سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام، عالم الدين الذي انتصر على المغول والتتار

"هجرة الشيخ إلى مصر"

وما حدث في بغداد من الدمار وسفك الدماء حدث مثله في دمشق وفي الشام كله وعندما تصاب الأمة الإسلامية فإن شر ما تصاب به التمزق واختلاف الكلمة وانتشار العداوات والخصومات وعندها تعلو المهاترات الإعلامية وتبادل الاتهامات وتاريخ الأمة الإسلامية خير شاهد على أن في وحدتها عزتها وفي اختلافها يكون ضعفها وتخلفها – والتاريخ خير شاهد – فإما وحدة وعزة أو تمزيق واختلاف وذلة.

"الحملات الصليبية على الأمة الإسلامية"

وما تمكنت الحملات الصليبية من غزو المشرق الإسلامي وإقامة الدول الاستعمارية والإمارات فيه إلا بسبب تفرق المسلمين وخروج بعض حكامهم عن الصف الإسلامي وانشغالهم بأنفسهم وحرصهم على سلطانهم وطمعهم في كل ما في أيدي إخوانهم ولو اتخذوا لتمكنوا في يسر من صد تلك الحملات الصليبية التي كانت أشبه بموجات الهجرة منها بالجيوش الإسلامية – ومن الخيبة والعار أن مماليك الأتراك كانوا عبيداً غرباء يشترون بالأموال عبيد أجانب يتحدون فيما بينهم وتكون لهم دولة وسلطان ويحكمون ويتحكمون في أحرار العرب ويا ويل أحرار العرب من أن يحكمهم عبيد أجانب اشتروهم بمالهم ولما اختلف السادة تحكم فيهم العبيد! "ولم تبق إلا مصر التي يحكمها المماليك"!

بعد سقوط بغداد انتشرت جيوش "هولاكو" كالجراد يأكل الأخضر واليابس يأكل المدن والأمجاد ويطمس الحضارات فمن ذا يوقف هذا السيل الجارف بعدما اجتاح المشرق كله والعراق والشام. من ذا يُطفئ النار وقد أكلت كل شيء كيأجوج ومأجوج بعدما تمزق المسلمون وأكلتهم الأطماع والخلافات!!

ولم يبق إلا مصر – وكانت تحت حكم المماليك "الذين كانوا عبيداً اشتراهم أحرار العرب فاختلف الأحرار فيما بينهم واتحد العبيد فيما بينهم فتسيد العبيد على سادتهم وتملكوهم وصار العبيد سادة والسادة عبيداً لهم وكانت حكومة المماليك شر حكومة فقد ملأ المماليك صناديقهم بالذهب وملأوا بطونهم بالطيبات والشهي من الملذات وقصورهم بالمماليك وبالجواري الحسان.

"هاجر الشيخ إلى مصر بعد ضياع الشام"

سكن الشيخ مصر وصار قاضي البلد وخطيب المسجد الجامع وأحبه أهل مصر لإيمانه وعرف الشيخ أنه ليس هناك طريق غير طريق محمد صلى الله عليه وسلم وغير منهاج القرآن الكريم وأن الإيمان الصادق سيحول المسلمين بمصر وبغير مصر إلى قوة وهزائم النفوس إلى نصر وإلى انتصار لأن الإيمان سيحول الهزيمة إلى نصر والضعف إلى قوة والفقر إلى غنى ويصنع من الحجر قنبلة ومن العصا سيفاً ماضياً ونادى: يا أهل مصر اثبتوا واستعدوا وحاربوا والله يضمن لكم النصر.

"وأيقظ الإيمان في القلوب فأيقظ فيهم البطولات"

فأيقظ الشعب الذي نامت في صدره البطولات فاستيقظوا ليدافعوا عن بلادهم وعن دينهم وحضارتهم وعن نسائهم وأطفالهم وحرماتهم وناداهم: "إن بدراً" و"القادسية" و"اليرموك" و"نهاوند" وجبل طارق وحطين تناديكم وقد أحبه الشعب لصدق إيمانه وحرارة دعوته – وكرهه المماليك حتى ذهب إليه كبير المماليك بالسيف لقتله في داره ولم يكن على باب الشيخ حرس ولا حُجاب ولما نزل الشيخ إلى كبير المماليك فإذا بالسيف يسقط من يده وارتعش لأن الشيخ لما خاف الله وعاش دنياه في عقيده وإيمان فانقادت له الدنيا ولما خاف الله خافه كل شيء ومن أخلص لله وهابه وضع هيبته ومحبته في كل القلوب "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" آل عمران 31.

