رسالة بن نبي إلى كريم بلقاسم

رسالة بن نبي إلى كريم بلقاسم

معمر حبار

[email protected]

الجزء الثالث من كتاب.. "في الحضارة وفي الإيديولوجيا، نصوص غير معروفة".. لمالك بن نبي.. ترجمة وتقديم وتعليق الأستاذ محمّد بغدادي، عالم الأفكار، المحدمدية، الجزائر 2014، من 136 صفحة، يتعلق برسالتين ..

الأولى موجهة لرئيس الحكومة المؤقتة بالجزائر بتاريخ 07 أكتوبر 1960.

والثانية موجهة الى ممثل جمعية اسلام، بعمان، الاردن، بتاريخ 01/02/1960.

وفي الحلقة الخامسة، يتطرق صاحب الأسطر إلى الرسالة الأولى، الممتدة عبر صفحات 105 – 109، فكانت الظروف الملاحظات التالية..

العفن.. يتضح من خلال صفحة 101، أن مراجعة كتاب "العفن"، مفيدة جدا في فهم التي تعرض لها بن نبي، والتي كتبت فيها الرسالة، والتي دفعته لعدم ذكر الأسماء، وعدم التطرق لبعض الأحداث.

الاغتيال العلمي.. يرى في صفحة 102، أنه تعرّض لمحاولة إغتيال، لم يتطرق إليها ، ولم يذكر أصحابها، إنما تطرق لبعض مابدت له أنها من نتائج عملية الاغتيال العلمية.

الصراع الفكري.. الرسالتين يدخلان ضمن مفهوم الصراع الفكري، مايستوجب فهم جوهر الصراع الفكري.

الزمان واللاجئ.. كتبت الرسالة الأولى بتاريخ 07 أكتوبر 1960، أي عامين قبل إسترجاع السيادة الوطنية الجزائرية، وبمصر حين كان لاجئا بأفكاره وهموم أمته ومجتمعه وحاملا.

الحالة الصحية المتدهورة.. يتحدث بن نبي في صفحة 102، عن حالته الصحية المتدهورة، وأهمية هذه المعلومة تكمن في كون هذه الوضعية، لم تمنعه من توجيه الخطاب إلى كريم بلقاسم.

بن نبي وكريم بلقاسم.. ماهي علاقة بن نبي بكريم بلقاسم؟، ماهي نقاط الاختلاف ونقاط الاشتراك ، فيما بينهمت؟. لماذا بن نبي إتجه بالذات لكريم بلقاسم؟. هل كريم بلقاسم رد على رسالة بن نبي؟. هل تتجاهله؟. هل توترت العلاقة بعد الرسالة؟. هل تحسنت العلاقة؟. هذه أسئلة وغيرها، يطرحها القارىء، وهو يقرأ رسالة بن نبي لكريم بلقاسم، وينتظر الإجابة ممن يملكون خيوط العلاقة بين الرجلين، إن كانت هناك وثائق وشهادات، تثبت أو تنفي محتوى الأسئلة البريئة المطروحة.

ثانيا.. الرسالة الأولى.. إلى وزير الشؤون الخارجية للحكومة المؤقتة، كريم بلقاسم

في صفحة 105، يتحدث في رسالته، أن أسرته كانت لاجئة بتونس. واللجوء فرضه الاستدمار الفرنسي على الجزائريين.

يرى في صفحة 106، أنه كان لاجئا في القاهرة منذ 04 سنوات،أي مذ سنة 1956.

يرى في صفحة 106، أن ديغول يبحث عن قوة ثالثة، وإيجاد "الشروط التي تمكّن هذه العناصر من القيام بدور المفاوضين المقبولين، الذين من شأنهم أن يمهّدوا السّبل لحل فرنسي في الجزائر".

يلوم بن نبي في صفحة 107، عبد الكريم بلقاسم، لأنه لم يأخذ رسالته بعين الاعتبار، ولم يعطها حقّها من الاهتمام، حين أبلغه أن ديغول يبحث عن مفاوض يمهّد الطريق من خلاله للاستدمار الفرنسي.

يقول في صفحة 107 "يالإضافة إلى أنه لايستطيع في مثل هذه الظروف أن ينشر كل مايريد". يتحدث عن الظروف القاسية التي تعرض لها، والضغوط التي واجهته.

في صفحة 108، يطلب بن نبي من الحكومة المؤقتة، تفنيد "خبر مفاده أن الحكومة الجزائرية المؤقتة، كلّفتني بتمثيلها في إحدى العواصم الآسيوية". ويعاتبها لأنها لم تفند الخبر، بل يرى أنها "هي نفسها تعمد إلى إفساح المجال لمثل هذه الإشاعات".

وفي صفحة 109، يظهر غضبه من الحكومة المؤقتة، لعدم تفنيدها الخبر، حين يصرخ ويقول "ولولا احترامي لمرعيات الضيافة في بلد اجنبي اعيش فيه كلاجئ سياسي، لتوليت نشر التصحيح اللازم  بنفسي".