فرعون مصر في كتابات المؤرخين المسلمين

فرعون مصر في كتابات المؤرخين المسلمين

رؤية جديدة

د. عمرو عبد العزيز منير - مصر

[email protected]

# مَنْ يكون فرعون مصر هذا الذي شغل فكر العالم كله , وشغل فكر التاريخ بجملته ؟

مَنْ يكون هذا الفرعون الذي لم نكتشفه عندما بزغ فوق جسر التاريخ فقط , ولكن سمعنا عنه قبل أن يكتب التاريخ سطراً من حياته ؟

مَنْ يكون هذا الفرعون الذي قال :"أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي "الزخرف/51؟

من يكون هذا الفرعون الذي رآه الوجدان الشعبي للناس بصورة مغايرة عما رآه المفسرون في القرآن والقصص الديني ؟ .

** حين اندثرت الحضارة المصرية القديمة، وحلت محلها حضارات أخرى، فإن الآثار المبهرة التي خلفتها تلك الحضارة الزائلة دفينة في الرمال وبطون الجبال وبين طبقات الطمي المتراكمة، ما زالت تكتشف يوماً بعد يوم، وما زالت حتى الآن ذات قدرة سحرية فائقة على إبهار المؤرخين والذين سجلوا وذكروا قصصاً كثيرة عن الفراعنة الذين كانوا يحكمون مصر، وعن حياة وعادات وتقاليد المصرين التي كانوا يعتبرونها غريبة عن تقاليدهم وما اعتادوا عليه، كما ذكروا أيضا الكثير من الأساطير والخرافات التي لا تصدق عن مصر وحضارتها التي ارتبطت بالفراعنة، وهم ملوكها القدماء، الذين توارت شخصيتهم بين الأسطورة والتاريخ.

وكانت كثيرة هي الجهود التي بذلت من جانب المؤرخين؛ للتعرف على فراعنة مصر القديمة، فكانت جهودهم أقرب إلى الأساطير منها إلى التاريخ في بعض موضوعاتها. التي حفلت بالخيال الواسع الذي زاد من خصوبته أن فرعون لم يعجز في أن يجد حوله من يدافع عنه ويستأنف حكم القصص الديني عليه أمام الوجدان الشعبي الجمعي الشغوف بصورة البطل المنصف، أو المستبد العادل والمبارك ـ رغم أن المستبد لم يكن عادلاً أو مباركاً في يوم من الأيام ـ أنه تمجيد لصورة القوة حتى لو خلت من وجه الإنسان.

دفع المؤرخون ببطلان حكم القصص الديني على الفرعون الذي ارتبط اسمه بمصر مدعمين دفاعاتهم بروايات مختلفة جاء فيها: ".. وقال موسى: يا رب، إن فرعون جحدك مائتي سنة، وادعى أنه أنت مائتي سنة، فكيف أمهلته. فأوحى الله إليه: أمهلته لخلال فيه. إني حببت إليه العدل، والسخاء، وحفظت له تربيتك.... إنه عمر بلادي وأحسن إلى عبادي..."[1] والروايات أظهرت فرعون عادلاً منزهاً عن الظلم حين عنف وزيره هامان عندما جمع مائة ألف ألف دينار للخزينة مقابل أن يجري هامان للناس الماء إلى أرضهم فعنف فرعون هامان بقوله: "بئس ما صنعت من أخذ هذه الأموال، أما علمت أن السيد المالك ينبغي له أن يعطف على عبيده، ولا يأخذ منهم على إيصال منفعة أجراً، ولا ينظر إلى ما بأيديهم. اُردد المال إلى أربابه ولا تأتي بمثلها...".[2]

الموروث الشعبي المتعلق بفرعون مصر ـ الموسوم بالكفر والطغيان في القرآن ـ تعاطف كثيراً معه، فأضفى عليه بعض الصفات المحببة في نفوس العامة، بحيث يعطي لشخصيته بعداً دينياً محبباً، فالشخصية التاريخية هنا غير الشخصية الأسطورية التي غذَّاها ولا يزال يُغذيها الوجدان الشعبي الشغوف بفضائل مصر، والذي ما لبث يخلع على ملوكها الفراعنة صفات  وينسب لهم أحداثاً مغايرة ليكتب لهم الخلود شعبياً، إلى الدرجة التي ينبغي التميِّيز عند الدراسة بين الشخصية الشعبية، والشخصية التاريخية لنفس الحدث أو الشخص.

فجاءت الشخصية التاريخية لفرعون مصر غير الشخصية الشعبية له إذ تحكي الروايات؛ أنه خرج من صفوف الفقراء وظهر كمدافع عن حقوقهم، وبرز للناس بريئاً من تجاوزات بطانته الظالمة، ليصبح في الذهنية الشعبية صاحب سلوك مثالي، ولا شك أن إسقاط العيوب عن الشخصية التاريخية لصالح الشخصية الشعبية، يعد تعبيراً صادقاً وتلقائياً عن رأي الناس في الدور المحوري والتاريخي لملوك مصر الفراعنة الذين شيدوا العديد من المباني الضخمة والرائعة في طول البلاد وعرضها، فجاءت تلك الروايات تقديراً من الناس لهذا الدور بغض النظر عما أثبتته الإشارات القرآنية، أو ما سطرته أقلام المؤرخين و المفسرين والفقهاء الملتزمين بالحقائق المجردة.

