هند الحسيني

من أعلام التربية والاجتماع في فلسطين :

هند الحسيني

(1335 ـ 1414 هـ)

(1916 ـ 1994 م)

إعداد: حسني جرار

هند طاهر الحسيني .. مربية فاضلة ، وامرأة مناضلة ، كرست حياتها لخدمة شعبها ، ورعاية الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء ، فكانت نموذجاً فريداً للمربية والمعلمة والأم المخلصة لأمتها ووطنها .

ولدت هند في القدس الشريف ، وتوفي والدها وعمرها سنتان . ودرست في مدرسة البنات الإسلامية ، وأنهت الدراسة الابتدائية عام 1932 ، والتحقت بالكلية الإنجليزية للبنات ، وأنهت دراستها الثانوية عام 1937 ، ودرست آداب اللغتين العربية والإنجليزية عام 1938 دراسة خاصة . وعملت مدرسة في مدرسة البنات الإسلامية لمدة سنة دراسية 38 / 1939 ، وتوقفت عن التدريس إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية لفترة قصيرة ، ثم واصلت التدريس حتى نهاية العام الدراسي 44 / 1945 (1).

وفي عام 1945 تركت مهنة التعليم وبدأت مرحلة العمل الاجتماعي التطوعي ، حيث أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس ، والتي نشرت فروعها في أنحاء فلسطين ووصل عددها (22) فرعاً .. فقد قامت مع مجموعة من النساء بدراسة لأحوال الأطفال في المدن والقرى التي وجدن فيها الأطفال مهملين ، فقمن بتنظيم جمعيات محلية ، وبساتين أطفال ، ومراكز مكافحة أمية ، وتعليم خياطة في عدد من مدن وقرى فلسطين (2).

ولما بدأت حرب 1948 وتقطعت أوصال البلاد ، توقفت الجمعيات عن العمل ،وحدث كثير من المآسي، والتي كان أكثرها وحشية مذبحة دير ياسين . فقامت هند وبمساعدة عدنان التميمي بجمع (55) طفلاًً وطفلة من أيتام دير ياسين ، ووضعتهم في غرفتين في سوق الحصر بالبلدة القديمة ، ولم يكن في جعبتها يوم ذاك سوى (138) جنيهاً فلسطينياً ، وآلت على نفسها أن تعيش بهم أو تموت بهم . فكانت تلك بداية تأسيس مؤسسة دار الطفل العربي في القدس عام 1948 (3) . ولما انتظمت المدارس قامت هند بتوزيع الأطفال الذين جمعتهم على الصفوف المناسبة لسنهم لتلقي العلم ، ثم وجدت أن الأنسب لهم فتح صفوف دراسية في حرم المنزل الذي يقيمون فيه ، فاستخدمت الكراج واصطبل الخيل كصفوف مؤقتة تحت إشرافها المباشر.

وفي عام 1961 تمكنت من بناء الطابق الأول من بناية المدرسة ، وفي عام 1970 تم بناء عمارة الأطفال من التبرعات .

وتدرجت مؤسسة دار الطفل العربي حتى أصبحت تشكل حياً تعليماً كاملاً ، يضم الحضانة وبساتين الأطفال ، والمرحلة الإعدادية والثانوية ، وقسم الكمبيوتر والسكرتير ، ومكافحة الأمية ، والخياطة والتدبير المنزلي . وفي عام 1917 تم إنشاء معهد التربية والخدمة الاجتماعية . وفي عام 1982 تم إنشاء كلية الآداب الجامعية للبنات ، وهي تمنح درجة البكالوريوس ، كما تم افتتاح مركز الأبحاث الإسلامية .

وفي عام 1992 تم إنشاء معهد الآثار والحضارة الإسلامية ، وهو يمنح درجة الماجستير (4).

وقد شعر المجتمع الدولي بتجربة هند ، وبدأ يدعوها لمؤتمراته ، فشاركت في عدد من مؤتمرات خبراء التدريب المهني ، ودور المرأة في النهوض بالمجتمع ، والدراسات الاجتماعية ، في لبنان ودمشق وعمان.

وقد حصلت على عدة أوسمة على نشاطها الاجتماعي الرائد . ولما شعرت أنها بحاجة إلى معلومات تربوية واجتماعية أوسع وأحدث لتعينها على حمل مسؤولية الأجيال ، التحقت بجامعة هامبرغ ـ ألمانيا ، ثلاث سنوات متتالية 63 ، 64 ، 1965 ، ولمدة أربعة أشهر في كل سنة . وبالإضافة إلى مسؤوليتها عن دار الطفل العربي ، فقد شاركت هند في عضوية العديد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية ، فهي من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية في القدس ، ورئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبنات ـ جامعة القدس ، وعضو مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي ، وجمعية اليتيم العربي ، والفتاة اللاجئة ، ومجلس أمناء جامعة القدس (5) .

           

المراجع :

(1) حسن سلوادي وآخرون : " في وداع المربية الفاضلة هند الحسيني " ، مركز الأبحاث الإسلامية ، القدس ، 1994 .

(2) أسمى طوبي : عبير ومجد .

الهوامش :

(1)   في وداع المربية هند الحسيني ، ص 3 ، ص 19 .

(2)   كتاب " عبير ومجد " ، ص 167 .

(3)   في وداع المربية هند الحسيني ، ص 4 ، ص 20 .

(4)   في وداع المربية هند الحسيني ، ص 21 .

(5)   في وداع المربية هند الحسيني ، ص 6 ـ 7 .