"معركة المنصورة قبيل الغزو التتري"

بعد الاحتلال الصليبي لبعض بلاد الشام تعرضت مصر لحملة صليبية جديدة سنة 647هـــــ في جموع كبيرة بقيادة لويس التاسع عشر ملك فرنسا فاستولى على مدينة دمياط وواصلوا سيرهم لاحتلال القاهرة حتى وصلوا إلى مدينة المنصورة وهناك دارت معارك هُزم فيها الفرنجة وأسر "لويس التاسع" وأسر كبار قواده وحبسوا في "دار ابن لقمان" وكان الشيخ "عز الدين" في قلب هذه المعركة وقد اشترك فيها بقوة بيانه ونبض إيمانه والسيف في يده وقد كانت حرباً شعبية حيث زحف الشعب كله من كل أنحاء البلاد مما كان له الأثر الكبير في مصير المعركة والنصر.

"مصر وحرب التتار ودور الشيخ عز الدين"

في عام 658 هجرية – 1260 أرسل "هولاكو" قائد التار بعد "جنكيزخان" إلى ملك مصر "قطز" بخطاب كله تهديد ووعيد مطالباً مصر بالتسليم والإذعان للتتار ومما قاله "من ملك الملوك شرقاً وغرباً والقائد الأعظم لتعلموا أنا نحن جند الله في أرضه خلقنا من سخطه وسلطنا على من حل به غضبه فنحن لا نرحم من بكى ولا نرق لمن شكا وقد طهرنا الأرض من الفساد وقتلنا معظم العباد فما لكم من سيوفنا خلاص ولا من مهابتنا مناص فخيولنا سوابق وسهامنا خوارق وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال.. وقد حذرناكم.. وما بقي لنا مقصد سواكم.." انتهى باختصاره.

"التتار يبعثون الرعب والهلع في القلوب"

كان التتار كالبلاء الداهم ملأوا قلوب الناس في كل مكان بالرعب القاتل والفزع وكانت أنباء تخريب بغداد وقتل أهلها والقضاء على الخلافة فيها تملأ الأسماع وتزيد من رعب الناس وهلعهم – ولكن كانت دعوة "عز الدين" أحيت القلوب وأشعلت الجهاد في النفوس ورأى الناس أنه ليس هناك إلا أمر من اثنين.

1- إما القتل والسلب والنهب وهتك أعراض زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم أمام أعينهم.

2- وإما القتال حتى يكون الانتصار أو أن يكون الاستشهاد في سبيل الله والفوز بالجنة وقد تيقظ الإيمان في قلب ملك مصر "السلطان قطز" ودعا الشعب للجهاد وأعطى "الشيخ عز الدين" أمراً بالإعداد للجهاد وبنشر الدعاة لذلك في كل البلاد.

"عقد اجتماع عام للإعداد للحرب والجهاد" وجمع السلطان "قطز" القضاة والفقهاء والأعيان وأهل الرأي والخبرة في كل النواحي ليقوم كل بدوره في مواجهة التتار وفتح الباب لجمع المال وأسرع الأغنياء بدفع المال وتبرعت النساء بحليهن وقام كل الشعب بدوره للإعداد للمعركة وكان الشيخ عز الدين رغم قلة ماله يجود بكل ما عنده ومن طرائفه أنه بالشام مرت ضائقة بالناس وكانت البساتين تباع بالثمن القليل وقالت زوجة الشيخ ها هي مصاغي بعه واشتر لنا بستاناً فأخذ مصاغ زوجته عن البستان هل اشتريت لنا بستاناً؟ قال لها نعم لقد اشتريت لك به بستاناً في الجنة لأني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمن المصاغ حتى يرضى الله عنكِ ويقبل صدقتك وبدل بستان الدنيا سيجعل لك بستاناً في الجنة فقالت وأنا قبلت البيع وقبلت الشراء وجزاك الله خيراً ولذلك أخرج كل ما عنده وأعد الشيخ الدعاة يجوبون كل مدن مصر وقراها بدعون الناس إلى الجهاد ليل نهار. "أكذوبة أن التتار لا يهزمون"

كان الخوف والهلع من حكايات الفارين عن ما يفعله التتار من أهوال وفظائع بكل بلد منتشر مروا به حتى شاعت أكذوبة "أن التتار لا يغلبون" كما أشاع "موشى ديان" في سنوات سابقة "أن جيش إسرائيل لا يغلب" بعد هزيمتنا سنة 1967 ولكنها تبددت سنة 1973م "جند الله لهم النصر ولينصرن الله من ينصره".

جمع المسلمون كلمتهم ووحدوا صفوفهم في مصر بقيادة سيف الدين "قطز" الذي أعلن التعبئة العامة وجند العلماء والخطباء والوعاظ لتذكير الناس  بالجهاد واقتلاع الخوف من قلوبهم وأن التتار ليسوا سوى بشر على غير دين الله وأنهم لا إيمان لهم وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وأثمرت الجهود وخلال عشرة شهور كان الناس ينادون للجهاد وأقلع العصاة عن المعاصي وأقبل الناس على المساجد للصلاة ولطلب العلم وعلى ساحات التدريب على الحرب وعلى الجهاد في سبيل الله وتم تزويد الجيش الإسلامي والمتطوعين بالعدد والسلاح وامتلأت النفوس بالإيمان.

"يوم معركة الجمعة الخالدة يوم 25 رمضان سنة 658هـــ"

أثمرت دعوة الشيخ عز الدين ثمارها في المصريين وفي الهاربين إليها من الشام ومن كل بلاد الإسلام بقيادة "سلطان مصر قطز" وفي أول الصفوف إلى الجهاد كان الشيخ "عز الدين" وقد بلغ من العمر "ثمانين" عاماً مما كان له الأثر الكبير في نفوس الجنود وفي كل المتطوعين والمحاربين وخرج المسلمون للقاء التتار عند قرية صغيرة بالشام تسمى "عين جالوت" بأرض فلسطين وقرر المستشارون أن تبدأ المعركة بعد صلاة الجمعة في يوم 25 رمضان وبعد أن يدعو جميع خطباء المساجد في كل البلاد الإسلامية للجيش الإسلامي بالنصر حتى تجتمع بركة الصيام وبركة يوم الجمعة وفي يوم الجمعة ساعة إجابة فقد تكون هناك دعوة مستجابة – وعندها التقت الأرض بالدعاء مع أبواب السماء وإذا ما أخلص المسلمون التضرع إلى الله والإنابة.

"أمن يجيب المضطر إذا دعاه"

ولم يخذل الله عباده "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ويجعلكم خلفاء الأرض" النمل 62.

"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" البقرة/ 186.

ودارت "معركة عين جالوت" ولم يحل المساء إلا وعلت راية النصر أما القلوب الداعية وهتاف المؤمنين الموحدين وتجلى الله على عباده وأيدهم بنصره وأعانهم بعونه والله هو الغالب ولن يغلب جنده ما دامت الجنود قد تسلحوا بسلاحين سلاح الإيمان وسلاح الجهاد وقد كانت تكبيرة القلوب الموحدة تزلزل سيل الأعداء من التتار.

"وتم النصر الساحق"

وتم النصر الساحق لجند الله وكان النصر عزيزاً مؤزراً حتى داست خيول المسلمين على رأس قائد جيش التتار وكان اسمه "كتبغوين" أكبر وأشهر قواد التتار كما تابع المسلمون فلول التتار بالشام وبعد يومين من المعركة كانت ليلة القدر في "27" من رمضان ذلك العام وقد تكامل للمسلمين نصرهم الساحق واستردوا مجدهم وشمس إيمانهم الذي لم ولن تغيب إن للمسلمين شمسين لن تغيبا أبداً شمس الإيمان وشمس القرآن.

"ووعد الله قائم ونصره لا يتخلف عن المؤمنين أبداً"

ووعد الله قائم لا يتخلف "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" المنافقون/8 .. "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" محمد/7... "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" الحج/40 "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" الأعراف 157.

"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضىا لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً" النور 55.

ونصر المسلمين على امتداد تاريخهم مرتبط باتحادهم وسلاح الإيمان مع الإعداد والاستعداد أو خزلانهم وضياعهم.

"لتعدد الوقائع والوقيعة بين أبناء المسلمين"

1- إيقاع "شاس بن قيس" اليهودي بين الأوس والخزرج.

استطاع "شاس بين قيس" اليهودي أن يوقع بين قبيلتي الأوس والخزرج بالمدينة المنورة حتى تنادوا السلاح ولما بلغ الأمر الرسول أسرع إليهم وأوقف الحرب بينهم ونزل قول الله تعالى:

"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين" آل عمران/100

"ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها" آل عمران (101 – 103).

وقد تنبه الأعداء للإسلام أن قوة المسلمين في وحدتهم وانتصارهم في عزتهم ولا غلبة عليهم إلا عندما يتفرقوا ومن هنا عمل الأعداء دائماً بمبدأ "فرق تسد" وتخليداً لـــ "شاس بن قيس" اليهودي ومؤامراته التي تكررت في عهد رسول الله يوجد بإسرائيل حزب باسمه – لأن اليهود هم أرباب الفتن والدسائس دائماً.

2- مؤامرة الصليبيين بين الأخوين

"رضوان" ، و"دقاق"

عند الحملة الصليبية الأولى على "أنطاكية" تسمى الآن "الاسكندرونة" بتركيا ظلت المدينة صامدة وطلبت المساعدة من إمارة "حلب" المسلمة وكان ملكها "رضوان وكان على خلافات حادة مع أخيه من أمه وأبيه "دقاق" ملك دمشق ووقف الأخوان "دقاق ورضوان" يتفرجان على أنطاكية المسلمة وهي تقاتل الصليبيين وحدها حتى سقطت المدينة للصليبيين – ثم تآمروا فأوقعوا بين الأخوين "رضوان ودقاق" حتى تآمر الأخ على أخيه مستجيباً للوعود من الصليبيين بنصر الأخ على أخيه حتى استولوا على إمارة "حلب" ثم إمارة "دمشق" وقتلوا بعدها الأخوين معاً!! وذلك بسبب الأوضاع الشخصية لكل منهما ولن يأخذ المسلمون العبرة.

