات يدهم حسب ما تقتضيه الحاجة.

   وهذه الفروع موزعة إلى لواءات، واللواءات موزعة إلى حلقات حسب التقسيم الإداري، ويصرف على الجميع مركز الجماعة العامة في مدينة لاهور، فعدد اللواءات أربعون، وعدد الحلقات أربع عشرة في باكستان كلها، ولكل لواء - وكذلك لكل حلقة- منها أمير وقيم ومجلس للشورى وبيت للمال.

والجماعة تقسم رجالها إلى طبقتين:

1- الأعضاء: هم الذين آمنوا بسمو الدعوة ووقفوا حياتهم للوصول إلى غايتها وعزموا صادقين أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها، وهؤلاء لهم وحدهم الاشتراك في انتخاب الأمير المركزي والأمراء في الفروع واللواءات والحلقات، وعليهم وحدهم تبعة أعمال الجماعة وخطة سيرها، والجماعة لا تقبل أحدا لعضويتها إلا بعد اختباره في أخلاقه وإخلاصه وفهمه للدعوة وأهدافها ومنهاج عملها، ومن ثم لم يبلغ عدد أعضائها للآن إلا 1200 رجل في باكستان كلها، وفيهم من النساء عدد لا يستهان به، وهن يعملن في دوائرهن الخاصة.

2- المتفقون: هم الذين لبوا دعوة الجماعة ويبذلون جهودهم في نشرها إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من الإقدام على دخول الجماعة والاشتراك في تبعتها كالأعضاء، أو لم تقبلهم الجماعة لعضويتها لسبب من الأسباب، ويبلغ عددهم نحو 25000، ويبلغ عدد مراكزهم نحو 800 مركز في الباكستان كلها.

   أما المتأثرون بدعوة الجماعة الذين يقرأون منشورات الجماعة وجرائدها ويظهرون لها موافقتهم ويؤيدونها ويشدون أزرها ويساعدونها مساعدة مالية فلا يحصيهم السجل، ولا يعلم عددهم إلا الله وهم منتشرون في كل محل في الباكستان.

4- شعب الجماعة في مركزها العام:

1- شعبة التنظيم للإشراف على فروع الجماعة وتنظيمها في الباكستان كلها بالمكاتبة والجولات، وتنفيذ أوامر الأمير ومجلس الشورى وضبط أسماء الأعضاء وعناوينهم، وهذه الشعبة تقوم بأعمالها تحت إشراف القيم العام وعليه تبعتها.

2- بيت المال: لتنظيم مالية الجماعة والإشراف على بيوت مال الجماعة في الحلقات واللواءات والفروع المحلية ومحاسبتها، وكل فرع للجماعة يؤدي جانبا من ماليته إلى بيت المال في لوائه، وبيوت المال في اللواءات تؤدي جانبا من ماليتها إلى بيت المال في حلقاتها، وبيوت المال في الحلقات تؤدي جانبا من ماليتها إلى بيت المال المركزي حسب نظام معين.

3- المكتبة المركزية: لنشر كتب الجماعة ورسائلها، وقد بلغ عدد منشوراتها للآن 190 كتابا بين صغير وكبير، وهي تعد من أكبر مكتبات باكستان، وهي من أهم الوسائل المالية للجماعة. وجدير بالذكر أن كثيرا من كتب الجماعة قد نقلت ولا تزال تنقل إلى 15 لغة من اللغات العالمية والمحلية.

4- شعبة النشر والدعاية: لنشر أخبار الجماعة وإعلاناتها في مختلف الجرائد والمجلات في داخل البلاد وخارجها والإشراف على مجلات الجماعة وجرائدها، ولها فروع في كل محل في باكستان.

5- شعبة التربية: لتربية أعضاء الجماعة ومتفقيها تربية علمية وعملية وتنظيمية وخلقية.

6- شعبة العمال: لتنظيم العمال والمزارعين والموظفين الأدنين في دوائر الحكومة ومصالحها وفي المعامل والمتاجر الشخصية ومساعدهم في مشاكلهم وإصلاح العلاقة بين المستأجرين والأجراء حسب أحكام الإسلام وتعاليمه، وهناك نحو خمسين نقابة للعمال في باكستان كلها تحت إشراف هذه الشعبة.

7- شعبة خدمة العامة: لجمع الصدقات والتبرعات من الأغنياء ومساعدة الفقراء واليتامى والأيامى والأسراء والمنكوبين وغيرهم بها. فتحت إشراف هذه الشعبة الآن هناك أحد عشر مستشفى متنقلا وتسعة وأربعون مستشفى ثابتا في باكستان كلها لعلاج المرضى من الفقراء والمعوزين مجانا، وقد وزعت هذه المستشفيات في سنة 55-1956 وحدها الدواء بين نحو 000 1

.900 مريض وأنفقت عليه نحو ثلث مليون روبية، وكذلك ساعدت المصابين بالسيول في شرقي باكستان سنة 1955 وحدها بملابس ومرافق أخرى تبلغ قيمتها مائة وخمسين ألف روبية، وكذلك قد أقامت إلى الآن 300 دار للمطالعة وعدة مراكز لتعليم الأميين.

8- شعبة النساء: لنشر الدعوة في دوائرهن والإشراف على مراكزهن في باكستان كلها.

9- دار العروبة للدعوة الإسلامية: لنقل كتب الجماعة ومنشوراتها إلى اللغة العربية ونشرها والاتصال بالعالم العربي.

10- دار الترجمة الإنجليزية: للاتصال بالعالم الغربي ونقل كتب الجماعة إلى الإنجليزية ونشرها.

11- شعبة التعليم: قد بدأنا تأسيس عدة مدارس ابتدائية وثانوية تحت إشراف هذه الشعبة في المدن والقرى.

5- تـاريـخـها:

   لإيجاز تاريخ هذه الجماعة ودعوتها يمكن أن يقسم إلى أربع مراحل:

1- مرحلة النقد والتبليغ (1938-1941): في سنة ثمان وعشرين نشر الأستاذ المودودي كتابه «الجهاد في الإسلام»، وفي سنة ثلاثة وثلاثين شرع في إصدار مجلة شهرية (ترجمان القرآن)، وطفق يبذل سعيه بصفته الفردية لتكوين فكرة سليمة للإسلام ونظمه في أذهان المسلمين وانتقاد الآراء والنظريات الجانحة عن محجة الصواب، والكشف عن مواطن الضعف في تصور القوم للإسلام، وقد ألف ونشر في هذه المرحلة من الكتب ما يلي:

1- الثقافة الإسلامية ومبادؤها

2- مسألة الجبر والقدر.

3- حقوق الزوجين

4- الإسلام وتحديد النسل.

5- مبادئ الإسلام

6- الربا

7- موقف الإسلام من القومية

8- الحجاب

9- مجموعة خطب أيام الجمعة

10- نظرية الإسلام السياسية

11- نظرة في العبادات الإسلامية

12- تاريخ تجديد الدين وإحيائه

13- منهاج الانقلاب الإسلامي

14- المصطلحات الأربعة في القرآن: الإله والرب والدين والعبادة

15- الإسلام والجاهلية.

16- النظام الجديد للتربية والتعليم

17- معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام

18- الجزء الأول من التفيهمات في البحوث عن المسائل المهمة في الفقه والكلام

19- التنقيحات في نقد الآراء المضطربة عن الإسلام ومبادئه

20- الإسلام ومعضلات السياسة الهندية في ثلاثة أجزاء

2- مرحلة التربية والاستعداد (1941-1947): مما لابد من الاعتراف به أن أغلبية المسلمين وجمعياتهم في الهند ما تقبلت نظرية الإسلام الخالصة وما زالت تسعى إلى أهدافها الوطنية والقومية، حتى رأى الأستاذ المودودي أن قد آن الوقت لينخرط الذين تأثروا بالدعوة الإسلامية الخالصة في سلك واحد، فاجتمع في شهر أغسطس سنة إحدى وأربعين على دعوته خمسة وسبعون رجلا في لاهور من مختلف أنحاء البلاد وجميع طبقات الأمة، وأسسوا الجماعة الإسلامية، وانتخبوا الأستاذ أبا الأعلى المودودي أميرا لها.

   شرعت الجماعة الإسلامية في مهمتها بتعميم الدعوة، ونشر فكرة الإسلام، ففي جانب ما زال الأستاذ المودودي يدون آراءه وأفكاره في مجلته (ترجمان القرآن)، ويلقي المحاضرات في مواضيع عمرانية أمام طلاب الجامعات وأساتذتها، كما ظهر في الجماعة نخبة من المؤلفين وقفوا حياتهم ومواهبهم لاستجلاء محاسن الإسلام بأسلوب عصري متين، وفي الجانب الآخر عنيت الجماعة بتربية أعضائها على الأخلاق وأداء شهادة الحق القولية والعلمية.

وكان جل اعتمادها في مهمة التربية على أمور ثلاثة:

(آ) التبليغ: من واجبات كل عضو أن يزود نفسه بما يقدر من العلم والدراسة ويعرض الدعوة ومطالبها وتفاصيلها على كل من يتصل به من ذوي قرباه وغيرهم من المسلين وغيرهم، ويلزم نفسه الصدق وقول الحق والكسب الحلال.

(ب) المحافظة على نظام الجماعة.

(ج) حرية النقد في داخل الجماعة وخارجها.

