أحدّثكم عن "جلال كِشك"
ذات مرة؛ دعاني إلى تناول الإفطار معه، فانطلقتُ على الفور، ورحتُ أبحثُ عنه في (عرينه) بشارع بهجت علي بالزمالك؛ فلمْ أجد له أثراً ... ثمَّ رأيته يَخرج من بين أروقة مكتبته العامرة، ويَصرخ بأعلى صوته: "لقد ابتُلِينا بالذينَ تُشغلهم صعوبة اللغة العربية, ويبحثون عن حروف أخرى لها أوْ عزلها عن مجال العلم بزعم أنها لغة متخلِّفة، أمَّا "العِبرية" التي انقرضت منذ ألفي سنة؛ أصبحت لغة العلم! لقد نسيَ هؤلاء الأعراب أنه لا توجد لغة متخلِّفة، ولغة متقدِّمة .. إنما تُوجد أُمم متخلِّفة، وأُمم متقدِّمة!
قلتُ له: هَوِّن عليكَ أبا خالد، فإذا به يصرخ –مرةً أخرى: "كيف وقد صدَّروا إلينا عملاء يجعلون لُب كفاحهم فصل الدّين عن الدولة، ويُصابون بالفالج عندما يسمعون بأنَّ الدستور سينصّ على أنّ دِين الدولة الإسلام! بلْ ألغوا شعار (الله أكبر) من الجيش، ولمْ يُعيدوه إلاَّ بعد النكسة بخمسة عشر شهرا, بينما أول دبابة إسرائيلية دخلت سيناء مكتوب عليها آية من التوراة!
قلتُ له: ما السبيل -إذنْ- يا أستاذنا؟! فقال: الوضع الصحيح أن نجعل "قضية فلسطين" قضية عربية إسلامية, ولن يَقهر التعصُّب الباطل للتلمود إلاَّ الإيمان الحقّ بالقرآن, ولن يَقهر التآمر الصهيوني العالمي إلاَّ حركة بعث إسلامي تُحرِّر فلسطين, وتبدأ في نفس الوقت من خلال وحدة الدم, ومن خلال وضع المبدأ الإسلامي العظيم وهو (الجهاد) موضع التطبيق, لتتشكّل عوامل وحدة الأمة الإسلامية واستكمال مقومات الحضارة الإسلامية"!
ترى؛ مَنْ يكون هذا العبقري الفذ؟!
إنه الكاتبُ المجاهد الذي أنفقَ عمره في دفع الزيْف وردَّ الشبهات عن تاريخنا، وواجه "طلائع الغزو الفكري". وقد تساءل في كتابه "القومية والغزو الفكري": هل تستطيع القومية تخليصنا من المِحن المصيرية التي تواجه العالم العربي الآن؟
ثمّ أجاب: "إذا كان الإسلام هو الرابط الذي يربط بين العرب والبربر والأكراد وغيرهم، فلماذا نستبعده، ونرفع علَم القوميّات، إلاَّ إذا كان الهدف هو إثارة الحرب القوميّة!!
ويُعلِّل مسلكَ الأحزاب والحركات القومية التي ترفع شعار القومية اللادينية؛ بأنها تكوَّنت من عناصر مُرِيبة دُرِّبت وأُعِدَّتْ في مدارس التبشير، وبيوت القناصل، وأقلام المخابرات العالمية، ورسمت أهدافها ومبادئها على أساس تحطيم الرابطة الإسلامية، تمهيداً للاستيلاء على الدولة العربية. وكان يرى أنَّ قوميتنا نسيج وحدة لُحمته الإسلام وسُداه العروبة، وأيّ محاولة لفصلهما لن تعطيك ثوباً، بلْ خيوطاً قد تنجح في شنْق نفسك بها!
ترى؛ مَنْ يكون هذا الأسَد الضاري؟!