بيد أن ذلك لم يمنع من أن لفظ (فرعون) قبع في الذاكرة الشعبية للناس رمزاً للجبروت، والقوة والتعالي؛ فيصفون من يتخذ هذه الصفات بأنه "مُتفَرْعن" ويفسرون تَفرْعُنه هذا بخنوع الآخرين تجاهه, وعدم رده وصده بقوة أكبر.[3] وهو خلط شاع لدى العامة بين اسم الفراعنة ـ مفردها فرعون ـ واسم قدماء المصريين مما حيَّر كلاً من المسعودي وابن خلدون ومن كان في زمانهم في سياق بحثهم عن أصل هذا اللقب، فأوردت المصادر التاريخية الكثير من الروايات ، وها هو صاحب النجوم الزاهرة ينقل عن المسعودي قوله: "قال المسعودي: سألت جماعة من أقباط مصر بالصعيد وغيره من أهل الخبرة عن تفسير اسم فرعون فلم يخبروني عن معنى ذلك ولا تحصل لي في لغتهم، فيمكن والله أعلم أن هذا الاسم كان سمة ملوك تلك الأمصار وأن تلك اللغة تغيرت".[4]

كشف المسعودي من المسح التحقيقي الذي أجراه بنفسه في أيام زمانه، ومع من وصفهم "بأهل الخبرة" من الأقباط، كشف لنا أن أهل مصر لا يفقهون ماهية هذا اللقب الشهير[5], بل لا يوجد في لغتهم. كما اكتشف المسعودي بنفسه، وأرجع ذلك بما حدث من تغير اللغة المصرية القديمة التي صبغ اللقب فيها، كتغير اللغات الأخرى، الأمر الذي نتج عنه جهل أقباط مصر بمعناه القديم، وافترض المسعودي أنه كان سمة لملوك مصر الأقدمين، ويمكن القول أن نظرة المسعودي هذه نظرة علمية تتسم بالدقة وسلامة المنهج.

أما ابن خلدون فقال في باب "الخبر عن القبط وأولية ملكهم ودولهم وتصاريف أحوالهم والإلمام بنسبهم": كانوا يسمون الفراعنة سمة لملوك مصر في اللغة القديمة ثم تغيرت اللغة وبقي هذا الاسم مجهول المعنى كما تغيرت الحميرية إلى المضرية..".[6] رغم أن لقب "فرعون" قد ورد في القرآن الكريم بصيغة المفرد لا بصيغة الجمع![7] إلا أنه أصبح عَلماً على أهل مصر في نعتهم بـ "الفراعنة" (فلقب الفرعون يطلق على ملوك مصر..، فإذا أرادوا الجمع في اللفظ قالوا: الفراعنة".[8]

وتناول المؤرخون لقب "فرعون" بالتعريب، حيث أطلقوا أسماء عربية على فراعنة مصر وملوكها فيقول المقريزي: ".. ثم وقع غلاء في زمن فرعان بن مسور، وهو التاسع عشر من ملوك مصر قبل الطوفان، وسببه أن الظلم والهرج كثر حتى لم ينكره أحد، فأجدبت الأرض، وفسدت الزروع، وجاء بعقب ذلك الطوفان، فهلك الملك فرعان وهو سكران وهو أول من سمى باسم فرعان..".[9] وقيل: سمي فرعون لأنه أكثر القتل حتى قتل قرابته وأهل بيته، وخدمه ونساءه وكثيراً من الكهنة والحكماء".[10] أما التلمساني فقال: "فرعون؛ لقب الوليد بن مصعب ملك مصر وهو عات، وكل عات فرعون والعتاة الفراعنة".[11]

يلفت النظر هنا تأثير فكرة الأنساب العربية في نسبة كل شئ إلى جد أسطوري أعلى يفسرون به معنى الاسم الذي ارتبط بالتكبر, والتجبر, والظلم, ومما يسترعي الانتباه أن الروايات جعلت ممن تلقب به رجلاً عربيا كان يعرف بـ "الوليد بن مصعب" كما خلعت أسماء عربية على معظم فراعنة مصر، وهو ما يكشف لنا عن أن الوجدان الشعبي العربي قد شغل بقصص فرعون حيث كان معروفاً لدى العرب قبل الإسلام، حين كان القصص أحد مكونات التاريخ الشفاهي العربي، وكانت قصص فرعون وعاد وثمود تنتقل بينهم بالتواتر، وعندما لم تشبع روايات الإخباريين حاجات وجدانهم، راحوا يضيفون من تصوراتهم ومورثاتهم إلى هذه الأخبار متأثرين بالروح العربية ونزوعها لتعريب الكلمات والأسماء والأحداث.

