موسى إبراهيم محامٍ بارع

هل يظل في صف القذافي أم يتخلى عنه

ياسر أبو الريش

أصبح  وجهه مألوف في العالم  نتيجة ظهوره اليومي أمام وسائل الإعلام.

إنه موسى مصطفى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية من نسل قبيلة القذاذفة، متزوج من ألمانية ولدية طفل.

وتداول اسمه أثناء ثورة 17 فبراير الليبية، موسى من مواليد 1974 درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، ثم أكمل مسيرته الأكاديمية محاولا الحصول على الدكتوراه في فنون الإعلام من كلية رويال هولواي، جامعة لندن؛ حيث أنهى امتحانه النهائي في مايو الماضي وينتظر عدد قليل من التعديلات اللازمة لأطروحته.

ونتيجة لأن إطلالته صارت معتادة على مشاهدي التلفزيون الغربيين، وأيضًا بفضل أسلوبه السهل وإلقائه ما يريد قوله بذكاء وأيضًا أناقته التي لا تخطئها العين، فقد صار محط أنظار الإعلام الغربي،وقامت العديد  من وسائل الإعلام بإجراء حوارات معه منها صحيفة تايمز البريطانية التي أشارت انه مناهض نشط للحروب، والتي تستغرب أن يصبح ناطقًا باسم دكتاتورية القذافي.

مكث إبراهيم في بريطانيا اثني عشرعامًا وتأثرت آراءه  السياسية  خلالها بالليبرالية وأصبحت عصرية ،ليكون من المستحيل أن يدافع النظام الليبي في يوم من الايام، ما جعل البعض يشبهوه بمحمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي في عهد صدام حسين،ولكن آخرون أشاروا أن موسى أكثر التصاقًا بالواقع، ويعرف كيف يخاطب سامعيه، وهو يعرض قضية النظام باعتباره ضحية للتحيز الدولي ضده.

الذين عرفوه في أيام دراسته وصفوه بأنه رجل خطير ولم  يعرف هل هو خطير بمعني الشر أو بمعني الذكاء، من هواياته التصوير الفوتوغرافي ورياضتي ركوب الدراجات وكرة القدم.

وفي أثناء تواجده في الأردن عام 2000 مع بعض زملائه من الجامعة خلال رحلة إلى العاصمة الأردنية. تم اقتياده للتحقيق في واقعة ما زالت تفاصيلها محجوبة بملفه السري داخل أحد أدراج مكاتب جهاز المخابرات الأردنية في عمان، ولكن ظاهرها حدوث مشادة بينه وبين  بائع أيس كريم في وادي البتراء الأثري ونظرا لأن  ليبيا كانت منبوذة دوليا تدخل أحد الدبلوماسيين البريطانيين بناء على اتصال من السفارة الليبية لتأمين الإفراج عنه بعد 12 ساعة.

حصل في كلية الدراسات الإفريقية والشرقية SOAS على الماجستير في الفلسفة والتصوّف. وحينما  عاد موسى الى ليبيا أسس مركزًا للإعلام، ثم طُلب منه أن يعمل كمترجم من اللغة الإنجليزية التي يجيدها إلى العربية إلى جوار بعض المسؤولين الحكوميين من بينهم موسى كوسا، وزير الخارجية المنشق حديثا عن نظام القذافي ونائبه خالد كعيم، والناطق باسم الجيش الليبي.ثم طُلب منه أخيرًا مرافقة الصحافييين الأجانب. وهكذا صار متحدثًا باسم النظام. وخلف موسى في هذا المنصب، الصحافي الليبي محمد عمر بعيو، الذي تخلى عن منصبه الرسمي أيضا كأمين للهيئة العامة للصحافة عقب اندلاع الثورة الشعبية.

وبينما ينظر إليه البعض على أنه محامٍ بارع للشيطان، يقول مسؤولون ليبيون إنه وجه مقبول أراد من خلاله نظام القذافي تقديم نفسه إلى العالم. . ويردد موسى، بشكل دائم وفي ثبات وبطلاقة، مقولات القذافي، في دفاع مستميت عن نظام بدأ يتهاوى ويفقد ولاء أكثر المقربين منه وكبار مسؤوليه الحكوميين. في محاولة لإظهار أن النظام ما زال قادرا على ضبط الأمور.

ويؤكد موسى ابراهيم الذي قتل  شقيقه حسن في غارة  شنها حلف شمال الأطلسي أن الواجب الأخلاقي يحتم عليّ القيام بما أقوم به. لسنا بحاجة إلى ضربات جوية، لأن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن بأرواحهم»، ويضيف ابراهيم إنه منذ توليه مهمة التحدث باسم النظام، تلقيا هو وزوجته العديد من رسائل التهديد بالقتل، وهذه حقيقة تقلقهما كثيرًا، ويضيف قوله إنه ظل يؤمن بضرورة التغيير السياسي والاقتصادي والثقافي في ليبيا. لكن هذا التغيير «يجب أن يأتي بالتدريج، وعبر الحوار السلمي. لا أمانع في ان تنتهج البلاد الديمقراطية خلال عملية انتقالية تدوم 20 عامًا مثلاً».

حاليًا يعيش ابراهيم وزوجته مع ابنهما الرضيع في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة طرابلس، فتبدو الأسرة وكأنها في رحلة سياحية، وليست في عاصمة بلاد تعيش حالة حرب.

وفي ظل الاحداث المتلاحقة في ليبيا لا نستطيع التخمين هل سوف يظل ابراهيم في صف القذافي أم  سيتخلى عنه كما تخلى عنه آخرون، ويظل  مصير موسي ابراهيم مجهولا.

تم الاستعانة بعدة مصادر.