شريف قاسم

أحمد الجدع

شريف قاسم

[email protected]

الشاعر الإسلامي الكبير، الذي يتدفق شعراً وعاطفة وحباً لله ورسوله ودينه وأصفيائه.

هذا الشاعر عرفته منذ زمن يُغرق في عشرين عاماً أو أكثر قليلاً، لم ألتقه عيانا بل التقيته بيانا، جرت ما بيني وبينه مراسلات لا زلت احتفظ بكثير منها في ملفاتي وأوراقي ، اعتزازاً بها، ذلك لأنها كانت كلها في الله ولله.

أذكر أنني اقترحت عليه أن يخوض تجربة الملاحم، ويكتب لنا "ملحمة الدعوة الإسلامية المعاصرة" كان ذلك في عام 1409هـ، وجرت بيننا الرسائل حول هذا الاقتراح.

كتبت له في رسالة مؤرخة في 27 رجب 1409 هـ أقول :

"عند ما وصلني ديوانك الجديد (من جانب الطور) وقرأت قصائده القصار، تذكرت مطولاتك في دواوينك السابقة، فرجعت إليها، وأعدت النظر فيها، وأعجبني هذا التدفق الشاعري، وهذا النفس الشعري الطويل ، فخطر لي أن شاعراً هذه صفاته وقدراته ربما كان جديراً أن يدخل باب الملاحم بمفهومها الإسلامي، وراودتني فكرة نظم "ملحمة الدعوة الإسلامية المعاصرة" وقلت في نفسي لعل الأخ شريف هو الذي ادخره الله لذلك ، فعزمت على عرض الأمر عليك مؤملاً أن يلقي لديك صدراً منشرحا وعزما صارما".

وأردفت في الرسالة نفسها تعزيزاً لفكرتي:

"كان المرحوم محب الدين الخطيب صاحب فكرة "الإلياذة الإسلامية" قد عرض فكرته على عدد من الشعراء، عرضها على أحمد الشوقي، وعرضها على غيره ، وكان الله قد ادخر هذا العمل الكبير للشاعر أحمد محرم، فقام بالعمل  وأخرج ملحمته الرائعة "مجد الإسلام".

ثم قلت وفي الرسالة نفسها

نحن  اليوم يا أخي بحاجة إلى ملحمة تصور انبعاث الحركة الإسلامية المعاصرة وجهادها من أجل الإسلام ، وتضحياتها في سبيله، وانتصاراتها في ميادين الجهاد المختلفة ، تُصور أبطالها وشهداءها ومرشديها ورجالها العظام ومواقفها الخالدة ....

ولا أرى من شاعر ذي مطولات ناجحة كشاعرنا شريف قاسم ، فهيعلا أيها الأخ السعيد بما تقدم من أدب رفيع، أدعو الله أن يأخذ بيدك ، وأن أسمع منك ما تقرّ به عيني ويسعد به قلبي ".

ودارت بيننا رسائل حول هذا الرأي ، ورأيت من شاعرنا إقبالاً على الفكرة ما لبث أن ضعف ، ولم أعلم حتى يومنا هذا (23/7/2009) أنه كتب في هذه الملحمة شعرا.

أعيد النداء ... وأعيد الاقتراح على أخي الشاعر شريف قاسم ، ولقد أصبح الآن أشد تمكناً من الشعر وأكثر خبرة فيه..... لعل وعسى!.

عندما ألفنا كتابنا ،"شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث كتبت عنه في الجزء التاسع من الكتاب الصادر عام 1304هـ 1983م ، وكان من المؤيدين لهذا المشروع،ومن المحبذين للاستمرار فيه، وكتب في الإشادة به قصيدة طويلة أربت على خمسين بيتاً، أقتبس منها هذه الأبيات:

يـا  أخا الحرف مسلماً iiتتحرى
وجـمعت الأشعار يا أحمد iiاليو
مـن  مـعـاني قرآننا iiنظمتها
لـك يـا أحـمد الثواب ، iiفهذا
شـعـراء لـدعـوة iiجـمعتهم
وآخـوك  الـجرار ساعد iiحزم
شـعراء  الإسلام جاءوا iiبعصر
شعراء الإسلام في العصر هاهم







من رفيف الحروف أكرم iiهمس
م بـسـلسال طهرها دون iiلبس
مـهـج دونـت هواها iiبخمس
رائـق  القول لا يغيض iiبكأس
صـفـحـات  بهمة دون iiيأس
حـيـن نضدتما البيان iiبطرس
يحملون  الرايات من غير نكس
لـم  يـغروا بدرهم أو iiبكرسي

والقصيدة بكامل أبياتها منشورة في مجلة البلاغ الكويتية، العدد 735 ، بتاريخ 23/7/1404هـ.

ثم ، وإعجاباً بشعر الشاعر، شجعت دار الضياء للنشر والتوزيع على طباعة بعض إنتاج شاعرنا، فطبعت له ثلاثة دواوين:

1-        الربيع المنشود.

2-        نهر الضياء.

3-        متى تعودون.

وقد نوهت أنا بهذه الدواوين الثلاثة في موقع "أدباء الشام" على شبكة الانترنت.

أمتنا اليوم في عصر انحطاط ثقافي ، لا تقرأ... لا تقرأ... لا تقرأ،

وإذا كانت لا تقرأ، والشعر ثقافة النخبة والصفوة، فأين نكون من الشعر!

ألا تعجبوا معي أن الأمة التي خاطبها الله بكلمة اقرأ ، لا تقرأ!

أما أنا فعجبي لا ينتهي، ولا زلت أبحث عن مخرج!

أخي شريف قاسم إنك شاعر، وشاعر كبير، وأهم من ذلك كله أنك شاعر إسلامي.... وكفاك فخرا.