أشار ابن زولاق إلى الارتباط فيما يتعلق باللقب فقال: "واختلف فيه، فقيل: كان من العماليق، وقيل: كان من القبط ويكني أبا مرة، وهو الوليد بن مصعب، وهو أول من خضب بالسواد لما شاب، دله علية إبليس، ولعظم شأنه وعتوه ذكره الله في خمس وعشرين سورة من القرآن...".[12] هذا التشويش والارتباك فيما يتعلق بلقب فرعون شمل أيضا الحديث عن أصول هؤلاء الفراعنة وعددهم وكان ذلك مرتعاً لخيالات المؤرخين وتخميناتهم كقول المسعودي: " والذي اتفقت عليه التواريخ ـ مع تباين ما فيها ـ أن عدة ملوك مصر من الفراعنة، وغيرها؛ اثنان وثلاثون فرعوناًَ...".[13] أما صاحب الاستبصار فيشير إلى أن : "الفراعنة سبعة وهو كان أولهم ـ يقصد فرعون إبراهيمu ـ وقيل أنما سمي فرعون لأنه أكثر القتل".[14]واتفق معه الإسحاقي بقوله :"وقد ملك مصر سبعة من الكهنة ولهم الأعمال العجيبة والأمور الغريبة ".[15]

وأورد ابن إياس نقلاً عن وهب بن منبه: "أن الفراعنة الذين ملكوا مصر كانوا ستة؛ فأولهم فرعون إبراهيم الخليل u، كان اسمه طوطيس".[16]

أما التلمساني فقد اختص الفراعنة من الملوك بالأنبياء فقط. وجعل الفراعنة وقفاً عليهم بقوله: "الفراعنة ثلاثة؛ أولهم: سنان الأشل صاحب سارة، كان في زمن الخليل بمصر. الثاني: الريان بن الوليد، وهو فرعون يوسف u ، الثالث: الوليد بن مصعب، وهو فرعون موسىu...".[17]

حاول المؤرخون والرحالة الإيغال في زمن فراعنة الأنبياء، والاعتماد على حقائق ملموسة بشأن تلك الفترة، ولكن كانت تعوزهم الأدلة والحجج، فاعتمد فكرهم على النقل من الأقدمين، ثم على الأخبار المتواترة في المجتمع، فإذا بالأسطورة فتتسرب فتزيد وتبالغ، وتصور ما تعرض له الأنبياء، وتاريخ نضالهم مع قوى الشر والإنكار فجاءت صياغة هذا الموروث؛ صياغة قصصية في زمن لم يكن القصص فيه قد انفصل عن التاريخ، فامتزجت الأسطورة بالتاريخ وتوارى فراعنة مصر بين ركام الخرافة.

من هؤلاء الفراعنة الذين شغلوا فكر المؤرخين في سياق حديثهم عن مصر "فرعون إبراهيم" حيث نسج الخيال الشعبي حوله أساطير جمة تصوره في الطور الأول من حياته بالملك العاتي والظالم، ثم تحوله في الطور الثاني من حياته؛ ملكاً صالحاً عادلاً وواصلاً لرحمه، تقول الروايات: "حكى أن إبراهيم u؛ كان قادماً مع (سارة) إلى مصر، حدثت النفس الأمارة بالسوء، الملك الجبار (طوطيس)، بأن يمد يده إلى (سارة)، ويراودها عن نفسها، فشل الله سبحانه وتعالى يده في الحال. ودعا إبراهيمu أخيراً أن يعيد الحياة إلى يده، فاستجاب الرب دعاءه، ولكن نفسه الأمارة بالسوء، حملته مرة أخرى على اغتصاب (سارة) ومحاولة التعدي عليها، فشلت يداه مرة أخرى، وقد عفا عنه إبراهيمu هذه المرة، ودعا له بالشفاء، فبرئت يداه، وهنا اعترف الملك طوطيس بنبوة إبراهيم الخليل ناطقا بالشهادة (لا إله إلا الله إبراهيم خليل الله) فصار مسلماً".[18]

وتمضي الرواية التاريخية لتقول أن فرعون إبراهيم قد وهب إبراهيمu السيدة هاجر، التي ولد له إسماعيل u، وحباً في لقاء إبراهيم وسارة: "عمد إلى فتح الجبال تجاه بني سويف، وتمهيد الطريق إلى مسافة ثلاثة أيام، حتى بحر السويس، حيث أجرى النيل إليه، وتمكن من إرسال مئات من السفن ,والمراكب بالمؤن والذخائر, إلى أهل مكة....".[19]

وذهب ابن كثير في نسب هذا الفرعون إلى أحد العمالقة من نسل سام بن نوح، أو الحميريين من عرب الجنوب ,وتخلع عليه اسماً عربياً في قوله: "وذكر بعض أهل التواريخ أن فرعون مصر هذا كان أخا الضحَّاك الملك المشهور بالظلم، وكان عاملاً لأخيه على مصر، ويقال كان اسمه سنان بن علوان بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح، وذكر ابن هشام في التيجان: أن الذي أرادها عمرو بن أُمرئ القيس بن بابليون بن سبأ وكان على مصر...".[20]، ويلاحظ أن هذا الاتجاه الأخير يعتمد أسلوب النسابة في نسبة كل قبيلة أو مدينة إلى جد أعلى، ويلفت النظر هنا استخدام الرواية لاسم بابليون (وهو اسم الحصن الذي كانت تقيم به الحامية البيزنطية التي حاصرها جيش عمرو بن العاص في خضم أحداث فتح مصر).[21] باعتباره اسما ـ سبق الحديث عنه في الفصل الثاني ـ لواحد من حكام مصر من نسل سبأ الأكبر ومن الواضح أن الروايات حاولت أرضاء حاجات ثقافية / اجتماعية لشرائح بعينها في المجتمع المصري آنذاك.

