أحمد الجدع : سيرة مختصرة

العصر الجبري

قدر الله لي أن أولد في العصر الجبري ، العصر الذي بلغت فيه هزيمة المسلمين مبالغها ، فلم يعد لهم من الأمر شيء ، وغدوا كالقصعة التي يغزوها الذباب من كل صوب .

أوّاه ثم أواه .. ثم ألف أواه .. انهارت الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، (1914 – 1918) واقتسمت أجزاءَها الدول المنتصرة ، دول الصليب التي تحالفت على إسقاطها ، وغدت هذه الأمة مزقاً مشتتة ، ونهبا ًمباحاً .

لقد أحكمت الدول الصليبية قبضتها على بلاد الإسلام ، وجردت المسلمين من كل أسباب القوة ، وأسباب القوة كما تعلمون ليس السلاح وحده ...

ثم إن الحرب العالمية الثانية (1941 – 1945) زادت المسلمين شقاءً ، وأشبعتهم بلاءً ، وتدخل الغاصبون في كل شأن من شؤون المسلمين ، حتى غدا المسلم يرى أخاه مظلوماً فلا ينصره ، وجائعاً فلا يطعمه ، وعرياناً فلا يكسوه، بل إن من تسول له نفسه أن يمد يداً إلى أخيه المسلم فإنه يغدو إرهابياً يجب أن تصادر أمواله وتكبل حرياته ، وتسحق إرادته .

في هذا العصر الجبري .. وفي عام 1941 ولدت ، وهذه مشيئة الله ، وأسأل الله أن يكون لي في مشيئته خير .. وخير وفير .

في هذا العام (1941) كانت الحرب العالمية الثانية . . لقد بدأت منذ مولدي ، تصارعت دول الصليب على المغانم ، فاشتعلت أوربا بالحرب والدمار حتى لم يبق منزل فيها إلا أصابه شر من دمار أو فرار ، أو قتل أو ضياع ...

كانت الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الشيوعية هما المنتصرين الحقيقيين، فمدوا سيطرتهم على الغنيمة ، بلاد الإسلام الخانعة الخاضعة التي مدت رقابها للذبح دون شكوى أو اعتراض !

*  *  *

ولدت في مدينة جنين

ومدينة جنين إحدى مدن شمال فلسطين ، وهي جناح من أجنحة مرج ابن عامر أحد أخصب بقاع الدنيا ، فهي مدينة مبنية على سفوح الجبال وتطل على هذا المرج الخصيب .

من هو "ابن عامر" الذي سمي هذا المرج الواسع الخصيب باسمه ؟ إنه الصحابي المجاهد دحية بن خليفة بن عامر الكلبي .. الذي دفن فيه وأعطاه معانيه .

وجنين يعرفها الناس باسم "مدينة الجهاد والاستشهاد" وقد يظن ظان أن اسمها هذا جاءها من الهجمات اليهودية الحديثة ومن عمليات الاستشهاد التي انطلقت منها بغزارة ، كلا بل إن الجهاد مقترن بهذه المدينة منذ احتلها الإنجليز حتى استلبها اليهود ليعيثوا فيها فساداً ودماراً ، فأهل جنين في جهاد مستمر يقدمون القادة والمجاهدين والشهداء .. لا يثنيهم عن ذلك شيء مهما عظم ، وتضحيات مهما كثرت ، وأموال مهما غلت .

في هذه المدينة ، وفي حيها القديم الذي يقال له "حيّ الدَّبَّة" ولدت وترعرعت ودَرَسْتُ ودَرَّستُ ...

في عام 1947 دخلت الصف الأول الابتدائي في مدرسة جنين الابتدائية ، وهي المدرسة المحاذية لجامع جنين الكبير الذي بنته السيدة فاطمة خاتون حفيدة السلطان قانصوة الغوري آخر سلاطين المماليك الذي هزمه السلطان سليم العثماني في معركة مرج دابق بفلسطين ، فانتقلت بعده مصر وبلاد الشام إلى حكم الدولة العثمانية ، ومنذ انتصار السلطان سليم في هذه المعركة ودخوله مصر تنازل له الخليفة العباسي الذي كان تحت رعاية المماليك بالقاهرة .. يحكمون باسمه ولا يحكم ، تنازل له عن اسم الخلافة ، فأصبح السلطان سليم أول الخلفاء العثمانيين .. وحق له إذ أصبحت سيطرته تامة شاملة على معظم البلاد الإسلامية وعلى أهم الأجزاء فيها ، وأصبحت المدن الثلاث : مكة والمدينة والقدس والمساجد الثلاثة ؛ المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى تحت حمايته ورعايته .

