الأستاذ الدكتور توفيق محمد الشاوي

رضوان سلمان حمدان

نصف قرن من العمل الإسلامي

توفيق الشاوي

الأستاذ الدكتور توفيق محمد الشاوي

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

الأستاذ الدكتور توفيق محمد الشاوي كان أحد العلماء والمفكرين الذين سطروا أسماءهم بمدادٍ من نورٍ بين دفتي صحيفة العلماء والمفكرين، بل وحجز لنفسه مكانًا في قلوب ونفوس الكثيرين ممن تأثروا بعلمه، فلم يكن أحد الذين ولدوا ثم ماتوا دون أثر، بل كان أحد الذين أثروا وتأثروا بمحيطهم الداخلي والخارجي، بل كان أحد الذين شهروا سيوفهم في وجه الطغيان الفكري والسياسي.

لقد كانت سيرة العلامة توفيق الشاوي المفعمة بالأمل والمتعالية على الألم، ومسيرته الطويلة على درب العلم والجهاد والعمل، تقول لنا أنه كان رجلاً "عالي الهمة"؛ لم يهدأ له بال في حياته الطويلة المليئة بجلائل الأعمال، ولم يكن يرى توفير جهد لديه اليوم إلى عمل يكون فيه غداً، ولم يعرف عنه أنه التمس علة ليدخر بذريعتها همة، ولم يركن يوماً واحداً ولا ساعة من نهار {إلى الذين ظلموا}، وكثيراً ما كان يردد قول الله تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}.

مَن هو؟

القاضي المستشار الدكتور / توفيق محمد إبراهيم الشاوي ولد الدكتور توفيق الشاوي عام 1918 بقرية الغنيمية مركز فارسكور دمياط وهو أحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين ممن رافقوا الإمام حسن البنا .

تعليمه وعمله

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ المجادلة: من الآية 11

· حصل على الشهادة الابتدائية بتفوق في دمياط وكان قد حفظ القرآن الكريم في صغره قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية.

· ثم التحق بالمدرسة الثانوية بالمنصورة وحصل منها على الشهادة الثانوية وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري

· ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة وحصل على ليسانس الحقوق بتفوق وكان ترتيبه الثاني

· ثم عين في النيابة في المنصورة

· عندما فُتِحَ باب البعثات في عام 1945م سافر توفيق الشاوي إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه في جامعة باريس، ويحكي في مذكراته ويقول: "إن بعثتي الدراسية كانت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن استعددت للبعثة ذهبت لأزور الأستاذ البنا، وأخبرته بشأن هذه البعثة، فاقترح علي أن أغير اتجاه البعثة من أمريكا إلى فرنسا، وأخبرني بأن الدعوة تحتاجك في فرنسا لمساعدة مجتمعات المجاهدين هناك، الذين يحاولون أن ينظموا أنفسهم، ثم طلب مني بعد ذلك أن ألتقي هناك بالمجاهد الكبير شكيب أرسلان"، وكان هذا ما تم وذهب الشاوي إلى فرنسا، وقام بدور متميز في الإعداد لتحرير الشمال الإفريقي.

· قبل سفره كان قد عُيِّن مدرسا مساعدا في الكلية التي حصل منها على الليسانس في عام 1941م،

· ثم عين وكيلا للنائب العام لمدة سنتين قبل أن ينقل منها إلى الجامعة في عام 1944م . .

· في عام 1954م أُبعد عن الجامعة مع عدد كبير من الأساتذة،

· فاستدعته الحكومة المغربية للتدريس في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط،

· ثم انتقل منها إلى تدريس الفقه المقارن في جامعة الملك عبد العزيز بجدة،

· ثم أعيد لكلية الحقوق بجامعة القاهرة في عام 1974م،

· عمل مدير المؤتمر الإقليمي لمكافحة الجريمة لدول الشرق الأوسط من عام  1953 م، حتى عام 1954م.

· وكان مستشارًا قانونيًّا لوفد الجامعة العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في دورة 1948م، ودورة 1950م بباريس.

· تزوج من ابنة الدكتور عبد الرازق السنهوري، والتي شاركته الطريق.