   ولا عجب إذا قلنا ذلك أن أعضاء الجماعة ما زاد عليهم في هذه المرحلة على ستمائة وخمسة وعشرين رجلاً.

   أما الكتب والرسائل التي نشرتها الجماعة في هذه المرحلة علاوة على صحفها ومجلاتها الشهرية والأسبوعية فهي:

1- الجزء الأول من الرسائل والمسائل (يحتوي هذا الكتاب على ما ورد على الأستاذ المودودي خلال السنوات الماضية من رسائل الناس وأسئلتهم عن مختلف شؤون الحياة ومشاكلها وأجوبته عليها).

2- الشروع في تدوين تفسير القرآن (تفهيم القرآن الذي قد وصل حتى الآن إلى سورة الشعراء).

3- طريق السلام.

4- الدين القيم.

5- عقاب المرتد عن الإسلام.

6- نظرية الإسلام.

7- حقيقة الشرك.

8- حقيقة التوحيد.

9- حقيقة التقوى.

10- الشيوعية والنظام الإسلامي.

11- شهادة الحق.

12- دعوة الدين ومنهاج القيام بها.

13- دعوة الجماعة الإسلامية.

14- فساد العالم وإصلاحه.

3-مرحلة الكفاح والنضال: تبدأ هذه المرحلة مع انقسام القارة الهندية إلى قطرين، هند وستان وباكستان في شهر أغسطس سنة 1947.

   كان من التأثير المباشر لتقسيم البلاد أن انفصلت الجماعة الإسلامية في باكستان عن أختها في الهند انفصالا كليا.

   أما الأعضاء في الهند فقد نظموا أنفسهم على إثر التقسيم على الفور وأسسوا مراكزهم في مدينة رام بور وانتخبوا الأستاذ أبا الليث الإصلاحي (نسبة إلى مدرسة الإصلاح في أعظم كره) أميرا لهم وهم لا يزالون بتوفيق من الله وتأييده قائمين بنشر الدعوة على عدم توافق الأحوال واضطراب الأمور ويذوقون في هذا السبيل من المحن والشدائد ما لا مجال لذكر تفاصيله في هذه العجالة.

   أما الجماعة الإسلامية في الباكستان، فاضطرت إلى أن توسع نطاق عملها وتقوم بدعوة عامة الشعب ورجال الحكومة إلى إحياء نظام الإسلام في صورته الكاملة الحية، وذلك لعدة أسباب من أهمها -كما لا يخفى على القراء الكرام- أن باكستان ما كانت أقيمت إلا باسم الإسلام، ولأجل أن تؤسس فيها حكومة الإسلام الفكرية بدل حكومة المسلمين القومية، ولكن كما أنها توجد في كل قطر من الأقطار المسلمة في العالم طبقة عليا من الموظفين والمترفين قد انحرفت عن الإسلام ومالت إلى اللادينية في سبيل أهوائهم النفسية ولتأثرهم بالثقافة والعلوم الغربية، كذلك توجد منهم طبقة في باكستان أيضا.

   وكما أن النزاع قائم في كل قطر بين هذه الطبقة وبين عامة المسلمين والعلماء والمثقفين المحبين للإسلام، فكذلك ما زالت وما تزال الحرب قائمة بين هذه الطبقة وبين الجماعات والعناصر العاملة للإسلام، ظلت هذه الطبقة عقبة كأداء طوال ثمان السنوات الماضية في سبيل الدستور الإسلامي للبلاد، ولكنها باءت بالفشل وانكسرت شوكتها أخيراً إلى حد أن قد تم وضع الدستور الجديد لباكستان على الأسس الإسلامية، وذلك نتيجة لمساعي الجماعة الإسلامية والجماعات الدينية الأخرى في البلاد بعد توفيق من الله وعونه، ومما قد اعترف به في هذا الدستور الجديد أن ليست الحاكمية إلا لله وحده، وأن كل ما تتمتع به الدولة الباكستانية من صلاحيات الحكم وسلطاته إن هو إلا وديعة لها من الله تعالى. وكذلك مما يعترف به هذا الدستور أن الحكومة من واجبها أن تعمل على إعداد المسلمين لقضاء حياتهم وتكييف أوضاعها حسب مبادئ الإسلام وتعاليمه، وتبذل الجهود لاستئصال المنكرات والأمور المنهي عنها في الشريعة.

وقد ألزمت الحكومة في هذا الدستور أن تعمل لسد باب الربا والفواحش والقمار، وتقيم في البلاد العدالة الاجتماعية وفق مبادئ الإسلام وأصوله. ومن المواد المستقلة لهذا الدستور أن لا يوضع في البلاد في المستقبل قانون يخالف الكتاب والسنة وأن تغير تدرجا القوانين الحاضرة حتى تكون وفق أحكام الإسلام، وقد ألفت لهذا الغرض لجنة خاصة تستعرض القوانين السابقة وتبين ما فيها من الأمور المخالفة للكتاب والسنة وما يمكن إدخاله فيها من الإصلاح، ومن واجبات هذه اللجنة نفسها أن تدون أحكام الكتاب والسنة في صيغة مجلة للأحكام لتكون كالنبراس في سبيل التشريع في المستقبل.

   أما الكتب والرسائل التي نشرتها الجماعة في هذه المرحلة الثالثة، فهي:

1- الجزء الثاني من كتاب الرسائل والمسائل.

2- نظام الحياة في الإسلام.

3- القانون الإسلامي وطرق تنفيذه في الباكستان.

4- حقوق أهل الذمة في الدولة الإسلامية.

5- مسألة ملكية الأرض في الإسلام.

6- أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة.

7- الجزء الثاني من كتاب التفيهمات.

8- موقف الإسلام من التأميم

9 المرأة الباكستانية على مفترق الطرق.

10- نظام الدولة الإسلامية في أربعة أجزاء.

11 خطة الجماعة الإسلامية في الانتخابات ومنشورها لها.

12- أسس الدستور الإسلامي.

13- نحو الدستور الإسلامي.

14- المسألة القاديانية.

15- البيانات.

4- مرحلة الإنشاء والتعمير: وبعد وضع الدستور الجديد لباكستان قد دخلت الجماعة الإسلامية مرحلة جديدة لبذل المساعي والجهود، وهي أن تعد المجتمع في جانب لتطبيق الدستور الإسلامي وتنفيذه، وأن تعمل في الجانب الآخر لإصلاح نظام حكم البلاد ولإصلاح قوانينها، ولكل ذلك قد رسمت أمامها نهجا للعمل من أهم نقاطه.

1- تعليم خمسة وعشرين ألف أمي في ثلاث سنين.

2- الزيادة في عدد المتفقين للجماعة حتى يبلغ أربعين ألف شخص في ثلاث سنين.

3- إقامة دار للعلوم الشرعية العليا تقوم بإعداد العلماء.

واسعي النظر المتصفين بفضائل الأخلاق. (وقد أسسناها فعلا في الشهر الماضي).

4- إقامة خمسمائة دار للمطالعة في ثلاث سنين.

5- تأسيس إدارة تهتم بتعليم النساء على الطريق الإسلامي وإنشاء دار للنشر والإشاعة لهن خاصة.

6- إقامة إدارة لتدريب المثقفين من الشباب على التحقيق العلمي.

7- نقل جميع كتب الجماعة ومنشوراتها الإدارية إلى اللغة الإنجليزية.

8- إقامة إدارة تقوم بنقل الكتب الإسلامية المهمة إلى اللغة الأردية.

9- نقل جميع منشورات الجماعة بالأردية إلى اللغة البنغالية أي لغة أهالي شرقي باكستان (لأن شرقي باكستان يزيد عدد سكانه عن نصف عدد سكان باكستان كلها، ولغتهم البنغالية كأنها خالية من الكتب الإسلامية).

10- البدء بحركة شاملة دائمة في باكستان كلها للقيام في وجه المنكرات والفواحش.

11- بذل السعي لإنجاح الرجال الصالحين الأكفاء في الانتخابات ليسيروا نظام الحكومة على الطريق السوي وفق روح الدستور الجديد ويدخلوا في الدستور من التعديلات ما يطهره من المعايب والنقائص الموجودة فيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

   وقد تولى إمارة الجماعة الإسلامية كل من: الإمام المودودي، وأمين أحسن الإصلاحي، وميان طفيل محمد، وقاضي حسين أحمد، وسيد منور حسن، وسراج الحق حفظه الله.

قاضي حسين أحمد الزعيم السابق للجماعة الإسلامية في باكستان

   قاضي حسين أحمد هو الزعيم السابق للجماعة الإسلامية في باكستان، يعتبر أحد علماء الدين ورواد السياسة في باكستان، وكان حسين أحمد أحد المناهضين للاحتلال الأمريكي لأفغانستان، بدعوى الحرب على الإرهاب، إضافةً لمعارضته لنشاطات الجيش الأمريكي في باكستان.

المولد، والنشأة:

   ولد قاضي حسين أحمد عام 1938م، في إقليم بيشاور في باكستان.

الدراسة، والتكوين:

درس مراحل التعليم المختلفة في مدارس بيشاور، ثم تخرج في قسم الجغرافيا في جامعة بيشاور الباكستانية.

الوظائف، والمسؤوليات:

وعمل في مهنة التدريس بإحدى الجامعات لمدة 3 سنوات؛ ليتفرغ بعدها لعمله الخاص.