كانت البلاد في هذه السنة (1947) تعيش مخاضاً خطراً ، إذ استطاع الإنجليز الذين يحتلون فلسطين أن يمهدوا لليهود وأن يمكنوا لهم ، وقد أعطوهم عام 1917 وعداً بإقامة دولة لهم في فلسطين .. وفي هذا العام (1947) حققوا لهم وعدهم ، إذ ما كاد ينتهي هذا العام حتى أعلن اليهود دولتهم في فلسطين وأنزلوا بالفلسطينيين مذابح تقشر منها الأبدان ، فتدفق المهاجرون منهم إلى ما تبقى من مدن فلسطين وإلى البلاد العربية المجاورة لها .

وفي هذه السنة هاجم اليهود مدينة جنين ، وأحاطوا بها ، وأمطروها بنيرانهم .. وكان أبي يرحمه الله قد توقع أن يحدث هذا الهجوم فأخذنا إلى قرية برقين ، وكان فيها أقارب لنا ، وهوجمت جنين وردّ الله كيد يهود إلى نحورهم، ونجت بفضل الله ، ثم بفضل المساندة الحربية العراقية ، من الاحتلال .. وبقيت عربية حتى سنة 1967...

*  *  *

فترة الدراسة (1947-1958)

درست جميع المراحل التعليمية في مدارس مدينة جنين ، وحصلت على شهادة الدراسة الثانوية الأردنية التي كانوا يقولون لها (المترك) عام 1958 ، وشهادة المترك كانت تقل سنة واحدة عن شهادة التوجيهية المصرية .

لا أريد أن أفصل الحديث عن هذه الفترة ، فتفصيلاتها كثيرة .. وواسعة .. وفيها عبر كثيرة .. وفيها تاريخ .. وجغرافيا .. وفيها أكثر من ذلك .. ولكني سوف أمرّ مروراً عابراً على حوادث تعتبر مفاصل هامة في حياتي لهذه الفترة..

كنا ندرس القرآن الكريم من الصف الأول الابتدائي ، ونختمه تلاوة في الصف السادس الابتدائي ، وكان أهلنا يحتفلون بهذه الختمة احتفالاً رائعاً ، يقيمون الولائم ويحيون الليالي بالتلاوة وبقراءة المولد ، ويوزعون الحلوى فرحاً بابنهم الذي تلا القرآن  الكريم كاملاً .. كانت هذه الظاهرة تسرّ الطالب الذي أنهى الصف السادس ، وقد سرتني ، وكانت تشجع الطلاب على تلاوة القرآن ... وكانوا ينتظرون الصف السادس كهدف جميل حتى يُحتفى بهم .. وحتى يشعروا بجلال القرآن .. وأهمية المرحلة .

كان الآباء وكانت الأمهات يُشعرون أبناءَهم بأنهم بعد هذه المرحلة قد دخلوا في طور الرجولة ... ألم يختموا القرآن ؟ .. وهل يستطيع كل واحد أن يختم القرآن؟ وقد كانت الأمية في ذلك الحين فاشية في الناس !

لا يفوتني أن أذكر حادثة انطبعت في ذهني ولم تفارقني طيلة حياتي : كان ذلك وأنا طالب في الصف الرابع الابتدائي .. كنت في العاشرة من عمري !

كان بيتنا يبعد عن المدرسة أكثر من كيلو متر .. وإن بالغت فكيلومترين ، وخرجت ذات صباح متوجهاً إلى المدرسة ، وما كدت أخرج حتى انهمرت السماء بالمطر ، فأخذت ألوذ بأي شيء في طريقي أحتمي به من المطر ، وقد وصلت إلى باب الفصل .. ولكن متأخراً .. وثيابي تقطر ماءً وجسدي يرتجف برداً ...

دخلت الفصل ووقفت أمام المدرس : الأستاذ مراد .. لازلت أذكر اسمه ، وكيف أنساه وهو بطل هذه الحادثة .. وهو هو مدير المدرسة التي أصبحت مدرساً فيها بعد ثماني سنوات !

وقفت أمامه أرتجف برداً .. وخوفاً .. نظر إليّ غاضباً ، وقال مزمجراً : لماذا تأخرت يابن الجدع ؟ .. لم أجب، فقط نظرت إلى ثيابي التي تقطر ماءً .

فهم الجواب ، ونظر هو إلى الطلاب المتسمرين في مقاعدهم وقد عقدوا أكفهم علامة على التزام الأدب ، وقال ساخراً : وهل أمطرت السماء عليك وحدك ؟!

لم أجب لأنني لم أعرف بم أجيب ، حقاً لقد كان جميع الطلاب قد وصلوا قبلي.. وكانت ثيابهم جافة !

إذن لقد أقام عليّ الحجة ، وأصبحت مذنباً ذنباً لا يغتفر .. أشار بيده إلى طالبين ممن هم أكبر حجماً مني وأمرهما أن يرفعا رجليّ (للفلقة) .

الفلقة ؟ ومن لا يعرف هذه الفلقة اللعينة ؟ كل منا يعرفها .. وكل منا ذاقها واكتوى بنارها .