إنه الكاتبُ الذي لَمْ يترك القلم من يده لحظةً واحدة؛ بلْ جاهد باللسان والقلم إلى آخِر لحظة في حياته، فقد كان قلمه كان أشبه بالكلاشينكوف، أوْ "الآر بي جيه"! وأيَّ كتاب يصدره كان أشبه بعصا موسى! وكانت محاضراته أشبه بالعواصف التي تقتلع البيوتَ والأشجار!
على هذا الحال؛ عاش متنقلاً من مناظرةٍ فقهية إلى مناظرةٍ تاريخية، ومن معركةٍ ثقافية إلى معركةٍ سياسية، حتى فاضت روحه خلال مناظرة تلفازية مع "نصر أبو زيد" في محطة التلفاز العربية- الأمريكية في واشنطن حول قضية "التطليق" التي رفعها أحد المواطنين ضد العلماني أبو زيد، ممّا اعتبرها دليل تعصُّب وإرهاب من الإسلاميين! لكن "صاحبنا" أكدَّ أنّ القضية ليست قضية التطليق، بلْ هي التزوير! وقال: هل يَصحّ لِمن يُزوِّر النصوص، ويَختلق الوقائع لإثبات رأيٍ مُسبق في حالة ما، ويندفع في هذا الاتجاه إلى درجة التلفيق- هل يجوز لمثل هذا الشخص أن يكون ضمن هيئة التدريس في جامعة محترمة؟ واحتدمت المناقشة إلى أشدّها، فأصيبَ "الفارس" بأزمة قلبية حادة، فاضت روحه على إثرها يوم 5/12/1993م، ونُقِلَ جثمانه إلى مصر، وأوصى بأن يُدفنَ معه في مقبرته ثلاثة كتب: (لمحات من غزوة أُحد، ودخلتْ الخيلُ الأزهر، وقيلَ الحمد لله)!
* * *
إنه (محمد جلال كِشك) الذي قال عنه لمعي المطيعي: "عبارات ساخرة، ولمحات ذكية، وثقافة إسلامية واسعة، والسؤال المُحيِّر: متى وكيف استوعب كل هذا التراث الإسلامي"؟!
وقالت عنه صافيناز كاظم: "تتميّز كتابة جلال كشك بالحيوية التي تصل بك أحياناً كقارئ إلى حد الإرهاق، كما تتميّز بالحضور الوهّاج الذي يجمع بين غزارة المعلومات وعمق التحليل، والقدرة على الربط والمقارنة بين زوايا الرؤية، والمبارزة الجدلية في كل مكان، مع خفّة ظِل حادة، يعرف كيف يوظِّفها في فقرات سريعة، ويُصوّبها إلى مكانها المطلوب برشاقة ودقّة متناهية .. يكتب متلذذاً بالكتابة، وللقضية متحمساً، فينقل إليك الشغف مهما قاومته أوْ عاديته، وهو منغمس كل الانغماس في موضوعه، كأنه سيكون آخِر ما يكتب، وأنت لابدَّ منغمس فيه كأنَّ كتابه سيكون آخِر ما تقرأ"!
أجل؛ لقد كان "جلال كشك" مفكّراً، ومؤرّخاً، ومجاهداً .. وشهيداً !
كان يقول: "الخلاف حول تفسير التاريخ ليس ظاهرة، ولا مجرد خلاف حول تفسير الماضي، بلْ هو في الدرجة الأولى خلاف حول الطريق إلى المستقبل، والأمم دائماً تهرع إلى تاريخها في لحظات محنتها، وتستمدّ منه الإلهام والدعم النفسي، بينما يلجأ خصومها دائماً إلى تزييف التاريخ وتشويهه، لتضليل الحاضر، وإفساد الطريق إلى المستقبل".