الأمر ذاته تكرر مع (فرعون موسى) حيث : "تنازع الناس في أمر فرعون موسى؛ فمنهم من رأى أنه من العماليق، ومنهم من قال :هو من لخم من الشام، ومنهم من رآه أنه من الفرس من مدينة اصطخر، ومنهم من رأى أنه من القبط من ولد مصرام، والقبط تثبت ذلك، وزعم قوم أنه من الأعاجم من الأندلس من قرمونة، وذكروا: أن اسمه الوليد بن مصعب...".[22] وأشار ابن عبد الحكم إلى أن : "فرعون موسى ـ اسمه طلما ـ قبطي من قبط مصر، أو من فران بن بلي واسمه الوليد بن مصعب، وكان قصيراً أبرش يطأ في لحيته .. حدثنا عن هانئ بن المنذر : أنه ـ فرعون موسى ـ كان من العماليق وكان يكني بأبي مرة .. كان فرعون أثرم، ويقال: بل هو رجل من لخم والله أعلم...".[23]، وأمدنا الموروث الشعبي برواية منسوبة إلى عائشةy: "قالت عائشة y: أقام فرعون بمصر أربعمائة سنة .. ولم يكن من أولاد الملوك وإنما أخذ ملك مصر بحيلة".[24] وعلى لسان عمرو بن العاص أورد المؤرخون رواية تقول: "اختلف أولاد الملوك بمصر فيمن يكون الملك، فرضوا بمن يحكم بينهم، وأن يكون من يطلع من الفج، فطلع فرعون راكباً .. وسألوه الحكم بينهم .. فقال لهم: "قد اخترت نفسي أن أجلس وأوطئ لكم الأمر...".[25] وقيل أن ": فرعون كان عطاراً بإصبهان، فركبه الدَّينْ وأفلسَ، فخرج منها هاربا ..فأتى مصر .. ثم سار في الناس سيرة سنة، وكان عادلاً سخياً، يقضي بالحق ولو على نفسه، فأحبه الناس فتوفي الملك فولوه عليهم"[26].

ما يهمنا في الروايات السابقة؛ هو أن صعوبة الوصول والإحاطة بحقيقة فرعون مصر وأصله، جعلت المؤرخين والرواة في حيرة دفعتهم إلى الهروب من المأزق، بمقولة "والله أعلم" واختلق الموروث الشعبي بعض الروايات ونسبوها إلى كبار الصحاب لإضفاء المصداقية على ما يقولونه، كما أوضحت لنا رؤية الناس لفراعنة مصر, وما يجول بخاطرهم فجاء فرعون في المخيلة الشعبية بصورة مغايرة عما جاء به في النصوص الدينية. حيث وجدناه ملكاً عادلا جاء بإرادة الناس ولم يكن جباراً شقياً، استعارت بعض الروايات ملامحها من نسيج السيرة النبوية في تلميح إلى قصة احتكام سادة العرب في أمر وضع الحجر الأسود عند بناء الكعبة فاحتكموا إلى الرسول الأكرم r، كذلك الأمر مع فرعون واحتكام الناس إليه، وكيف أن الخيال الشعبي قد استعار هيكل السيرة النبوية دون المضمون فيما يتعلق بتلك الحادثة. مما يدلنا إلى أي مدى تأثر الوجدان الجمعي بسيرة النبيr التي ظلت سيرته r أبرز شخصية أساسية في الآداب الشعبية العربية لكونه البؤرة النورانية المباركة , التي يلتقي عندها العديد من فنون الأدب الشعبي،والواضح أن الكثير من الروايات التي صاغها الوجدان الشعبي حول فرعون مصر, في بعضها صدي لسيرة  وكرامات الأنبياء أو محملة بإشارات من قصصهم التي لم تزدهر وتنمو وتنضج إلا في ظلال القرآن الكريم.

وحلق الخيال الشعبي بعيداً فيما يتعلق بحادثة غرق فرعون موسي والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم فيقول ابن عبد الحكم نقلاً عن عدة رواه:" أقبل فرعون حتى انتهي إلي الموضع الذي عبر منه موسيu وطرقه علي حالها.. وكان فرعون يومئذ علي حصان وأقبل جبريل uعلي فرس أثني في ثلاثة وثلاثين من الملائكة، فتفرقوا في الناس، وتقدم جبريل u فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس الحقوا الملك، حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم التقي البحر عليهم فغرقوا فسمع بنو إسرائيل وجبة حين التقي . فقالوا: ما هذا ؟ قال موسي : غرق فرعون وأصحابه فرجعوا ينظرون فألقاهم البحر علي الساحل".[27] فحين أشار القرآن الكريم إلي فرعون موسي وقومه وما حاق بهم من عذاب بسبب عصَّيانُهم وإنكارهم للحق أشار إلي ذلك بصفة إجمالية، دون اللجوء إلي تفاصيل حقيقة، كان الهدف من ذلك استخلاص الحكمة والموعظة لتقوية الإيمان وتعميقه في قلوب الناس.

