أسماء بنت يزيد بن السَّكن الأنصارية

خطيبة النساء

ربيع شكير

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله؛ نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأهله.

أما بعد..

هي أم سلمة  أسماء بنت يزيد بن السَّكن الأنصارية، خطيبة، محدثة، من ذوات العقل الراجح والدين السليم، حريصة على تعلّم أمور دينها والسُّؤال عنها، لذا فقد أقبلت على الرسول صلى الله عليه وسلم  قائلة: إني رسولُ مَنْ ورائي من جماعة نساء المسلمين كلّهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنّا بك واتّبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدّرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فُضِّلوا بالجُمعات، وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربّينا أولادهم، أفنُشاركهم في الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم  بوجهه إلى أصحابه، فقال: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟ فقالوا: بلى والله يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انصرفي يا أسماء وأَعلمي مَن وراءك من النساء؛ أنّ حُسن تبعُّل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتّباعها لوافقته، يعدل كل ما ذكرت للرجال، فانصرفت أسماء وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد هلّلت أسماء وكبّرت استبشاراً بالأجر والمثوبة اللذين ترجوهما كل زوجة وأم، وهي تؤدي رسالتها على خير وجه، ومع ذلك لم تتأخر أسماء عن الجهاد بعد أن امتلأ قلبها حماساً وحمية للإسلام، فقد شهدت غزوة تبوك، فحملت فسطاطها وقتلت به تسعة من الروم رضي الله عنها وأرضاها.           

هذا، والله أسأل أن يوفقنا لكل خير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.