ويقول أيضاً: "مَنْعُنا من امتلاك المدفع؛ هو الهدف الأساسي منذ ظهور الاستعمار الأوروبي، وقد تمَّ ذلك تحت شتّى الشعارات، وبمختلف التنظيمات من القراصنة ومحاكم التفتيش إلى الجامعات، والمؤسسات الدولية، ومعاهدات الأمم المتحدة، وقبل ذلك إلى جهود وكتابات وحكومات مَن سمّاهم "صمويل هنتنجتون": "المتعاونين والمؤمنين بحضارتنا"! هؤلاء المتعاونون الذين يعملون لاستمرار سيطرة الغرب واستمرار تخلّف أوطاننا يتستّرونَ في كل مرحلة تحت شعارات علمانية وتقدميّة ويسارية وأُمميّة. إنَّ عناصر مأجورة عن وعي، وعناصر تُحرّكها أحقاد رخيصة، وعناصر تتبع كل ناعقٍ تسيطر على إعلامنا، وتُجنّده لمحاربة الإسلاميين في مشارق الأرض ومغاربها، غير مُحقِّقة من هدفٍ إلاَّ إزالة دور مصر الإسلامية، وإلغاء زعامتها للعالم الإسلامي، وعزلها عن المسلمين.. لمصلحة من؟ هذا هو السؤال الذي نعرف جوابه جيداً".
* * *
منذ طفولته، كان "جلال" عاشقاً للحرية، وداعياً إلى التغيير، فعرف السجونَ مبكراً؛ فقد أدى امتحان "البكالوريوس" وهو سجين بمعتقل "الهايكستب" بتهمة التحريض على قتل المَلِك!
وعندما كان طالباً؛ دعا زملاءه ليهتفوا ضد تعيين "حافظ عفيفي" رئيساً للديوان الملكي، بلْ انطلق يهتف بحياة الجمهورية قبل أن يُعلنها "محمد نجيب" بحوالي عام، كما طالب بتأميم القناة، وإلغاء الاحتكارات الأجنبية في سنة 1951م!
كما اعترض على تعيين "صلاح سالم" نقيباً للصحفيين؛ باعتبارها بداية التربُّص بالصحافة لوقوفها بجانب الشعب ضد استبداد العسْكر، وبدأ الجدال على صفحات الجرائد حول دستور 1923م، وإعادة العمل به، وبكافة مظاهر النظام القديم، لكن من دون المَلك! ففطِن إلى هذه الخديعة التي يُسوّقها العسكر، ليتم إلغاء الحريّات، وكتب في جريدة "الجمهور المصري": "لماذا يعود هذا الدستور"؟! وكان الجواب على الفور إغلاق الجريدة، وإيداع "جلال كشك" في "سجن أبي زعبل" لمدة عاميْن وشهريْن، وخرج بعدها ليعمل بجريدة "الجمهورية"، لكن تمَّ إيقافه عن العمل عام 1958م! وفي عام 1961م، أُلحِقَ بمجلة "بناء الوطن" تحت رئاسة الضابط "أمين شاكر"، فاعتُقل عدة شهور، بإيعاز من أمين شاكر نفسه، لإرساله خبراً عن "استقلال الكويت" ل"أخبار اليوم" بدلاً من إرساله إليه.
عمل بعدها في "روزا اليوسف" وكتب سلسلة مقالات، بعنوان: "خلافاتنا مع الشيوعيين" واجه من خلالها فلولَ اليسار، وبقايا الماركسيين؛ ممّا جعل جريدة "البرافدا" السوفيتية؛ تهاجمه باسمه، وتقول: "إنّ استمرار جلال كشك في الصحافة المصرية خطر على الاتحاد السوفيتي".
فأُبعِد الأستاذُ الكبير من حقل الصحافة ثلاث سنوات منواصلة، لكنه أُعيد للعمل بمؤسسة "أخبار اليوم" بعد ذلك! كما انفرد بنقد كتاب "سنوات التحول الاشتراكي" لعلي صبري، وأعلن في مقالة ب"الجمهورية" بأنَّ الأرقام الواردة عن الخطة الخمسية الأولى (1961- 1966م) تدلُّ على انخفاض في الإنتاج وليس زيادته، والأرقام وحدها تدلُّ على كذب الادِّعاء!