· وبعد تقاعده استمر يعمل في المحاماة والاستشارات القانونية حتى الآن . .

عمله ودعوته

إلى جانب هذه المسيرة الطويلة كأستاذ جامعي فإن له دوراً كبيراً في طريق العمل للصحوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي

الدكتور توفيق الشاوي من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، وممن صحبوا حسن البنا، وخلال مدة خمسين عامًا، وهو يعمل لنشر دعوة الإخوان المسلمين، وخاصة في المغرب العربي.

التحق بدعوة الإخوان المسلمين بعد التحاقه بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1937م، عن طريق صديقه الأستاذ عبد الحفيظ سالم الصيفي - الذي أصبح عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان عام 1944م - ، ولقد انتدبه الإمام البنا للعمل في قسم الاتصال بالعالم الإسلامي منذ أن كان طالبًا؛ حيث كان يتصل بالطلبة المغتربين.

يقول الدكتور توفيق الشاوي في مذكراته حول أعمال قسم الاتصال: "وكان العاملون في القسم يدرسون معًا قضايا العالم الإسلامي، ويتولى كل واحد منهم حفظ ملفات قضية أو أكثر من تلك القضايا ومتابعتها، ولقد كان عددنا يتزايد ويتناقص حسب الظروف؛ لأن أغلب العاملين به كانوا من الطلاب الذين يعودون إلى بلادهم عند انتهاء دراستهم، وعندما يغيب أحدنا كان ينوب عنه أحد زملائه من العاملين في القسم أو غيرهم من المتطوعين من الإخوان؛ سواء كانوا من أبناء وطنه أو من غيرهم، وكانت قضية فلسطين هي الأولى، وكنا جميعًا نسهم فيها كل بنصيب".

وعمل د. الشاوي في قسم الاتصال بالعالم الإسلامي، وسافر إلى بلاد المغرب العربي؛ حيث كان مجال عمله هناك، حتى عاد إلى مصر عام 1949م، وشارك إخوانه عودة الجماعة، والعمل تحت مظلة المرشد العام الجديد المستشار حسن الهضيبي، وشارك الإخوان مرحلة الثورة وأزمتها؛ حتى تم فصله من الجامعة هو والدكتور أمين بدر والدكتور عبد المنعم الشرقاوي، وما يقرب من اثنين وأربعين من الأساتذة.

اعتقل الدكتور الشاوي بعد حادثة المنشية عام 1954م، وظل في السجن الحربي حتى أفرج عنه في مارس 1956م، يقول في مذكراته "في مارس 1956م، خرجت من المعتقل في القاهرة بعد سنتين تقريبًا، كانت فيها حركة الإخوان المسلمين هدفًا لكل وسائل الاضطهاد من قتل وتعذيب وتشريد، ولم يقتصر الاضطهاد على أعضائها.

وبعد خروجه سافر إلى المغرب للعمل هناك عام 1958م، وحاول عبد الناصر القبض عليه؛ لكنه لم يفلح فمنع عنه الجواز المصري مما دفع الملك محمد الخامس لإعطائه جواز سفر مغربيًّا مؤقتًا، حتى إذا كان عام 1965م؛ حيث كانت وقت محاكمات الشهيد سيد قطب وإخوانه، فسعى الدكتور الشاوي لتكليف بعض المحامين العرب للدفاع عن سيد قطب من خلال مؤتمر المحامين العرب الذي عقد في مدينة القدس الشريف في ديسمبر عام 1965م.

وبعد ذلك وأثناء عودته عن طريق لبنان حاولت أجهزة عبد الناصر اختطافه في صندوق طائرة، لكن الحيلة لم تفلح، فقبض عليه، وسجن في بيروت هو والأستاذ بهاء الأميري وعصام العطار لمدة شهرين، وبعدها أفرج عنه ليعود للمغرب، ثم يسافر للسعودية نزولاً على رغبة الملك فيصل.

عاد لمصر عام 1975م بعد أن أذن له السادات؛ حيث أعاده هو ومن تم فصلهم من الجامعة عام 1954م إلى وظائفهم، وقد شارك إخوانه في كل أعمال الجماعة.