ولكن الرواة تزيَّدوا وأضافوا ولجأوا إلي تفاصيل لم يشر إليها القرآن ومثال ذلك حين       :" ألجم فرعون الغرق، قال : أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، فجعل جبريل u يدس في فيه من طين البحر، ويقول: الآن وقد عصيت ، وقبل وكتب من المفسدين "[28].

وظلت الذهنية الشعبية تبحث عن السطور المفقودة في حياة فرعون موسي وتنقب عن الشخصيات الثانوية كي تكتمل الحبكة الفنية لديها مثال ذلك قولهم أن: " من حكمة الله وحسن تقديره، أن كان والد سيدنا موسيu هذا بواب قصر فرعون كما أن والدته كانت من جملة نساء الحرم الخاص".[29]

وهكذا؛ فإن القراءة الشعبية لتاريخ فراعنة مصر، كانت تحتوي في عناصرها علي مسائل أخرى شغلت الضمير الجمعي ووجدتها فرصة لأن تطرحها في إطار رؤيتها الشعبية للأحداث في سياق بحثها المستميت عن العناصر المنسية والناقصة في الحدث التاريخي.

على جانب آخر لعب الحلم دوراً بارزاً في التأريخ لحياة الفراعنة, وما يتعلق بأحداث حاسمة في تاريخ مصر، فالحلم كان ولم يزل منبعاً فياضاً للأسطورة طوال تاريخه، ومصدراً ثرياً لإلهاماته المتواترة على مستوى الشرق والغرب، رغم اختلاف منطق استخدامه من قبل كلٍّ منهما. فضلا عما كان للأحلام من دور ـ كقوالب فنية ـ في تشكيل القصص الشعبي المرتبط بفراعنة مصر القدامى مع تفاعل المؤثرات الدينية على الأخبار التاريخية التي وجدت طريقها إلى كتابات المؤرخين بعد تحويرها وإعادة صياغتها.

يقول ابن إياس وغيره من المؤرخين: "أن فرعون رأى ثلاثة أحلام في الليلة الأولى؛ سمع في الحلم هاتفاً يقول له: "ويلك يا فرعون، قد قرب زوال ملكك، ويكون على يد فتى من بني إسرائيل". وفي الليلة الثانية؛ رأي في منامه وكأن شابا دخل عليه وهو يركب أسداً عظيماً، وبيده عصا يضرب بها رأس فرعون، وفي الليلة الثالثة؛ رأى نفس حلم الليلة الثانية، ولما جمع الكهنة، أخبروه بولادة مولود لبني إسرائيل، يسلب ملكه، وأشار عليه وزراؤه بأن يحضر إلى قصره كل امرأة أوشكت على الولادة تلد هناك، فإن كان المولود أنثى استحياها، وإن كان ذكراً قتله..".[30] وقد ذكر الإخباريون المسلمون هذا الحديث على خلاف طفيف فيما بينهم والتي لم تكن تلك الأخبار سوى تنويعات على قصة التوراة إذ يعد العهد القديم المصدر المبكر الوحيد الذي ورد فيه ذكر موسى وفرعون، أما المأثورات المتأخرة حول شخصية فرعون موسى والتي وردت في أعمال المؤرخين، فيبدو أنها لم تكن سوى مجموعة كبيرة من الأساطير التي أعادت كتابة التاريخ الذي قدمه العهد القديم والإشارات الواردة بالقصص الديني، فقد ورد في الأساطير اليهودية ـ خارج العهد القديم ـ وتسربت إلى كتب التاريخ: "رأى فرعون في منامه؛ أنه بينما كان جالساً على عرشه دخل عليه كهل، في يده ميزان، فعلقه أمام فرعون، وأتى بكل شيوخ مصر، وأمرائها وكبرائها ووضعهم في كفة الميزان الأولى، ثم أخذ كبشاً أبيض اللون، ووضعه في الكفة الأخرى، فرجحهم الكبش، واندهش فرعون لهذا المشهد. وتساءل عن السبب وعندما استيقظ، دعا جميع عبيده، وقص عليهم حلمه فخافوا، لكن أحد خصيانه أخبره بأن شراً عظيما يتربص بمصر، حيث يولد في إسرائيل ولد يخرب جميع أرض مصر، وأشار على فرعون بأن يصدر أمراً بقتل كل مولود ذكر يولد في بني إسرائيل".[31]

وبالمقارنة بين ما كتبه المؤرخون فيما يخص فرعون موسى نجد أنه قد ورد عنصر النبؤة ـ كأحد سمات الأسطورة ـ في العديد من قصص الإخباريين المسلمين وفي بعض الأساطير الإسرائيلية، وقد اتخذت النبؤة في هذه القصص والأساطير شكلين: إما إخبار الكهنة والسحرة والعرافين فرعون بولادة مولود في بني إسرائيل، وإما الأحلام[32] فيذكر المسعودي: "أن أهل الكهانة والنجوم والسحر أخبروا فرعون أن مولودا سيولد في بني إسرائيل ويُزيل ملكه ويحدث ببلاد مصر أموراً عظيمة..".[33] ويذكر المقريزي : "أيضا، أنه عندما أخبر العرَّافون فرعون بميلاد ذلك الطفل، منع بني إسرائيل من المناكحة لمدة ثلاث سنين...".[34] ويذكر ابن كثير : "أن فرعون رأى في منامه  وكأن ناراً أقبلت من ناحية بيت المقدس فأحرقت دور مصر وأهلها ولم تضر بني إسرائيل .. فأمر فرعون بقتل الغلمان..".[35]

