الأستاذ عطا ترزي باشي

عميد الثقافة التركمانية في العراق

حازم ناظم فاضل

[email protected]

  هو أحد أعلام الأدب التركماني العراقي ، اهتم بالتاريخ الأدبي واللغوي والفولكلوري والتاريخي لمدينة كركوك وتوثيق تراثها في مراحل تاريخية شتى . ذاع اسمه وانتشر بين الأوساط الأدبية لامتياز كتاباته بالدقة والرصانة . ولقد جمع بين القانون والأدب واللغة والتاريخ والفولكلور باللغتين العربية والتركية.

ولد عطا ترزي باشي بن عمر بن الملا عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الملا أحمد ترزي باشي في 14/11/1924 في محلة بريادي بكركوك .

ختم القرآن الكريم منذ صباه وقرأ كتاب المولود والإنشاء باللغة التركية في الكتاتيب. ثم دخل مدرسة القلعة والمركزية الابتدائية، واكمل الدراسة المتوسطة والثانوية بكركوك ، ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد وتخرج فيها سنة 1950 . وانتمى إلى نقابة المحامين في بغداد ومارس المحاماة مباشرة حتى سنة 2002 م ، وفي سنة 1955 كان رئيسا ً لغرفة المحامين في كركوك.

أحب ترزي باشي المطالعة منذ نعومة أظفاره، واقبل على البحث والتأليف والكتابة وهو طالب في كلية الحقوق في الاربعينيات من القرن المنصرم وكان ميدانه الأول الصحف والمجلات العراقية والعربية حيث نشر أول مقال له هو في جريدة الجهاد البغدادية بتاريخ 25/4/1946بعنوان(جسر كركوكKerkük Köprüsü  ). وفي صحف الشورى والسجل والنداء البغدادية وعقد صلات ودية مع مجلة (الرسالة) المصرية و(الأديب) اللبنانية و(الحديث) السورية مطلع الخمسينيات.

تولى رئاسة تحرير (جريدة الآفاق) سنة 1954 التي كانت تصدر باللغتين العربية والتركمانية واستطاع عبرها من تأكيد حضوره الإبداعي وتكوين شخصيته الصحافية في مجتمع كركوك.

 وإدارة تحرير مجلة (الثقافة الحديثة) التي كان يصدرها جمعية المعلمين في كركوك سنة 1954 .

 وفي23 أيلول 1958 صدر العدد الأول من (جريدة البشير) في كركوك باللغتين العربية والتركية أشرف على إدارة تحرير قسمها التركي.

وقد أصبحت كتبه من المراجع المهمة التي لا يمكن لباحث أو مؤرخ الاستغناء عنها ، أما الدراسات والمقالات التي كان يرفد بها الصحف والمجلات باللغتين العربية والتركية في مختلف المواضيع فكان لها صداها في الأوساط الثقافية والأدبية .

وكان لترزي باشي مجلس عامر صباح كل يوم جمعة في مكتبه القريب من كازينو المجيدية مقابل نهر خاصة صو ، يختلف اليه الأدباء والشعراء والباحثون والكتاب ومن أهل الفكر والفضل .

يخشى ترزي باشي الثناء عليه بل لا يطلب ثناء وجزاء من أحد ولا يسعى وراء شهرة ، ولا يخوض معركة من أجلها فلم يهتم على الإطلاق بالإثارة الإعلامية أو البحث عن شهرة أو مجد إعلامي ، فظل بعيداً عن الأضواء رافضاً الحديث للصحافة أو وسائل الإعلام المختلفة ، حيث أنه لم يحضر حتى مناسبات تكريمه في داخل العراق وخارجه ، حتى أولئك الذين نقلوا منه نصوصا ًولم يذكروه في الحواشي تركهم وشأنهم . اما اولئك الذين وضعوا اسمائهم بدلاً عنه في مقالاته ، فيقول عنهم : ( ان ما اكتبه انا هو حقي وانا أتصرف به ومن يأكل حقي ويتصرف به دون علمي فهو حرام كلحم الخنزير)

نال الأستاذ عطا ترزي باشي عدة أوسمة تكريمية داخل بلده وخارجه، وكان آخرها شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها له (جامعة فوكتور) الأذربيجانية عام 2007 تقديراً لما أسداه من خدمات للثقافة التركمانية وقال في تصريح له : ( انني لن استخدم هذا العنوان طيلة عمري) مبيناً في ذلك تواضعه الجم ، كما وتم اختياره عن تركمان العراق ليكون أحد المستحقين لجائزة (خدمة العالم التركي).

انكب طوال حياته على البحث والدراسة والتأليف منذ أكثر من ستة عقود، وهو منكفئ بهيكله النحيف وبين قضبان مكتبته وخلف متاريس الكلمات وهو يحاول أن يوثق كل ما يقع عليه من نفيس الكتب في الأدب والثقافة والتاريخ والفن وفي كل ما يخص مدينة كركوك .

انتخب العلامة عطا ترزي باشي عضوا مؤازراً في المجمع اللغوي التركي بانقره سنة 1964 م ،وعضواً في اتحاد ادباء وكتاب اذربيجان سنة 1994 ، عضو شرف في المجمع اللغوي التركي بانقرة سنة 1996م.

