الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان

محمد فاروق الإمام

الخليفة الأموي

عبد الملك بن مروان

محمد فاروق الإمام

[email protected]

عبد الملك بن مروان بن الحكم خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بـأبي الملوك حكم ما بين عامي (65-86 هـ/685-705م)، كان واسع العلم متعبداً ناسكاً شجاعاً قوياً، توسعت الدولة الأموية في عهده وازدهرت، وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم وأعظم مدن العالم الإسلامي.

ولد بمكة المكرمة عام 26هـ/ 646م وتربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم والياً عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته، انتقل إلى دمشق وأخذ العلم من فقهائها وأصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الأموية. وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب بـ"أبي الملوك" إذ أن أربعة من أبنائه تولوا الخلافة من بعده (الوليد وسليمان ويزيد الثاني وهشام).

وإذا كان القارئ يتعاطف مع عمر بن عبد العزيز ويثق في رأيه فليتذكر أن رأي عمر في "عمه عبد الملك" كان رائعاً، فعندما رزق طفلاً أسماه، عبد الملك تيمناً به، وعندما مات "عبد الملك بن مروان" حزن عليه عمر أشد الحزن، ويقال: إنه لبس الحداد عليه سبعين يوماً، وكان عمر يرى في عمه عبد الملك صورة صادقة للخليفة.

وكان محباً للحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يلقب في زمنه وزمن ابنه الوليد بأن الحجاج هو سيف بني أمية. فقد حمى الدولة الأموية من كل فتنها، فقاد جيشاً لإخماد الفتن والتمرد في العراق وقتل عبد الله بن الزبير في مكة الذي كان ينافس الأمويين بالخلافة، وتم استعادة العراق منه في زمن مروان بن الحكم ونزعت منه مكة في عهد عبد الملك وذلك بقيادة الحجاج. وولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة فتنها وفرق الخوارج فيها. هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة في دمشق - عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقتل ابن الأشعث، وأخمد فتنته.

وعمل الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة خلافته على إرساء أسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وأنشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية، وتمت في عصره الكثير من الانجازات التي مازالت حتى اليوم .

اجتهد عبد الملك بن مروان في تأمين حدود الدولة وأخضع أرمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامه منها مرعش وعمورية وأنطاكية وفي 62 هـ/681م أصدر الأمر بتولي عقبة بن نافع أمر أفريقيا وتكملة الفتوحات فيها, واتجه لفتح المزيد من البلاد, وأظهر براعة في إدارة شؤون الدولة واستعان بنخبة من أمهر رجال عصره وأنجز الكثير في عصره وأصدر أول عملة إسلامية ووحد أوزانها وكانت خطوة اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الأجنبية أهمها الدينار البيزنطي, وعرّب الدواوين والخراج ودرّب الكوادر على إدارة شؤون المال وكانت خطوة هامة في التاريخ الإسلامي. وكانت وفاته في (15 شوال 86هـ/9 تشرين الأول 705م).

كان عبد الملك بن مروان أول من:

  • ضرب ودون اسمه على السكة أي الدينار الأموي العملة الأموية.

  • كسا الكعبة بالديباج والحرير الذي كان يصنع في دمشق ويرسل إلى مكة.

  • كرم واهتم بالعلماء والفقهاء والمفكرين .

  • اتسعت الدولة الأموية في عهده لتصل إلى حدود الصين شرقاً.

  • تعريب الدواوين.

  • استقلالية الاقتصاد والشؤون المالية للدولة الإسلامية .

  • أشاد معالم وجوامع ومساجد من أهمها في دمشق والقدس وغيرها من البلاد مثل قبة الصخرة و مساجد أخرى تعتبر معالم الدولة الأموية ومن أهم معالم الإسلام إلى اليوم.

  • عمل على توحيد البلاد الإسلامية والحفاظ على أمن الدولة.

  • عهده من أهم عهود الخلفاء في العصر الأموي.