تَرْجَمَةُ الإِمَامُ البُخَارِيّ

يَاسِر الحَمَدَاني

يَاسِر الحَمَدَاني

[email protected]

هُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ المُغِيْرَةِ بْنِ بَرْدِزْبَهَ الْبُخَارِيّ 0

وُلِدَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ سَنَةَ 194 هـ ، وَتُوفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ 256 هـ بِكَرْمِينِيَّة 0

مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَدْ نَشَأَ في بَيْتِ عِلْمٍ قَوْلُهُ : (( سَمِعَ أَبي مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ الله )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 393/12]

ـ أَشْهَرُ شُيُوخِهِ :

عَلِيُّ بْنُ المَدِينيّ ، وَمُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَد ، وَمحَمَّدُ بْنُ المُثَنىَّ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيد ، وَيَحْيىَ بْنُ بُكَيْر ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوْسَى ، وَمُوْسَى بْنُ إِسْمَاعِيل ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوْسُف ، وَمحَمَّدُ بْنُ يُوْسُفَ الْفِرَبْرِيّ

وَمحَمَّدُ بْنُ بَشَّار ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيرِ الحُمَيْدِيّ 0

ـ عَدَدُ شُيُوخِهِ الْفَلَكِيّ :

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ محَمَّدٍ الْقَطَّانُ إِمَامُ كَرْمِينِيَّة [مَدِينَةٌ بَينَ بُخَارَى وَسَمَرْقَنْد] :

(( سَمِعْتُ محَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ يَقُول : كَتَبْتُ عَن أَلْفِ شَيْخٍ وَأَكْثَر : عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمْ عَشْرَةَ آلاَفٍ وَأَكْثَر ، مَا عِنْدِي حَدِيثٌ إِلاَّ أَذْكُرُ إِسْنَادَه )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 408/12]

وَبِالتَّالي يَكُونُ مَا كَتَبَهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ 10.000 حَدِيث × 1000 شَيْخ = 10 مَلاَيِينَ حَدِيث

وَمِنْ ثَمَّ يُمْكِنُنَا الْقَوْلُ في ضَوْءِ هَذَا الأَثَر : أَنَّ الأَحَادِيثَ لاَ تَقِلُّ بحَالٍ عَن أَحَدَ عَشَرَ مِلْيُونَاً 0

ـ أَشْهَرُ تَلاَمِذَتِه :

الإِمَامُ مُسْلِم ، وَالإِمَامُ التِّرْمِذِيّ ، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ محَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَة 0

ـ كَيْفَ كَانَ هَذَا الإِمَام ؛ قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَنَام :

وَعَن محَمَّدِ بْنِ أَبي حَاتِمٍ الْوَرَّاق كَاتِبِ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ وَكَانَ يُرَافِقُهُ في حِلِّهِ وَتَرْحَالِهِ قَال :

(( كَانَ إِذَا كُنْتُ مَعَهُ في سَفَرٍ يَجْمَعُنَا بَيْتٌ وَاحِد : أَرَاهُ يَقُومُ في لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّة إِلى عِشْرِينَ مَرَّة ؛ في كُلِّ ذَلِكَ يَأْخُذُ الْقَدَّاحَةَ فَيُورِي نَارَاً وَيُسْرِج ، ثمَّ يُخْرِجُ أَحَادِيثَ فَيُعَلِّمُ عَلَيْهَا ))

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء بِاخْتِصَارٍ يَسِير 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 404/12]

وَفي سَنَدٍ آخَر : فَقَالَ لَهُ كَاتِبُهُ : (( أَرَاكَ تَحْمِلُ عَلَى نَفْسِكَ وَلَمْ تُوقِظْني 00؟

قَالَ يَرْحَمُهُ الله : أَنْتَ شَابٌّ ، وَلاَ أُحِبُّ أَن أُفْسِدَ عَلَيْكَ نَوْمَك )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 441/12]

ـ ثَنَاءُ الأَئِمَّهِ عَلَيْه ، وَانْبِهَارُهُمْ بِعَبْقَرِيَّتِهِ النَّادِرَة :

وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الخَفَّاف :

(( حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْعَالِمُ الَّذِي لَمْ أَرَ مِثْلَه )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 442/12]

وَعَنْ سَلِيمِ بْنِ مجَاهِدٍ قَال :

(( مَا رَأَيْتُ بِعَيْني مُنْذُ سِتِّينَ سَنَة : أَفْقَهَ وَلاَ أَوْرَعَ وَلاَ أَزْهَدَ في الدُّنيَا مِنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 449/12]