شارك مع الأستاذ عمر التلمساني، ومحمد حامد أبو النصر- عليهما رحمة الله- في إقامة الدعوى 133 لسنة 32 قضاء إداري، للمطالبة بإلغاء قرار مجلس قيادة الثورة بحل الإخوان، واستمرت الدعوى في التداول حتى عام 1992م، حين قضت محكمة القضاء الإداري في 6/2/1962م بعدم قبول الدعوى لعدم وجود قرار إداري بحلِّ الإخوان، وكانت له بصماته القانونية لصالح الجماعة.

تقابل في فرنسا بمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني؛ حيث كان في الإقامة الجبرية بسبب مطاردة الإنجليز له وهناك تعاون معه بعض الشيء دون علم أحد، حتى استطاع المفتي الهرب من فرنسا واللجوء السياسي لمصر، والتي أدت إلى إقالة مدير البوليس لبلدية باريس.

لقد كان أكثر نشاطًا الدكتور الشاوي في هذا القسم، خاصةً بلاد شمال إفريقيا، ويصف ذلك بقوله: "إن أبناء إفريقيا الشمالية هم أقرب الشعوب العربية إلى الوحدة الشاملة بين المسلمين دون تفرقة بين العربي وغير العربي".

ظل توفيق الشاوي على علاقة برجال الحركات التحررية في هذه البلاد مثل الفضيل الورتلاني وعلال الفاسي ومصالي الحاج والحبيب بورقيبة وغيرهم، كما تبنى قضاياهم في المحافل، خاصةً أثناء عمله كمندوب للجامعة العربية لدى هيئة الأمم المتحدة عام 1949 و1950م.

· وفي عام 1956م كان المغرب وتونس قد أعلنتا استقلالهما، ودعاه أصدقاؤه من الوزراء المغاربة إلى مشاركتهم في إعداد النظم والقوانين الحديثة،

· وعين قاضيا بالمحكمة العليا بالرباط عام 1959م،

· كأستاذ بجامعة الملك محمد الخامس

· ثم مستشارا بالمجلس الأعلى لمحكمة النقض المغربية

· ثم مستشارا قانونيا للبرلمان المغربي،

· ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية في عام 1965م، حينما تعاقدت معه وزارة البترول كمستشار قانوني لإدارة الثروة المعدنية في جدة . .

· ثم عينه جلالة الملك فيصل عضوا بالمجلس الأعلى لجامعة الرياض . .

· وفى عام 1966م  منحته المملكة العربية السعودية جنسيتها بعد أن أسقط عبد الناصر الجنسية عنه، ورفض تجديد جوازه المصري.

· كذلك عين أستاذا للقانون والفقه المقارن بكلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة،

· واستمر يتعاون مع الأمير "محمد الفيصل" في مشروعه لإنشاء مدارس المنارات وإدارتها ابتداء من عام 1971، والاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية الذي أنشئ تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي وحكومة المملكة العربية السعودية عام 1976م . .

· أما الكتب القانونية والعلمية وكتب الثقافة الإسلامية فهي ثمرة آراء جريئة وعناية خاصة تجمع قضايا الأمة الإسلامية وشعوبها جميعا وفى مقدمتها شعب فلسطين المجاهد .

من أعماله

· شارك مع المرشدَيْن لجماعة الإخوان المسلمين عمر التلمساني ومحمد حامد أبو النصر برفع الدعوى 133 لسنة 32 قضاء إداري، وطالبوا بإلغاء قرار مجلس قيادة الثورة بحل الإخوان، واستمرت الدعوى في التداول حتى عام 1992م حين قضت محكمة القضاء الإداري في 6/2/1992م بعدم قبول الدعوى لعدم وجود قرار إداري بحل الإخوان، وقررت في حيثيات حكمها:

o "أنه من حيث المستقر عليه فقهًا وقضاءً أنه يشترط لقبول دعوى الإلغاء أن يكون هناك قرارٌ إداري سواء أكان هذا القرار إيجابيًّا أو سلبيًّا فإذا انتفى مثل هذا القرار تعيَّن الحكم بعدم قبول الدعوى وإذا ثبت مما سلف ذكره أن ليس هناك قرارٌ سلبيٌّ يمنع جماعة الإخوان من مباشرة نشاطها، فمن ثم يتعين والحالة هذه القضاء بعدم قبول هذا الطلب لانتفاء القرار الإداري".