رفع الطالبان رجليَّ ، فنظر الأستاذ مراد إليّ هازئاً وإليهما غاضباً : اخلعوا جواربه .

فأسرعوا بالطاعة .. ثم أخذ يهوي بعصاه على رجليّ العاريتين .. واحدة .. اثنتان .. عشرة .. لست أدري كم بلغ العدد ، فهو لم يكف حتى تعب .. وارتد إلى مقعده لاهثاً .. والحمد لله أنه تعب وأنه ارتد لاهثاً .. وإلا ماذا كان يحدث لي لو استمر ضارباً .. صاح بأعلى صوته : اجلس في مقعدك : حاولت أن أقوم فلم أستطع .. زحفت من الخوف والألم زحفاً حتى وصلت إلى مقعدي وجلست عليه .. وبقيت رافعاً رجلي عن الأرض من شدة الألم !

أنا لم أجرؤ على التحدث لأبي بما حصل لأني أعرف الجواب قبل الشكوى .. كان آباؤنا يوكلون للمدرس أن يعذبنا كما يشاء .. كانت عبارتهم الظالمة تقول : يا أستاذ لك اللحم .. ولنا العظم ! والحمد لله أنهم لم يقولوا : لك اللحم والعظم !

قلت إني قد عُيّنت بعد ثماني سنوات مدرساً في المدرسة التي أصبح الأستاذ مراد فيها مديراً .. جلست إليه ذات يوم ، ذكرته بالحادثة .. لم يذكرها لأنه كررها مئات المرات مع غيري وربما آلاف المرات ، ولكنه قال لي : يا أحمد لو لم نذقك هذه الفلقة لما أصبحت رجلاً ! انظر كيف كان أثرها عظيماً ، ها أنت أصبحت معلماً .. لولاها لم تصبح معلماً .. صمت .. وفكرت .. قلت في نفسي إذن ليته كررها مرات .. ربما أصبحت بعدها وزيراً أو رئيساً .. هل تظنون أنني لم أندم على أنه لم يكررها .. ما ضرر الفلقة عشر مرات بل مئة مرة إذا كانت نتيجتها الوزارة أو الرئاسة..

هذا فصل من فصول التربية ... كانت من نتائجه تحريم الضرب في المدارس .. وأنا أقرّ أن تحريم الضرب بالمدارس أدى إلى كارثة أين منها كارثة الفلقة !

لا .. لا ، أنا لست مع تحريم الضرب مطلقاً ، ولكني أيضاً لست مع الإجرام الذي كان يمارسه المدرسون باسم التربية ..

*  *  *

في الصف الأول الثانوي حضر إلينا من مدينة نابلس ، وهي قريبة من جنين ، مدرس للرياضيات اسمه الأستاذ نبيل ، كان حديث التخرج من الجامعة ، لهذا لم يكن يكبرنا كثيراً .. وكان حجمه صغيراً لقصر بنيته وضعف جسده.

في إحدى حصصه انصرف بظهره وأخذ بشرح مسألة رياضية على اللوح الأسود، حدثت حركة بين الطلاب فالتفت غاضباً، وحاول أن يعرف الجاني فلم يستطع ، وبالمناسبة كان تضامن الطلاب في هذه الناحية شاملاً ومن خرقه يعتبر عند الطلاب مجرماً.

قرر المدرس في نفسه أن يعاقب أحد الطلاب إرهاباً للآخرين ، فوقع اختياره عليّ .

أنت .. اخرج إليّ .. افتح يدك ومدّها ، فعلت ذلك .. فهوى بالعصا على يدي.. أمسكت بالعصا ونزعتها من يده .. كانت حركة مظلوم ، ولم تكن حركة (زعرنة) .

جن جنون المدرس ،  استدعى المدير .. فغضب المدير وأمر بفصلي من المدرسة .

جاء والدي إلى المدرسة ، قابل المدير الذي طلب منه أن أعتذر إلى المدرس ، سألنا عن المدرس فقالوا : تجدونه في دار جماعة الإخوان المسلمين .

أخذ والدي بيدي وذهبنا معاً إلى دار الجماعة التي كانت تحتل مركزاً مميزاً في وسط المدينة ، وكان رئيسها مفتي جنين ، دخلنا عليه ، وحدثه والدي بالقصة ، فابتسم ، وقال لي : اذهب إلى تلك الغرفة فسوف تجد المدرس فيها ، فاعتذر إليه .

طرقت باب الغرفة ، سمعت صوت الأستاذ نبيل يقول : ادخل .. دخلت و اعتذرت ، قال : تفضل اجلس واستمع لحديثنا ...

ومنذ ذلك اليوم لم أنقطع عن الاستماع إلى حديثه في دار الجماعة ، آنسني حديثه، ارتحت لما كان يدعو إليه ، فما كان يدعو إلا إلى مكارم الأخلاق والتمسك بأهداب الدين ، والعمل بما أمر به رب العالمين .