ـ ثَنَاءُ الإِمَامِ ابْنِ خُزَيْمَةَ رَحِمَهُ اللهُ عَلَيْه :

قَالَ الإِمَامُ ابْنُ خُزَيْمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه : (( مَا رَأَيْتُ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَ لَهُ مِنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ « البُخَارِيّ » )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 432/12]

ـ قَالُواْ عَنْ صَلاَحِهِ وَتَقْوَاه ، وَخُشُوعِهِ في الصَّلاَه :

وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُنِير :

(( كَانَ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَة ، فَلَسَعَهُ الزُّنْبُورُ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّة )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 441/12]

وَعَن محَمَّدِ بْنِ أَبي حَاتِمٍ أَنَّهُ حَكَى نَفْسَ الْقِصَّةِ فَقَال : (( وَقَدْ تَوَرَّمَ مِنْ ذَلِكَ جَسَدُه ؛ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْم : كَيْفَ لَمْ تَخْرُجْ مِنَ الصَّلاَةِ أَوَّلَ مَا أَبَرَك [أَيْ أَوَّلَ مَا لَسَعَك] 00؟!

قَالَ يَرْحَمُهُ الله : كُنْتُ في سُورَةٍ ؛ فَأَحْبَبْتُ أَن أُتِمَّهَا )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 442/12]

وَعَنِ الْفَرْبَرِيِّ قَال : (( رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّوْمِ فَقَالَ لي : أَيْنَ تُرِيد 00؟

فَقُلْتُ : أُرِيدُ محَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيّ ؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : (( أَقْرِئْهُ مِنيِّ السَّلاَم )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 443/12]

ـ قَالُواْ عَنْ جَوْدَةِ حِفْظِهِ وَنُبُوغِهِ المُبَكِّرِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ :

وَعَنْ محَمَّدِ بْنِ أَبي حَاتمٍ الوَرَّاقِ عَن حَاشِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَآخَرَ قَالاَ : (( كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ البُخَارِيُّ يَخْتَلِفُ إِلى مَشَايِخِ البَصْرَةَ وَهُوَ غُلاَم ، فَلاَ يَكْتُبُ شَيْئَا ، حَتىَّ أَتَى عَلَى ذَلِكَ أَيَّام ؛ فَكُنَّا نَقُولُ لَه : إِنَّكَ تخْتَلِفُ مَعَنَا وَلاَ تَكْتُب ؛ فَمَاذَا تَصْنَع 00؟!

فَقَالَ لَنَا بَعْدَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا : إِنَّكُمَا قَدْ أَكْثَرْتُمَا عَلَيَّ وَأَلحَحْتُمَا ـ أَيْ ضَايَقْتُمَاني بِسُؤَالِكُمَا ، الَّذِي رُبَّمَا كَانَ يحْمِلُ سُخْرِيَةً بِالبُخَارِيّ ، وَكَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ

لَهُ بِلِسَانِ الحَال : مَا الَّذِي يجْعَلُكَ تُزَاحِمُنَا وَأَنْتَ لاَ تَزِيدُ عَلَى أَنْ تَلْهُوَ بِالغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ إِلى مجَالِسِ العِلْم ـ فَقَالَ لَهُمَا الإِمَامُ البُخَارِيّ : فَاعْرِضَا عَلَيَّ مَا كَتَبْتُمَا ؛ فَأَخْرَجْنَا إِلَيْهِ مَا كَانَ عِنْدَنَا ، فَزَادَ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيث ، فَقَرَأَهَا كُلَّهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْب ؛ حَتىَّ جَعَلْنَا نَضْبِطُ كُتُبَنَا مِن حِفْظِهِ ، ثُمَّ قَال : أَتَرَوْنَ أَنيِّ أَخْتَلِفُ هَدَرًا وَأُضَيِّعُ وَقْتي سُدَىً 00؟

ـ أَيْ : أَتَرَوْنَ أَنيِّ كُنْتُ أُهْدِرُ وَقْتي سُدَىً ـ فَعَرَفْنَا أَنَّهُ لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَد )) 0

[ذَكَرَهَا الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء وَفي تَذْكِرَةِ الحُفَّاظ]

عَنْ محَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ قَال :

(( سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُول : أَحْفَظُ مِاْئَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيح ، وَمِاْئَتيْ أَلْفِ حَدِيثٍ غَيرِ صَحِيح )) 0

[تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ لِلإِمَامِ الذَّهَبي ، وَالشَّذَا الْفَيَّاح ، وَمُقَدِّمَةُ ابْنِ الصَّلاَح 0 ص : 89/1]

وَعَن أَبي أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الحَافِظِ أَنَّهُ قَالَ بِاخْتِصَار :