بمجرد نشر هذا المقال؛ تمَّ فصل رئيس مجلس الإدارة، ورئيس التحرير، وطرد جلال كشك!
* * *
"جلال كشك" أبرز مَن أمسك بالقلم في النصف الثاني من القرن العشرين، وأشدّ مَنْ واجه اليساريين والعلمانيين؛ ففضح أكاذيبهم، وكشف مزاعمهم. ولعلَّ مؤلفاته في هذا الصدد لا تُخطئها العيْن، مثل: (كلام لمصر، النكسة والغزو الفكري، جهالات عصر التنوير، قراءة في فكر التبعية، أخطر من النكسة، ألاَ في الفتنةِ سقطوا)!
كما أنه صاحب الفضل في كشْف أوراق (حسنين هيكل) وعمالته للمخابرات الأمريكية، سيّما أنَّ "كاهن الناصرية الأكبر" درج على إخفاء ما يتعلق بعلاقة ثورة 23 يوليو بالمخابرات الأمريكية! فكان يُغيِّر كلامه في الطبعة العربية لكُتبه، ويقول بخلاف ما يكتبه للغربيين المتنوِّرين في "الطبعات الأجنبية"!
كان "جلال" من أشدّ الكارهين للدكتاتورية والاستبداد. لذا؛ كان هجومه على "فتى بني مُر" لا يتوقف، كما في كتبه (الماركسية والغزو الفكري، كلمتي للمغفّلين، الناصريّون قادمون، ثورة يوليو الأمريكية)!
عندما أصدر كتابه (كلمتي للمغفَّلين)؛ انطلق "الناصريون" كأنهم جراد منتشر، وسحبوا جميع النسخ من الأسواق، حتى لا يَعرف الناسُ جرائرهم، وصفحاتهم السود! فإذا بالطبعة الثانية تصدر في أقل من أسبوع، وقد صدَّرها –جلال- بعبارة ساخرة، يقول فيها: "ما كنَّا نُريد أنْ نتكسَّب من هذه الكُتُب؛ ولكنَّ الله يرزق مَن يشاء بغير حساب"!!
وقد وصف عبد الله الطنطاوي- مؤلفاته، فقال: "جاء جلالُ وجاءت كتبه على قَدَرٍ، فسدَّتْ ثغرات كبيرة في حياتنا الثقافية والسياسية، ووقفتْ في وجه الغزو الفكري، في ظروف بالغة الدقة، تُرِكَ فيها الحبل على الغارب للشيوعيين، والعلمانيين، ودعاة التغريب، وأدعياء القوميّة، وكمَّموا أفواه الإسلاميين، وكسروا أقلامهم، واحتزُّوا رقابهم، وكانت السجون والمعتقلات الرهيبة أماكن سكنهم، فانبرى الأستاذ جلال كشك -وليس غيره- يفضح رفاق الأمس ومَنْ وراءهم، بقلمٍ مِن نار، وعقلٍ مستنير، وقلبٍ مسكون بالقيَم العربية الإسلامية، ووعيٍ تام بما يجري في عالَم اليوم، مِن تزييف الحقائق، ووأد القيَم التي بَنينا عليها الأمجاد…"!
أجل؛ انظر إلى مؤلفاته التي كان يتخطّفها الناسُ فور صدورها، والتي أرَّختْ لحقبة فاصلة في الصراع الأيديولوجي المحتدم آنذاك ... ومازلتُ أحتفظ بكتبه التي أهدانيها، مثل: (مصريّون لا طوائف، النّابالم الفكري، مِن بِدع ثورة مايو، تحرير المرأة المسلمة، خواطر مسلم عن الجهاد والأقليات والأناجيل، المؤامرة على القدس تُنفَّذ في مكة، قيام وسقوط إمبراطورية النفط، طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية، الجهاد ثورتنا الدائمة، وغيرها)!