دوره في الجماعة الإسلامية:

تأثر بأفكار الإمام المودودي، ونعيم صديقي، فانضم إلى «الجماعة الإسلامية في باكستان» أثناء دراسته، وأصبح عضواً فيها عام 1970م. وفي عام 1986م تم انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ الباكستاني، الذي استقال منه عام 1996 احتجاجاً على الفساد السياسي.

   تولى زعامة «الجماعة الإسلامية الباكستانية»، في أكتوبر عام 1987م، وذلك بعد خلافات مع زعيمها السابق، ميان طفيل محمد.

عُرف عنه قدرته على حشد الشارع الباكستاني في تظاهرات مليونية، وقاد بنفسه التظاهرات ضد حكومة بوتو الثانية في نوفمبر عام 1996م؛ الأمر الذي كان سبباً رئيساً في سقوطها.

انتخب عضواً في الجمعية الوطنية الباكستانية في عام 2002م. في مارس عام 2009م استقال من رئاسة الجماعة الإسلامية وتفرغ لإقامة الندوات واللقاءات مع مختلف الشخصيات.

دوره في حرب الأفغان ضد الروس:

   لعب قاضي حسين أحمد دوراً مهماً خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان (1979 – 1989)، خصوصاً مع استضافة مدينة بيشاور جماعات المقاتلين الأفغان.

   وكان قاضي حسين أحمد على اتصال وثيق بالمجاهدين الأفغان، وكان على علاقات شخصية ووثيقة مع كبار القادة الأفغان. لعب دورا محوريا في إدخال الجهاد الأفغاني إلى العالم الأجنبي واكتساب البلاد لصالح الحركة.

   وفي عهده تحولت منطقته في إقليم بيشاور الواقعة على الحدود الباكستانية الأفغانية أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان- مركزاً لمنظمات الإغاثة العربية والعالمية، واستضافت مستشفيات ومراكز رعاية ودوراً للأيتام وعدة مدارس لأبناء اللاجئين الأفغان.

ومن الملفت للنظر أن الجماعة الإسلامية عارضت إجراءات الرئيس الباكستاني ضياء الحق، عندما أراد تطبيق الشريعة الإسلامية في أواخر أيام حكمه، ورأى أمير الجماعة القاضي حسين أن التحرك الحالي لتطبيق الشريعة ذو طابع سياسي، يهدف إلى تمييع الانتخابات وفرض الحظر على الأحزاب السياسية.

وأثناء قيادته الجماعة الإسلامية كوّن حسين أحمد علاقات قوية مع التيارات الإسلامية في الدول العربية، ودول الخليج خاصة، سرعان ما ضعفت تلك العلاقات بعد الغزو العراقي للكويت العام 1990م؛ لأنه وقف ضد التدخل الأميركي في الخليج، وقال بعد إعدام صدام حسين: "صدام حسين تعرّض للظلم بسبب تحديه لتكبّر بوش".

كما قاد مسيرة لمجلس العمل المتحد تحالف الأحزاب الإسلامية المعارضة في باكستان للاحتجاج على قانون "حماية المرأة" في 2006م.

واتهم الهند بالوقوف خلف تفجير فندق "ماريوت" بالعاصمة الباكستانية الذي أوقع بغية "زعزعة استقرار إسلام أباد، وتجريدها من تأثيرها الإقليمي والدولي".

رؤية القاضي حسين لنظرية صراع الحضارات بين الإسلام والغرب:

   في حوار معه أجراه "أحمد زيدان" لقناة الجزيرة أوضح الكثير من رؤيته للصراع الذي تقوده أمريكا والمسمى صراع الحضارات حيث يقول: "نظرية صراع الحضارات، هذه النظرية التي تريد بعض الجهات فرضها وتقريرها، وأن يكون هناك صراع، ويريدون أن تكون نتائج هذا الصراع الحضاري لصالحهم من خلال فرض حضارة واحدة فقط، ولا يريدون للحضارة الإسلامية أن تظل قائمة، بل يريدون هزيمة الحضارة الإسلامية أو إزالتها من وجه الأرض؛ ولهذا اخترعوا هذه النظرية بقصد إنشاء نظام دولي جديد ولتأسيس نظام تكون فيه السيادة للحضارة الغربية، وهذا يعني أن الناس المسئولين عن هذه النظرية.. نظرية صراع الحضارات هم أعداء، وهم أناس ضيِّقوا الأفق؛ لأنهم لا يريدون للحضارات الأخرى البقاء على وجه الأرض.. هذه حرب الحضارة الأمريكية، حرب الرأسمالية ضد جميع الجنسيات، الأوروبيون والمسلمون كلهم مهدَّدون، وكل شخص مهدَّد، إنهم يريدون الهيمنة لأمريكا فقط".

موقفه من العلاقة الباكستانية الهندية:

حول موقف الجماعة الإسلامية من العلاقة الباكستانية الهندية يجيب القاضي حسين أحمد في حوار تليفزيوني بقوله: "الهند ومنذ بداياتها المبكِّرة لها علاقات وروابط قوية مع أفغانستان، وهذا جزء من سياستهم من أجل استخدام أفغانستان ضد باكستان، وقد ثبَّتوا جذورهم هناك منذ قيام دولة باكستان.. ولا أعتقد أنه يمكن بناء جو من الثقة (بين البلدين) دون حل مسألة كشمير، هذا غير ممكن؛ لأنهم يحتلون الكشميريين ويعذبونهم ويقتلونهم، وهناك سبعمائة ألف جندي هندي يحتلون وادي كشمير الصغير، ونحن نذهب إلى الهنود لبناء الثقة معهم، كيف ذلك؟ إن ذلك غير ممكن في ظل تواصل القتال في كشمير.. ونحن لسنا ضد الحوار، فنحن مع الحوار، ولكننا نقول: إن ذلك لن ينجح، ولن يكون له معنىً إلا حينما تعلن الهند وتقول: إن كشمير ليست جزءاً منها، وإن كشمير منطقة متنازع عليها، ويجب حل هذا النزاع بواسطة الجماهير الكشميرية والشعب الكشميري، هناك شرطان، الأول: القبول بأن كشمير متنازع عليها.

والثاني: الكشميريون يقررون بشأن هذا النزاع، ودون هذين الشرطين لن يكون هناك معنىً لهذا الحوار".

موقفه من القضايا الإسلامية:

   كان لقاضي حسين دور ريادي في القضايا المصيرية التي تهم الأمة الإسلامية وأهمها قضية فلسطين وكشمير وأفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وبورما، وسافر للعديد من الدول الإسلامية للتباحث بشأن هذه القضايا مع الجماعات الإسلامية الأخرى، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وقد وجه أمير الجماعة انتقادات لاذعة إلى الجنرال مشرف، رئيس باكستان السابق، علي خلفية اللقاء الذي جمع خورشيد قصوري وزير الخارجية الباكستاني مع سيلفان شالوم وزير الخارجية الصهيوني في مدينة إسطنبول التركية في سبتمبر 2005م.

   ووصف قاضي حسين أحمد اللقاء بأنه "جريمة كبرى ووصمة عار على جبين حكومة برويز مشرف، مؤكداً أن الشعب الباكستاني يرفض ويتبرأ من أعمال مشرف"، وقال: "إنه يتبرأ منه أمام الله وأمام الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن الحكومة الباكستانية خسرت كل مبادئها الدينية والأخلاقية والسياسية جرّاء لقاء قصوري مع شالوم.

قاد مسيرة لمجلس العمل المتحد تحالف الأحزاب الإسلامية المعارضة في باكستان للاحتجاج على قانون «حماية المرأة» في 2006 م.

عارض حكومة برويز مشرف العسكرية لأنها غير شرعية وغير منتخبة.

اتهم الهند بالوقوف خلف تفجير فندق «ماريوت» بالعاصمة الباكستانية الذي أوقع بغية «زعزعة استقرار إسلام أباد، وتجريدها من تأثيرها الإقليمي والدولي».

زيارته لعدد من البلاد الإسلامية:

وفي عهد قاضي حسين إبان توليه رئاسة الجماعة زار قاضي السودان مرات عدة أهمها في مؤتمر المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي انعقد في الخرطوم في عام 1991، والثانية في مايو من العام2000 عندما وصل الخرطوم ضمن مبادرة علماء الأمة الإسلامية والدعاة التي تداعوا إليها من عدة أقطار، منهم القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعبد المجيد الزنداني والراحل الدكتور فتحي يكن رئيس جماعة الإخوان المسلمين التي كانت ضمن مبادرات عدة لرأب الصدع القائم حتى الآن بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي اللذين حتى اليوم كما هما بتلك الفترة.

اعتقاله:

تعرض قاضي حسين أحمد للعديد من الاعتقالات على يد السلطات الأمنية الباكستانية سواء للانتقادات اللاذعة للحكومة والسياسة الباكستانية أو التحالف الأمريكي.

   وقد كان أول استدعاء له من قبل الأمن الباكستاني عام 1978م، كما اعتقل في عهد الجنرال برويز مشرف عام 2002م.

   فأصدرت جماعة الإخوان المسلمون بياناً بشأن اعتقال القاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية في باكستان

01-04-2003

   إن ما يجري في باكستان يدعو إلى التوقف عند هذه الأحداث والنظر إليها بعين الاعتبار، فهذه الهجمة الشرسة على الإسلاميين بصفة خاصة يثير تساؤلات .. ماذا وراء هذه المخططات؟ وماذا تجني الأمة الإسلامية عامةً والباكستانية خاصةً ؟؟وكيف لنا أن نتدارك ما يدبر للإسلام في هذه الآونة الحرجة ويربط الإسلام بالإرهاب.