لم تطل إقامة الأستاذ نبيل أكثر من أشهر معدودات ، ولكني أنا بقيت ، ولله الحمد متمسكاً بالمبادئ التي دعا إليها ...

*  *  *

الكثرة الغالبة من المدرسين يمرون في حياة الطلبة كأنهم لم يحضروا ولم يُدَرِّسوا ، والقلة القليلة هي التي تترك أثراً .

أما المدرس الذي كان له الأثر الحاسم في توجهي العلمي فهو الأستاذ فاروق يونس ..

كان مدرساً للغة العربية ، جاءنا من مكان بعيد .. لست أدري الآن من أين جاء ، ولكنه كان مدرساً رائعاً ..

ذات حصة طلب مني أن أحضر دفاتر الإنشاء من مكتبه ، فرحت لهذا الطلب، فقد كنا نعتبر تكليف الأستاذ إحضار الدفاتر شرفاً كبيراً .. ذهبت جذلاً إلى مكتبه.. وجئت بالدفاتر ، فزادني إكراماً وطلب مني توزيعها على أصحابها .. أخذت أوزعها تياهاً بما أفعل .. وكان الطلاب يرمقونني بعين الحسد !

انتهيت من توزيع الدفاتر ، واتجهت إلى مقعدي لأجلس ، ولكنه استوقفني وقال : هات دفترك ، واقرأ موضوعك على الطلاب ..

ما الذي حدث ؟ لقد كدت انتفخ فخراً .. وقرأت الموضوع .. ولما انتهيت أمر الطلاب بالتصفيق لي !

طرت فرحاً .. وانتشيت بما حدث .. وليتني أستحضر تلك اللحظة التي دخلت فيها على أبي وأمي وأنا أخبرهم بما حدث وسكرة الفرحة تكاد تطير بي فوق السحب .

ومنذ ذلك الوقت تعلقت بالمدرس .. وتعلقت باللغة التي يدرسها .. وكان القرار الحاسم منذ ذلك الوقت أن أدرس اللغة العربية في الجامعة ، ولم يثنني عن ذلك أنني كنت متفوقاً في غيرها وأن أهلي كانوا يطلبون مني أن أدرس أي تخصص غيرها ...

ومنذ ذلك الوقت تعلقت بشراء الكتب .

كان والدي يرحمه الله يعطيني قرشاً واحداً جراية كل يوم ، أشتري بنصفه شطيرة وبالنصف الآخر زجاجة مما كنا نسميه الكازوز أو العسيس ، ويسمونه اليوم الببسي أو الكولا .. أو المشروبات الغازية كاسم جامع لكل هذه الأسماء.

كنت في معظم الأيام أستغني عن الشطيرة والكازوز وأدخر القرش وراء القرش فأشتري بما أجمع كتاباً ، لم يكن في جنين آنئذ مكتبة عامة .. كان فيها مكتبة صغيرة تبيع الجرائد والمجلات والكتب التي غالباً ما كانت تأتي من مصر ، ولم تكن أسعارها مرتفعة .. كان الكتاب مما تصدره دار الهلال بمصر مثلاً بقرش واحد أو قرشين ، وإن بالغوا بالثمن فثلاثة قروش .

قرأت واقتنيت بهذه الطريقة فيضاً من الكتب المترجمة وبخاصة القصص العالمي ، وقد أولعت بقراءة القصص العالمي حتى قرأت جميع مؤلفات كونان دويل مؤلف قصص شرلوك هولمز وجميع قصص أجاثا كرستي البوليسية ، بل إني قرأت كل قصة من هذه القصص أكثر من مرة .. بل إن قصص شرلوك هولمز أكاد أحفظها عن ظهر غيب من كثرة قرائتي لها ..

شغفت بالقراءة وشراء الكتب ، ونما عندي هذا الشغف حتى امتلكت مكتبة خاصة حرصت أن يتوافر فيها أمهات المراجع في اللغة والأدب ، وتطور هذا الشغف حتى أنشأت داراً للنشر (1984) وأسميتها (دار الضياء للنشر والتوزيع) .

دار الضياء للنشر والتوزيع عضو في اتحاد الناشرين الأردنيين ، وفي عام 2005م رشحت نفسي للهيئة الإدارية ففزت ، وفي عام 2007م أصبحت رئيساً لاتحاد الناشرين الأردنيين ، ثم قدمت استقالتي من رئاسة الاتحاد وعضوية الهيئة الإدارية عام 2008م .

أنهيت الدراسة الثانوية عام 1958 ، وكانت مصر مهوى أفئدة الدارسين ، فهي موطن الأزهر ودار العلوم ، وقد كانت شهادة الدراسة الثانوية الأردنية (المترك) تقل سنة واحدة عن شهادة الدراسة الثانوية المصرية (التوجيهية) لهذا كان على الطالب الأردني أن يدرس سنة أخرى ، بمعنى أن عليه أن يدرس التوجيهية المصرية حتى يحصل على شهادتها التي تؤهله لدخول الجامعات المصرية .