* * *
كان "جلال كشك" خبيراً ببواطن الأمور، لاسيما أنه خالط الملوك والأمراء والساسة، كما أفاد كثيراً من إقامته بين الأجانب، وكان من كُتَّاب "الجارديان" البريطانية!
مَن هو جلال كشك؟
إنه من أعرق أسرة أرستقراطية بصعيد مصر؛ كان أبوه قاضياً في المحاكم الشرعية، قال عنه في أحد كُتبه: "إنه أول مَن أصدر حُكماً شرعياً في مصر بتكفير البهائيين"!
لكن اعتزاز جلال بآرائه وأفكاره كان أشدّ وأعنف، فالويلُ الويلُ لمن يخالفه الرأي، بلْ الويل -كل الويل- لمن يقطع حديثه! أذكُر أنني رأيته –أول مرة- في "دار الزهراء للإعلام العربي" يتحدث مع نخبة من أعلام الفكر، منهم: أحمد رائف، وأحمد بهجت، وحسين مؤنس، وغيرهم، وكانوا مشدوهِين لحديثه عن بلدته "المراغة" التي قال عنها: إنها أعرق بلدة في الصعيد قاطبةً! فقلتُ: تقصد بعد (قوص) ملاذ العلماء والأولياء! فضحك كثيراً، ثمَّ قال: ولولا رهطُك لرجمناك!
منذ تلك الحادثة؛ توثَّقتْ علاقتي به، فكان أول شيءٍ يفعله بعد عودته من "عاصمة الضباب" يتصل بي، وينهال عليَّ بوابلٍ من الأسئلة، مثل: ما هي الكتب التي اشتريتها لي؟ وأين الغداء الذي وعدتنا به؟! وما هي أخبار الصعيد الجواني؟!
ذات مرة؛ قال لي -بحسرةٍ وألم-: سأموتُ قريباً يا قُوصِي! فحزنتُ، وقلتُ: أبقاكَ اللهُ يا أستاذنا .. وظننتُ أن سيموت بالفعل، لكنه لمْ يمُت! بلْ فاجأنا بكتاب "جهالات عصر التنوير"!
الْتقيته بعد ذلك، فقال لي: سأموتُ قريباً. فأخذتُ الكلام على مَحمَل الجدّ، فقلتُ: أطالَ اللهُ عُمرك أبا خالد. وإذا به يفاجئنا بالكتاب الصاعق "الحوار أوْ خراب الديار"!
ثمَّ غاب بضعة أشهر ... وإذا به يصدر الكتاب المُلتهِب "الجنازة حارة"!
وهكذا، كان كلّما شعر بآلام القلب؛ يُفزعني بشدة، ويقول لي: سأموتُ قريباً، لكنه لا يموت ولا يحيا .. بلْ نراه بعدها يرتدي البِدل الأنيقة التي ما رأتْ عينٌ مثلها، ولا سمعتْ عنها أُذُنٌ! بلْ ويفاجئنا بمؤلفاتٍ رهيبة، أشبه ما تكون بالقنابل والمتفجرات!
أثناء لقائنا الأخير -قبل سفره إلى لندن- كرَّر ما كان يقوله لي كلّ مرة: سأموتُ قريباً .. فضحكتُ لكلامه، فصاح غاضباً: أقولُ لكَ: سأموتُ، وتضحك يا هذا ...؟! فأخذتني نوبةٌ طويلةٌ مِن الضحك الصاخب!
لكن، بعد أيام قلائل؛ وعلى غير المتوقَّع، أعلنتْ إذاعة (الB.B.C) نبأ وفاة الكاتب الكبير "محمد جلال كشك" ... فأصابتني صدمةٌ مباغتة، وجثوتُ على قدمي، وأنا أُردِّد:
آه!! عملْتها يا جلال .. يا ابن الإيه؟!
وسوم: العدد 1125