كما وتوجه إليه الدعوات باستمرار لحضور المؤتمرات والمهرجانات الثقافية واللغوية والفلكلورية تقديرا ً لمكانته الرفيعة .

(1)في سنة 1964 كان أحد أعضاء الوفد العراقي في مؤتمر الموسيقي العربي الذي أنعقد في بغداد وقدم بحثا ً بعنوان :( المقامات الشعبية في كركوك) .

(2)شارك في المؤتمر الدولي الأول للفلكلور التركي في أنقرة سنة 1973 .

(3)اشترك في المؤتمر الدولي الذي أنعقد في جامعة استانبول- كلية الآداب -معهد التركيات في تشرين الأول سنة 1973 .

(4)اشترك في المؤتمر الدولي الثاني لعلم التركيات الذي أنعقد في جامعة استانبول سنة 1976 .

(5) دعى من قبل وزارة الثقافة التركية للاشتراك في المؤتمر الدولي للفلكلور التركي .

 كما شارك الأستاذ ترزى باشي في كتابة جملة مواد نشرت في الانسيكلوبيديا التركية , القوريات سنة 1971 , وأتراك العراق سنة 1971 , وعبد الرزاق نورس كركوكلي سنة 1977 م ،وعثمان نورس سنة 1977م .

وقد سلك منذ أن بدأ بنشر مقالاته وأبحاثه على صفحات الصحف والمجلات العراقية والاختفاء وراء رموز وتواقيع مستعارة في بعض الأحيان بلغت عددها (18) إسماً مستعاراً،منها : (ع.ت) , و(معقب) , و(ادسز) , و(نحوي) , و(عمر زاده الله ويردي) , و(مجيد توركه قول).

مجلسه عامر في داره لا يخلو من صديق قديم او طالب ماجستير او دكتوراه ليبحث عن موضوع رسالته , وأكثر الأدباء والشعراء والكتاب يأتون اليه لطلب مشورته .

وله أكثر من ( 35 ) كتاباً مطبوعاً توزعت انشطته الثقافية بأكثر من ميدان وموضوع في الأدب والتراث والفن ونقد الشعر والسيرة وتاريخ الأدب والمدينة ..وفيما يأتي ثبت بمؤلفاته باللغتين العربية والتركية :

ومن كتبه المطبوعة

1- تعليقات على التعليقات الوافية ،بغداد 1954 بالعربية .

2- شارقي وتوركيلر ، بغداد 1953 .

3- (كركوك خوريات وماعنيلرى ـ خوريات وأغاني كركوك، ثلاثة أجزاء): ط1 ج1 1955 بغداد ج2 1956 كركوك ج3 1957 كركوك . ط2 بالتركية الحديثة بغداد 1970 .ط3 استانبول 1975

4- (الأنغام الكركوكلية - كركوك هوالرى) : ط1 بغداد 1961 .ط2 استانبول 1980 .ط3 ج 1و2 بغداد 1989-1991 .

5- (كركوك اسكيلر سوزى ـ أمثال السلف في كركوك): بغداد 1962 .

6- موسوعة (كركوك شاعرلى ـ شعراء كركوك 12 جزء ) : ج 1 بغداد 1963 – ج 13  كركوك 2006 .

7- الملحمة الشعبية ( آرزى وقنبر) ارزي قمبر مطالى : ط1 بغداد 1964 . ط2 طهران 1967 .ط3 تركيا 1971 .ط4 باكو 1971 . وترجمها الى الفرنسية الآنسة (سومر نصرت مردان) سويسرا 2001م.

8- عراق توكمنلرى اراسنده ياغمور دعاسي : 1976 .

9- ( كركوك مطبوعات تاريخى ـ تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك ، جزءان)، كركوك 2001 . تناول في الجزء الاول دراسة وافية عن اول مطبعة واول صحيفة في العراق التي ارسى دعائمها الوالي العثماني مدحت باشا وتناول ايضاً المطابع والمطبوعات في العهد العثماني وتحدث عن كل واحدة منها باسهاب كما والقى الاضواء على المطابع والمطبوعات التي ارخت مسارات الصحافة في ظل الاحتلال. وفي الجزء الثاني منه تناول المطابع ومطبوعات كركوك في العهد الجمهوري من 14/7/1958 ولغاية 3/3/1985.

10-  (اربيل شاعرلى ـ شعراء اربيل بأجزائه الثلاثة) : جـ1 كركوك 2004 جـ2 كركوك ك1 2004 جـ3 . شباط 2005

11-(كركوكده عمارت وتأسيسلرك منظوم تاريخلرى ـ التأريخ الشعري للعمارات والمؤسسات في كركوك)

12-( كركوكلى شيخ رضا وتوركجه شعرلرى ـ القصائد التركية لشيخ رضا (الطالباني) الكركوكي)

وكتب أيضا عن بدايات المسرح التركماني في العراق عام 1952، وذلك عندما قدم لطلبة (مدرسة ظفر) في كركوك مسرحية (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والأرملة) مترجمة عن العربية.

أصدرت مجلة (قارداشلقKardeşlik ) التي تصدر باستانبول من قبل وقف كركوك عدداً خاصاً عنه بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره المديد.

 كما أصدر الباحث آيدن كركوك كتاباً عنه بعنوان: (عطا ترزي باشي، حياته ومؤلفاته). واصدرت مجلة (سومرSomer) عدداً خاصاً عنه .