كان في الأردن مدرستان تدرسان التوجيهية المصرية إحداهما في نابلس والثانية في القدس ، وكانت نابلس أقرب إلى جنين من القدس ، لهذا توجهت إلى كلية النجاح الوطنية بنابلس وسجلت فيها طالباً في الصف التوجيهي .

كانت السنة التي قضيتها في كلية النجاح الوطنية في نابلس خصبة ، ولها أثر واضح في معرفتي للمجتمع خارج مدينتي جنين .

كان مدير الكلية الأستاذ قدري حافظ طوقان ، عالم الرياضيات المعروف ، ووزير الخارجية الأردني فيما بعد .

كان الأستاذ قدري قصير القامة لا يكاد رأسه يرتفع عن الطاولة التي يقف خلفها ، ولنا معه جولات حزبية وتربوية ، فقد كان هو مقرباً إلى اليسار ! وكنت أنا مع أصحاب اليمين .

كانت الحساسيات الحزبية البغيضة لا زالت مستعرة ، وكان الصوت المرتفع بين الطلبة صوت اليمين ، أما في الهيئة التدريسية فقد كان صوت اليسار طاغياً ..

لم أكن مندمجاً في هذه الحساسيات ، ولكني عندما دعيت لأكون أحد أعضاء الوفد المطالب بتوفير مسجد في الكلية استجبت في الحال ، وقابلنا الأستاذ قدري الذي حاول أن يعتذر بأكثر من وسيلة ، ولكنه في النهاية وعد بتوفير حجرة للصلاة.. وقد فعل .

أنهيت الدراسة في الكلية ، أما امتحان التوجيهية فقد قدمته في القدس ، ونجحت في الامتحان ، ولكني لم أذهب إلى مصر ، بل عينت مدرسا في مدينة جنين، وقد امتد عملي فيها لسنتين ، ثم انتقلت للعمل في المملكة العربية السعودية (1961م) .

أهم المتاعب التي عانيتها ، وعاناها معي من عمل في ذلك الوقت في المملكة السعودية هو مواعيد الطيران ، لم تكن الأمور كما هي الآن ، بل كنت تحجز موعد سفرك ولا تسافر إلا بعد عشرة أيام أو أكثر ، وكان هذا يسبب الإرهاق والتعب لمن كانوا يأتون إلى جدة من مناطق بعيدة عنها ، فالمطار كان في جدة ، والتأخير فيها كان مسبباً للمعاناة النفسية والمادية .

من عمان ركبت الطائرة لأول مرة ، كان ذلك في الشهر الثامن أو التاسع من عام 1961 وحطت بنا الطائرة في مطار جدة (القديم) ومن مطار جدة ركبت الطائرة إلى مطار الحوية بالطائف .

من مطار الحوية إلى فندق شبرا الملاصق لبرحة (ساحة) ابن عباس التي فيها مسجد عبد الله بن عباس الشهير بالطائف .

في اليوم التالي توجهت إلى مديرية التربية ، وهناك علمت أنني عينت بالمدرسة السعودية بالخرمة .

سمعت بالخرمة لأول مرة ، ثم عرفت أنها تبعد عن الطائف أكثر من مئتي كيلو متر بطريق غير معبد ، وأنها بلدة كبيرة بالنسبة للبلدات التابعة لمنطقة الطائف التعليمية .

استغرقت الرحلة من الطائف إلى الخرمة ست ساعات ، نمنا قبل وصولنا البلدة ببضعة كيلو مترات تطبيقاً للعادات الإسلامية أو البدوية في مصابحة الأهل والدخول عليهم نهاراً .

في الخرمة عائلات عربية عريقة ، وفيها عدد من الأشراف ، أما القبيلة التي موطنها الخرمة فقد كانت بني هلال ، وهم أصحاب التغريبة المشهورة في الأدب العربي ، وكل مهتم بالرواية العربية يعرف "تغريبة بني هلال" ، بل إن عامة الشعب يعرفونها من خلال قراءتها في المقاهي يوم لم يكن في المقاهي مذياع ولا تلفاز .

إذن لقد هبطت بلدة ذات شهرة تاريخية ، منها خرجت هذه القبيلة العربية المجاهدة ، فنزلت مصر ثم ارتحلت إلى شمال إفريقيا في ملحمة أصبحت واحدة من ملاحم القصص العربي .

لا أريد أن أطيل الحديث عن الخرمة ، فالحديث عنها بالنسبة لي أنا "ملحمة" وأقر أن فيها اشتد عودي واتسعت آفاقي ، وعلى الرغم من قصر المدة التي قضيتها فيها ، وهي سنة دراسية واحدة فقد خرجت منها رجلاً آخر.

