الدكتور حسين علي محمد

محمد شلال الحناحنة

في ملتقى رابطة الأدب الإسلامي العالمية:

السيرة الأدبية والذاتية للأديب الراحل

محمد شلال الحناحنة

عضو رابطة الأدب الإسلامي

أقام المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الرياض ملتقاه الأدبي الدوري لشهر شوّال 1431هـ بعنوان :

(السيرة الأدبية والذاتية للأديب الدكتور حسين علي محمد- رحمه الله)، وقد أدار اللقاء الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الخنين, نائب رئيس المكتب الإقليمي للرابطة بالرياض، وحضره حشدٌ من الأدباء والمثقَّفين والإعلاميين, وجمهور من محبِّي الأدب الإسلامي, وحضر في الملتقى أولَ مرة سعادة السفير الطاجيكي صلاح الدين نصر الدين، والملحق الاقتصادي بالسفارة الطاجيكية.

الدكتور حسين علي محمد رحمه الله، وعلى يمينه الكاتب محمد شلال الحناحنة

استعرض الدكتور ناصر الخنين فقرات من السيرة الذاتية والأدبية والنقدية للدكتور حسين علي محمد، الذي ولد في مصر بقرية العصايد بمحافظة الشرقية في 5/5/1950م, وحصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وعلى الماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة, وعلى الدكتوراه, من جامعة الزقازيق بعنوان: " البطل في المسرح الشعري المعاصر في مصر".

وعمل مدرسًا في مصر ثم في اليمن. ثم عمل منذ عام 1991م أستاذا مساعدًا في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى وفاته, وأشرف وشارك في مناقشة زهاء  عشرين رسالة للماجستير والدكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والرئاسة العامة لتعليم البنات, وجامعة أم القرى.

أبرز أنشطته الأدبية والثقافية

وتحدَّث الدكتور الخنين عن النشاطات الأدبية والثقافية المتعدِّدة للأديب الراحل د.حسين علي محمد، والتي من أهمِّها تأسيسه سلسلة " كتابات الغد" مع الفنان التشكيلي الدكتور يوسف غراب عام 1976م, وتأسيس دار نشر " أصوات معاصرة" التي أصدرت أكثر من تسعين كتابًا, وعمل لها موقعًا على الشابكة, واشترك في تأسيس جمعية الإبداع الأدبي والفني بالزقازيق التي أصدرت مجلة " القافلة الجديدة" وعمل مديرًا عامًّا لها, وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ عام 1412هـ, وعضو هيئة تحرير مجلة الأدب الإسلامي منذ تأسيسها 1993م, وأشرف فيها على باب الأقلام الواعدة بالنقد والتقويم, كما أشرف بالنقد على نصوص ملتقى الإبداع للأدباء الشباب في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض.

وشارك في مؤتمرات ومهرجانات شعرية وأدبية محلية وعربية, وأسهم في تحكيم العديد من الكتب برابطة الأدب الإسلامي العالمية, والعديد من المسابقات الأدبية فيها وفي موقع (لها أون لاين), و(شبكة الألوكة) الإلكترونيين.

كرمته اثنينية عبدالمقصود خوجه بجُدَّة, وكرَّمته وزارة الثقافة المصرية في مهرجان محافظة الشرقية الأدبي عام 2002م, وفاز في عدد من المسابقات الأدبية في مصر والكويت وسورية.

ترك الأديب الراحل ما يزيد على أربعين مؤلفًا نقديًّا وأدبيًّا، منها اثنا عشر ديوانًا مثل: (حوار الأبعاد)، (السقوط في الليل)، و(ثلاثة وجوه على حوائط المدينة)، و(شجرة الحلم)، و(أوراق من عام الرمادة).

وله ست مسرحيات شعرية منها: (الرجل الذي قال)، و(الباحث عن النور)، و(الفتى مهران).