   لازلنا نؤكد أننا ضد الإرهاب بكل صوره ومعاونيه، سواء كان من الحكومات أو الأفراد، وإن معالجة قضايا الوطن الإسلامي بهذه الطريقة التي ترضي الأمريكان وتحقق لهم آمالهم، ستكون عاملاً خطيرًا في تمزيق الأمة الإسلامية، ولن تجني الأمم والحكومات الإسلامية إلا الخسران والضياع.

   إننا نهيب بالحكومات والشعوب الإسلامية أن تتنبه لما يحاك لها من مخططات التخريب والتدمير، ولن يتأتى هذا إلا بحسن التمسك بمنهج الله والالتزام بما يرضي الله، والعمل على نزع فتيل الخلافات، والعمل على لم الشمل، والالتقاء على الحق والتواصي به.

   لقد استغلت حادثة الهجوم على البرلمان الهندي ذريعة لتصفية الحسابات مع مجاهدي كشمير، وتعدى الأمر إلى التعامل مع الجماعات الإسلامية بما لا يليق ولا يتفق مع قيم هذه الجماعات وتاريخها المشرف، بخاصة الجماعة الإسلامية وعلى رأسها العالم الجليل "القاضي حسين" الذي كان ولا يزال صورةً مشرفةً للمجاهد العالم الذي يحرص على مصلحة أمته، ويتعامل في إطار الشرعية ملتزمًا بقوانين البلاد وأصولها، ولكن اختلط الحابل بالنابل، وتوسعت الاعتقالات لتشمل أكثر الناس إخلاصًا لأمتهم، وأكثرهم حرصًا على تقدمها.

   إننا نستنكر ما تتعرض له الجماعة الإسلامية في باكستان وزعيمها "القاضي حسين أحمد "وهم أبعد ما يكونون عن تهم الإرهاب، ولم يكن في ماضيهم إلا كل طيب ومشرق، وننبه إلى ضرورة التعرف لما يكاد للمسلمين وللإسلام في هذه المرحلة الحرجة، نطالب الرئيس مشرف أن يراجع نفسه فيما اتخذ من إجراءات ويتعامل مع هذه القضية بما يحقق لأمته أمنها واستقرارها.

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 3 من ذي القعدة 1422هـ

17 من يناير 2002م

dfdf10752.png

حوار مع أمير الجماعة الإسلامية في باكستان: قاضى حسين احمد.

   برزت باكستان في بؤرة الأحداث العالمية بعد مسلسل التفجيرات والأحداث التي صاحبت عودة واغتيال بناظير بوتو، واستقالة برويز مشرف بسبب أداء الحكومة العسكرية الذي كان غاية في الضعف وبسبب إعراضها عن تطلعات الشعب ومطالبه، مما أدى إلى تمرير الكثير من المخططات الغربية في المنطقة، وللحديث عن ظروف وملابسات تلك الأحداث، التقينا بالشيخ قاضي حســين أحمـد، أمير الجماعـة الإسلامية في باكستان، وهي من أكبر الجماعات الإسلامية في شبه القارة الهندية، وأكثرها تأثيراً في الساحة السياسية الباكستانية.

   ذهب برويز مشرف، وقد يذهب معه التحالف الأمريكي الباكستاني، فهل يا ترى تحققت المصالح التي تطمح إليها باكستان؟! أم أن أمريكا لم تكن ترى إلا مصالحها؟

بداية، تحالف برويز مع أمريكا، كان بسبب ضعفه الشخصي، عندما كان بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة وقام بزيارة للهند توقف في باكستان لساعات، واشترط لذلك ألا يصافح برويز مشرف أمام عدسات الكاميرات؛ لأنه حاكم عسكري غير دستوري قد سيطر على الحكم عنوة.

   هذا الأمر ظل بمثابة نقطة ضعف لدى برويز مشرف، وعندما هدده الرئيس بوش وخيّره بين أن يكون مع أو ضد، اختار الرئيس غير الدستوري الوقوف مع أمريكا، ثم قامت الآلة الإعلامية الحكومية بمحاولة إقناع الشعب بأن باكستان إن لم تقف مع أمريكا فسوف ترجع إلى العصر الحجري كما هدد به بوش، وتناسى مشرف أن باكستان دولة نووية، وكان يجب أن يتخذ موقفاً مغايراً لموقفه ذلك ولو كان أشرك الشعب في اتخاذ القرار لكان الوضع مختلفاً، ولكنه أخلد إلى الأرض ومنذ تلك اللحظة و باكستان في ذل وهوان مستمر، لا نهاية له حيث فقدنا استقلاليتنا.

وتسببت سياسة مشرف في الإيقاع بين الجيش والشعب، كما أن القوى الجهادية والمناطق القبلية والمدارس الدينية كل هذه الفئات أصبحت في حالة امتعاض من سياسات الحكومة العسكرية.

   وبالتالي فإن الحكومة قد وقعت في فخ وشراك كبير، لأن النفوذ الأمريكي يتزايد والقواعد الأميركية موجودة في مناطق حساسة وبالتالي وقع البرنامج النووي تحت تهديدهم المباشر.

لماذا لم تستفد باكستان من قوتها النووية في لعب دور قيادي ومحوري في العالم الإسلامي؟

الطاقة النووية لا تكفي لذلك، لا بد من القوة الأخلاقية والاعتماد على الله، ثم الثقة في النفس وبُعد النظر، أهمية القوة المادية تأتي في الدرجة الثانية في قائمة مواصفات القيادة.

المؤسف أن معظم حكام العالم الإسلامي يفقدون الاعتماد على الذات، وهم عالة على الغرب، ومحرومون من القوة الأخلاقية، ولا يملكون أي مشروع للتخلص من المخالب الغربية الاقتصادية.

هناك صراع بين الجماعات الإسلامية في باكستان، وبين الاتجاهات العلمانية، ما هي أبعاد الصراع ؟

قد لا تملك الأحزاب الدينية قوة انتخابية كبيرة، ولكن من حيث تأثيرها في المؤسسات الوطنية المختلفة فتملك خبرة طويلة لممارسة الضغوط الشعبية على الحكومة عبر تنظيم حركات احتجاجية سلمية كبيرة.

كما أنها تحظى بعلاقات واسعة مع كل الفئات الشعبية، وتصل قنوات اتصالاتها إلى داخل المؤسسة العسكرية؛ فكلنا أبناء هذا البلد.

ولا يمكن لأي حكومة عسكرية كانت أو غيره أن تحول باكستان إلى تركيا، كما أنها لم ولن تتمكن أية حكومة مقبلة أن تسبح عكس التيار الإسلامي للشعب الباكستاني.

أمريكا تدرك أبعاد هذا السيناريو، ولذلك تسعى لتكوين حكومة تلبي احتياجاتها من ناحية، وتلهي الأحزاب الدينية بوعودها المعسولة من الناحية الأخرى، ولكن لن نخدع بذلك إن شاء الله، وسوف نحدد سياساتنا في ضوء المصالح الإسلامية، وفي ضوء مصالح الأمة الإسلامية، وفي ضوء المتغيرات الدولية.

هناك اتجاه غربي لتقزيم دور الأحزاب والجمعيات والمدارس الدينية في باكستان، ما موقفكم؟

الأحزاب السياسية التي حكمت باكستان لم تختلف عن حكومة مشرف في تعاملها مع أمريكا، ولكن لا يمكن للحكومة المنتخبة أن تستسلم للولايات المتحدة الأمريكية استسلام الحكومات غير الدستورية، لذلك نحن سعى أن تكون هناك حكومة ديمقراطية منتخبة بدلاً من الحكومة الديكتاتورية، وهو الأمر الذي يكبح جماح الحكومة العسكرية نحو تضييق الخناق على الأحزاب الدينية.

هل هناك أعمال مشتركه أو تعاون بينكم وبين الجماعات الدينية الأخرى في باكستان ؟

نعم، هناك مجلس العمل الموحد، وخرج الآن بدستور وبرنامج انتخابي موحد يضم جميع المدارس الفقهية، ويضم ستة أحزاب دينية رئيسة: الجماعة الإسلامية، جمعية علماء الإسلام، جمعية علماء الإسلام، جمعية علماء باكستان، جمعية أهل الحديث، الحركة الإسلامية (الحركة الجعفرية سابقاً)، واستطيع القول بأن بين هذه الأحزاب تنافس تقليدي، ولكن بما أنها جزء في التحالف الواحد بدأ تنافسها هذا يتحول إلى تعاون وتآلف، وهناك خلافات فقهية موجودة ولا يمكن القضاء عليها فوراً، ولكن إدراكاً من الجميع للتحديات الدولية الكبيرة يشعرون ويدركون أهمية مثل هذا التحالف. ويسعون أن يتفادوا الخلافات ويركزوا على المشتركات

كيف تنظر لجيران باكستان ، الصين، الهند، إيران ؟

بدخولباكستان مع أمريكا تأثرت صداقتنا مع الصين تأثراً سلبياً كبيراً، ولم يعد ذلك الدفء الذي تفتخر به باكستان في صداقتها مع الصين، وإن بدا عكس ذلك، كما أن هناك جهوداً خارجية للتأثير على علاقاتنا مع إيران ؛ وذلك من خلال إثارة النزاعات الطائفية بين الشيعة والسنة، ولم تعد إيران في الدرجة المطلوبة من الصداقة مع باكستان ، ومن المؤسف أن اغلب دول المنطقة بالإضافة إلى دول الخليج تقع تحت التأثير الهندي الكبير، والهند تستغل عدد سكانها الكبير وقوتها الاقتصادية للتأثير على هذه الدول، ولكن المستقبل يشير إلى ضرورة التقارب بين هذه الدول وخاصة الدول الإسلامية والصين، وهذا ما تحاول أمريكا تفاديه ومحاصرته.

