عبد الله محمد الخياري

أحمد الجدع

عندما دخلنا في جحر الضب لم نعد نعرف أنفسنا، لقد أصبحنا نسخة مشوهة من أعدائنا، نحاول أن نقلدهم في علمهم فنفشل، ونقلدهم في مباذلهم فنتفوق عليهم.

إلا أن هذا العصر الجبري الذي نعيشه لا يخلو من رجال يبذلون من أنفسهم محاولين أن يخرجوا أمتهم من هذا الجحر الضيق الخانق.

تجد هؤلاء الرجال في كل قطر من أقطار أمتنا، يبذل كل منهم جهده، ويقدم ثماره ، فيضع لبنة في بناء الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، القادمة بإذن الله تعالى، فهي بشرى رسولنا الذي صدقنا في كل ما قال.

واليمن من البلاد العزيزة على قلب كل مسلم،أصابها ما أصاب أمتنا من الوهن في هذا العصر التحوتي، ولكن بذرة الخير البانية دائماً في أمتنا تنتج كل يوم رجالاً باعوا انفسهم لله، ولهذا فإن لهم ثماراً سوف تنضج وتؤتي أكلها بإذن ربها.

كثير من ثمرات اليمن الطيبة عرفتهم، واستبشرت بهم، واطلعت على مساهماتهم في نهضة الأمة.

من هذه الثمرات اليمنية الطيبة الأستاذ عبد الله بن محمد الخياري، عرفته منذ كان مديراً عاماً للثقافة والنشاط الاجتماعي في الهيئة العامة للمعاهد العلمية في اليمن، فقد نشط منذ عام 1403هـ ، 1983م في تأليف كتاب جامع للأناشيد الإسلامية لطلاب المعاهد في اليمن، يستفيد منه هؤلاء الطلاب وآخرون من أبناء الأمة الإسلامية.

فقد وصلني منه رسالة بتاريخ 8/10/1403هـ ، 18/7/1983م يدعوني لإبداء الرأي والمشاركة في اختيار الأناشيد، وأذكر أنني رددت على رسالته، ولكني لا أحتفظ بنسخة من هذا الرد.

ذكرت هذا لأسجل للأخ الفاضل نشاطه المبكر في خدمة الدعوة الإسلامية ثم لأنبه على الجذور التي نبت فيها والتي أثمرت نشاطات متعددة بعد ذلك.

التقيت الأخ عبد الله محمد الخياري عند زيارتي لليمن عام 2001، وأهداني من ثماره كتابين، أذكرهما هنا:

1-                    تهذيب كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية.

2-                    تهذيب كتاب علم السلوك للإمام ابن تيمية.

ومما سرني أن أسمعه منه أنه يرأس مؤسسة باكثير للآداب والفنون، وحُق لبا كثير أن يحظى باهتمام أهله في اليمن، وحُق له أيضاً أن يحظى باهتمام أمة الإسلام بأسرها، فهو أحد أعمدة البناء الإسلامي القادم شامخاً بإذن الله.

ومن ثمرات هذه المؤسسة الباكثيرية في صنعاء هذا المهرجان الشعري الأول الذي أقامته لذكرى الانتفاضة الفلسطينية المباركة ، وقد قرأت الديوان، وكل قصائده نابعة من المشاعر المنفعلة بالحدث الفلسطيني الكبير، وأحب هنا أن أكتب هذه الأبيات للشاعر علي عبد الرحمن جحاف أحد المشاركين في المهرجان ، وهي أبيات جميلة ومعبرة تكاد تلخص عواطف ومشاعر كل شعراء المهرجان:

سدّد إلهي وتري
فمن تكن في صفه
حتى ولو لم يمتلك

 

 

وانصر إلهي حجري
جاز الخطوب وانتصر
في كفه غير الحجر

 

الاستاذ عبد الله محمد أحمد الخياري من مواليد شهارة من محافظة حجة عام 1955م، تلقى تعليمه الأوّلي في المدرسة العلمية بشهارة، ثم درس في جامعة صنعاء وحصل على شهادتها عام 1979م.

عمل في حقل التدريس، ثم عين مديراً لمعهد صنعاء العلمي ، ثم تولى الإدارة العامة للثقافة والنشاط الاجتماعي ، ثم الإدارة العامة لمدارس تحفيظ القرآن الكريم، ثم الأمين العام للجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم، ورئيساً لمؤسسة باكثير للآداب والفنون.

شارك في إعداد مناهج المعاهد العلمية ، وفي إعداد دليل الأنشطة المدرسية، أعد بحوثاً كثيرة، وحقق مخطوطتين للأمام الشوكاني:

1-                 المسائل الوفية في الشركة العرفية.

2-                 إرشاد الغبي في تحقيق مذهب أهل البيت من صحب النبي.

الأخ عبدالله محمد الخياري لازال في الأشد، ولا زال العطاء أمامه واسعاً ورحباً ولا زلنا ننتظر منه المزيد.