ومن الخرمة إلى مدينة الطائف (1962-1964) والطائف قطعة من بلاد الشام في هوائها ومائها وثمارها ، عرفتها حياً حياً وشارعاً شارعاً ومسجداً مسجداً وقرية قرية ، لا أبالغ في ذلك ، فقد استمتعت في هاتين السنتين بكل ما في الطائف من جمال ، ورحلت في رحلتي عمرة وحج وزرت المدينة المنورة ومسجدها النبوي ووقفت في خشوع وحب أمام قبر رسول الله r .

الحديث عن الطائف له مساحة واسعة في مذكراتي التي أدعو الله أن تتم ، ففيها فكر وعبر، وتاريخ وسير ، وقد أحببت الطائف ، وأحببت أهلها ، وسألت عن ثقيف وأنسابها ، وقد تغير الزمان وتقلب المكان ، وبقيت الطائف شاهدة على  تاريخ عريق ومجد باذخ ..

ووفاء للخرمة (عالية نجد) أقوم الآن بالكتابة عن تاريخ وأنساب هوازن ، والتي يعد بنو هلال جزءاً منها .

ووفاء للطائف وثقيف أنهيت كتابي : تاريخ ثقيف و أنسابها ، وهو الآن معدّ للطبع ، وأسأل الله أن يرى هذا الكتاب النور قريباً .

أنا أكتب سيرة مختصرة ، لهذا لا يتسع لي المجال لأن أتحدث عن الطريقة التي ذهبت فيها إلى قطر ، ولكني أقول بأن الرجال الذين قابلتهم ووافقوا على ذهابي إلى قطر أصبحوا رجالاً مشهورين ، هم ثلاثة رجال : الدكتور عز الدين إبراهيم الذي أصبح فيما بعد مستشاراً للشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، والشهيد محمد يوسف النجار الذي كان واحداً من مؤسسي فتح ومديري عملياتها الجهادية ، ثم استشهد فيما يعرف بعملية الفردان في بيروت التي قادها إيهود باراك رئيس وزراء دولة العدو في فلسطين فيما بعد ، والتي اغتال فيها ثلاثة من أبزر رجال فتح منهم محمد يوسف النجار (أبو يوسف) ، وبالمناسبة فإن الشيخ أحمد ياسين (النجار) من أبناء عمومة أبي يوسف . وثالث الثلاثة السيد محمود رضا عباس (أبو مازن) الذي أصبح فيما بعد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو على رأس هذه السلطة وأنا أكتب هذه الكلمات (25/7/2005) .

استلمت كتاباً موجهاً إلى القنصلية الإنجليزية في القدس تطلب منهم منحي تأشيرة دخول إلى دولة قطر ، فقد كانت قطر آنذاك محمية إنجليزية ، يدير الإنجليز شؤونها الخارجية .. بل شؤونها كلها .

من مطار عمان إلى مطار بيروت على طيران الشرق الأوسط ، ومن بيروت إلى الدوحة ، وصلت الدوحة في 16/9/1964 مع زميل آخر ، ولما فتحت الطائرة بابها لنخرج ، هب علينا هواؤها الحارّ الرطب ، فقد كنا في شهر ترتفع فيه الحرارة في قطر إلى أعلى مستوياتها وتبلغ الرطوبة فيها أعلى نسبها .. عندما هب علينا هذا الهواء الحارّ الرطب قال لي زميلي وهو يبتسم : هل رأيت نعيماً قط ؟

قضيت في قطر الحبيبة ثلاثين سنة ، دخلتها في 16/9/1964 وخرجت منها في 14/7/1994م .

هذه الفترة الطويلة والماتعة لها في نفسي أعمق الأثر ولها في حياتي فصول تتحدث أيامها ولياليها وشهورها وسنواتها حديثاً يطول ، لا أبالغ إذا قلت إنه يرسم تاريخ قطر الحديث في تطوره ونموه وازدهاره فقد عملت في قرى قطر وفي عاصمتها الدوحة ، وعقدت صداقات مع رجالها بكل مستوياتهم ، وتطورت حياتي الشخصية فيها ومرت بمراحل ، كل مرحلة فيها لها قصة ، وفيها عبرة ، أُجملها كلها بعبارة واحدة : حبذا قطر وحبذا أيامها ولياليها .. وحبذا كل حبة رمل في صحرائها وقطرة ماء في خليجها ، أحب أرضها وأحب أهلها ، وقد مرّ على مغادرتي لها عشر سنوات فلم تغير الأيام من حبي لها وحنيني إليها .