بما أنك ذكرت الهند، سباق التسلح بين الهند و باكستان إلى أين يسير؟ وهل شبح الحرب الذي تلوّح به الهند شبح حقيقي أم لا؟

التهديد الهندي بضوء أخضر غربي، فهناك سياسات غربيه نجحت لحد ما في إبعاد القبائل عن القوة الدفاعية ثم إبعاد الحركات الجهادية وبالقضاء على حكومة أفغانية صديقة وفرض حكومة تعادي باكستان ، كل ذلك للنيل من المواقف الباكستانية.

وسيلتهم الأساسية في كل ذلك ممارسة الضغوط على باكستان ؛ فلو تحققت مآربهم عبر الضغوط والتهديد فقط فما ضرورة الحرب إذن؟

والجميع يدرك خطورة وأبعاد الحرب بين القوتين النوويتين.

بالنسبة لحكومة زرداري، برأيك هل ستعمر طويلا ؟

لم يتضح بعد التوجه الذي ستسلكه الحكومة الجديدة، حيث سياسة برويز مشرف ما زالت قائمة، لكن في نظري أن هذه الحكومة لن تمكث لمدة طويلة، وذلك بسبب الحالة الأمنية والوضع الاقتصادي الصعب التي تعاني منها باكستان، وبما أن باكستان بلد ديمقراطي فإن الأقلام والأصوات لن تصمت عن الحديث، ولذلك لن تستطيع حكومة غير شعبية أن تمكث طويلا، وبالإضافة فإن هناك إجراءات لانتخابات جديدة وفي حالة قيام هذه الانتخابات مستحيل، أن ينجح الرئيس الحالي في الانتخابات القادمة، وهي أمنيه بعيدة المنال.

   الشيخ القاضي حسين أحمد‏ دعا قادة العالم الإسلامي إلى توفير خطاباتهم المعهودة والاستعاضة عنها بالأفعال:

   دعا زعيم مجلس التضامن الإسلامي، وأمير الجماعة الإسلامية السابق والعضو في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ قاضي حسين أحمد في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة إسلام آباد دعا فيه قادة العالم الإسلامي إلى توفير خطاباتهم المعهودة والاستعاضة عنها بالأفعال تجاه ما يجري من حرب إسرائيلية مجنونة على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وكان حاضرا في المؤتمر الذي عقد في مقر المجلس كلا من الشيخ ميان محمد أسلم أمير الجماعة الإسلامية في إسلام آباد، ونائب أمير الجماعة زبير فاروق وكذلك نائب الأمين العام ثاقب أكبر.

كما دعا قاضي حسين إلى جعل يوم الجمعة القادم يوما للاحتجاج وخروج المسيرات المطالبة برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني المظلوم ودعا جميع الأئمة وخطباء المساجد إلى جعل مواضيع خطبهم دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني إلي جانب ذكري مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه.

وعبر قاضي عن أسفه وتنديده بالموقف الأمريكي الحامي والمبارك لآلة القتل الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينيى الأعزل بأن باركت الصواريخ والغارات الإسرائيلية على القطاع. وحث قاضي في خطابه زعماء القمة الثمانية الإسلامية المزمع عقدها في إسلام آباد يوم 22 نوفبر إلى اتخاذ المواقف الثابتة تجاه الحقوق الفلسطينية وتحويل الأقوال إلى أفعال ، كما طالب اتحاد الدول الإسلامية الثمانية بالأخذ بيد 57 دولة إسلامية إلى استصدار مواقف متفق عليها تحت غطاء منظمة الدول الإسلامية، وقال أن أمريكا سلطت على الشعوب إسلامية حكاما موالين لها، داعيا الشعوب الإسلامية للضغط على حكامهم من أجل التحرر من القبضة الأمريكية ، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية لا يمكن لها أن تقف في وجه القوى الاستعمارية إلا عندما يلتقي هم الحكومات والجيوش الإسلامية مع هموم الشعوب ومطالبهم العادلة، وأضاف قاضي متسائلا أن المواقف الأمريكية في فلسطين وأفغانستان وكشمير بدت واضحة أنها لا تصب في مصلحة المسلمين فلماذا نواليها ونقف متحدين معها في الصفوف الأولى؟ لقد عملت أمريكا على بث بذور الفتنة والفرقة بين المسلمين على أسس متعددة وغذت ناراً جعلت المسلمين يقتلون فيما بينهم، وأشار إلى أن ما يجري في باكستان من قتل وتشدد وإرهاب سببه يعود إلى طبيعة التحالف بين الحكومة الباكستانية والولايات المتحدة الأمريكية وإذا أردنا القضاء على الإرهاب وإحلال الأمن في بلادنا يجب أن ننهي ولائنا واتحادنا مع الأمريكان واستبدال هذا الاتحاد الخارجي باخر مبنيا على أصول إسلامية ويخدم مصالح الشعب الباكستاني.

واختتم قوله بدعوة زعماء قمة الثمانية إلي اتخاذ قرارات عملية فورية لوقف الحرب علي غزة ورفع الحصار عنها وحماية الشعب الفلسطيني المظلوم.

dfdf10753.png

القاضي "حسين أحمد" يشيد بالعلاقات التركية الباكستانية

   أشاد القاضي "حسين أحمد" رئيس مجلس العمل الموحد في باكستان، بالعلاقات التاريخية، التي تربط الشعبين الباكستاني والتركي، مشيرا إلى المكانة الخاصة للأتراك في قلب كل باكستاني . 04.11.2012

القاضي "حسين أحمد" يشيد بالعلاقات التركية الباكستانية

   وقال "أحمد"، في حديث أدلى به لوكالة الأناضول، أن "الباكستانيين كانوا يدعون للسلطان في خطب الجمعة في العهد العثماني، والتاريخ المشترك للشعبين خير شاهد على قربهما، وتركيا اليوم، تملك كل المقومات، التي تؤهلها لقيادة العالم الاسلامي، والشعب الباكستاني مستعد لدعمها في سبيل ذلك."

   وأعلن "أحمد"، أن مجلس العمل الموحد يسعى لعقد مؤتمر في الفترة 11-12 نشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بعنوان "وحدة الأمة"، تناقش فيه مشاكل العالم الاسلامي، وتدعو لوحدة الأمة الاسلامية، كحل لقضاياها.

   وأوضح أن المؤتمر سيعقد في العاصمة الباكستانية "اسلام أباد"، وسيدعى إليه حشد من العلماء، والمفكرين، وقادة الأديان، من كافة أنحاء العالم.

   وفي نهاية حديثه شكر القاضي "حسين أحمد" جمعية "جان صويو" للتعاون والتضامن التركية، والهيئات الاغاثية التركية الأخرى، التي نشطت طوال فترة عيد الأضحى لمساعدة الباكستانيين في تقديم أضاحيهم.

لقاء اليوم

القاضي حسين أحمد .. رؤية الجماعة الإسلامية لأوضاع باكستان

   تصريحات الرئيس الباكستاني بإعادة النظر في الاعتراف بإسرائيل، مستقبل العلاقة بين الجماعة الإسلامية الباكستانية والرئيس الباكستاني، محاولات تقليص حكومة مجلس العمل الموحد، رؤية الجماعة الإسلامية للوضع في أفغانستان، موقف الجماعة الإسلامية من العلاقة الباكستانية الهندية.

القاضي حسين أحمد: زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان

تاريخ الحلقة:

16/07/2003

أحمد زيدان: مشاهديَّ الكرام، أهلاً بكم في برنامج

(لقاء اليوم) الذي نستضيف فيه القاضي حسين أحمد (زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية) قاضي أهلاً بكم في برنامج (لقاء اليوم) في قناة (الجزيرة).

تصريحات الرئيس الباكستاني بإعادة النظر بالاعتراف بإسرائيل

   في البداية كيف تنظر إلى تصريحات الرئيس الباكستاني (برفيز مشرف) بإعادة النظر بالاعتراف بالكيان الصهيوني؟ هل تعتقد أن هذه التصريحات نتيجة لضغوط أميركية بسبب زيارته الأخيرة لأميركا أم ما هي خلفية هذه التصريحات؟

القاضي حسين أحمد: لم تقرر الحكومة الباكستانية أي شيء حتى الآن، والتصريحات التي صدرت عن برفيز مشرف أو من بعض أعضاء حكومته تهدف إلى قياس رأي الجماهير، وإذا ما رأوا أن رد فعلهم سيكون قوياً ضد هذه الفكرة، فإنهم سيغيِّرون موقفهم ويقولون إنهم لن يطبقوا هذه الفكرة الآن، وحتى الآن لم يتخذوا أي موقفٍ، وعندما يبدءون أي شيء عملي، فإننا سنتخذ الموقف المناسب، وحتى الآن لم يُتخذ أي موقف لإعادة التفكير والاعتراف بالدولة اليهودية.

