الدكتور حسني مصطفى ناعسة

الفقيد الداعية

الدكتور حسني مصطفى ناعسة

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

ولد حسني مصطفى ناعسة في ( 27/7/1948م ) من أسرة شعبية في مدينة حلب – سوريا ، وعاش في كنفها حتى أنهى مرحلته الثانوية بتفوق ، فكان الأول على الناجحين في شهادة الدراسة الثانوية العامة في سورية العام الدراسي 1967 في مدينة حلب ، مما أهله لمنحة تعليمية درس بها في جامعة حلب وحصل منها على الإجازة في اللغة العربية وآدابها ، وتخرج فيها في 1971م ، وكان الأول على طلبة سوريا مما أهله لمنحة علمية أخرى يدرس بها الدراسات العليا في مصر على حساب جامعة اللاذقية في سوريا، فتزوج وذهب إلى القاهرة في 1972م وهناك حصل على الماجستير في الأدب العربي القديم في 1974م وكان موضوع رسالته شعر الفقهاء في القرن الثاني للهجرة ، ثم تابع دراسة الدكتوراه وكان موضوع رسالته فيها هو النثر الفني في القرن الثالث الهجري ، وكان خلال هذه المدة يدرس دبلوم الدراسات العليا في معهد الباقوري في القاهرة وحصل على شهادته وسجل رسالة الماجستير في الفقه الإسلامي إلا أنه لم يستطع متابعة الدراسة فيه بسبب حصوله على الدكتوراه في الأدب العربي القديم 1978م وعودته إلى سوريا .

التحق بجامعة اللاذقية بعد عودته من مصر ، وفي 1979م أخذ لأداء الخدمة العسكرية ، ثم انتدب منها للتدريس في الجامعة نفسها ، وظل فيها مدرسا حتى 29/4/ 1981م إذ اعتقل وهو خارج من إحدى محاضراته فيها وظل قابعا في معتقله اثنتي عشرة سنة يعاني التعذيب الشديد والآلام ولاسيما بعدما كسرت عظام قفصه الصدري ونزفت رئته ، فلما خرج منع من العودة إلى الجامعة ومن مزاولة أي نشاط ثقافي أو تعليمي .

عاش د. حسني بعد ذلك منهك القوى وظل مرضه الصدري يعاني منه بين الفينة والأخرى حتى قضى عليه إذ امتلأت رئته ماء فأغمي عليه ونقل إلى المستشفى فجر 23/2/2008 وفيه توفاه الله في اليوم نفسه .

كان رحمه الله يملأ الإسلام شغاف قلبه ويعمل له بصمت، وقد رفض الخروج من سوريا أيام الحوادث المشؤومة على الرغم من قدرته على ذلك لأنه كان يرى أن على المسلم أن يبقى في بلاده وينفع الآخرين بعلمه وجهده

وكان يتمتع بذاكرة قل نظيرها ، وكان يحفظ القرآن الكريم ويحفِّظه الناس في سجنه ، وكان شغوفا بالعلم إلى درجة أنه ينفق القسم الأعظم من ماله على شراء الكتب والمخطوطات ومكتبته في حلب عامرة بنفائس الكتب .

وكان حليما صبورا على شظف العيش يساعد أهله كلا على انفراد وينأى بنفسه عن زخرف الدنيا ومتاعها ،وكان شديد البر بوالديه وقد خدم أمه بعد خروجه من السجن بنفسه كما خدم أخته المقعدة حتى توفاهما الله وكان حليما صموتا لاينطق إلا قليلا .

 كان أديبا يتمتع بأسلوب متين يشابه أسلوب الأوائل لقوته وله قصة العودة وقصص قصيرة عديدة لم تسجل باسمه لأن السلطات السورية منعته من النشر باسمه فكان يكتب وينشر باسم مستعار ولم يتوقف عن التأليف حتى الرمق الأخير من حياته .

 كان شاعرا ينفح شعره بعواطف إيمانية صادقة وبالشوق والحنين عندما كان يبعد عن أهله

 ومن كتبه : - شهر الفقهاء في القرن الثاني عشر للهجرة

 -النثر الفني في القرن الثالث للهجرة

 - الشعر في الجزيرة العربية

 - قصة العودة وهي في الأدب الفلسطيني

 - قصص دينية وتاريخية وكتيبات أدبية تعرف بأدباء العصر

خلف د. حسني ثلاثة بنين وثلاث بنات .

 رحم الله الدكتور حسني رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.