· وبناءً على ذلك الحكم فإن القضاءَ الإداري يقر بأنه ليس هناك قرارٌ يمنع الإخوان من ممارسة أنشطتهم ورغم ذلك قام الإخوان برفع دعوى استئناف لذلك الحكم ولم يحكم فيها إلى يومنا هذا، وهو حكمٌ يحتاج إلى قرار سياسي أكثر منه إجراء قانوني.

فكرة البنوك والمدارس الإسلامية

عمل توفيق الشاوي على ترسيخ الفكر الإسلامي في المؤسسات الاقتصادية، فكان ممن شاركوا في وضع فكرة بنك فيصل الإسلامي، وغيرها من البنوك.

وبتكليفٍ من الملك "فيصل" رحمه الله- بعد أن منحه الجنسية السعودية برقم 2099 تعاون مع "تنكو عبد الرحمن"- عندما كان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي- في إعداد اتفاقية تأسيس البنك الإسلامي للتنمية، ثم شارك الأميرَ "محمد الفيصل" وأصدقاءه من دعاة الاقتصاد الإسلامي في تأسيس بنك فيصل الإسلامي بالخرطوم عام 1978م، والقاهرة عام 1979م، وبقي عضوًا بمجلس إدارة هذا البنك عشر سنوات، كما أسس البنك الإسلامي للتنمية بجدة عام 1971، 1974م.

ولقد استمر تعاونه مع الأمير "محمد الفيصل" في مشروعه لإنشاء مدارس المنارات وإدارتها، ابتداءً من عام 1971م، والاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية الذي أنشئ تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي وحكومة المملكة العربية السعودية عام 1976م، وأصبح عضو مؤسس بالاتحاد العالمي للمدارس العربية والإسلامية الدولية، وهو الاتحاد الذي يتمتع بصفة عضو مراقب بمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية.

أهم مؤلفاته

كان الدكتور توفيق الشاوي كاتبًا كما كان عالمًا، فلم يجف قلمه عن شرح وتوضيح كثير من المشكلات التي كانت تثار حول العمل الإسلامي.

فقد كتب عن الإمام البنا تحت عنوان "القائد الذي تمم رسالته" يقول فيها: "كانت أبرز صفات شهيدنا العظيم في نظري هي فكرته عن معنى القيادة ومهمة الزعامة، فقد كانت زعامته- رحمه الله- تعتمد أولاً على الإيمان بقوة هذه الأمة وحيويتها، وأن عمله كقائد، وزعيم هو توجيهها نحو الوجهة الصالحة والطريق القويم، طريق المجد والسيادة، وإني لأذكر أول يوم لقيته فيه، وأنا طالب بكلية الحقوق، وقد حضر ليخطب في حفل أقمناه بمناسبة الهجرة، وخرجنا نحادثه ونستمع إليه بعد انتهاء الاجتماع، ورافقناه على أقدامنا جميعًا من الجامعة إلى ميدان الجيزة، واستطرد بنا الحديث إلى مهمة إحياء مجد الإسلام وإعادة الدولة الإسلامية العظيمة، فأبدى أحدنا مخاوفه من صعوبة هذه المهمة صعوبة تبلغ في نظره درجة الاستحالة، فكان جواب الفقيد- رحمه الله- قاطعًا حازمًا في هدوء واطمئنان، فقد وقف أمامنا، وقال للمتكلم: اطمئن يا أخي، وقال لنا: انظروا- وكنا قد وصلنا ميدان الجيزة، وبه قاطرات الترام تروح وتجيء في كل اتجاه- فأشار الشهيد العظيم بعصا كانت في يده إلى رجل يقف في وسط الميدان، ومعه عصا يحول بها خطوط الترام- وهو "المحولجي"- انظروا إلى عمل هذا الرجل، ألا ترونه بمجهود يسير يغير وجهة هذه القاطرة، فهو يستطيع أن يوجهها نحو الشرق أو الغرب، وهي التي تسير بنفسها؛ لأن الطريق ممهد، والقاطرة سائرة، والطريق الذي ندعو إليه الناس ممهد، والأمة التي ندعوها للسير فيه أمة حية قوية، فكل ما نبذله من جهد، هو جهد "المحولجي" الذي يحول هذه الأمة من وجهة إلى أخرى بأقل مجهود.