أحمد زيدان: لكن هناك تناقض في التصريحات بين المسؤولين الباكستانيين لماذا؟

القاضي حسين أحمد: نعم هناك شروط ولكن هذه الشروط هي أيضاً انتقالية، إنهم يريدون جسَّ النبض ولا يريدون الاعتراف بأنهم يفعلون ذلك، يريدون أيضاً قياس رأي الشعب، وفي الحقيقة فإن شعب باكستان هو الذي يرفض ذلك وهناك لوبي داخل الحكومة يريد ذلك، يبررون أن الاعتراف بإسرائيل سيجلب منافع كثيرة لباكستان، لأنهم موالون لأميركا. والحكومة أيضاً موالية لها ويعتقد بعضهم أنه من الغريب موالاة أميركا ومعاداة إسرائيل، ويقولون إن أميركا وإسرائيل شيء واحد. إذا كنا موالين لأميركا ونريد صداقتها وإذا نجحنا في صداقتنا مع أميركا، فهذا سيخدم باكستان ويُعد نجاحاً لسياستنا الخارجية ويتساءلون لماذا نعارض إذن الاعتراف بإسرائيل؟ وهم يعتبرون ذلك تناقضاً، ويعتقد هؤلاء أنه لتقوية العلاقات مع أميركا والإبقاء على صداقتها فمن المنطقي أن يتم الاعتراف بإسرائيل. هذا هو اللوبي داخل الحكومة، لكن هذا اللوبي لن ينجح لأن هناك معارضة قوية لإسرائيل في أوساط الشعب الباكستاني.

أحمد زيدان: ولكن قاضي حسين، أنت تعرف أن دول عربية كبرى ودول إسلامية اعترفت بإسرائيل، هل ستكون باكستان أكثر كاثوليكية من البابا كما قال برفيز مشرف أو تكونون أكثر فلسطينية من الفلسطينيين؟ ما هو ردك؟

القاضي حسين أحمد: الفلسطينيون والعرب لم يعترفوا بإسرائيل، والشعوب العربية والشعب الفلسطيني هؤلاء هم في قبضة الديكتاتورية، ولا يمكن للجماهير العربية التحرك كما هو الحال في باكستان، والمسلمون في جميع أنحاء العالم لن يعترفوا بدولة غريبة على أرض فلسطين، الفلسطينيون مسلمون، وفلسطين أرض إسلامية، وإسرائيل دولة غريبة تماماً، وهي وجه للاستعمار الغربي العسكري والإمبريالية الغربية في أراضي المسلمين والعرب والفلسطينيين، اليهود حضروا من ثمانين دولة إلى أرض فلسطين ليشكلوا إسرائيل ويصبحوا مواطنين على أرضها ويسلبوا الفلسطينيين أرضهم ويشردونهم ويمنعونهم من العودة لبلادهم، وهم الذين كانوا قبل جيل واحد فقط مواطنين فلسطينيين، وهذا منافي للعدالة ولا يمكن قبوله أبداً.

مستقبل العلاقة بين الجماعة الإسلامية والرئيس الباكستاني

أحمد زيدان: طيب قاضي حسين أحمد، الآن بشأن موضوع المواجهة بين الرئيس الباكستاني برفيز مشرف وبين المعارضة الإسلامية أو المعارضة الإسلامية والليبرالية بشكل عام، منذ حوالي أكثر من.. منذ حوالي أشهر.. منذ الانتخابات الباكستانية وحتى الآن باكستان كلها راكدة لا يوجد أي تحرك سياسي، كلها أسيرة للـ (LFO) والتعديلات الدستورية، إلى أين تتجه العلاقة بينكم وبين الرئيس الباكستاني؟

القاضي حسين أحمد: الناس الذين وقفوا مع برفيز مشرف وقفوا لأجل أغراضهم ومصالحهم الشخصية، ومعظم الأحزاب الرئيسية سواء أكانت علمانية أم ليبرالية أم إسلامية، هي ضد نظام الديكتاتورية، وهم ضد التعديلات الدستورية، وهم ضد التعديلات التي أقرها شخص واحد وجعلها جزءًا من الدستور وهم يخالفون سياسات برفيز مشرف الداخلية والخارجية، ومجلس العمل الموحد الذي يضم جميع الأحزاب السياسية والدينية في باكستان يرفض ذلك، وحزب الشعب الباكستاني لظروفه الخاصة والتي تختلف عن ظروف باقي الأحزاب هم أيضاً ضد مشرَّف، وكذلك حزب الرابطة جناح نواز شريف له أسبابه في معاداة مشرَّف، ومعظم الأحزاب لديها أسبابها في معاداة النظام، وحتى الأحزاب الإقليمية كحزب عوام الوطني وأحزاب بلوشستان الإقليمية جميعها ضد مشرف، فمن يقف مع برفيز مشرف؟ إنهم فقط الذين يفتقدون القاعدة الجماهيرية والمنتخبين بتأثيرات الحكومة العسكرية والأجهزة الأمنية.

أحمد زيدان: لكن لا يوجد أحد -على كلامك- لا يوجد أحد مع برفيز مشرف، ولكن برفيز مشرف له أجندة، دعم الأميركان في حربها على أفغانستان، الآن مواجهة مع الإسلاميين، موضوع التعديلات الدستورية، زيارة إلى أميركا بدون.. بدون مرافقة أي عضو برلمان منتخب، حتى وزير الخارجية عضو منتخب في البرلمان الباكستاني لم يرافقه، إذن هو يفرض أجندته حتى وأنتم تقوموا بمظاهرات واحتجاجات ما تشاءون لا أحد يهتم بكم.

القاضي حسين أحمد: لم نبدأ حتى الآن احتجاجاتنا خارج البرلمان، واقتصرنا على إصدار البيانات، لقد أظهرنا عدم رضانا عما يجري من سياسات، ولم نبدأ المظاهرات الشعبية بعد، وعندما نقرر ذلك وعندما ننوي النزول إلى الشوارع، فسوف ترى أن مائة مليون باكستاني سيخرجون إلى شوارع باكستان، وبإمكاننا أن نفعل ذلك متى نشاء، ونحرك 200 أو 300 ألف يغطون شوارع إسلام آباد، وحينها ستتغير سياسة برفيز مشرف.

أحمد زيدان: هل ستقوم بهذه الاحتجاجات ومتى؟

القاضي حسين أحمد: نحن مازلنا نتفاوض ونحن منتظرون ونريد إعطاء فرصة للحوار ونريد منح فرصة للبرلمان كي يعمل بنجاح، وكذلك فرصة لنظام الرئيس ونسعى للوصول إلى نوع من التفاهم مع برفيز مشرف، وإذا فشلنا فسيكون لدينا بدائل أخرى.

أحمد زيدان: إلى متى ستستمر هذه المفاوضات؟

القاضي حسين أحمد: نحن نسعى إلى إعطاء فرصة لهذه الحوارات والنقاشات.

محاولات تقليص حكومة مجلس العمل الموحد

أحمد زيدان: نعم، ولكن الآن بدأت قضية يراها الكثيرون خطيرة الآن على مجلس العمل الموحد وهي إسقاط عضوية كل من يحمل شهادة وفاق المدارس، هناك ما يقال حوالي 34 عضو برلمان بالـ MMA يحملون شهادة وفاق المدارس، إذن ستفقدون قوتكم في حكومة بيشاور، ستفقدون في إقليم بلوشستان.

القاضي حسين أحمد: هذا غير ممكن، غير ممكن قطعاً، وحتى قبل الانتخابات وُضع شرط المؤهل بقصد حرمان العلماء من خوض غمار السياسة، وعندما أدركوا أن ذلك غير عملي وأن مسعاهم لحرمان العلماء من السياسة سيؤجج الشارع، وعندما أدركت الحكومة أنه ليس بإمكانها إجراء الانتخابات أو إدارة الانتخابات دون العلماء، بسبب رفض الجماهير لذلك، اعتقدت أنها إذا أعطت الفرصة لهم فستتمكن من احتواء البعض، وإخراج البعض الآخر، لكن حساباتهم خابت وفاز هؤلاء بأعداد كبيرة مما أوقع الحكومة في مشكلة، والحكومة لنفس هذه الأسباب مترددة في القول بأنها لا تستطيع التمسُّك بشرط المؤهلات، لأن خروج النواب الإسلاميين من البرلمان أو السياسة فهؤلاء سينزلون إلى الشارع لاسيما وأن هؤلاء متحدون، واليوم جميع الأحزاب الإسلامية متكاتفة وتحظى بدعم الجماهير الباكستانية.

أحمد زيدان: يعني تصريحات الرئيس الباكستاني برفيز مشرف بأن حكومة مجلس العمل الموحَّد في بيشاور حكومة طالبانية وأنه لن يسمح بإعادة الطلبنة إلى باكستان، هناك بعض اللغط في التصوَّر الدولي والتصوُّر العربي والإسلامي عن مجلس العمل الموحَّد، هل فعلاً أنتم تريدون تطبيق نظام طالبان في باكستان؟

القاضي حسين أحمد: في الواقع طالبان كانوا محصورين في أفغانستان وكانت لهم خلفياتهم وثقافتهم الخاصة بهم، بينما كل الجماعات الإسلامية في مجلس العمل الموحَّد في باكستان لها تاريخها الطويل سواء جمعية علماء الإسلام، جمعية علماء باكستان، الجماعة الإسلامية، جمعية أهل الحديث، الحركة الإسلامية الشيعية لهم جذور راسخة منذ زمن طويل خصوصاً وأن جمعية علماء الإسلام وجمعية علماء باكستان والجماعة الإسلامية قد أُسِّسوا قبل أكثر من ستين سنة، وبالتالي لا يوجد أساسٌ لربط الجماعات الإسلامية في مجلس العمل الموحَّد في باكستان بحركة طالبان، كل ذلك لا أساس له.