جدير بالذكر. أن الخيال الشعبي قد استعار هيكل تلك الروايات ووظفها في سيرة إبراهيم الخليل u، حيث كان مولد إبراهيم u في عصر الملك النمرود، الذي عُرف بكفره وعصيانه، وحذره المنجمون من أنه سيولد في بلده هذا العام؛ غلام يغير دين أهل الأرض وأن النمرود: "رأى في منامه كوكباً طلع فذهب منه نور الشمس والقمر حتى لم يبق لهما ضوء، فقال الكهنة: هو مولود يولد في هذه السنة يكون هلاك أهل بيتك على يديه..".[36] لتستعين الرواية في سرد سيرة إبراهيم u بالأحداث التاريخية, التي يدعمها النص الديني، تملأ ما تجده من فراغ تاريخي بروايات خيالية أو قصص تعليلية تكشف  عن رؤية الجماعة الإنسانية لتاريخها وذاتها، خاصة مع ميل الشعوب عامة  إلى قصص حكايات المعجزات والاستماع إليها. فلا غرابة أن تنتزع من سيَّر الأقدمين تلك الأخبار التي تشير إلى المعجزات والنبوءات فينميها القصاص الشعبي ويفرد لها قصصاً مستقلة.

المزج التاريخي المشوق، والتداخل بين التصور الديني والتصور الأسطوري لشخصية فرعون مصر. استمر في كتابات المؤرخين المسلمين في إفلات مثير من قيود الزمان والمكان، حيث يبدو هذا واضحا فيما رواه المؤرخون عن فرعون مصر المدعو "كلكن الجبار" الذي كان يعقد التاج على رأسه، وكانت دار مملكته منف.. وكان نمرود جباراً شديد البأس، وكان ملكه بالعراق، وكان قد أوتي قوة وبطشاً، فغلب على أكثر الأرض فأراد أن يستوزر كلكن الملك، وبعث إليه في ذلك، فخافه كلكن وأجابه إلى ذلك، ووجه إليه أنه يريد أن يلقاه منفرداً من أهله وحشمه؛ ليريه من حكمته وسحره، فسار النمرود إلى موضع يلقاه فيه كلكن فأقبل كلكن، تحمله أربع أفراس ذوات أجنحة، وقد أحاط به نور كنار، وهو في صورة مهيبة، فدخل بها وهو متوشح تنيناً عظيماً والتنين فاغر فاه، ومعه قضيب آس، فكلما رفع التنين رأسه ضربه بالقضيب الذي بيده، فلما رأى النمرود هالة ما رآه، واعترف له بجليل حكمته، وسأله أن يكون له ظهيراً ففعل..".[37]

هذه القصة الخيالية تحمل ظلا من الفرضية القائلة: أن الحاكم الذي كان يجمع ما بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية في المجتمع يمارس السحر، يتراءى لعامة الناس كمتبحر في أسراره وطقوسه، ليخلق حول شخصه أسطورية سحرية تضفي عليها صفات بطولة أو - على الأقل - تجعله شخصية مبرزة مرغوبة ويخشى بأسها.[38] ونجد أن شخصية فرعون مصر ظلت تشغل حيزاً لا بأس به في الكتابات التاريخية التي تناولت فضائل وتاريخ مصر القديم. كما أن الرواية السابقة قدمت لنا الصورة التي شاعت في المجتمع المصري عن فكرة "المخلوقات العجيبة من طير السماء أو وحش الأرض أو الماء "  والتي تكشف لنا كيف ربط الخيال الشعبي بين  هذه المخلوقات وبين الحاكم الديني والسحر , فالحاكم الديني أو الساحر يستطيعان بحكم قواهما السحرية والدينية أن يستدعيا "التنين الوحش" لتدمير من يريدان , أو لإخافته شخصاً كان أو ربما مدينة .. وهذا يبدو طبيعياً طالما ربط الخيال الشعبي بين هذه المخلوقات وبين الحاكم الديني الذي يمتلك قوى سحرية ومعجزات أو كرامات يسخّر بها قوى ما فوق الطبيعة أو يسخّر بها المخلوقات الضارة المدمرة والتي ترعب الإنسان وتذهب بلبه وتنال منه ومن شجاعته ومن وجوده كله والتي تصبح خدماً لمن يملك الطلسم الذي يتحكم فيهم أو من يعرف الاسم الذي مكن لسيدنا سليمان u أن يتحكم في قوى الطبيعة من رياح وأمطار , وعلى قوة المعرفة التي جعلته يعرف كل اللغات بما فيها لغات الطير والحيوان والهوام أيضاً .وحين سُرِقَ كتاب السحر من تحت إيوانه تعلم منه السحرة والكهنة الكثير من الأسرار وامتلكوا الكثير من القوى التي أعارتهم في كثير من الحكايات – القدرة على التحكم في الطبيعة والجان و الحيوان  كـ (التنين) . هذا الحيوان الأسطوري بما مثَّلهُ من شخصية هامة في الحكايات الفولكلورية، والأساطير التي صاغت فيها الأجيال؛ معتقداتها وصنوف رعبها وتشوفها وتصوراتها عن الكائنات القوية والقوى الخفية الكامنة وراء ظواهر العالم المرئي وغير المرئي, ومن النسيج المتراكب والمتشابك المتداخل من الحكي الفولكلوري, والإبداع الأسطوري الذي ظل يتناقل شفاهاً من جيل إلى جيل.