ما زلت أذكر هذه الكلمات كلما ألمَّ بي اليأس لفقد هذا الشهيد، إن العظيم قد أدَّى مهمته، لقد حَوَّل هذه الأمة نحو الوجهة الصحيحة، فلم يبق إلا أن تسير هي، بقوتها الذاتية نحو هذا الهدف الواضح والطريق المرسوم".

كما كتب حول موضوع المواطنة: "إن ما قرَّرته الشريعةُ لحمايةِ حقوقِ الأمة وحقوقِ الأفراد ينطبق على المجموعاتِ البشريةِ المكونةِ للأمةِ، سواءٌ سُمِّيت طوائف أو أقلياتٍ، وسواءٌ أكان ما يميزها عن غيرها من الأغلبية هو من خصائصها التعاقدية أم الدينية أم اللغوية أم العرقية أم الاجتماعية؟! لأن ذلك لا ينفي عنها صفةَ الإنسانية التي هي أساسُ الحقوق والحريات التي تكفلها الشريعة للفرد والجماعة، بل ويستفيد من ذلك الأجنبي المعاهد المقيم في دار الإسلام الذي لا يختلف عن المواطن إلا في أنه لا يجوز إخراجه من البلاد كما لا يمنع إذا أبدى رغبته في بقائه.

إن مبدأ سيادة الشريعة وهيمنتها على الدولة والحكومة يجعل ما قرَّرته من حقوق وحرِّيات إنسانية، هي أقوى ضمانة يمكن أن يحققها نظامٌ دستوريٌّ؛ لتوفير أكبر قدر من الاستقرار لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب والجماعات والطوائف، وتوفر لهم الحماية من طغيان السلطة الحاكمة أيًّا ما كان نوع الحكومة، حتى لو كانت حكومة أغلبية أو ذات سيادة شعبية، وهذه الحماية موفورةٌ لكل الطوائف والمذاهب والأعراق والطبقات المستضعفة في المجتمع، وهذا التوازن الذي تقيمه الشريعة بوقف استبداد الأغلبية الذي قد يفتح لها مبدأ سيادة الأغلبية في الحكم الديمقراطي باب الغلو في اضطهاد الأقليات الدينية".

· مؤلفات باللغة العربية

1. فقه الخلافة الإسلامية وتطورها لتصبح عصبة أمم للعلامة السنهوري

2. الموسوعة العصرية للفقه الجنائي الإسلامي

3. السنهوري من خلال أوراقه الشخصية

4. نصف قرن من العمل الإسلامي

5. الفتن العصرية

6. منافذ التجديد في الموسوعة العصرية للفقه الجنائي الإسلامي الشورى أعلى مراتب الديمقراطية

7. فقه الحكومة الإسلامية بين السنة والشيعة

8. بنك فيصل الإسلامي

9. اعترافات كوبلاند

10.  فقه الشورى والاستشارة

11.  سيادة الشريعة الإسلامية في مصر

12.  الشرق الأوسط والأمة الوسط

13.  اقتصاد المستقبل

14.  قصص البنوك الإسلامية "البنك الإسلامي للتنمية"

15.  كمين في بيروت – قصة -

16.  هندي في السجن الحربي- قصة

17.  صمود الأزهر في الدفاع عن قيم الإسلام ومقدساته

18.  فقه الإجراءات الجنائية - كلية الحقوق جامعة القاهرة

19.  جرائم الأموال - كلية الحقوق – جامعة القاهرة

20.  المسئولية الجنائية في التشريعات العربية - معهد الدراسات العربية العالية

21.  التشريع الجنائي في الدول العربية - معهد الدراسات العربية العالية

22.  المبادئ الأساسية للتنظيم القضائي في البلاد العربية - معهد الدراسات العربية العالية

23.  التعديلات التشريعية في قانون الإجراءات الجنائية - معهد الدراسات العربية العالية

