الكويت ودعت محمد عبد الرحمن البحر

أبرز مؤسسي اقتصادها وتنميتها

فادية الزعبي

وري جثمان رئيس بنك الكويت الوطني

ورجل الأعمال المعروف، محمد عبدالرحمن البح

الثرى بعد سنوات مديدة كرّسها في العمل الوطني والتنمية والعمل الخيري.

فادية الزعبي من الكويت:

شيّعت الكويت محمد عبد الرحمن البحر آخر رجالات رعيلها الأول الذين أسسوا اقتصادها وساهموا في نموها، وكانت لهم الأيادي البيضاء في ازدهارها وتقدمها.

فوسط حشد غفير من المواطنين والمقيمين، تقدّمهم نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، والشيوخ والوزراء والمحافظون والنواب والشخصيات، احتضن ثرى الكويت رئيس بنك الكويت الوطني محمد عبد الرحمن البحر عن عمر 95 عاماً، مخلفاً إنجازات كثيرة سطرت تاريخ هذا الرجل.

وينحدر محمد البحر من عائلة تجارية عريقة استوطنت الكويت منذ تأسيسها قادمة من شبه الجزيرة العربية، وإلى جانب ما اشتهر به من أياد بيضاء في جميع المجالات، أسس الفقيد وساهم، في عشرات المشاريع الاقتصادية الناجحة في مختلف القطاعات فكان أحد الدعامات الراسخة لاقتصاد الكويت الوطني.

انجازات اقتصادية وأعمال خيرية

واهتمت الصحف الكويتية اليوم بالتذكير بمآثر الراحل وإنجازاته، وامتلأت صفحاتها بتصريحات المسؤولين عن أعماله ومواقفه المشرفة، وبإعلانات تعزية لعائلته.

وبدأ الراحل حياته العملية في سن مبكرة معاوناً لوالده في أعماله التجارية بشركة عبد الرحمن البحر خلال فترة الأربعينيات.

ثم شغل مناصب في هيئات حكومية كعضو وأحد المؤسسين للمجلس البلدي ثم مجلس الصحة فمجلس الإنشاء.

وإلى جانب ذلك ترأس مجموعة البحر التي يملكها، وهي مجموعة من الشركات الناجحة والمعروفة في الكويت والخليج، ولها فروع في جميع دول مجلس التعاون.

تطورت مجموعة البحر وتوسعت في مجال الأعمال لتصبح من الشركات الرائدة في مجالات المعدات الثقيلة، والشحن البحري، والسفريات، والأدوات المنزلية، والمواد الاستهلاكية والتجارة العامة، كما تمثل المجموعة عددا كبيرا من الشركات العالمية.

وتزيد القوة العاملة في مجموعة البحر في الكويت والخليج عن 1400 موظف وعامل.

وحينما نهض تجار الكويت لترسيخ قواعد العمل التجاري بإنشاء غرفة تجارة وصناعة الكويت، كان محمد عبد الرحمن البحر واحداً من مؤسسيها ومشاركاً في عضويتها وفي إدارة مجلسها منذ عام1961 حتى أصبح نائباً ثانياً لرئيسها منذ عام 1996.

ومن أهم إنجازاته الكبيرة أيضاً، مساهمته مع عدد من التجار الكويتيين البارزين بإنشاء أول وأهم مصرف وطني عرفته الكويت هو بنك الكويت الوطني عام 1952 ليكون رافدا وداعما لنهضة الكويت الاقتصادية، ومنذ تأسيس هذا البنك شغل البحر أكثر من موقع في إدارته، فمن عضوية مجلس الإدارة إلى نائب الرئيس منذ عام 1983 ولمدة عشر سنوات إلى رئيس لمجلس الإدارة منذ عام 1993.

وكان أيضاً عضواً مؤسساً في مجموعة شركات وطنية وأهلية، مثل شركة السينما الكويتية الوطنية، والشركة الأهلية للتأمين والشركة الكويتية لصناعة الأنابيب المعدنية، كذلك كان عضواً مؤسساً لجمعية القلب الكويتية. وأحد المساهمين المؤسسين لجريدة القبس الكويتية منذ صدورها عام 1972.

أما أعماله الخيرية، فيصعب حصرها لأنه كان يقدم بيمناه دون أن تعرف يسراه عنه، حسب المراقبين، إلا أن بعضا منها معروف لأهل الكويت، منها مثلاً انشاؤه مستشفى تخصصيا ضخما للعيون على نفقته الخاصة عام 1998. وتعمير مسجدين كبيرين. وإطعام المساكين، وتخصيص مبالغ للإنفاق على المشاريع الخيرية. وغيرها كثير.