وله شعر قصصي للأطفال بعنوان: (الأميرة والثعبان)، و(مذكرات فيل مغرور).

وله في القصة القصيرة: (أحلام البنت الحلوة)، و(مجنونة أحلام), و(المنصورة والدار بوضع اليد).

ومن أبرز دراساته الأدبية: (القرآن .. ونظرية الفن)، و(دراسات معاصرة في المسرح الشعري)، و(جماليات القصة القصيرة)، و(التحرير الأدبي)، و(كتب وقضايا في الأدب الإسلامي)، و(مراجعات في الأدب السعودي).

وله العديد من الدراسات بالاشتراك مع كتاب آخرين منها: (دراسات في النص الأدبي العصر الحديث، وفن المقالة)، و(مقالات في الأدب العربي المعاصر).

شهادات من أساتذة جامعة الإمام:

جاءت شهادة الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع وكيل جامعة الإمام سابقًا, ورئيس النادي الأدبي بالرياض سابقًا، متميزةً في سيرة الأديب الراحل الدكتور حسين علي محمد, الذي وصفه بالأديب متعدِّد المواهب والمشارب, فهو شاعر, وكاتب مسرحية, وكاتب قصة, وهو مبدع في أدب الأطفال, وباحث متمكِّن يجمع بين العمق العلمي والروح الإبداعية, ويجمع بين الأصالة والحداثة في أدبه وكتاباته. وأثنى على علاقة المودَّة الصادقة التي جمعت بينهما، وأشاد بكتاباته عن الأدباء السعوديين، بكثير من الصدق الأدبي، والبعد عن المجاملة, وأصدر عددًا خاصًّا في دوريته (أصوات معاصرة)، وسمَّاه (ملف الأدب السعودي)، وجمع عددًا من بحوثه عن الأدب السعودي وأصدره في كتاب بعنوان : (مراجعات في الأدب السعودي) والذي كتب د. الربيع مقدِّمة له.

د. محمد بن عبدالرحمن الربيِّع يلقي كلمته، وعلى يمينه د. ناصر الخنين

وتحدث الدكتور محمد بن سليمان القسومي رئيس قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن الأديب المرحوم د. حسين علي محمد فقال: عرفتُه عندما كنت طالبًا, ثم وكيلاً لقسم الأدب في الجامعة, ثم رئيسًا لقسم الأدب, ودائمًا ما كان يقابلني بابتسامته المشرقة, فأُحسُّ بعمقه وبساطته في الوقت نفسه, وسعة اطلاعه في الثقافة والفكر والأدب. فأسأل الله له الرحمة والمغفرة وقد فقدناه صديقًا وأديبًا وأستاذًا.

وقال الأديب الروائي سعادة الدكتور عبدالله بن صالح العريني الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام, ونائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي للشؤون الثقافية: لقد شهدنا من لطفه وبساطته وصبره الكثير, فالغربة لم تترك بصَماتها على وجهه أو تعامله, وله فضلٌ كبير علي, فكان من السابقين في الكتابة عن روايتي: (دفء الليالي الشاتية). وقد تميَّزت كتاباته بالمنهجية, وتعدُّ مدوَّنته على الشابكة من أفضل المواقع في متابعة ونشر الأدب الإسلامي, وهو فرد قام بما لم تقُم به مؤسسة, وآخر رسالة أشرف عليها كنت معه عضوًا في مناقشتها، وعنوانها: (عبدالرحمن رأفت الباشا ناثرًا) وغيابه عنا يظلُّ موجعًا ومؤلماً.

كلمات الرثاء لتلاميذه وأصدقائه

وقد رثاه الكاتب الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى أحد روَّاد ملتقى الإبداع بمكتب الرابطة بكلمات صادقة، ومما قاله فيها:

رحمك الله أيها القامة الشامخة في سماء النقد والإبداع والأدب الإسلامي الرفيع

رحمك الله يا من كنت غيثًا تمطر أرضنا بكلمات الثناء والتشجيع،

وتُنبت فيها الربيع بعد الربيع...