أحمد زيدان: باكستان -قاضي حسين- باكستان بلد نووي، بلد له قدرات استراتيجية كبيرة، موقع استراتيجي مهم جداً يتطلع إليه العالم الإسلامي على أنها بلد لديها قوة في كل الإمكانيات البشرية والمالية والبشرية والموارد الأخرى الطبيعية، ولكن كما أنت ذكرت أنه يحكمها شخص واحد يفرض سلطته على الشعب الباكستاني كله، هل تعتقد أن باكستان يحكمها قانون خصوصاً بعد أن تم طرد زوجة (شهبال شريف) بهذه الطريقة رغم أنف المحكمة الباكستانية؟

القاضي حسين أحمد: لكن هناك حد لكل هذه السياسات الديكتاتورية، سوف يكون هناك حد، وشعب باكستان شعب حر ومساجدنا حُرَّة وخطباؤنا أحرار في قول ما يريدون، لقد اعتادوا هذه الحريات ولن يعطوا فرصة لأي ديكتاتور لتثبيت حكمه، كما هو الحال في ديكتاتوريات الشرق الأوسط، لن يسمحوا بذلك أبداً، ولم يسمحوا بذلك لأيوب خان من قبل، وكافحوا من أجل حريتهم في زمن أيوب خان ويحيى خان وضياء الحق، كل هؤلاء حاولوا السيطرة على الشعب وبنسبة 100%، لكن كل هذه الديكتاتوريات العسكرية لم تنجح، لم ينجح أيُّ منهم سواء أكان مدنياً أو عسكرياً.

رؤية الجماعة الإسلامية للوضع في أفغانستان:

أحمد زيدان: كيف تنظرون إلى الوضع في أفغانستان؟

بصراحة هل هناك اتصال بينكم وبين الأميركان؟ هل الأميركان اتصلوا بكم للتوسط مع طالبان أو الحزب الإسلامي أو الجماعات المعارضة للوجود الأميركي في أفغانستان؟

القاضي حسين أحمد: كلا، على الإطلاق لا يوجد بيننا وبينهم أي تفاهم، ولم نوافق أبداً على العدوان ضد أفغانستان، ونحن ضد أي محاولة للسيطرة على أفغانستان من قبل القوى الأجنبية، والشعب الأفغاني لن يقبل بالمعتدي الأجنبي والغرباء والاحتلال، أفغانستان في حالة فوضى عارمة، ولا توجد حكومة خارج كابول، ولا أعتقد أن هذا الاحتلال سوف يستمر في أفغانستان.

أحمد زيدان: القاضي حسين، أعرف أنك كان لك علاقات قوية مع المجاهدين الأفغان، وتابعت الجهاد الأفغاني عن قرب، كيف ترى مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان؟

القاضي حسين أحمد: سوف يكونون في مشكلة في أفغانستان، وهم في الحقيقة في مشكلة وسوف تزداد هذه المشاكل سواء في أفغانستان أو العراق في كلا البلدين.

أحمد زيدان: هل تعتقد أن هناك خسائر أميركية في أفغانستان؟

القاضي حسين أحمد: الحجم الحقيقي للخسائر الأميركية غير معروف، ولكن بكل تأكيد هناك خسائر، وهناك أحداث يومية، والأميركان ليس لهم دعم وسط الجماهير الأفغانية.

أحمد زيدان: هناك تقارير أيضاً تتحدث بأن بعد انسحاب القوات الأميركية من المملكة العربية السعودية أن.. أنه سيتم استبدالها بقوات باكستانية، هل صحيح هذا الكلام؟ وكيف ترون -إذا كان هذا صحيح- كيف تنظرون إلى هذا العمل؟

القاضي حسين أحمد: الشعب الباكستاني لن يسمح باستخدام قواته العسكرية ضد أي دولة إسلامية في أي مكان في العالم، وسوف يكون هناك رد فعل قوي من الجماهير في باكستان، وسوف يكون هناك تباينٌ بين القوات الباكستانية والجماهير الباكستانية، وإذا ما سعوا إلى تحويل الجيش إلى جيش من المرتزقة، فسيواجه ذلك بمعارضة قوية من بعض أوساط الجيش، والجيش الباكستاني جيشٌ مسلم.

موقف الجماعة الإسلامية من العلاقة الباكستانية الهندية

أحمد زيدان: هل يقلقك وجود ثلاثة قنصليات هندية على الحدود الباكستانية الأفغانية في قندهار، في هرات في…؟

القاضي حسين أحمد: الهند ومنذ بداياتها المبكِّرة لها علاقات وروابط قوية مع أفغانستان، وهذا جزء من سياستهم من أجل استخدام أفغانستان ضد باكستان، وقد ثبَّتوا جذورهم هناك منذ قيام دولة باكستان.

أحمد زيدان: في الفترة الأخيرة تم تصنيف بعض الجماعات الكشميرية المسلَّحة أيضاً منظمات إرهابية مثل حزب المجاهدين وغيره، الجماعات الإسلامية الباكستانية لم تفعل شيء، يعني ما أعرف إلى أي مدى يمكن أنتم أن تصبروا على هذه.. وضع هذه الجماعات، ثم هذه الجماعة ثم هذه الجماعة على قائمة الإرهاب الأميركي والدول العربية والإسلامية توافق مباشرة على هذا الموضوع؟

القاضي حسين أحمد: في الحقيقة يستطيع الأميركيون أن يقرِّروا ما يريدونه حول أية منظمة، وما إذا كانت إرهابية أو يجب وضع هذه المنظمة تحت الرقابة، إنهم أمة مستقلة، وهم القوة الرئيسية في العالم، ولا يمكننا تغيير سياساتهم، لكن فيما يتعلق بباكستان والشعب الكشميري فنحن أعربنا عن استنكارنا وبشدة لما جرى وقلنا إن حزب المجاهدين ليس منظمة إرهابية، بل هو حركة تحرُّرية أصيلة تسعى لتحرير كشمير، وتستهدف جيش الاحتلال الهندي، وقد أُجبروا على اتخاذ هذا الموقف وحمل السلاح لأن الهنود غير مستعدين للحوار وغير مستعدين أيضاً لإعطاء حق تقرير المصير للكشميريين.

أحمد زيدان: هل أنتم في مجلس العمل الموحَّد مستعدون لإرسال وفد برلماني إلى الهند من أجل -كما يقولون- إعادة بناء الثقة بين الهند وباكستان؟

القاضي حسين أحمد: لا أعتقد أنه يمكن بناء جو من الثقة دون حل مسألة كشمير، هذا غير ممكن، لأنهم يحتلون الكشميريين ويعذبونهم ويقتلونهم، وهناك سبعمائة ألف جندي هندي يحتلون وادي كشمير الصغير، ونحن نذهب إلى الهنود لبناء الثقة معهم، كيف ذلك؟ إن ذلك غير ممكن في ظل تواصل القتال في كشمير.

أحمد زيدان: هل أنت متشائم من الحوار المتوقَّع بين الهند وباكستان؟

القاضي حسين أحمد: نحن لسنا ضد الحوار، فنحن مع الحوار، ولكننا نقول إن ذلك لن ينجح، ولن يكون له معنىً إلا حينما تعلن الهند وتقول: إن كشمير ليست جزءاً منها، وإن كشمير منطقة متنازع عليها، ويجب حل هذا النزاع بواسطة الجماهير الكشميرية والشعب الكشميري، هناك شرطان، الأول: القبول بأن كشمير متنازع عليها.

والثاني: الكشميريون يقررون بشأن هذا النزاع، ودون هذين الشرطين لن يكون هناك معنىً لهذا الحوار.

أحمد زيدان: هناك تقارير -قاضي حسين- تتحدث عن علاقات استراتيجية، شراكة استراتيجية بين الهند وإيران وأن إيران أعطت تسهيلات للطيران العسكري الهندي في قواعدها الجوية في حال حصل مواجهة بين باكستان والهند، هل ترى هذه التقارير صحيحة؟

القاضي حسين أحمد: لا أعتقد ذلك ممكن، فإيران وباكستان مرتبطتان مع بعضهما وقريبتان من بعض، وحكومة باكستان لا يمكنها التحرُّك ضد إيران، والحكومة الإيرانية والجيش الإيراني لا يمكنهما التحرُّك ضد باكستان، فهذا يعارض الرغبات الأساسية للشعبين.

