الدكتور عدنان النحوي في ذمة الله

عبد الله خليل شبيب

كوكب ساطع أفل، وطود شامخ انتقل!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

  فجع الأدب اٌلإسلامي والدعوة الإسلامية برحيل علم شامخ من أعلامهما ..وفارس صنديد من فوارسهما .. لطالما صال وجال في ميادينهما الرحيبة وكان جل همه إرشاد السائرين وهداية الحائرين ..ورسم النموذح الأمثل للقاء المؤمنين ..وتكوين المجتمع الإٌسلامي المتميز .

 إضافة إلى الحرص الدائم والجهد الدائب على رفع قيمة الأدب الإسلامي وتعزيز تياره ..حيث أسهم في هذا المجال بعدة دواوين شعرية ..وعدة ملاحم في قضايا الأمة الإسلامية ..ودراسات متنوعة حول الإدب الإسلامي ..والشعر الإسلامي

..كما ترك عشرات من المؤلفات القيمة في الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية ..وناقش كثيرا من القضايا الحيوية في المجالين : الفكري والأدبي .

وكان رحمه الله صورة صادقة لما يكتب وما يقول ..كان دمث الخلق واسع الصدر لطيف المعشر متواضعا بشوشا حريصا على مواصلة إخوانه وأصحابه .. وبالرغم من أنه كان يشكو من مرض القلب منذ سنوات ..ولكنه لم يلق قلمه ولم يتوقف جهده حتى أوآخر أيامه ..

 ولقد كسبناه في السنوات الأخيرة كاتبا بارزا في مجلة ( البلاغ) الإسلامية الكويتية..التي سطر على صفحاتها – خلال السنوات الأخيرة العشرات من مقالاته وقصائده وبحوثه القيمة .

 

نبذة عن حياة الفقيد :

لقد ولد فقيدنا الدكتور عدنان على رضا النحوي في مدينة صفد على سفح جبل الجرمق الشاهق بفلسطين في 15/1/1928 ودرس مختلف المراحل الدراسية الأولية فيها ونال دبلوما في التربية والتعليم وأصول التدريس .

 وبعد نكبة فلسطين استقر به المقام في سوريا حيث عمل فيها مدرسا ثم في الكويت ثم رحل إلى القاهرة – في مطالع الخمسينيات – لدراسة الهندسة الإلكترونية والاتصالات الكهربائية في كلية الهمدسة بجامعة القاهرة– حيث تعارفنا عليه هنالك وكانت أوائل لقاءاتنا به ؛ ثم استكمل دراساته العليا في أمريكا حتى حصل على الدكتوراة من هناك في نفس التخصص وعاد ليعمل في نفس المجال حيث استقر به المقام في المملكة العربية السعودية حتى وافاه الأجل عن 87 عاما قضى كثيرا منها في خدمة الأدب الإسلامي والدعوة الإسلامية الرشيدة .

وفد زار المرحوم عشرات البلدان وحضر عشرات المؤتمرات والندوات وسعدت بلقائه في المؤتر الثاني عشر لاتحاد الطلاب والعمال المسلمين في ألمانيا الذي أقيم في مدينة كولونيا في صيف عام 1987

وكنت حريصا على لقائه كلما زار عمان حيث كان كثير التردد عليها إلى أن حال اشتداد مرضه دون ذلك في السنوات الأخيرة فحرمنا من لقائه!

 ..وقد كتبت عنه وعن أدبه عدة بحوث ورسائل جامعية ..في أكثر من قطر عربي ..وخصوصا في المغرب العربي.

ولقد قدمنا أكثر من عرض ودراسة عن بعض دواوينه وكتبه في مجلة (البلاغ ) في أعداد سابقة.

مؤلفاته ( 98 كتابا منها 91 في الدعوة الإسلامية والأدب والشعر الإسلامي والملاحم في قضايا المسلمين):

..ومع أن الفقيد كان تخصصه علميا هندسيا لكن الغالبية العظمى من كتبه كانت – كما أشرنا- في الأدب الإسلامي والدعوة الإسلامية   

ولقد أحصى ( موقع مجلة الأدب الإسلامي) للفقيد (98 مؤلفا) منها :

- في  الفكر الإسلامي والدعوة والفقه والتوحيد خمسة وثلاثون كتاباً،

- ودراسات في أحداث الواقع وقضاياه الفكرية عشرون كتاباً،

-  والأدب الملتزم بالإسلام والمذاهب الأخرى كالحداثة وغيرها: أربعة عشر كتاباً،

-  والدواوين الشعريّة: ثمانية دواوين،

-  والملاحم: أربع عشرة ملحمة،

·        وله في اللغة الإنجليزية: ثلاثة كتب،

·        وله أربعة كتب مترجمة.

   ولو ذهبنا نستقصي مناقب الفقيد وجهوده .. وآثاره لطال بنا المقام .

وما لنا إلا أن نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 " تدمع العين ويحزن القلب ..ولا نقول إلا ما يرضي الله ..وإنا على فراقك يا أبا بلال لمحزونون "

نسأل الله أن يجعل كل جهودك وجهادك ومؤلفاتك ومساهماتك وحركاتك وسكناتك في صحيفة حسناتك – خالصة لوجه الله -.. وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته في عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ..وحسن أؤلئك رفيقا.

ونسأل الله أن يعوض عنك أهلك ومحبيك خير العوض ويلهمهم الصبر والسلوان ..

كما نسأل الله أن تلقى كلماتك المضيئة ودعواتك المخلصة التي خلفتها في مؤلفاتك ومقالاتك ومحاضراتك ..إلخ..أن تلقى قبولا ومجالا للتطبيق العملي في ساحة العالم الإسلامي .

 وسلام على عباد الله الذين اصطفى