لقد طوَّق فضلك عنقي وأعناق إخوان لي أحبة،

تخرَّجوا بنقدك، وتقدَّموا بتوجيهك، وارتقَوا بنصحك،

فجزاك الله عني وعنهم خير الجزاء.

وإذا حُق للأدباء الشباب أن يبكوك، وأن يبكوا لياليَ طالما انتفعوا فيها من رؤاك،

فإن لك حقًّا عليَّ لا توفِّيه العَبَرات، ولا الوقوف على أطلال الذكريات...

الكاتب أيمن بن أحمد ذوالغنى يلقي كلمته

ثم قرأ الأستاذ أيمن كلمة الأديب الكبير الأستاذ وديع فلسطين الذي أبى إلا أن يكتبَ كلمات رثاء ويرسلها من مصر إلى رابطة الأدب الإسلامي في الرياض، بعنوان: ( نفثة مفجوع في رحيل صديق) جاء فيها: يا حسين لك مني الدعوات, ولا أملك إزاء رحيلك الذي أدمى قلبي إلا أن أقول لك للمرة الأولى والأخيرة: شكراً, وهو شكر العاجز الكليل مع الأسف الشديد الذي لن يبلغك في مثواك الأخير, فقد كنت شهمًا عظيمًا في زمن تفتقد فيه الشهامة. يا حسين, لقد كنت دائمًا أمثولة للوفاء, فليرحمك الله رحمة عظيمة.

الأستاذ الكبير وديع فلسطين في منزله بالقاهرة مع الأديب أيمن بن أحمد ذوالغنى

وتحدَّث الشاعر جبران سحَّاري أحد تلاميذه عنه بألم فقال: كان ينتقد بأدب في ملتقى إبداع الشباب, ويدافع عن آرائه, وكان يركز على الأخطاء الشائعة, وهو أول من نشر كتابات نقدية عن شعراء الجنوب في السعودية.

وفي قصيدة تقطر ألماً وحزنًا رثاه الأديب الدكتور وليد قصَّاب مشيرًا إلى خلقه العظيم, وأدبه الراقي, وعلاقاته وصداقته، ومما جاء في قصيدته:

وحُسَينُ مِلءُ السَّمعِ، مِلءُ قلوبنا           حيثُ اتَّجهتَ فمنهُ بعضُ بِذارِ

حيثُ اتَّجهتَ فمنهُ غُصنٌ أخضَرُ           بل  منهُ  عِلمٌ  شامخٌ   كمَنارِ

ما  كان  كالآلافِ  شَخصًا عابِرًا           أو كانَ في الدُّنيا من الأغمارِ

أما الشاعر عماد قطري فقد قرأ قصيدة (عصايد) وهي بلدة الدكتور حسين علي محمد, وأهداها للراحل، وجاء فيها:

        ما انحنى للرياح،

        لم يكن غير وجه بريء،

        وقلبا جموحا علاه الصباح،

        لم يكن غير فلاح وجد،

        حدا للحدائق صوت الوطن.

الشاعر عماد قطري يلقي قصيدته

وختم اللقاء رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية الدكتور عبدالقدوس أبو صالح الذي كان حزينًا على فقد الراحل الكبير, شاكرًا جميع من تحدَّثوا في هذا اللقاء, ومعربًا عن تقديره لهذه الكلمات الوفيَّة الصادقة. داعيًا الله أن يتغمَّد الراحل بواسع رحمته. ووعد بإصدار عدد خاص من مجلة الأدب الإسلامي عنه، ودعا الحاضرين إلى الإسهام في العدد.

وكان الدكتور حسين علي محمد توفي بمدينة الرياض صباح الأربعاء 9/8/1431هـ, وصلِّي عليه بجامع الملك خالد، ودفن في مقبرة أمّ الحمام - رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته.