عبدالرحمن بارود

حياته :

ولد الأستاذ عبدالرحمن أحمد جبريل بارود في بلدة بيت دراس بالقرب من غزة عام 1936م ، وفي مدرستها تلقى علومه الابتدائية ، وعندما قامت الحرب الفلسطينية اليهودية ترك بيت دراس وتوجه إلى غزة ، وفي مدارس غزة أتم دراسته الثانوية ، ومن غزة توجه إلى القاهرة شأنه في ذلك شأن جميع طلاب قطاع غزة الراغبين في الدراسة الجامعية ، ومن جامعة القاهرة حصل على الليسانس في آداب اللغة العربية عام 1959م ثم حصل على الماجستير عام 1962م ثم حصل من بعد الدكتوراه في الأدب العربي عام 1972م .

وبعد حصوله على درجة الدكتوراه توجه إلى المملكة العربية السعودية فعمل مدرساً للأدب العربي ثم أستاذاً للفكر الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة على شاطئ البحر الأحمر .

كان الأستاذ عبدالرحمن من أكثر شباب الدعوة الإسلامية نشاطاً في قطاع غزة ثم في القاهرة ، وقد عرفه كل من كان له صلة بالدعوة الإسلامية في هذين القطرين شاباً يتقد حيوية ونشاطاً ويمتلئ إخلاصاً لدعوته وغيرته على دينه ووطنه .

ولم يرق نشاطه الإسلامي في القاهرة لأولئك الذين أخذوا على أنفسهم عهداً بأن يحاربوا الإسلام ودعاته في كل مكان .

فاعتقلوه أثناء قيامه بالتحضير لرسالة الدكتوراه ، وحاكموه محاكمة صورية ظالمة وأودعوه السجن لسبع سنوات عجاف ، قضاها كلها محروماً من أبسط الحقوق الإنسانية ، ولكن عزيمته بقيت قوية ، ويقينه ثابتاً إلى أن خرج من السجن فأتم دراسته وحصل على شهادته .

شعره :

برزت شاعرته وهو لم يزل طالباً في المدرسة الثانوية ، وعندما اعتقل في مصر كان قد أعد ديوانين للطباعة ، ولكن المباحث العامة التي داهمت منزله صادرتهما ولم يستطع عندما خرج من السجن أن يستردهما ، ففقد الشاعر وفقد عشاق الشعر الإسلامي ثروة شعرية قيمة .

ولقد كان لهذا الحادث تأثيره على شاعرنا ، أضف إليه انشغاله واهتمامه بالفكر الإسلامي تدريساً ونشراً ، فأخذ مع الأيام ينصرف عن الشعر ، وإن كان هذا الانصراف جزئياً إلا أنه أفقد جبهة الشعر الإسلامي شاعراً كنا نؤمل أن يكون في الطليعة بين شعراء الدعوة المعاصرين .

ولقد اهتم شاعرنا في شعره بأحوال الأمة الإسلامية ، فوصف نكباتها وعالج قضاياها واهتم بالنكبة الفلسطينية اهتماماً خاصاً ، فهي نكبة أصابت المسلمين عامة والشاعر خاصة ، فنراه يعالج أسبابها ويصف أحوال أهلها ، ويرفع صوته داعياً لإنقاذها .

استمع إليه يصف حقد اليهود وتآمرهم وكيدهم ، وكيف يلمح إلى من ساعد اليهود وتعاون معهم :

ويلمس شاعرنا حاجة الأمة إلى الحرية ، لتستطيع أن تعبر عن ذاتها وأن تمارس حياتها وأن تطبق في بلادها منهج الحياة الذي تريد !

ويأمل شاعرنا بغد مشرق لأمتنا لأن الإيمان لا يقهر ولأن ما قام على الاغتصاب لا يدوم ولأن الجهاد الحق لابد أن يعقبه نصر مبين :

يا بلاد القرآن كم قوّض الله عروشاً قامت على الاغتصاب (2)

فشموس الإيمان أقوى من الموت وأمضى من ألف ألف شهاب

روحنا الباسل المجاهد لن تقوى عليه ضراوة الإرهاب

وقد نشر شاعرنا إنتاجه الشعري في كثير من الصحف الإسلامية نذكر منها : المسلمون التي صدرت أولاً في مصر ثم في دمشق وأخيراً في جنيف ، والشهاب اللبنانية والمجتمع الكويتية ، وحضارة الإسلام الدمشقية .

قصيدة الحرية نشرتها جريدة الشهاب اللبنانية السنة الرابعة العدد العاشر ص 14 .البلاد العظيمة قصيدة نشرتها مجلة المسلمون العدد الأول سنة 1386 هـ 1966م .