(( لَمَّا قَدِمَ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ بَغْدَاد ؛ سَمِعَ بِهِ أَصْحَابُ الحَدِيثِ فَاجْتَمَعُواْ ، وَعَمَدُوا إِلى مِاْئَةِ حَدِيثٍ فَقَلَبُواْ مُتُونَهَا وَأَسَانِيدَهَا ، وَجَعَلُواْ مَتنَ هَذَا إِسْنَادَ هَذَا ، وَإِسْنَادَ هَذَا مَتنَ هَذَا ، وَدَفَعُواْ إِلى كُل وَاحِدٍ مِنهُمْ عَشَرَةَ أَحَادِيث ؛ لِيُلْقُوهَا عَلَيْهِ في المجْلِس ؛ فَاجْتَمَعَ النَّاس ، وَانْتُدِبَ أَحَدُهُمْ ؛ فَسَأَلَ الْبُخَارِيَّ عَن حَدِيثٍ مِن عَشَرَتِه ؟ فَقَالَ لاَ

أَعْرِفُه ، وَسَأَلَهُ عَن آخَر ؟

فَقَالَ لاَ أَعْرِفُه ، وَكَذَا حَتىَّ فَرَغَ مِن عَشَرَتِه ، فَكَانَ الْفُقَهَاءُ يَلْتَفِتُ بَعْضُهُمْ إِلىَ بَعْضٍ وَيَقُولُون : الرَّجُلُ فَهِم ، وَمَنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مِنهُمْ كَانَ يَقْضِي عَلَى الْبُخَارِيِّ بِالْعَجْز ، ثُمَّ انْتُدِبَ آخَرُ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الأَوَّل ، وَالْبُخَارِيُّ في كُلِّ هَذَا يَقُولُ لاَ أَعْرِفُه ، ثمَّ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ إِلىَ تَمَامِ الْعَشَرَةِ نَفَر ، وَهُوَ لاَ يَزِيدُهُمْ عَلَى قَوْلِهِ لاَ أَعْرِفُه ؛ فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ فَرَغُواْ ؛ الْتَفَتَ إِلى الأَوَّلِ

مِنهُمْ فَقَال : أَمَّا حَدِيثُكَ الأَوَّل : فَكَذَا وَكَذَا ، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّاني : فَكَذَا وَكَذَا ، وَأَمَّا حَدِيثُكَ الثَّالِث : فَكَذَا وَكَذَا ، حَتىَّ أَجَابَ الْعَشَرَةَ أَفْرَاد ، وَرَدَّ كُلَّ مَتنٍ إِلىَ إِسْنَادِه ؛ فَأَقَرَّ لَهُ النَّاسُ بِالحِفْظ ؛ وَقَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيب )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 408/12]

ـ قَالُواْ عَنْ سَعَةِ عِلْمِهِ بِالحَدِيثِ وَعِلَلِه رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ :

وَعَن أَبي حَامِدٍ الْقَصَّارِ عَنِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلى الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فَقَبَّلَ بَينَ عَيْنَيْه ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَن عِلَِّةٍ خَفِيَّةٍ مِن عِلَلِ الحَدِيث ؛ فَأَجَابَهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ إِجَابَةَ الطَّبِّ الْبَصِير ؛ فَقَالَ لَهُ الإِمَامُ مُسْلِم : لاَ يُبْغِضُكَ إِلاَّ حَاسِد ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ لَيْسَ في الدُّنيَا مِثْلُك )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 436/12]

ـ مجْلِسُ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ :

وَقَالَ صَالحُ بْنُ محَمَّدٍ وَكَانَ يَحْضُرُ مجْلِسَ الإِمَامِ الْبُخَارِيّ : (( كَانَ محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَجْلِسُ بِبَغْدَاد ، وَكُنْتُ أَسْتَمْلِي لَه ، وَيَجْتَمِعُ في مجْلِسِهِ أَكْثَرُ مِن عِشْرِينَ أَلْفَاً )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 433/12]

ـ حِكَايَةُ تَأْلِيفِهِ لِكِتَابِهِ / الجَامِعِ الصَّحِيحِ المُسْنَد [صَحِيحِ الإِمَامِ الْبُخَارِي] :

قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه :

(( صَنَّفْتُ كِتَابَ الصَّحِيحِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَة ، خَرَّجْتُهُ مِنْ سِتِّمِاْئَةِ أَلْفِ حَدِيث )) 0

[مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْكَمَال ، وَكِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء]

وَجَاءَ في كِتَابِ سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ عَنِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَال :

(( مَا وَضَعْتُ في كِتَابي الصَّحِيحِ حَدِيثًا ؛ إِلاَّ اغْتَسَلْتُ قَبْلَ ذَلِكَ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَين )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 402/12]

وَعَن أَبي زَيْدٍ المَرْوَزِيِّ الْفَقِيهِ أَنَّهُ قَال : (( كُنْتُ نَائِمَاً بَينَ الرُّكْنِ وَالمَقَام ، فَرَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لي : يَا أَبَا زَيْد ؛ إِلى مَتىَ تَدْرُسُ كِتَابَ الشَّافِعِيِّ وَلاَ تَدْرُسُ كِتَابي 00؟

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ؛ وَمَا كِتَابُك 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : (( جَامِعُ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 438/12]

ـ محْنَةُ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ :

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصَورٍ الشِّيرَازِيّ : (( سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُول : لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بُخَارَى نُصِبَ لَهُ الْقِبَابُ عَلَى فَرْسَخٍ مِنَ الْبَلَد [الْفَرْسَخ : ثَلاَثَةُ أَمْيَال] وَاسْتَقْبَلَهُ عَامَّةُ أَهْلِ الْبَلَد ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَذْكُورٌ إِلاَّ اسْتَقْبَلَهُ ، وَنُثِرَ عَلَيْهِ الدَّنَانِيرُ وَالدَّرَاهِمُ وَالسُّكَّرُ الْكَثِير ، فَبَقِيَ أَيَّامَاً ؛ فَكَتَبَ بَعْدَ ذَلِكَ محَمَّدُ بْنُ يحْيى الذُّهْلِيُّ إِلىَ خَالِدِ بْنِ أَحْمَدَ أَمِيرِ بخَارَى : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَظْهَرَ خِلاَفَ

السُّنَّة ؛ فَقَرَأَ كِتَابَهُ عَلَى أَهْلِ بخَارَى فَقَالُواْ : لاَ نُفَارِقُه ؛ فَأَمَرَهُ الأَمِيرُ بِالخُرُوجِ مِنَ الْبَلَدِ فَخَرَج ))

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 463/12]

ـ وُقُوفُ الإِمَامِ مُسْلِمٍ بجَانِبِهِ في محْنَتِه :

وَقَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في تِلْكَ الأَثْنَاءِ وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِهِ : (( فَوَالله مَا شَيَّعَهُ غَيرِي )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 459/12]

ـ صَبْرُ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِِ عَلَى مَا أَصَابَه :

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلِ النَّسَفِيّ : (( رَأَيْتُ محَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ في الْيَوْمِ الَّذِي أَخْرَجَهُ فِيهِ مِنْ بخَارَى ، فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْت : يَا أَبَا عَبْدِ الله ؛ كَيْفَ تَرَى هَذَا الْيَوْمَ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي نُثِرَ عَلَيْكَ فِيهِ مَا نُثِر 00؟ فَقَالَ يَرْحَمُهُ الله : لاَ أُبَالي إِذَا سَلِمَ دِيني )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 463/12]

ـ انْتِقَامُ اللهِ مِن أُوْلَئِكَ الأَوْغَاد 00 { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَاد } :

وَعَن أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي عَمْرٍو الحَافِظ : أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَحْمَدَ الذُّهْلِيَّ الأَمِيرَ خَلِيفَةَ الطَّاهِرِيَّة [أَيْ كَانَ أَمِيرَاً لِلدَّوْلَةِ الطَّاهِرِيَة] بِبُخَارَى سَأَلَهُ أَنْ يَحْضُرَ مَنْزِلَهُ فَيَقْرَأُ « الجَامِعَ الصَّحِيحَ » وَ « التَّارِيخَ الْكَبِيرَ » عَلَى أَوْلاَدِهِ ؛ فَامْتَنَعَ عَنِ الحُضُورِ عِنْدَه ، فَرَاسَلَهُ بِأَنْ يَعْقِدَ مجْلِسَاً لأَوْلاَدِهِ لاَ يَحْضُرُهُ غَيْرُهُمْ ؛ فَامْتَنَعَ وَقَال : لاَ أَخُصُّ أَحَدَاً ؛

فَاسْتَعَانَ الأَمِيرُ بِحُرَيْثِ بْنِ أَبي الْوَرْقَاءِ وَغَيرِهِ حَتىَّ تََكَلَّمُواْ في مَذْهَبِه ، وَنَفَاهُ عَنِ الْبَلَد ؛ فَدَعَا عَلَيْهِمْ ؛ فَلَمْ يَأْتِ إِلاَّ شَهْرٌ حَتىَّ وَرَدَ أَمْرُ الطَّاهِرِيَّةِ بِأَنْ يُنَادَى عَلَى خَالِدٍ في الْبَلَد ؛ فَنُودِيَ عَلَيْهِ عَلَى أَتَان 00!!

