عبد المعين عبارة

أحمد الجدع

الصديق عبد المعين محمود عبارة من مواليد تل الدَّوّ بحمص ، وحمص هي ما هي في عيون المسلمين ، البلدة التي تضم في أرضها رفات خالد بن الوليد ، إنها تضم تراث أمة وأمجاد دين ، فقد كان خالد بن الوليد حليف الانتصار في كل ما خاضه من حروب ، كان ذلك في مواجهة الفرس أو في مواجهة الروم .

كان مولده عام 1928م ، وفي عام 1959م رحل إلى قطر ، وعمل في إدارة إحياء التراث الإسلامي التي كانت تحت إشراف الشيخ العالم عبد الله الأنصاري .

وفي قطر عرفته ، وعرفت أن له اهتماماً بالكتابة ، وله من الكتب القرآنية : معجم مفردات القرآن ، ومعاني كلمات قرآنية ، والمفيد في أحكام التجويد .

ولأن الشيخ عبد الله الأنصاري كان متخصصاً بالتقويم القطري ، يصدره كل عام، فقد كان يوكل الإشراف عليه ومتابعة طباعته إلى الشيخ عبد المعين .

وللشيخ عبد المعين اهتمام بالشعر ، وبالشعر القديم منه بشكل خاص ، فقد أصدر مختارات شعرية بعنوان " روائع من الشعر العربي القديم " ، وهو بالإضافة إلى تذوقه للشعر شاعر يقول الشعر وينشده ، وقد أصدر ما أنشأه من الشعر في ديوان أسماه " درة المحارة " وهو اسم كما نرى مشتق من بيئة الخليج التي عاش فيها الشاعر وقضى فيها عشرات السنين .

وقد أهدى الشاعر أشعاره إلى محبي الشعر وإلى عشاق العلم .. وإلى الشعراء أمثاله :

شعري شعوري إلى الشعراء أهديه

ولقارئٍ أهدي له أسمى معانيه

ولمن يحب العلم أهديه أمانيه

أهداني الشاعر هذا الديوان ، وأرخ الإهداء في 11/5/1995م ، وكنت أنا بعد أن عملت في قطر ثلاثين عاماً قد غادرتها عام 1994م ، ثم زرتها في العام التالي والتقيت بالشاعر مجدَّداً ذكريات خلت .

وبمناسبة الحديث عن الشاعر عبد المعين عبارة أذكر أن قطر ، وهي من بلاد بني تميم ، وهم أهل الشعر العربي الأصيل ، قد أنجبت شعراء ، واستضافت شعراء عاشوا على أرضها أعواماً طوالا .

ممن أنجبتهم من الشعراء عبد الرحمن بن قاسم المعاودة ، وله أكثر من ديوان أشهرها ديوان " القطريات " في جزأين ، وكان الشاعر مرافقاً للشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حاكم قطر الأسبق ، وكان شاعره يقول في مدحه الشعر متتبعاً سنن المادحين من قبله ، وقد ألفت أنا عن شعره كتيباً في سلسلة " شعراء العرب المعاصرون " .

ومن الشعراء الذين استضافتهم قطر وعاشوا على أرضها : الشيخ يوسف القرضاوي والشاعر أحمد محمد الصديق والشاعر سعيد تيم والشاعر معروف رفيق والشاعر عليوة مصطفى والشاعر حسن توفيق ، وغيرهم كثير .

لقد كان الشعر في زمن بني أمية تميمياً ، نبغ فيه عشرات الشعراء من تميم على رأسهم جرير والفرزدق ، ألا يكفي تميماً فخراً أن نبع فيهم هذان الشاعران العظيمان ؟

ألا يستحق شاعرنا عبد المعين عبارة منا الثناء وقد تداعت بسببه هذه الأفكار عن الشعر والشعراء ؟