24.  حرمة الحياة الخاصة ونظرية عامة في التفتيش - الناشر منشأة المعارف - مصر

25.  تعليقات على قانون الإجراءات الجنائية الجديدة في المغرب - دار الكتاب بالدار البيضاء

26.  قضاء المجلس الأعلى المغربي في المسائل الجنائية - دار الكتاب بالدار البيضاء

27.  نظرية التفتيش باللغة الفرنسية طبعته جامعة القاهرة على نفقتها وقد نفد

وفاته

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}23 الأحزاب

· توفي رحمه الله تعالى يوم 8 أبريل 2009م عن عمر يناهز 91 عاما وتم تشييع جنازته بمسجد الفاروق بحي المعادي بالقاهرة.

إن سلسلة العلماء الربانيين والدعاة إلى الله تعالى لا تنقطع ولا تنفرط بموت عالم أو داعية، بل تتعاقب الأجيال وتتقارب القلوب والأفهام، وما تكاد تنتهي حياة رباني إلا وقد خلفه ربانيون كثيرون يستكملون السلسلة حتى يرث الله الأرض ومَن عليها.

بعض شهادات فيه:

· الدكتور عصام العريان: "كان الدكتور توفيق الشاوي معلمًا للأجيال في مجال العمل السياسي، وخبيرًا بتوجُّهات القوى العظمى بحكم تجربته الطويلة، وقُربه من صانعي القرار في أكثر من بلد، وثقافته الواسعة، وإلمامه بعدة لغات أجنبية، وقد كتب كتابًا شهيرًا تعليقًا على كتاب (لعبة الأمم) لمايلز كوبلاند الشهير (لعبة الأمم) باسم د. محمد صادق".

ويضيف: "كان المرحوم الشاوي يريد أن تبقى الجماعة ملكًا لكل الأمة الإسلامية، وكانت مقاربته هي التمييز بين ما هو دعويٌّ وما هو حزبيٌّ، وليس كما يتردد الآن التمييز بين ما هو دعويٌّ وما هو سياسيٌّ؛ لأن الجماعة لا يمكن أن تتخلى عن جزء من الإسلام، والسياسة هي جزء من الإسلام، وعلى الإخوان أن يهتموا بالسياسة ويعملوا بها، لكن ليس في مجال التنافس الحزبي، ولكن في مجال المواقف السياسية، وهو مع ذلك يؤيد التعددية الحزبية والنظام النيابي، وقد فصَّل ذلك في كتابه المهم (فقه الشورى والاستشارة)".

· الدكتور محمد عمارة: "والذين يطالعون من السِّفر الذي كتبه ونشره الدكتور الشاوي "مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي" 1945 – 1995 يعيشون ملحمة من ملاحم الجهاد الإسلامي الذي راعته اليقظة الإسلامية الحديثة لتحرير شمال إفريقيا من القهر الإمبريالي والصليبي كما يكون معنى شعار "الجامعة الإسلامية" الساعي إلى توحيد الأمة بتياراتها الفكرية وطبقاتها الاجتماعية وتنوعها القومي تحت رايات الإسلام".

· د. سعد مطر العتيبي: "لقد سجنه عبد الناصر ، فهلك عبد الناصر وبقي الشاوي يشوي أهل الباطل .. حتى تذكرت قصة أستاذنا الجليل الدكتور عباس حسني أجزل الله مثوبته ، حين أخبره اللواء قائد السجن الذي كان شيخنا مسجونا فيه : أن عبد الناصر حكم عليه بمدى الحياة ! فرد شيخنا عباس : حياة مين ؟ حياتي أو حياته ؟ وما إن هلك عبد الناصر حتى خرج شيخنا في نفس الأسبوع ! فكانت حياته !"

· محمد مهدي عاكف: "الفقيد كان مجاهدا عظيما وكان عالما جليلا، وموسوعة نادرة في الفقه الدستوري والاقتصاد والتربية، هذا الرجل لا تفيه الكلمات حقه ويتميز بالفقه والعلم ومعرفته بالواقع العربي والعالمي، وكان صاحب خلق ودين، عرفته منذ الأربعينيات حتى وفاته".