أبي الشيخ كامل محمد الخريبي في كلمات

أسامة محمد كامل الخريبي

المنزلة دقهلية

1-    ولد المرحوم الأستاذ محمد كامل على الخريبى وشهرته الشيخ كامل الخريبى فى عام 1913 م فى مدينه المنزلة دقهلية بشمال دلتا مصر  من أم هى  الحاجة  أم محمد محمد حمادة وأب هو الحاج على الخريبى ، واختلف الوالدان عقب ولادته على تسميته: فالأب يريد أن يسميه باسم كامل والأم تريد أن تسميه محمدا . ولحسم الخلاف اتفقا على اسم مركب وهو محمد كامل 

2-    حفظ القران الكريم وعمره لم يتجاوز السنوات السبع ، فأقام والده  التاجر الميسور حفلا كبيرا بمسجد ابن تميم احتفاء بنبوغه الباكر، ووزع فيه العباءات والأعطيات على محفظيه .

3-    التحق بعد ذلك بالمدرسة الإلزامية، ثم واصل مشوار تعليمه بمدينه المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية ، فدرس فى المدرسة التحضيرية لمعاهد المعلمين

4-    ثم التحق بعد ذلك بدار المعلمين بالمنصورة و كانت تشترط على من يلتحق بها  حفظ القرآن الكريم كاملا ، فأتم الدراسة بها بتفوق .

5-    كان تفوقه بمعاهد  المعلمين يؤهله للعمل بمدارس أولاد الأمراء بالقاهرة ، غير أنه فضل العودة الى بلده ، وعمل مدرسا بالتعليم الابتدائي بالمنزلة ، ليمارس دوره فى  تأسيسه مع رفاقه من المشايخ  الأجلاء  كالشيخ على عثمان  والشيخ محمد قاسم صقر والشيخ توفيق حمادة  والأستاذ فهمي  الخياط والأستاذ محمد السحيلى . وكان لهذا الجيل بصماته الواضحة  على كل من تتلمذ على أيديهم ، يذكرونهم بالخير ولا يكفون عن الترحم عليهم والدعاء لهم.

6-    لازم فضيلة الشيخ / سويدان الخريبى إمام وخطيب مسجد ابن تميم وعالم المنزلة الشهير فى ذلك الوقت ملازمة الوالد لوالده ، وتعلم على يديه الفقه والحديث والتفسير  وغيرها من عـلوم الشـريعة . ولما ضعف بصر الشيخ أذن له فى إلقاء الدروس والخطابة بالمسجد . وقد رثاه الأستاذ كامل الخريبى بقصيده باكية عند وفاته .

7-    امتد نشاطه فى الدعوة الى الله ليشمل القري المجاورة ، وكان له نشاط ملحوظ فى جمع التبرعات لبناء  مسجد فى كل قرية ليس فيها مسجد .

8-            أثر عنه إلمامه بعلم المواريث وقيامه بحل أقضية المواريث لكل من يستفتيه فيها دون مقابل .

9-    انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ، ومارس الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله في صفوفها فى شبابه .

10-   تكررت زياراته للمركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة ، ومن شده الزحام كان الإخوان ينامون  على الحصير المبسوط بالمركز .

      وقد توطدت علاقته بالإمام الشهيد حسن البنا , وزاره الإمام الشهيد فى منزله عندما حل ضيفا على المنزلة .

11-   يروى الدكتور /جابر قميحة بان الشيخ كامل الخريبى كان جوالا من الطراز الأول ، وكان لقوة بدنه  وساعديه يحمل البيرق الضخم أو علم الجوالة الكبير فى المسيرات الحاشدة التي كان يقوم بها جوالة الإخوان فى ذلك الزمان بشوارع القاهرة .

12-   ويروى الدكتور /جابر قميحة فى كتابه (ذكرياتي مع الإخوان بمدينة المنزلة ) بان الشيخ كامل كان يقدمه للخطابة هو ورفيقه / الرفاعي  شبارة فى احتفالات القرى علىحداثة سنهما ليشجعهما على ألخطابه  .

13-   وينقل الدكتور جابر قميحة الحكاية الآتية عن أبي إذ قال له بالحرف الواحد : " كنت واحدا من جوالة الإخوان في عرض ضخم بالقاهرة ، في الثلاثينيات من القرن العشرين ، وكان العرض يضم عشرات الألوف  ، وأثناء وقوفنا لدقائق في العرض أشار إلي رئيس جماعة الشبان المسلمين ، وسألني :   من أنتم ؟ فقلت له " نحن أهل الكهف في هذا الزمن " فابتسم وقال : معنى هذا أنكم تنامــون كثيرا ؟!  قلت لا بل في قوله تعالى عنهم " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) " الكهف  13 و 14 .

14-   وكان أبي يقرض الشعر، وقد ألقي قصائد شعرية فى مناسبات متعددة ، أشهرها قصيدته فى رثاء الشيخ سويدان الخريبى ، وقصيدته فى احتفال المولد النبوي . وله قصائد عديدة فى نكبة فلسطين .

15-   لما تم التضييق عليه من قبل السلطات اكتفى بإلقاء قصائده  الجديدة – على نطاق ضيق على زملائه في المدرسة . وللأسف قام بإعدام هذا الشعر كله قبل وفاته .

16-   يحكى عنه تلاميذه انه كان حسن الخط , ويكتب التاريخ والموضوع بخط منمق جميل يتمنى تلاميذه  ألا يمحي بعد انتهاء الحصة ..

17-   امتحن في سبيل الله في محنة 1965 ، وتم اعتقاله هو وزملاؤه من الإخوان المسلمين  في أغسطس 1965 ، واعتقل الشيخ محمد قاسم صقر بعده بأسبوع .  وخرج أبي من السجن عليل الصحة ، وقد مرض مرضا شديدا انتهي بغيبوبة كبدية لمدة ثلاثة أيام كان خلالها دائم التسبيح والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم . ثم توفي إلي رحمة الله في 8 فبراير 1971 م  ، 10من ذي الحجة 1391 في يوم عيد الأضحى المبارك  عن عمر يناهز 58 عام .

18-   كان قد تزوج من عائلة قورة كريمة الحاج / عبد الرازق قورة وشقيقة رفيقيه في الدعوة الأستاذ / المهدي قورة والأستاذ / حامد قورة وقد أقام الإخوان له زفة  بالمشاعل طافت شوارع المنزلة

19-   رزقه الله بثمانية من الأبناء 4 من الذكور ،4 من الإناث   هم :ـ علي ، محمد ، كامل ، أسامة ، وفاء ، نـجلاء ، عزيزة ، هانم . أعدمت مكتبته الكبرى حرقا فى الفرن البلدي أثناء محنة الإخوان وتفتيش المنازل وزوار الفجر فى العهد الناصري البائد ولم يتبق منها إلا كتب قليلة معدودة .

20-   انتقل فى مسيرته التعليمية بين العديد من المدارس كالخديوية وابن تميم . وانتهى فى مدرسة الناصرية ومات وكيلا لها ..

21-       له أخ وحيد شقيق هو الأستاذ عبد الحليم على الخريبى موجه اللغة العربية الكبير رحمه الله ..

22-   أكرم الله أولاده من بعده ، وأكملوا تعليمهم ، وتقلدوا أرفع المناصب ، وترك لأولاده من بعده من حسن السمعة وطيب السيرة كنزا لا يفنى مع امتداد الزمن . رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح  جناته.