               

[1] - ابن زولاق : ( الحسن إبراهيم بن الحسين الليثي ) (306:387هـ ): فضائل مصر وأخبارها وخواصها، (تحقيق: على عمر، مكتبة الأسرة، القاهرة 1999م.)، ص 21 ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة،( تحقيق مصطفى السقا وكامل المهندس، مركز تحقيق التراث، دار الكتب، القاهرة 1969م), ص 90.

[2] - ابن الوردي: (سراج الدين أبي حفص عمر): خريدة العجائب وفريدة الغرائب، (الطبعة الأخيرة، ،القاهرة, بدون تاريخ )، ص 34، 35.

[3] -ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة، ص 89؛ الزمخشري : أساس البلاغة، مادة فرعن؛ سليم عرفات المبيض: ملامح الشخصية الفلسطينية في أمثالها الشعبية(مكتبة الأسرة، القاهرة 2006م)، ص71 ، ص 72.

[4] -ابن تغري بردي (جمال الدين أبو المحاسن) "ت 874هـ": النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة(الجزء الأول، تحقيق: محمد شلتوت، طبعة دار الكتب، القاهرة)، ص 61؛ المسعودي: (أبو الحسن على بن الحسين)(ت346هـ): مروج الذهب ومعادن الجوهر،( تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الخامسة، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض 1973م)، ج1، ص 366.

[5] - لقب (فرعون ) لم يستعمل هذا اللقب الذي يوحي إلينا بشخصية ذات عظمة, ومجد من غابر الأزمنة, إلا في الألف سنة ق. م , كلقب للملك , وعندما أنجزت مصر ما أراده لها القدر , وصيغته المصرية عبارة تعني "البيت العالي " أو " البيت العظيم " , وكانت عبارة أشار المصريون بها منذ عصور الدولة القديمة إلى قصور فراعنتهم , ثم صار يطلق على الملوك أنفسهم , غير أن لقب "فرعون " لم يستعمل في أي وقت من التاريخ كلقب حقيقي رسمي للملك: چورچ بوزنر وأخرون : معجم الحضارة المصرية القديمة , ص 254, 255؛ألن رونر : مصر الفراعنة (ترجمة :نجيب ميخائيل , الطبعة الأولى , الهيئة العامة للكتاب , القاهرة 1987م) ,ص71.

[6] -ابن خلدون: ( تاريخ ابن خلدون كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، سبعة أجزاء، تقديم: عبادة كحيلة، سلسلة الذخائر, الأعداد153-159، القاهرة 2007م )، ج2، ص 74.

[7] -ورد لفظ "فرعون" في القرآن الكريم بصيغة المفرد في أربعة وسبعين موضعا: انظر. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، ص 626، ص 727.وجاء لفظ فرعون عند المفسرين يشوبه الضبابية وعدم الوضوح فنجد في كتب التفسير كجامع البيان في تأويل القرآن 1/213, النيسابوري  غرائب القرآن 1/281, النسفي في مدارك التنزيل 1/47وغيرهم أن لفظ فرعون اسم كانت ملوك العمالقة تسمى به , كما كانت ملوك الروم يسمى بعضهم قيصر , وبعضهم هرقل . ويقول الفخر الرازي في التفسير الكبير 2/71:" أن لفظ فرعون علم لمن ملك مصر من العمالقة ,أما ابن كثير في تفسير القرآن العظيم 1/91:أنه علم على من ملك مصر كافراً من العماليق وغيرهم . وأشار رشيد رضا في تفسير المنار إلى : أنه لقب لمن تولى مصر قبل البطالسة .للمزيد انظر :مصطفى عبد الحليم متولي :قصة موسى في أعمال المفسرين دراسة مقارنة ,( رسالة ماچستير -غير منشورة -, كلية الآداب , جامعة الزقازيق 1984م ), ص17.

[8] -أولياﭽلبي: سياحتنا مه مصر،( ترجمة محمد على عونه، تحقيق: عبد الوهاب عزام، وأحمد السعيد سليمان، مراجعة: أحمد فؤاد متولي ، الطبعة الأولى، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة 2005م )، ص 41.

[9] -المقريزي: إغاثة الأمة بكشف الغمة، (تحقيق: ياسر سيد، الطبعة الأولى، مكتبة الآداب، القاهرة 1999م.)، ص6.

[10] -ابن محشرة: (كاتب مراكشي مجهول)(ت598هـ تقريباَ): الاستبصار في عجائب الأمصار،( نشر وتحقيق: سعد زغلول عبدالحميد، الإسكندرية 1958م)، ص 71.

[11] -التلمساني: سكردان السلطان، ص 424.

[12] - ابن زولاق: فضائل مصر وأخبارها، ص 22.

[13] -المسعودي :مروج الذهب، ص 365.

[14] -ابن محشرة: المصدر السابق، ص 71.