وَأَمَّا حُرَيْثٌ فَإِنَّهُ ابْتُلِيَ بِأَهْلِهِ فَرَأَى فِيهَا مَا يَجِلُّ عَنِ الْوَصْف ، وَأَمَّا فُلاَنٌ ؛ فَابْتُلِيَ بِأَوْلاَدِهِ وَأَرَاهُ اللهُ فِيهِمُ الْبَلاَيَا )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 465/12]

ـ قَالُواْ في حُبِّهِمْ لِلإِمَامِ الْبُخَارِيِّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه :

وَقَالَ يحْيىَ بْنُ جَعْفَرَ رَحِمَهُ الله تَعَالىَ : (( لَوْ قَدَرْتُ أَن أَزِيدَ في عُمْرِ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مِن عُمْرِي لَفَعَلْت ، فَإِنَّ مَوْتي يَكُونُ مَوْتَ رَجُلٍ وَاحِد ، وَمَوْتُهُ ذَهَابُ الْعِلْم )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 418/12]

ـ قَالُواْ عَنْ بَعْضِ كَرَامَاتِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ :

قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ آدَمَ الطَّوَاوِيسِيّ : (( رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّوْمِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصْحَابِه ، وَهُوَ وَاقِفٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَوْضِعٍ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ؛ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَم ، فَقُلْتُ : مَا وُقُوفُكَ يَا رَسُولَ الله 00؟

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : أَنْتَظِرُ محَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيّ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ بَلَغَني مَوْتُه ؛ فَنَظَرْتُ فَإِذَا قَدْ مَاتَ في السَّاعَةِ الَّتي رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 468/12]

وَقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ غَالِبُ بْنُ جِبرِيل : (( فَاحَ مِنْ تُرَابِ قَبرِهِ رَائِحَةُ غَالِيَةٍ أَطْيَبُ مِنَ المِسْك [الغَالِيَة : هِيَ خَلْطَةٌ عِطْرِيَّةٌ كَالخُمْرَة] فَدَامَ ذَلِكَ

أَيَّامَاً ، ثُمَّ عَلَتْ سَوَارٍ بِيضٌ في السَّمَاءِ مُسْتَطِيلَةٌ بِحِذَاءِ قَبرِه [أَيْ قُبَالَ قَبرِه] فَجَعَلَ النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ وَيَتَعَجَّبُون )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 467/12]

قَالَ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ الحَسَنِ السَّكْتيُّ السَّمَرْقَنْدِيّ : (( قَحَطَ المَطَرُ عِنْدَنَا بِسَمَرْقَنْدَ في بَعْضِ الأَعْوَام ؛ فَاسْتَسْقَى النَّاسُ مِرَارَاً فَلَمْ يُسْقَوْاْ ؛ فَأَتَى رَجُلٌ صَالحٌ مَعْرُوفٌ بِالصَّلاَحِ إِلىَ قَاضِي سَمَرْقَنْدٍ فَقَالَ لَه : إِنيِّ

رَأَيْتُ رَأْيَاً أَعْرِضُهُ عَلَيْك ؛ قَالَ وَمَا هُوَ 00؟

قَال : أَرَى أَنْ تَخْرُجَ وَيَخْرُجَ النَّاسُ مَعَكَ إِلىَ قَبرِ الإِمَامِ محَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ وَقَبرُهُ بِخَرْتَنْك ، وَنَسْتَسْقِي عِنْدهُ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَسْقِيَنَا ؛ فَقَالَ الْقَاضِي : نِعْمَ مَا رَأَيْت 00

فَخَرَجَ الْقَاضِي وَالنَّاسُ مَعَه ، وَاسْتَسْقَى الْقَاضِي بِالنَّاسِ وَبَكَى النَّاسُ عِنْدَ الْقَبر ، وَتَشَفَّعُواْ بِصَاحِبِهِ ، فَأَرْسَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلاَ السَّمَاءَ بِمَاءٍ عَظِيمٍ غَزِير ؛ أَقَامَ النَّاسُ مِن أَجْلِهِ بِخَرْتَنْكَ سَبْعَةَ

أَيَّامٍ أَوْ نَحْوَهَا لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ الْوُصُولَ إِلى سَمَرْقَنْدَ مِنْ كَثْرَةِ المَطَرِ وَغَزَارَتِه )) 0

[الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَء 0 طَبْعَةِ مُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَة 0 ص : 469/12]