وعندما مرت هذه الأعوام العشرة على رحيلي عن قطر أنشأت قصيدة في سيرتها وأمجادها ورجالاتها أقول فيها:

أنـا مـنـذ حُمَّ فراقنا iiضَجِرُ
كم  تسألون ، وفي الحشا iiلهف
كـفُّ  الـخليج سماحة iiوندى
الـنـار  فـي أحشائها iiذَهَبٌ
صـحـراؤها رَحُبَتْ iiمرابِعُها
أيـامـهـا  اعتدلت iiمواسِمُها





أبـداً  أحنُّ إليك يا iiقَطَرُ([1])
عـنـدي  لكم من أمرها iiخَبَرُ
ورجولة في القلب تَسْتَعِرُ([2])
والماء تحت خليجها iiدُرَرُ([3])
والـشـاطئُ الوضّاءُ iiوالجُزُرُ
لا  يُـشْـتكى طُولٌ ولا قِصَرُ

في حوالي عشرين بيتاً نشرتها جريد الراية القطرية

*  *  *

في عام 1967 كنت أعمل مديراً لمدرسة روضة راشد في ضواحي مدينة الدوحة ، وفي هذه السنة سجلت للدراسة الجامعية في جامعة بيروت العربية ، وفي هذه السنة قامت الحرب التي خسرها العرب أمام اليهود فأضاعوا المسجد الأقصى والقدس الشريف وما تبقى من فلسطين .. وأضاعوا أجزاء أخرى عزيزة من بلاد العرب : سيناء مصر وجولان سورية ..

في الخامس من حزيران عام 1967 بدأت الحرب .. وفي العاشر منه انتهت .. وشعرت بالضياع !

نعم ، كنا في قطر بين الأهل وفي الوطن .. ولكن في حرب 1967 فقدت مسقط رأسي .. وفقدت أهلي الأدنين ، هل هم أموات أم هم أحياء .. هل بقوا في دارهم أم شردت بهم الحرب ؟ هل بقوا مجتمعين أم أضاع بعضهم بعضاً ؟ كل هذا كان مطارق تدق رأسي وتعصف بتفكيري !

وبعد أقل من شهر عرفت أنه لم يكن هناك حرب .. وجدت كل شيء في مكانه، لم أفقد أحداً ، ولم يصب أحد بسوء !

درست اللغة العربية انتساباً في جامعة بيروت العربية ، كنت أذهب في كل صيف للامتحان في بيروت ، وقد درست على مجموعة من خيرة المدرسين الجامعيين، نعم لم أشافههم ، ولكني قرأت مقرراتهم ، فكنت أقرأها كأنني أجالسهم ، كانت أفكارهم تنوب عن أجسادهم .

قرأت كتب الأديب العالم عمر فروخ ، هذا الرجل كان قلبه الذي يملي وروحه التي تكتب ، كان مؤمناً بالإسلام ومحباً للمسلمين ، فزرع كل ذلك في قلوب تلاميذه .

وقرأت كتاب الدكتور محمد محمد حسين "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" بجزأيه وبطبعاته ، كان أديبا ًناقداً ، وكان نقده صادراً عن إيمانه بدينه ووطنه .

وقرأت كتب الدكتور الشهيد الشيخ صبحي الصالح في علوم القرآن و علوم الحديث ، فكانت هذه الكتب خير زاد لي في هذين العلمين ، استفدت منها واحتفظت بها ولا زلت أرجع إليها بين الحين والآخر .

قرأت كتب الدكتور عبد العزيز عتيق ، فوجدتها مفيدة وهادفة ، وقرأت ديوانه أحلام النخيل ، فوجدت شعراً رائقاً جميلاً هادفاً .

قرأت كتب الدكتور علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي ، واطلعت على مشروعه الضخم الذي أراد به أن يؤرّخ للأدب الجاهلي وأدبائه ، وقد صدر بعد كتابه عن الأدب الجاهلي كتابان ، عن امرئ القيس وطرفة بن العبد ، ولست أدري إن كان استمر في إصدار هذه الروائع أم لا .

أنهيت الدراسة في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة بيروت العربية عام 1970 ، وحصلت على الشهادة الجامعية من جامعة الإسكندرية ، ذلك لأن جامعة بيروت العربية كانت فرعاً لجامعة الإسكندرية وكانت شهاداتها تصدر عن جامعة الإسكندرية بمصر .

*  *  *

في عام 1972 كنت قد بلغت الحادية والثلاثين ، وفكرت في الزواج ، ثم اخترت ابنة خالتي التي كانت تسكن في مدينة جنين ، ولم أكن قد رأيتها أو عرفتها بعد الخامسة من عمرها ، ولكني عرفت أمها وقد كانت امرأة عظيمة وعرفت أباها وقد كان رجلاً عصامياً .

تمت الموافقة على الزواج ، وتم الزواج والمسافة ما بيننا ألفا كيلو متر ، كنت ولا زلت أداعب أم حسان وأقول لها : أنا أمهر الصيادين ، لقد اصطدتك على هذا البعد الشاسع ، ثم أستعير بيت الشريف الرضي وأحوّر به ليناسب المقام :

سهـم أصـاب وراميـه بـذي قطر              من في جنين : لقد أبعدت مرماك !