رؤية القاضي حسين لنظرية صراع الحضارات بين الإسلام والغرب

أحمد زيدان: هل تعتقد قاضي حسين الآن أن نظرية صدام الحضارات واقعة بالفعل بين الغرب والإسلام؟

القاضي حسين أحمد: هذه هي نظرية صراع الحضارات، هذه النظرية التي تريد بعض الجهات فرضها وتقريرها، وأن يكون هناك صراع، ويريدون أن تكون نتائج هذا الصراع الحضاري لصالحهم من خلال فرض حضارة واحدة فقط، ولا يريدون للحضارة الإسلامية أن تظل قائمة، بل يريدون هزيمة الحضارة الإسلامية أو إزالتها من وجه الأرض، ولهذا اخترعوا هذه النظرية بقصد إنشاء نظام دولي جديد ولتأسيس نظام تكون فيه السيادة للحضارة الغربية، وهذا يعني أن الناس المسؤولين عن هذه النظرية.. نظرية صراع الحضارات هم أعداء، وهم أناس ضيِّقوا الأفق، لأنهم لا يريدون للحضارات الأخرى البقاء على وجه الأرض.

أحمد زيدان: بجواب نعم أو لا، هل تعتقد كما يعتقد بعض الإسلاميين أن الحرب الأميركية التي تحصل الآن أو الحرب بشكل عام في العراق.. في أفغانستان هي حرب صليبية؟

القاضي حسين أحمد: هذه حرب الحضارة الأميركية، حرب الرأسمالية ضد جميع الجنسيات، الأوروبيون والمسلمون كلهم مهدَّدون، وكل شخص مهدَّد، إنهم يريدون الهيمنة لأميركا فقط.

أحمد زيدان: لكن لماذا اليابان؟ اليابان دولة آسيوية ليس لها علاقة بأميركا، لماذا اليابان تساعد أميركا في أفغانستان أو في العراق؟ لماذا دولة مثل ألمانيا أو فرنسا، أو خاصة اليابان ما مصلحة اليابان في قضية أفغانستان؟

القاضي حسين أحمد: إلى الآن هم في ذلك المعسكر، المعسكر الأميركي وهم يرون أن مصالحهم مرتبطة بأميركا.

أحمد زيدان: مشاهديَّ الكرام، في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر (زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية) القاضي حسين أحمد، إلى اللقاء.

تنحيه عن منصب الأمير:

خلفه سيد منور حسين في انتخابات داخلية جرت في أبريل عام 2009م وشغل منور المنصب لمدة خمس سنوات، ويعتبر قاضي حسين المُنَظِّر الرئيسي للجماعة، وما زال يشارك في اتخاذ القرار.

حياته الأسرية:

   وهو أحد أعلام أهل السنة والجماعة في باكستان وفي العالم.

متزوج، وله من الأولاد: ٓآصف لقمان قاضی.

وفاته:

   زعيم الجماعة الإسلامية كان يعاني من مرض القلب، وأصيب بوعكة صحية قبل ثلاثة أيام، وقد توفي يوم الأحد (6 يناير 2013م) في مدينة إسلام آباد الباكستانية، عن عمر ناهز 74 عاماً، إثر نوبة قلبية داهمته.

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

تشييع زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية السابق:

شارك مئات الآلاف في باكستان، أمس الأحد، في مراسم تشييع الزعيم السابق لحزب الجماعة الإسلامية الباكستاني، ورئيس مجلس التضامن الإسلامي، "قاضي حسين أحمد"، الذي توفي في إسلام أباد، جراء أزمة قلبية أصيب بها قبل 4 أيام. 07.01.2013

   ونظمت مراسم التشييع في مدينة "بيشاور"، شمال باكستان، وشارك في التشييع زعماء الأحزاب السياسية، وعلماء دين وآلاف من محبي "حسين أحمد"، فيما أمّ صلاة الجنازة، زعيم جماعة الإسلام، "منور حسن".

   ومما لفت الأنظار في الجنازة، مشاركة أعضاء في الحكومة، ووزراء، ونواب في البرلمان، تقديرا للزعيم الذي أمضى أربعين عاما من حياته، في عالم السياسة الباكستانية.

   وعقب صلاة الجنازة، شيع جثمان "حسين أحمد" محمولا على أكتاف محبيه، وتحت حراسة أمنية مشددة، إلى مثواه الأخير في قرية "نوفشيرا".

وفي حفل التأبين الذي انعقد بمدينة لاهور أمس الأول ألقى عدد من الرموز الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي منهم راشد الغنوشي ومحمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، ومصطفى كمال رئيس حزب السعادة التركي- كلمة في هذا الحفل، وكان عزاء السودان أن مثله في التأبين وفد برئاسة كمال عبيد.

   يذكر أن حسين أحمد كان معروفاً لدى العالم الاسلامي، برجل الدين والناشط السياسي المدافع عن العدالة والحريات الاسلامية، فضلاً عن شهرته في بلده.

   وكان حسين أحمد أحد المناهضين للاحتلال الأميركي لأفغانستان، بدعوى الحرب على الإرهاب، إضافةً لمعارضته لنشاطات الجيش الأميركي في باكستان.

أصداء الرحيل:dfdf10754.png

الأستاذ محمد مهدي عاكف يعزي في وفاة الشيخ قاضي حسين أحمد:

الأحد 6 يناير 2013م

   فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين يعزي الجماعة الإسلامية في باكستان في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية السابق.

   ويدعو المولى سبحانه وتعالى أن يُكرم مثواه، ويرزقه الفردوس الأعلى أنه سميعٌ مجيب، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

الاتحاد ينعي العلامة قاضي حسين أحمد:

   نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة قاضي حسين أحمد رحمه الله الأمير السابق للجماعة الاسلامية في باكستان، وعضو مجلس الحكماء في الاتحاد.

وقال بيان الاتحاد بهذا الصدد: فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة أخينا الكريم: الشيخ قاضي حسين أحمد، الأمير السابق للجماعة الإسلامية في باكستان، وأحد أهم الرموز الإسلامية في باكستان والعالم الاسلامي، وعضو مجلس الحكماء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي توفي عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، وإننا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقدم عزاءنا الخالص لأسرته الكريمة وللجماعة الاسلامية.

إن فضيلة القاضي حسين أحمد قاد الجماعة الاسلامية، التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي، وبقي في المنصب خمس دورات، كما انتخب عضوا في مجلس الشيوخ الباكستاني عام 1985م ثم عام 1992م, وانتخب عضوا في مجلس البرلمان عام 2002م، فكان للشيخ القاضي حسين أحمد دور ريادي في العديد من القضايا المصيرية التي تهم الأمة الإسلامية، وعلى رأسها قضية فلسطين وكشمير وأفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وبورما، وسافر إلى العديد من الدول الإسلامية للتباحث بشأن هذه القضايا مع الجماعات الإسلامية الأخرى.

   وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من زعمائها وعلمائها ومفكريها، يقول الحق ولا يخاف لوْمة لائم، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم اخواننا في الجماعة الاسلامية، وذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب.

الدوحة في 25 صفر 1434هـ

الموافق: 06 يناير 2013م

أ.د علي القره داغي                             أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                           رئيس الاتحاد

وأصدرت هيئة علماء فلسطين بيان تعزية ومواساة بوفاة زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية السابق القاضي حسين أحمد

6 يناير، 2013م

خاص هيئة علماء فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد:

فإن هيئة علماء فلسطين في الخارج تتقدَّم من الأمَّة الاسلاميَّة جمعاء ومن الشعب الباكستاني الشَّقيق بخالص التعزية والمواساة بوفاة

القاضي حسين أحمد ــ رحمه الله تعالى ــ

   كما وتتقدَّم بالتعزية من الجماعة الإسلامية الباكستانية بوفاة زعيمها السابق، وتعزّي أهل وذوي وتلاميذ وأحباب الشيخ الذي وافاه الأجل صباح اليوم عن عمر ناهز الرابعة والسبعين من العمر قضاها في مواجهة المشروع الأمريكي ومجابهة الطغيان في خدمة قضايا الأمة الاسلامية كافة وعلى رأسها قضية فلسطين.

واللهَ تعالى نسأل أن يتغمّده برحمته الواسعة، وأن يلهم إخوانه وأهله وتلامذته جميل الصبر والسلوان.

وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون

المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج

الأحد 23 صفر 1434هـ، الموافق 6 يناير 2013م

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مراجع:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ موقع الجزيرة نت.

٣_ الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين.

٤_ بوابة الحركات الإسلامية.

5- الجماعة الإسلامية في باكستان، صلاح الدين النكدلي.

6-شخصية الإمام المودودي في الشعر الإسلامي المعاصر: عمر محمد العبسو.

6- مجلة دعوة الحق: وزارة الأوقاف في المغرب.

7-الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية، إلى أي شيء يدعو الإسلام؟ أبو الأعلى المودودي.

8-ملف: كتابات الإمام البنا عن باكستان

9-ملف: كتابات الأستاذ صالح عشماوي عن باكستان.

10-الإخوان المسلمون وعلاقتهم بباكستان

11-أمير جديد للجماعة الإسلامية في باكستان

12-رسالة من فضيلة المرشد العام إلى الباكستان

12-الإخوان يهنئون الباكستان.

13-بيان حول العلاقات بين باكستان والكيان الصهيوني

14-باكستان تكسر الصمت وتدين اغتيال الرنتيسي.

15-نشاط إغاثي مكثف لأبو الفتوح في باكستان.

16-الجماعة الإسلامية الباكستانية أداء جديد وقيادة للمعارضة

17- الجزيرة حوار مع أمير الجماعة الإسلامية بباكستان: قاضي حسين

حسين أحمد .. رؤية الجماعة الإسلامية لأوضاع باكستان

18-بيان بشأن اعتقال القاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية بباكستان.

وسوم: العدد 1075