[15] - الإسحاقي المنوفي (محمد بن عبد المعطي بن أبي الفتح بن أحمد بن عبد الغني بن على المنوفي): أخبار الأول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول،( سلسلة الذخائر، العدد 35، القاهرة 1998م.),ص6

[16] -ابن إياس( أبو البركات محمد بن أحمد) (ت 930هـ): كتاب تاريخ مصر المسمى بدائع الزهور في وقائع الدهور، الجزء الأول، الطبعة الأولى، المطبعة الأميرية الكبرى ببولاق، مصر المحمية، القاهرة 1311هـ)، ص 15.

[17] -التلمساني: مصدر سابق، ص 424.

[18] - الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ج1، ص 244؛ ابن كثير: قصص الأنبياء (ج1، المكتبة التوفيقية، القاهر 2000م)، ص 77؛ ابن عبد الحكم عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عثمان عبد الحكم بن أعين بن الليث بن رافع)(ت257هـ): فتوح مصر والمغرب،(تحقيق: على عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 2004م)، ص 31؛ أولياﭽلبي: سياحتنامه مصر، ص 39

[19] - ؛ أولياﭽلبي: سياحتنامه مصر، ص 39؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج1 ، ص 244.

[20] -ابن كثير: قصص الأنبياء، ج1، ص 77.

[21] -دارت أساطير عدة حول (بابليون) فهو اسم استخدمه حجاج العصور الوسطى إلى الأرض المقدسة، وفكرة وجود (بابليون) في مصر حيث قذف "نبوخذ نصر" شدرخ وميشخ وعبد نغو في الأتون الملتهب (دانيال: 3-20) كانت فكرة تتردد غالبا في كتابات الرحالة الأوائل من أوروبا، وهناك أسباب =مختلفة لتفسير هذا الاعتقاد الطريف، وكان يبدو أنه منذ أيام نفي اليهود من بابل (597-538 ق.م) أنهم عاشوا على ضفاف النيل في موقع ما يسمى الآن مصر القديمة، وفضلا عن ذلك، فإن استرابون تحدث عن (بابليون) باعتبارها قلعة عسكرية، تأسست قبل الرومان على أيدي اللاجئين من بابل "بابليون" القديمة وهكذا استمر الربط بين المكانين، على أية حال، فقد كانت مصر في عقلية العصور الوسطى دائماً أرض العجائب ؛ إذ كانت تروي عنها حكايات غاية في الغرابة يصدقها السُذج ,يضخمها ما بقي من السحر والتخمين: آن وولف، كم تبعد القاهرة؟، (ترجمة: قاسم عبده قاسم، سلسلة المشروع القومي للترجمة، العدد 1053، القاهرة 2006م )، صـ 35.

[22] -الحميري: محمد بن عبد المنعم)(ت900هـ): الروض المعطار في خبر الأقطار، (تحقيق: إحسان عباس، بيروت، 1979م )، ص 551؛ ابن عبد الحكم: فتوح مصر، ص 18؛ ابن محشرة: الاستبصار، ص 77؛ المسعودي: مروج الذهب، ج2،  ص 397.

[23] -ابن عبد الحكم: فتوح مصر، ص 44.

[24] -ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة، ص 89؛ابن زولاق: فضائل مصر، ص 21؛ الحميري: الروض المعطار، ص 551.

[25] - ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة: ص 89، الحميري: الروض المعطار، ص 552.

[26] - ابن ظهيرة: الفضائل الباهرة  ، ص 90.

[27] - ابن عبد الحكم: فتوح مصر، ص44، ص45.

[28] - التلمساني: سكردان السلطان، ص428.

[29] - أوليا چلبي : سياحتنامه مصر، ص48.

[30] -ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، ج1، ص 118، ص 119؛ التلمساني: سكردان السلطان، ص 424.

[31] -ي. ب. ليبنر: كل أساطير إسرائيل( معدة وفقا للمصادر الأولى، ومكتوبة بلغة المقرا وفق ترتيب زمني)،( القسم الأول، نشر دار أحياساف" و "عيفر" أورشليم 1950م)، عمود 279.

[32] -كارم محمود عزيز: النموذج الفولكلوري للبطل في العهد القديم، دراسة مقارنة،( رسالة دكتوراة (غير منشورة)، جامعة الزقازيق 1997م)، ص 187.

[33] -المسعودي: مروج الذهب، ج1، ص 48: 49 ؛ التلمساني: سكردان السلطان، ص 424.

[34] -المقريزي: الخطط، ج2، ص 466.

[35] -ابن كثير (أبو الفداء الحافظ):البداية والنهاية (المجلد الأول، تحقيق: أحمد أبوملحم وآخرين،دار الكتب العلمية، بيروت 1985م)، ص 222 ص 223.

[36] -انظر: نبيلة إبراهيم سالم: السيرة النبوية بين التاريخ والخيال الشعبي( مجلة عالم الفكر، المجلد الثاني عشر، العدد الرابع، الكويت 1982م)، ص 345 ص 349.

[37] -المقريزي: الخطط , ج1 , ص35؛ ابن محشرة: الاستبصار في عجائب الأمصار، ص 70.

[38] -شفيق مقار: السحر في التوراة والعهد القديم(ط.الأولى، دار رياض الريس، بيروت 1990م)، ص 312، 161.