3- مؤامرة حرب الخليج

وما أشبه اليوم بالبارحة فقد ابتليت الأمة الإسلامية عل مدى تاريخها بأهل النفاق ومُدعي الإسلام وهم أبعد عن سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام بُعد المشرقين وأسماؤهم إسلامية وأعمالهم كيدٌ للإسلام وهل ينسى أحدنا مؤامرة حرب الخليج وما كان فيها من تآمر الأخ على أخيه والجار على جاره المسلم ألم تكن مؤامرة!! كانت ولا زلت تتجدد آثارها مراراً وما زالت كالجرح الدامي الذي يتجدد بقيحه وآلامه التي تدمي قلب كل غيور على وطنه وعلى دينه وعلى الأمة العربية والأمة الإسلامية وكيف ننسى أحداثها وهي تلاحقنا في كل وقت وفي كل حين بآثارها البغيضة لحاكم جوع شعبه ونهب أمواله ومدخراته من أجل "عنترية" زائفة وزامة ضالة مضلة تنزل بشعبها الضربات والنكسات والضياع والمجاعات ويدعي الانتصارات الوهمية والشعب كل يوم في فقر وفي بؤس ونكساتع بينما كان عنده من الدخل والعائدات التي كانت تكفيه بالرخاء!!

"إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"

ما أشد حاجة أمتنا الإسلامية إلى دعاة عاملين مؤثرين في أمتهم مثل الشيخ "عز الدين" فقد انفرط عقد الأمة وأصبحت تصرفات بعض حكام الوطن الإسلامي اللامسؤولة مما يقع حسابه على الإسلام وعلى الأمة الإسلامية كلها. والحروب الأهلية بين أبناء البلد الواحد كما هو واقع في العديد من البلاد الإفريقية كالصومال والسودان وغيرهما.

"نداء إلى شباب الإسلام"

هذا النداء للداعية الدكتور عبد الله شحاتة

"إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" الكهف 13/ فالشباب روح الأمة ومستقبلها ونحن في حاجة إلى التعمق في فهم الإسلام ومعرفة أحكامه وآدابه ونظامه: إنه دين السماحة واليسر ومكارم الأخلاق: دين القيم والفضائل: دين الفطرة والسماحة: دين التكامل والتسامي: دين الوسط والوسطية فلا تشدد حتى الخروج على الوطن كما يقع من الشباب الجزائري المسلم الذين يقومون بذبح النساء والأطفال حتى في شهر رمضان مما جعل الأمة في حيرة!! أو التميع من بعض الشباب الذين يسافرون بلدان بعيدة من أجل نزوات رخيصة ليكونوا بعيدين عن رقابة الأهل والوطن فليعلم أن عين الله تراه في كل وقت ومكان أينما كان!! كما أن بعض الشباب يرى أن الإسلام تشدد في بعض النواحي الشكلية في الملبس أو المظهر فيرفضون استعمال الأدوات والملابس الحديثة تأسياً بما كان عليه السلف ففي الحديث الشريف "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه" وقال عليه السلام "ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب وشهوات الدنيا، إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهباناً فليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع إن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتهم الجهاد اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم فإنما هلك من كان قبلكم بالتشدد شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الأديرة والصوامع" إن الفطرة هي الخاصية الأولى للدين فيما يصادم الفطرة أو يشوهها لن يكون دينا "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" إبراهيم 40/41.

"الرسول يحذر من انفراط أمة الإسلام"

1- قال عليه السلام: "إن بين يدي الساعة "الهرج" قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل ليس بقتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضاً – قالوا: ومعنا عقولنا يومئذٍ يا رسول الله؟ فقال: إنه لتنزع عقول أهل لك الزمان ويخلف له هُباء من الناس يحسب أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء.

2- وقال عليه السلام: "سيأتي على الناس سنوات خداعات" يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق وينطق فيها "الرويبضة" قالوا: وما "الرويبضة يا رسول الله؟ فقال عليه السلام: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" ألا ترى يا أخي القارئ أننا نعيش في هذا الزمن الذي حذر منه الرسول: وكم من تافه يسيء للإسلام!! في هذا الزمن الذي اضطرب فيه حال المسلمين والتصرفات المُحيرة لبعض حكام المسلمين والأفراد.

وسوم: العدد 643