رحيل د. عمر الساريسي خسارة فادحة للأدب الإسلامي

عبد الله خليل شبيب

رحيل د. عمر الساريسي خسارة فادحة للأدب الإسلامي

تقديمه لديواني ( بوارق الأمل) أنموذج مشرق

للنقد الهادف البنّاء!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لقد كان المرحوم الدكتور عمر الساريسي إسلامي الهوى والتوجه منذ نعومة

أظفاره .

..وقد نشأ مستقيم السيرة نقي السريرة – ما

علمنا منه ولا عنه إلا خيرا .. هذا بعض علمنا فيه ..والله أعلم ..ولا نزكي على

الله أحدا .

 ولكنا نرجو له عند الله خيرا كثيرا لما قدم للإسلام

وللأدب الإسلامي والعربي من جهود خيرة ..وبحوث قيمة ..نرجو أن ترجح في ميزان

حسناته .

لقد ذكر الكثيرون عن جهود المرحوم ومؤلفاته وأعماله ..

..,لكن لي معه – رحمه الله – تجربة خاصة ..

حيث كان من أهم من شجعوني على جمع بعض أشعاري ونشرها في ديوان ( بوارق الأمل( الذي اشترك معي في ترجيح وانتقاء معظم القصائد

التي نشرت فيه ..

وقد واكبني فيه من البداية إلى النهاية .. وقام – مشكورا مأجورا – بكتابة تقديم

مناسب له .. ألقى عليه فيه أضواء كاشفة تنبيء عن أذواق ناقد خبير ..وقاريء بصير ..

فقد عرض للقيمة التاريخية والفنية  لقصائد

الديوان- ولا عجب- فقد كان قد قرا بعضا منها حينما نشرت في الأفق الجديد المقدسية

وغيرها .. خلال الستينيات وما بعدها ..!

 وفي

إضاءاته على الناحية الفنية في الديوان .. تلمس إحساس الشاعر ..وعواطفه

المنحازة إلى القضية الفلسطينية ..كيف لا وهو – مثله ومثل جيله– أحد ضحايا نكبتها

.. والشاهدين على مرارة آلامها؟!.. ولذا كان شعار الديوان المذكور " في سبيل

الإسلام وفلسطين"!.. وقد غلب عليه هذا الموضوع – كما لاحظ – كذلك - الأديب

الناقد الأستاذ محمد الحسناوي رحمه الله !

  كما

يلقي الشاعر في تقديمه وحديثه عن " القيمة الفنية " للديوان .. ضوءا على

التجربة الشعورية التي يقول إنها كانت رد فعل لألم النكبة ..تتلمس بعض الحلول

والطرق المناسبة للخلاص منها وتعفية آثارها !

ثم يتحدث عن " اللغة والصياغة اللغوية

" حديث خبير ذواقة .. رابطاَ إياها ربطا فريدا فذا بالموضوعات مبينا تناسق

التعبيرية .. وإيحائيتها بموضوع القصيد.!

ويختم تقديمه بالحديث عن الموسيقى والصور الفنية في قصائد الديوان .. وبذا

يكون قد ألقى إضاءات فنية شبه كاملة تضع قاريء الديوان في جو قصائده وضعا مناسبا

مريحا ..

.. ويجدر بالذكر ..ان ذلك الديوان قد صدر عن

( دار البلاغ ) في الكويت ..سنة 2006.. حيث أن الشاعر أحد كتابها الرئيسيين ..وكان

مدير تحريرها منذ سنة 1969!

.. وليس ذلك فحسب .. بل إن المرحوم الدكتور

عمر قد شارك في ندوة حول الديوان – المذكور - –مع المرحوم الأديب والشاعر  والكاتب السوري المعروف الأستاذ محمد الحسناوي

رحمه الله .. وقد عقدت الندوة في رابطة الأدب الإسلامي بعمان .. وتناول فيها الدكتور

عمر الجوانب الفنية ..وتحدث الأستاذ الحسناوي عن الجوانب الموضوعية ..!

  لقد

ركزنا على هذا الجانب من جهود فقيدنا العزيز ( أبي محمد) .. لأنا شهود حق عليه عن كثب ..وقد لا يعلمه أو يتعرض له آخرون.؟. وقد يركزون على جهودٍ أخرى غيره للمرحوم

..

.. وهذه إحدى الشهادات التي تبرز بعض جهوده وغيرته على الإسلام والأدب الإسلامي .. وحرصه على خدمته ..وتشجيع أصحابه ..وإبرازه

للناس .. !

..ولو كان معظم الباحثين والأدباء الإسلاميين

على مثل تلك الدرجة من الحرص والغيرة والجهد .. لرأينا الأدب الإسلامي يتبوأ

مكانته المناسبة في صف الآداب العالمية .. ولا يبقى متواضعا .. منزويا في بعض الأماكن

والمناسبات .. إلا القليل!

رحم الله أبا محمد – الدكتور عمر الساريسي ..

فله جهود كبيرة وكثيرة .. وهذه إحدى الشهادات التي نرجو أن تحسب له في الدنيا والأخرة!