أنجبت بثلاثة ذكور : حسان ومحمد وأنس ، وبابنتين : أمامة ودانة .. والحمد لله على ما أنعم .

 $         $      $

عندما افتتحت جامعة قطر ، كان فيها نظامان للدراسة : صباحي ومسائي ، فانتسبت للدراسة المسائية فدرست علمين : التربية وعلم النفس ، وحصلت فيهما على دبلومين عام وخاص ، أما التربية فلم يعجبني علمها ، ذلك لأن دراستنا كانت دراسة التربية من وجهة النظر الغربية المسيحية ، أما علم النفس فهو علم إنساني شامل ، وقد شغفت به .. ولا زلت .

أحببت الشعر ، وحفظت منه الشيء الكثير ، وكان حفظ الشعر عسيراً على معظم الطلاب ، وكان بعضهم إذا حفظه حفظه من أجل الامتحان ، فإذا انقضى الامتحان أفلته .

عندما حدثنا أستاذنا عن عمر بن الفارض الشاعر الصوفي ، ولعله أن يكون أمير الشعراء الصوفيين ، أعجتني إحدى قصائده لما فيها من نغم مرقص فحفظتها ، وكنت أرددها وأميل بجسمي يمنة ويسرة مع أنغامها

سائق الأظعان يطوي البيد iiطيّ.
وبـذات  الـشيح عني إن iiمرر
وتـلـطّف واجرِ ذكري iiعندهم


مـنعماً ، عرج على كثبان iiطيّ
تَ بحيٍّ من عريب الجزع الحيّ
عـلّـهم  أن ينظروا عطفاً iiإليّ

وأسعفتني هذه القصيدة عندما كان أحد أسئلة الثانوية العامة كتابة ما تستطيع من شعر ابن الفارض ، وقد علمت بعد ظهور نتائج الامتحان أن ندرة من الطلبة عرفوا من هو ابن الفارض وكتبوا أبياتاً معدودة من شعره .

كنت حريصاً أن أتعرف على شعراء العرب منذ الجاهلية وما بعدها ، وكنت أضيق إذا ذُكر شاعر في مجلس أحضره ولم أعرفه ، فأبادر إذا خرجت إلى البحث عنه حتى أجده (في الكتب) فأقرؤه ..

وعندما طغى شعر التفعيلة وحاول كتابته من هبّ ودبّ ، ومن لم يهب ولم يدب ، وأخذ شعر الشطرين بالتراجع تألمت لما آل إليه حال الشعر ، فأحببت أن أساهم في نصرة الشعر الأصيل ذي المعاني الراقية و النغم الجميل، وكان الصراع بين الموجة العاتية للشيوعية والقومية والاشتراكية من جهة والإسلاميين من جهة أخرى قد أخذ يميل لصالح الانحراف قررت أن أساهم في نصرة الشعر الإسلامي .

كتبت عدداً من المقالات في مجلة المجتمع الكويتية بعنوان : "شعرا ءالدعوة الإسلامية في العصر الحديث" كان ذلك في العامين : 1974-1975 وأذكر أني كتبت عن : محمد محمود الزبيري ويوسف العظم ووليد الأعظمي ، وعندما وجدت أن هذا الدرب طويل وشاق تمنيت على أخي الأديب حسني أدهم جرار أن يشاركني العمل فاستجاب وفي عام 1978 صدرت الطبعة الأولى من الأجزاء الخمسة الأولى وتوالت الأجزاء حتى بلغت عشراً ، وكان هذا الكتاب أول عمل ينوه بالشعر الإسلامي المعاصر ، فلقي رواجاً وأحدث أثراً أسأل الله أن لا يحرمنا أجره .

ثم بدا لنا أن نخرج كتاباً آخر تولدت فكرته من شعراء الدعوة ، فأصدرنا : أناشيد الدعوة الإسلامية في أربعة مجموعات في مئة نشيد .

*  *  *

أصدرت أكثر من ستين كتاباً في أربعة وثمانين جزءاً ، ولكل كتاب من هذه الكتب قصة وهدف ، وقد أصبح لكل كتاب منها "تاريخ" سوف أفصله إن شاء الله في مذكراتي التي سوف تصدر في ثلاثة أجزاء والتي أدعو الله أن يعينني على إنجازها .

ولله الحمد في الأولى والآخرة.

              

([1]) عمل الشاعر فترة طويلة في قطر ثم غادرها إلى الأردن ، والضَّجَرُ : التبرم والضيق والقلق . span>

([([2]) تظهر قطر بصورة كف الإنسان في مصوَّر الخليج والجزيرة العربية ، وفي البيت نوع من التورية .

([3]) الإشارة إلى البترول في الشطر الأول (الذهب الأسود) وإلى اللؤلؤ في الشطر الثاني .